ج141: قصة الإسراء والمعراج - إذا كان النبي قد رأى المسيخ الدجال وعرف وصفه فلماذا لما رأى النبي ابن صياد أخذ يتحقق حاله ليعرف هل هو الدجال أم لا - لماذا الوحي لم يخبر النبي عن حقيقة ابن صياد - كيف شيطان بن صياد عرف حرفين مما خبأه النبي في صدره له - لماذا ذهب النبي لابن صياد ولماذا اختبره بل وراقبه - ما الدروس الروحانية المستفادة من قصة النبي مع ابن صياد - كيف يكون للملائكة والجن واقع يظهرهم - لماذا رأى النبي الدجال في المنام وفي رحلة الاسراء لو افترضنا ذلك.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة والحادي والأربعون)

#- فهرس:

:: الفصل المائة والحادي والأربعون :: ج5/ مسائل ختامية على هامش رحلة الإسراء والمعراج – عن ذكر مسائل خاصة برؤية الدجال وإشكالية تحقق النبي من ابن صياد اليهودي هو الدجال أم لا ::

1- س339: إذا كان النبي قد رأى المسيخ الدجال وعرف وصفه فلماذا لما رأى النبي ابن صياد أخذ يتحقق حاله ليعرف هل هو الدجال أم لا ؟

2- س340: لماذا الوحي لم يخبر النبي عن حقيقة ابن صياد بدلا من تحقق النبي من الأمر ؟

3- س341:  كيف شيطان بن صياد عرف حرفين مما خبأه النبي في صدره له ؟

4- س342: لماذا ذهب النبي لابن صياد ولماذا اختبره بل وراقبه ؟

5- س343: ما الدروس الروحانية المستفادة من قصة النبي مع ابن صياد ؟

6- س344: كيف يكون للملائكة والجن واقع يظهرهم ؟

7- س345: لماذا رأى النبي الدجال في المنام وفي رحلة الاسراء لو افترضنا ذلك ؟

*******************

:: الفصل المائة والحادي والأربعون ::

*******************

..:: س339: إذا كان النبي قد رأى المسيخ الدجال وعرف وصفه فلماذا ذهب لابن صياد ليتحقق هل هو الدجال أم لا ؟ ::..

 

#- جاء في الأحاديث .. أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى الدجال وعرف وصفه بصورة دقيقة .. خاصة ملامح الوجه والجسم .. وسبق وذكرناها في الأحاديث السابقة من الفصل السابق مباشر .. 

 

#- حتى تعدد الروايات الصحيحة بتحديد أوصاف عين الدجال وكأنها أميز شيء فيه .. في رواية (إنَّه أعْوَرُ) صحيح البخاري .. وفي لفظ آخر قاله النبي (إحْدى عَينَيْه كأنَّها زُجاجةٌ خَضراءُ) رواه أحمد بسند صحيح كما قال محققو المسند..، وفي لفظ آخر: (إِحْدَى عَيْنَيْهِ قَائِمَةٌ (أي ممسوحة بمعنى عمياء) .. كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (أي فيها لمعة أو بريق)) رواه أحمد وصححه محققي المسند ..، وإضافة لما سبق مكتوب بين عينيه كافر كما جاء في رواية (وإنَّ بيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كافِرٌ) صحيح البخاري..، وفي رواية جاء فيها: (وإنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ العَيْنِ، عليها ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ (أي على جفن العين مثل زائدة جلدية سميكة فوق جفن هذه العين الممسوحة) .. مَكْتُوبٌ بيْنَ عَيْنَيْهِ: كافِرٌ .. يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ؛ كاتِبٍ وغَيْرِ كاتِبٍ) صحيح مسلم ..، (وجاءت الروايات فيها خلاف في تحديد العين المعيبة - فروايات تقول اليمين وروايات تقول الشمال – والله أعلم) .

 

#- ولكن يطرأ علينا إشكالية هنا وهي .. أن النبي ذهب لشخص اسمه "ابن صياد" .. ليتحقق منه هل هو الدجال أم لا .. بل وقام باختباره ..

- وكان في ذلك الوقت فتى يزعم أنه نبي ويوحى إليه وتكلمه الأشياء ..

 

@- وهنا السؤال: لماذا لم يحكم النبي مباشرة أول ما رأى ابن صياد .. بأنه ليس المسيخ الدجال .. طالما كان رأى الدجال فعلا وعرف أوصافه بمنتهى الدقة التي وصلت إلينا من النبي خاصة في الرؤيا التي رأى الدجال فيها ؟!!

- "وهذه الأوصاف ذكرناها في أحاديث الفصل السابق فارجع إليها لو أحببت".. وسأضيف هناك بعض المعلومات إن شاء الله.

 

#- وإليك بعض الروايات التي قالت بذهاب النبي لابن صياد مع بعض الصحابة.

1- جاء في (حديث صحيح) .. عن سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ: (أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ (أي جماعة من أصحابه وكان منهم أبي بكر وعمر) .. قِبَلَ (أي ناحية) ابْنِ صَيَّادٍ (وهو من اليهود قبل أن يسلم فيما بعد) .. حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ (أي حصن) بَنِي مَغَالَةَ (أي قبيلة من الأنصار) .. وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ الحُلُمَ (أي سن البلوغ قرب الثالثة عشر) .. فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ..

- ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ: تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟.

- فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ (أي رسول للعرب الذين لا يعرفون القراءة والكتابة) ..

- فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟

- فَرَفَضَهُ (أي النبي أنكر سؤاله) .. وَقَالَ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ (كأن النبي يقول للفتى وأنت لست من رسل الله – ولذلك أختبره في معرفة الغيب).

- فَقَالَ (أي النبي) لَهُ: مَاذَا تَرَى؟ (أي ماذا تكاشف من الغيبيات من المرائي والأخبار).

- قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ. (أي مرة يأتيني آت بكشف صادق فيما أرى وانطق به .. ومرة يأتيني آت بكشف كاذب فيما أرى وأنطق به).

- فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُلِّطَ عَلَيْكَ الأَمْرُ . (أي خلط عَلَيْك شَيْطَانك مَا يلقى إِلَيْك من السّمع والمرائي .. فلا تعلم الحق من الباطل).

- ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا ..

- فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ. (أي أراد أن ينطق لدخان فلم يستطع)

- فَقَالَ: اخْسَأْ (أي بعدت عن الحق) ..، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ. (أي أن منزلتك – فأنت لا تتخطى منزلة الْكُهَّان الَّذِين يسمعون ما تلقيه الشياطين في أنفسهم من بعض الصدق المخلوط بأكاذيب .. ولن يبلغ قدرك أن تطالع بالغيب من قبل الوحي المخصوص بالأنبياء، ولا من قبل الإلهام الذي يدركه الصالحون).

- فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ (أي أقتله).

- فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ (أي لأن الذي يقتله هو عيسى عليه السلام).. وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ (أي لم يكن هو الدجال) فَلاَ خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ) صحيح البخاري.

 

2- جاء في (حديث صحيح) بلفظ آخر عن عبد الله بن عمر: (قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَأْتِيكَ؟

- قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ.

- فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُلِطَ لَكَ الْأَمْرُ . (أي تم خلط الحق بالباطل في الهواتف التي تأتيك حتى لا تعرف الحق من الباطل فيها .. تلاعبا من الشيطان بك).

- ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا (أي أخفيت لك في نفسي شيئا فهل تعلم ما هو) .. وَخَبَأَ لَهُ: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10].

- فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ. (أي لم يستطع أن يعرف باقي الكلمة (الدخان) .. ولم يقوى على معرفة الآية).

- فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ") رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

 

3- وجاءت القصة في رواية مسلم بلفظ: عن جابر بن عبد الله عن النبي .. وجاء في الرواية أن النبي سأل ابن صياد فقال له:

- ( ما تَرَى؟

- قالَ: أَرَى عَرْشًا علَى المَاءِ .. فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: تَرَى عَرْشَ إبْلِيسَ علَى البَحْرِ.

- وَما تَرَى؟ (أي ما هو مصدر هذه المرائي لك – أو ماذا ترى أيضا)

- قالَ: أَرَى صَادِقَيْنِ وَكَاذِبًا، أَوْ كَاذِبَيْنِ وَصَادِقًا. (يقصد بذلك أن له اتباع من العالم الروحاني الغيبي .. قد يصدقون مرتين ويكذبون مرة أو يكذبون مرتين ويصدقون مرة).

- فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لُبِسَ عليه. (أي اختلط عنده الحق بالباطل) صحيح مسلم ..

 

4- وفي (حديث صحيح) .. يستكمل القصة السابقة .. وَقَالَ سَالِمٌ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: (انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ .. إِلَى النَّخْلِ (أي منطقة النخل) الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ .. وَهُوَ يَخْتِلُ (أي يحاول) أَنْ يَسْمَعَ مِنْ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ابْنُ صَيَّادٍ .. فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ - يَعْنِي فِي قَطِيفَةٍ (أي كساء) لَهُ فِيهَا رَمْزَةٌ أَوْ زَمْرَةٌ (أي كساء فيه رسومات) .. فَرَأَتْ أمُّ ابْنِ صَيّادٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ (أي يخفي نفسه فيها) ..

- فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ: يَا صَافِ - وَهُوَ اسْمُ ابْنِ صَيَّادٍ - هَذَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

- فَثَارَ (أي فنهض) ابْنُ صَيَّادٍ.

- فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ. (أي لو تركته أمه على حاله لكن تبين لنا الأمر في حاله)) صحيح البخاري.

 

#- وبعد ما سبق أعيد مرة أخرى الإشكالية: إذ كيف يختبر النبي ابن صياد ويراقبه .. ومن المفترض أنه كان رآه وعرفه وتحقق من أوصافه بأدق التفاصيل في وجهه وحجم جسمه خاصة في المنام ؟!!

 

@- ملحوظة هامة: لا أجيب على هذا السؤال من باب الدفاع عن رأى من قال أن النبي رأى الدجال ليلة الإسراء .. لا .. وإن كان هذا رأى محتمل عند البعض .. وإنما إجابتي على السؤال من باب أن النبي رآه في المنام بتفاصيله وطالما رآه بتفاصيله .. فلماذا ذهب النبي ليختبر بن صياد وظن أنه يمكن أن يكون الدجال ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: ابن صياد كان فتى لم يتجاوز الثالثة عشر حينما ذهب النبي لرؤيته .. وهو ابن لامرأة يهودية .. ولم تكن عينه مطموسة ولا مكتوب بين عينيه كافر ولا كبير الجسم .. وإنما عينه قد حدث لها أذى وضرر بعد وفاة النبي .. كما قال ابن عمر أنه قابله مرة وكانت عينيه سليمة ثم لقية بعد فترة مرة أخرى وقال: (فَلَقِيتُهُ لَقْيَةً أُخْرَى وَقَدْ نَفَرَتْ عَيْنُهُ (أي أصاب أحد عينيه شيء أفسدها)) صحيح مسلم.

 

- ثانيا: النبي حينما رأى الدجال مناما بأوصافه أو حتى لو ظننا رآه ليلة الإسراء .. فإنما رآه وهو في آخر صورة له سيظهر بها على الناس .. ولم يراه وهو في مراحل عمره المختلفة بداية من وهو صغير كما رأى ابن صياد .. ولذلك هو لم يعرفه حتى يظن هل هذا هو المسيخ الدجال أم لا ..!!

 

- ثالثا: النبي يعلم أن في ذلك الوقت لن يظهر المسيخ الدجال ببعثته بين الناس كدجال .. لأن ظهور المسيخ الدجال سيحدث في وقت .. قد توفى فيه النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن من سيقتل الدجال هو عيسى عليه السلام وهذا في زمن لن يكون فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

 

- وبالتالي هذا يؤكد لك أن ذهاب النبي .. إنما ليتأكد هل هذا الفتى ابن صياد هو ما سيكون المسيخ الدجال في زمن ما بعد وفاته أم ليس هو ..، فذلك من باب التحقيق في المسألة وغلقها في نفوس الصحابة ولا يفكروا فيها إن لم يكن هو .. ويتركوا وقته في الوقت الذي يظهره ربه ..

 

- فلما كان هذا ليس وقت ظهوره .. وبالتالي فالعلامات التي رآها وصفا للدجال لم تظهر عليه .. فأراد النبي أن يتحقق منه .. لعله يعرفه ببعض ما يظهر منه من علامات أخرى.

 

 #- إذن خلاصة ما سبق:

- النبي ذهب ليرى ابن صياد ليتحقق منه .. إن كان هذا هو ما سيصبح عليه الدجال أم لا .. ولذلك عمر بن الخطاب لما طلب أن يقتل ابن صياد .. فقال له النبي: (إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ .. وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ) صحيح البخاري.

 

- إذن: ذهاب النبي لرؤية ابن صياد .. هو فقط للتحقيق هل هذا الفتى هو سيكون يوما المسيخ الدجال أم لا ؟!! أي باعتبار ما سيكون وليس باعتبار ما هو عليه الآن .. فافهم وكن بصير.

 

- وبالتالي أنت تفهم أن سبب عدم معرفة النبي بأن ابن صياد هو المسيخ الدجال أم لا .. لأنه لم يرى الأوصاف الشكلية التي رآها في الدجال لأن هذه الأوصاف رآها في رجل كبير الجسم وله علامات على الوجه مميزة .. ولم تكن في ابن صياد ..، وإنما قد يكون فيما بعد هو الدجال وتتبدل أوصافه ...

- والله أعلم.

 

@- وهنا مسائل قد تخطر على بالك بعد ما قرأته سابقا عن قصة الدجال .. سأذكرها لك سريعا .. لأمحو أي توهم أو شك في نفسك ..

 

**************************

 ..:: س340: لماذا الوحي لم يخبر النبي عن حقيقة ابن صياد بدلا من تحقق النبي من الأمر ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- لسبب بسيط .. لأن الله أراد للنبي أن يتحقق بقانون الأسباب ليتحرى الحقيقة بإنسانيته وليس بنبوته .. حتى يكون مرشدا لمن بعده .. بأن يكون التحري والتحقيق هو منهج حياة .. وليس مجرد ظنون واتهامات لا يقين فيها .. أو مجرد كلام سمعه من ناس حتى ولو أقرب أصحابه إليه .. فلا يعتمد كلام في حق أحد إلا بتحقيق هذا الكلام وسؤال من يقال عنه هذا الكلام ..!!

 

- أما باعتبار النبوة .. فلا أشك لحظة في أنه كان يعلم في داخله أنه ليس المسيخ الدجال .. فهذا من المسلمات العقلية والقلبية عندي في النبي صلى الله عليه وسلم .. لأنه كان مؤيدا في كل الأوقات .. إلا أنه أيضا مأمور باستخدام انسانيته مع الناس لأنه مرشدا للناس.

 

#- ملحوظة وتعقيب على ما سبق:

- من عجيب من لم يوفقه الله وينسب نفسه لمشيخة العلم .. أن يقول لك قلب المؤمن دليله (وهذا حق) .. ويخبرك عن أن بعض الناس لها بصيرة في قلبها فيدرك الحقائق (وهذا حق أيضا) ..

 

#- ولكن عند النبي: إذا أخبرته بأنه كان مؤيدا في كل الأوقات ويلقن بالغيب في قلبه .. فهو ينقلب على عقبيه ثم يتبجح قائلا: أن النبي لا يعلم الغيب .. ثم يزداد وقاحة وكذب ويحتج بقوله تعالى: (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) الاعراف:188.

 

- في حين هو يعلم بحكم دراسته .. أن الآية تتكلم عن نفي معرفة الغيب من نفسه وليس من ربه .. لأن الرسول ممدود من ربه بالغيب: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) لجن26-27.

 

#- ولكن لما اتخذ الجحود وسيلته في إنكار فضل الله للنبي .. كان الجفاء ساكنا في قلبه ما دام حيا ولن يشم رائحة حب النبي .. عقابا له لسوء ظنه بالنبي وجحود فضل الله عليه .. مختبئا خلف قناع كلمة (غلو) .. وهو إما كاذب أو مُضَلل .. لأن ما كان من الله يسمى فضل ولا يسمى غلو .. فمثل هؤلاء كيف يشمون في قلوبهم شيئا من حب النبي .. وأي حب للنبي هذا الذي يتحدثون عنه .. وأي غلو هذا نسبوه للناس وقد أثبته له رب الناس ؟!! فيا له من جحود للنبي صلى الله عليه وسلم .

 

- علما بأني وجدت بعضا من هؤلاء .. مش فاهمين أصلا يعني إيه غيب .. وهذه مصيبة أخرى .. فأي علم هذا الذي يدرسونه هؤلاء .. حتى استخدموا هذ العلم لسلب ما هو مثبت للنبي من فضل الله عليه ؟!!

 

- أخي الحبيب:

- كل مؤمن بالنبي بقدر ظنه يحصد في قلبه من نور حبه .. إذ أن نور حب النبي هو رزق يمنحه الله لمن اتبع النبي محبة له .. وليس جاحدا أو حاسدا له صلى الله عليه وسلم .. وكيف تجد نور حب النبي فيك وأن تسلب النبي حقه وتختبيء خلف قناع (الغلو) .. وحقيقتك هي الحسد له حتى جحدت له العلو .. وصدق الله حين قال: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) النساء:54.

 

#- فإذا أردت أن يشرق الله بنور حب النبي في قلبك .. فاعلم أن كل ما هو حلو جميل وطيب هو قلبه صلى الله عليه وسلم .. وكل رتبة ومكانة ومنزلة وصل إليها مخلوق .. فمنزلة النبي فوقها صلى الله عليه وسلم ..

- والحب يُمنح نوره في قلوب .. لم ترى في رسول الله من العيوب

- وما كان نور حب رسول الله يُمنح .. إلا لمن كان النبي في قلبه مطلوب

- حبيبي يا نبي ..

 

**************************

 ..:: س341:  كيف شيطان بن صياد عرف حرفين مما خبأه النبي في صدره له ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بذلك عمر بن الخطاب أو صحابته الذين كانوا معه حينئذ .. وحاول الشيطان أن يتجسس على هذا الحوار فلم يمكنه الله سوى من حرفين فقط .. وهذا هو ما ألقاه في أذن بن صياد .. ولكن ما كان بن صياد ليعرف شيئا مما في صدر النبي .. وإلا كان من باب أولى عرف ما ينزل عليه من قرآن ..!!

 

#- ملحوظة: بعض الناس قد يبصرها الله بما قد تحمله بعض النفوس من خير أو شر .. حتى يظهر لهم حقيقتهم .. فهذه صفة روحانية تظهر لمن صلحت سريرتهم مع الخلق .. فيميزون بين الخير والشر .. بل وبعض الناس ممن صلحت سريرتهم مع المخلوق والخالق قد يسمعون أصوات ما تحمله بعض النفوس .. إذ أنه من جماعة "كنت سمعه الذي يسمع به" .. فهو يسمع بالله .. والله أعلم.

 

***************************

..:: س342: لماذا ذهب النبي لابن صياد ولماذا اختبره بل وراقبه ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

 

1- ذهب النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد .. لأنه بلغه خبره من أنه يكاشف الغيبيات ويعلم ما تخبئه النفوس وتكلمه الأشياء ويظن في نفسه أنه نبي أو رسول .. بالرغم من أنه صبي ..!!

 

- سنلاحظ في الروايات الصحيحة أن النبي توجه مع بعض الصحابة لرؤية ابن صياد .. وهذا لأنه بلغه عنه أن يعرف الغيب ويزعم أن الأشياء تكلمه وأنه رسول الله .. ومن ذلك سؤال النبي له عما أخفاه له .. فلم يستطع أن يقول سوى (الدخ) ..

- ومن ذلك ما جاء عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: (ذُكِرَ ابْنُ صَيَّادٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ يَزْعُمُ، أَنَّهُ لَا يَمُرُّ بِشَيْءٍ إِلَّا كَلَّمَهُ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده ضعيف.

 

- ومما كان سبب في الذهاب للتعرف عليه .. هو ادعائه أنه نبي .. ولذلك طلب من النبي محمد أن يشهد له بأنه نبي .. كما في صحيح البخاري ومسلم ..!!

 

2- أما عن سبب اختبار النبي لابن صياد .. هو أن النبي أراد أن يقطع الشك في نفوس الصحابة ويظهر لهم أنه مجرد جاهل تلاعب به الشيطان ليفتن الناس من حوله في أهل المدينة "وإن كان يعيش مع جماعة اليهود حينئذ قبل جلاؤهم عن المدينة" .. ولذلك اختبره ليكشف كذبه ويبطل فتنته.

 

3- أما عن سبب عودته له ومراقبته له .. حيث كان يجلس في مكان ما قريب منه شجر النخيل .. فهذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يتحقق من علامة كان هو يعلمها لو ظهرت عليه وهو نائم ولذلك لم يرسل أحد من الصحابة ليراقبه لأنه لا علم له بما يريد النبي أن يكاشفه منه .. والغرض من ذلك هو تعليم الصحابة بأنه إذا كنت تملك المعرفة فتحقق بنفسك ولا تطلبها ممن لا يملك المعرفة فيكون حكمه خطأ والنتيجة المترتبة على ذلك ستكون خطأ.

 

- فالمرة الأولى كشف للصحابة أنه يتلاعب به الشيطان في قواه التخيلية ..، والمرة الثانية كشف للصحابة أن من يملك المعرفة هو من يتحقق بل وليس بالضرورة أن يصل لمبتغاه فإن لم يصل للحقيقة الكاملة عن مسألة غيبية فليتوقف ..

 

**************************

 ..:: س343: ما الدروس الروحانية المستفادة من قصة النبي مع ابن صياد ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

@- والدروس المستفادة من هذه القصة:

1- أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعترض على أن يكون هذا الشخص يرى .. وإلا ما كان سأله من أساسه طالما أن المبدأ أنه لا يمكن أن يرى .. ولكن في هذه القصة يتبين لنا أنه يمكن للبعض أن يرى مشاهد غيبية بعيون روحانية .. قد تكون صواب وقد تكون خطأ.

 

2- الإنسان فيه خاصية روحانية قد تمكنه من الكشف .. وقد يكون هذا الكشف صادق أو كاذب .. وهذا يتوقف على صفاء القلب من الاعتقاد في النفس وعدم سوء الظن بالخلق والخالق..

- وفي قصة بن صياد .. نجد أن الشيطان نجح في أن يجعله يعتقد في نفسه أنه رسول وينبأ مثل الأنبياء .. !!

- وهذه هي نفخة الكبر التي يتركها الشيطان في كل من يتعلق بالروحاني .. لأن غالب الروحانيين لا سلوك لهم إلا بأنفسهم فكانوا وشيطانهم .. معتقدين في أنفسهم .. 

 

3- من المهم اختبار صاحب الكشف الذي يزعم أنه صاحب كرامة من خلال كشفه .. للتحقيق من أن ما يراه هو حق أم باطل .. ولذلك لم يعترض النبي على من رآه بن صياد .. بل وأقر له النبي بصحة رؤية أحد المشاهد التي رآها وهو عرش إبليس على الماء ..

 

4- المشاهد أو المرائي الروحانية .. في حال اليقظة قد تصدق وقد تكذب .. وهذا علامة على تلاعب الشيطان بك .. كما هو حالها في حال النوم كذلك .

 

5- لا تتهم أحد في كشفه حتى يتبين لك صدق كلامه .. فإن كان ممن يقول لك مرة تصيب ومرة تخيب .. فهذا لديه خلل روحاني.

 

6- تنتبه إلى أن من يأتيك ويقول لك معي شيء روحاني طيب وآخر شرير أو سيء .. وأنه يريد من أحد أن يصرف عنه الشرير ويترك له الطيب .. فاعلم أنه شخص مخدوع من الشيطان.

 

7- من يقول لك أن من لديهم خوارق عادات هم من جماعة المُغرَّبين أو الزوهريين المباركين .. فهؤلاء جماعة أقل ما يقال عنهم جهلاء .. وحسبهم ما ينشرونه للناس من أكاذيب لإخفاء حقيقتهم ووسيلة استمدادهم.

 

8- العرافين أقصى معرفتهم بأحداث أرضية غير كاملة الأحداث إن صحت عرافتهم .. والانبياء والرسل معرفتهم علوية وأرضية تتخطى حدود الزمان لمعرفة فيما كان وما هو حاضر وما هو آت في مستقبل الزمان ..

 

9- من مواصفات الشخص الدجال .. ادعائه معرفة الغيبيات الأرضية .. أي أحداث أرضية .. ولا يعرف شيئا عن السماء وأحداث الجنة والنار ..وكذلك ادعائه أنه يأتيه من يوحِي إليه بمعلومات .. حتى قد يرتقي به الحال فيزعم أنه نبي يوحى إليه ..

 

10- تعامل مع الصبيان الروحانيين بقدر ما هم عليه بقدر مرحلتهم العمرية .. فالنبي لم يعاقب بن صياد ولم يتهمه بعبادة الشيطان ولم يقل له يا شيطان .. ولكنه زجره بلفظ (اخسأ) وذلك لما زعم أمام النبي أنه يعتقد في نفسه أنه رسول .. حتى يلزم حدود نفسه ولا يتخطى بما ليس له فيه حق.

 

11- من المهم إظهار حقيقة من يزعم أنه مكاشف غيبيات ومدعى نبوة .. لينكشف حاله للناس حتى تسقط فتنته.

- مكاشف غيبيات: ليس معناه فقط يزعم معرفة الغيب .. لا .. وإنما يكاشف ما وراء العين مما غاب عن حاسة إبصار الآخرين.

 

12- مش كل واحد قرأ حرفين من أفكارك .. فهذا معناه أن يستطيع قراءة أفكارك .. فلا تتوهم تنسب لغيرك ما لا قدرة له عليه .. فأنت الذي تصنع ذلك في نفسك بصناعة وهم في نفسك عن الآخرين ..!!

 

13- ليس كل ما تراه حقيقة .. واعلم أن الحق هو ما دليل عليه في أرض الواقع .. وإلا فلا ترهق نفسك بالبقاء في عالم الخيال وأنت تظن أنك ترى حقائق ..!!

- ولو لم يكن للحق واقع يظهره .. ما كان سأل النبي بن صياد عما خبئه له .. ليكشف حقيقته في الواقع بأن ما يقوله له واقع يصدقه أم مجرد خيال شيطان يفسده ..

 

- والله أعلم.

 

*******************************

 

..:: س344: كيف يكون للملائكة والجن واقع يظهرهم ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- بخصوص مسألة قد ذكرتها منذ قليل في أحد بنود الدروس المستفادة من قصة بن صياد .. فقلت في آخر درس مستفاد: " ليس كل ما تراه حقيقة .. واعلم أن الحق هو ما دليل عليه في أرض الواقع .." .

#- فقيل لي مرة تعقيبا على ما سبق بأسلوب ساخر:

- وهل للملائكة والجن واقع يظهرهم ويدل عليهم ؟

 

@- فقلت: وهل النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخبرنا بوجود الجن والملائكة لم يكن له واقع .. أم نحن الذي اخترعنا نبي وتوهمناه في عقولنا ؟!!

- أكيد كان موجودا وعلمنا عنه أنه صادقا أمينا فصدقناه ..

 

- فالفرق بين البصير والمبصر .. هو نفس الفرق بين المبصر والكفيف .. فأحدهما يدرك بوسيلة إدراك ليست عند الآخر .. وهذا مثال يفهمه من له أدنى عقل ليفهم ..!!

 

- أما كونك أنت لا ترى فهذه مشكلتك أنت .. وإلا فلماذا لا ترى ما في ضمير نفسي ولا أرى ما في ضمير نفسك .. فهل هذا معناه أن ضمائرنا غير موجودة لأن أحدنا لا يرى ما يحمله ضمير الآخر ..!! بقى ده كلام عقلاء برضه ..!! وكذلك أنت لا ترى صفة الحب .. فهل هذا معناه أنه ليس موجود ..!! أكيد .. لا .. "هذا على افتراض أنك فاهم يعني إيه حب أصلا".

 

- فإذا لم يكن لك قلب لتبصر به .. فعلى الأقل احترم عقلك وتأدب بالسؤال حتى يتبين لك الجواب .. فتبصر ما خفي عنك .. بدلا من أن تكون مستهزء فينكشف لك من حالك أنك كنت غبي أحمق ..

- مش كده ولا إيه ؟!!

 

***************************

 

..:: س345: لماذا رأى النبي الدجال في المنام وفي رحلة الاسراء لو افترضنا ذلك ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- حتى تعلم .. يا مؤمن أن في اسراءك "سعيك" إلى الله "لتحقيق إيمانك به" .. سيواجهك من الفتن ما قد يكسر شوكتك كمؤمن .. ولكن طالما أنت متعلق بالله .. فلا فتنة لك ستصيبك كرامة من الله وفضلا .. والله أعلم .

 

2- وإن رؤية المنام للدجال عند الكعبة .. لتعلم أن بعض من هو متسترا بملابس أهل التقوي حقيقته دجال .. إلا أن لهم حقيقة في الواقع كحقيقة الدجال الأعور العين ويزعم الكشف والغيب .. فهؤلاء ليس لهم بصيرة صادقة .. والكذب يغلب على أحوالهم .. ويسهل عليهم اتهام الناس دون دليل .. ويعتقدون في أنفسهم غرورا ويتكبرون على سماع الحقيقة ويكثر على ألسنتهم قول" أنا" .. وقد يزعمون أنهم مؤيدون بطرق غيبية ..

- فانتبه يا مؤمن .. !!

 

- والله أعلم .

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .