ج143: قصة الإسراء والمعراج - هل كان النبي دائم العروج لربه جل شأنه - خرافات ومعتقدات باطلة قيلت في قصة الإسراء والمعراج - هل كلم النبي ربه ليلة الإسراء والمعراج وأخبره ربه أن من أمته سبعون ألف يدخلون الجنة بغير حساب - لماذا الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة وليس منفردين كل حدث في ليلة - لماذا استغرقت رحلة الإسراء والمعراج زمنا.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة والثالث والأربعون)

#- فهرس:

:: الفصل المائة والثالث والأربعون :: ج7/ مسائل ختامية على هامش رحلة الإسراء والمعراج – عن مسائل مجمعة مهمة جدا وبصورة مختصرة عن الإسراء والمعراج ::

1- س351: لماذا الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة وليس منفردين كل حدث في ليلة ؟

2- س352: لماذا استغرقت رحلة الإسراء والمعراج زمنا ؟

3- س353: هل كان النبي دائم العروج لربه جل شأنه في مقام الخصوصية بخلاف رحلة المعراج ؟

4- س354: هل كلم النبي ربه ليلة الإسراء والمعراج وأخبره ربه أن من أمته سبعون ألف يدخلون الجنة بغير حساب ؟

5- س355: ما هي بعض الخرافات والمعتقدات الباطلة التي قيلت في قصة الإسراء والمعراج ؟

*******************

:: الفصل المائة والثالث والأربعون ::

*******************

..:: س351: لماذا الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة وليس منفردين كل حدث في لية ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- المجمع عليه عند عموم علماء الدين بداية من الصحابة والتابعين وتابعيهم "إلا من شذ منهم" .. هو أن الإسراء والمعراج كانا متصلين بليلة واحدة .. فحدث الإسراء من مكة لبيت المقدس ثم المعراج من بيت المقدس للسموات العلا ثم العودة لبيت المقدس ومنه إلى مكة مرة أخرى .. وكل ذلك كان في اليقظة وليس مناما.

 

- وإذا كنا في الرسالة قد ناقشنا أقوال العلماء واستدلالاتهم .. ووقفنا على كل كبيرة وصغيرة .. إلا أنه أحببت أن أذكر لك لماذا الاسراء والمعراج تم حدوثهما في ليلة واحدة ..

 

@- فلا يصح القول الذي قاله بعض العلماء في سابق الأزمنة .. من أن المعراج تم في يوم والإسراء في يوم لأسباب منها:

1- الروايات جمعت بين الإسراء والمعراج في حديث واحد وليس منفردين .. كحديث ثابت البناني عن أنس بن مالك في صحيح مسلم .. حتى البخاري إذا كان اهتم بذكر المعراج إلا أنه بدأ الروايات تعريفا بأن هذا المعراج هو ما كان ليلة أسري بالنبي .. وسبق واوضحنا ذلك كثيرا في الرسالة.

- وعموما من أثبت ذلك .. هم أربعة من أكابر الصحابة جمعوا في روايتهم بين الإسراء والمعراج .. وهم أبا ذر الغفاري وهو كان حاضر واقعة الإسراء والمعراج لأنه كان رابع أو خامس من أسلم لله وآمن بالنبي .. ثم حذيفة بن اليمان ثم أنس بن مالك ثم ابن عباس .. ومن ذكر منهم الراوية تفصيلا هم أبي  ذر الغفاري وأنس بن مالك .. أما حذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس فكانت رواية عامة أو أجزاء مختصرة.

 

2- ولأن الإسراء لوحده ليس فيه عجيبة أو آية غير الانتقال السريع ذهابا وإيابا .. وليس يغلب على الظن أن رب العالمين لم يشق صدر النبي ويغسله جبريل بقبضته النورانية ويرسل النبي للمسجد الأقصا للسياحة الدينية .. ليريه بعض الآثار هناك ..

- وإنما بالتأكيد لمهمة أخرى وهي أن من هذا المكان يوجد معراج للسماء .. ومن هذا المكان تبدأ رؤية الآيات الكبرى .. من السموات السبع والجنة والنار ومقابلة رب العالمين .. 

 

3- ولأن قوله تعالى: (لنريه من آياتنا) .. تدل على ما حدث في السماء .. إذ لا يمكن أن يكون آياته هو زيارته للسياحة إلى بيت المقدس ..!!

  

4- ولأن الرسم القرآني في قوله (الأقصا) بالألف الممدودة .. كما سبق وذكرت في إشارته إلى أن الرحلة كانت تشمل أقصى الأرض وأقصى السماء.

 

5- ولأن الأحاديث المروية عن الصحابة في تحويل القبلة .. تقول أن فرض الصلاة كان قبل الهجرة ما بين سنة وثلاث سنوات .. أي أن فرض الصلاة تم في تلك الفترة ما بين العام العاشر للبعثة إلى العام الثالث عشر للبعثة أي قبل الهجرة للمدينة ..

- فكيف يقال: أن المعراج يكون قبل العام العاشر للبعثة والصلاة قد فرضت في ذلك الوقت ؟!!.. وكذلك الإسراء في حد ذاته .. يظهر أنه كان في العام العاشر تقريبا أو بعدها بقليل .. لأن سورة الإسراء وترهيب النبي للكفار بشجرة الزقوم كانت من الأحداث التي حدثت في تلك الفترة .

 

#- ولو كان الإسراء قد تم قبل المعراج .. فكيف حدوث ذلك إذا كان النبي لما عرج به للسماء ورأى الأنبياء فسأل عنهم جبريل من هذا ومن هذا ؟!! لأنه لو عرفهم مسبقا ما كان سأل عنهم في السماء .. إلا لو قلنا باختلاف الهيئات في الأرض عن هيئات السماء كما سبق وشرحنا ذلك .. ولكن هذا مجرد ظن ظننته .. وسيتبقى مشكلة وهي ما الدليل على انفصال الحدثين عن بعض وحدوثهما في نفس العام تقريبا لو ظننا بانفصال الحدثين .. وما الفائدة من ذلك ؟!! ولماذا نعتقد ذلك أصلا والروايات جمعت بين الحدثين في ليلة واحدة ؟!!

- يبقى ليه نخترع افتراضات واحتمالات والدليل معنا يبطلها وهو ما قاله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

 

- والله أعلم.

 

#- ملحوظة: للمزيد من المعرفة عما سبق بصورة مختصرة ..

أ- يمكنك الرجوع إلى الفصل المائة وعشرة .. تحت عنوان: (س284: كيف يسأل النبي محمد عن الأنبياء في السماء وقد التقى بهم وصلى بهم وتحدث معهم في الأرض قبل العروج إلا لأنه كان حدوث الإسراء والمعراج في زمنين مختلفين ؟).

 

ب- ويمكنك الرجوع إلى الفصل المائة والتاسع عشر .. تحت عنوان: (س304: هل يمكن تصور حدوث أكثر من إسراء ومعراج جسدي للنبي صلى الله عليه وسلم ؟).

 

**************************

 ..:: س352: لماذا استغرقت رحلة الإسراء والمعراج زمنا ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- رحلة الإسراء والمعراج استغرقت زمنا في فترة الليل .. لأن الله اراد لهذا الزمن أن يحدث .. وذلك لسبب مهم:

- وهو أن يحقق للنبي بمتعة المشاهدة الجمالية والجلالية .. لأحداث مهمة وآيات سيريها له الله .. ويريده ان يتحقق منها .. وهذا يستغرق زمنا للنبي من حيث بشريته ..

 

- فقدرة الله جمعت للنبي أمرين .. اختصار الزمن وتحقيق مشاهدة آيات الله الجمالية والجلالية التي أراد الله ان يريها أياه .

 

- وكأن الله أراد له أن يجعلها رحلة ممتعة مصحوبة بمشاهدات سواء علوية أو أرضية .. حتى يجعله متحققا من كمال قيوميَّة الله في الوجود .. وأنه المتصرف الوحيد في كونه ويعلم كل صغيرة وكبيرة في الكون ..

 

- ولكن لو نقله الله في لحظة من مكان لمكان .. فسيفوته متعة المشاهدة لجميل وجليل صنع الله في الوجود .. فأين تحقيق قوله تعالى: (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) الإسراء:1 ؟!!

 

- والله أعلم.

 

************************

 ..:: س353: هل كان النبي دائم العروج لربه جل شأنه في مقام الخصوصية بخلاف رحلة المعراج ؟ ::..

 

- من الأمور التي قد لا ينتبه لها البعض هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان دائم العروج لربه سبحانه في مقام الخصوصية .. إلا أنه ذلك كان في معارج روحية وليس كما كان بجسده في رحلة المعراج .. فمن ذلك:

 

1- قول النبي (لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إنِّي يُطْعِمُنِي رَبِّي ويَسْقِينِ) صحيح البخاري .. وفي لفظ: (لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إنِّي أظَلُّ أُطْعَمُ وأُسْقَى) صحيح البخاري ..، وفي لفظ: (لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إنِّي أبِيتُ لي مُطْعِمٌ يُطْعِمُنِي، وسَاقٍ يَسْقِينِ) صحيح البخاري ..، وفي لفظ آخر: (إنِّي أبيتُ عند ربِّي يُطعمُني ويَسقيني) رواه البزار بسند حسن ..

 

@-وهذه العِنْدِيَّة في لفظ (عند ربي) .. هي مقام خصوصية فيها يتم إكرام النبي فيطعمه ربه ويسقيه ..

 

@- وليس طعام وشراب مثلما نأكل ونشرب .. وإلا ما كان قال النبي (لست كهيئتكم) .. فتبين من ذلك أن المقصد ليس هو غذاء الأبدان .. وإنما غذاء القلوب والأرواح .. وإن كان لا مانع من أن يطعمه الله من فضله بما شاء وكيفما يتناسب مع طبيعته صلى الله عليه وسلم ..

 

@- أما عن رأيي الخاص في شرح الحديث:

- المقصود بالبَيَات: هو المجالسة في حضرة الله والمؤانسة به.

- المقصود بالطعام: المعرفة بتدبير القيوم جل شأنه.

- المقصود بالماء: سريان الحب الإلهي في نفسه.

 

#- فيمكن أن نقول في معنى الحديث: "أبيت بروحي مؤانسا هائما في حضرة مولاي ذاكرا بين يديه .. فيكرمني بفضل معرفته (الطعام) وبفضل محبته (الشراب) .. فلا احتاج إلى غيره من الأغيار التي بها قوام الجسد والروح" ..

 

@- وبالإجمال مقصود الطعام والشراب .. هو تلقي المعرفة من الله المصحوبة بحب عظيم من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم.. والله أعلم .

 

2- جاء في (حديث حسن صحيح) .. عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: (احْتُبِسَ (أي تأخر) عَنَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ مِنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى عَيْنَ الشَّمْسِ، فَخَرَجَ سَرِيعًا فَثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ (أي أقام الصلاة) ..، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَجَوَّزَ فِي صَلاَتِهِ (أي خفَّفَ في الصلاة).

- فَلَمَّا سَلَّمَ دَعَا بِصَوْتِهِ فَقَالَ لَنَا: عَلَى مَصَافِّكُمْ (أي الزموا أماكنكم) كَمَا أَنْتُمْ ثُمَّ انْفَتَلَ إِلَيْنَا (أي توجه بوجهه إلينا) .. فَقَالَ: أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمُ الغَدَاةَ:

- أَنِّي قُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأْتُ فَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي فَنَعَسْتُ فِي صَلاَتِي فَاسْتَثْقَلْتُ (أي ثقل علي نفسي إكمالها بهذا الحال فسلِّمت وغفلت قليلا) ..

- فَإِذَا أَنَا (أي في نومي فوجئت) بِرَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ .. قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ (يبحث في ذلك الوقت) الْمَلَأُ الأَعْلَى؟

- قُلْتُ: لاَ أَدْرِي رَبِّ .. قَالَهَا ثَلاَثًا (أي أن الله سأل النبي فيما يختصم الملأ الاعلى ثلاث مرات).

- قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ، فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ وَعَرَفْتُ (أي ظهر لي كل شيء عن اختصام الملأ الأعلى) ..

- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ .. قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الأَعْلَى؟

- قُلْتُ: فِي الكَفَّارَاتِ، قَالَ: مَا هُنَّ؟

- قُلْتُ: مَشْيُ الأَقْدَامِ إِلَى الجَمَاعَاتِ، وَالجُلُوسُ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، وَإِسْبَاغُ الوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ (أي وقت تجد النفس فيه مشقة عليها مثل أن يكون الجو بارد والماء بارد جدا)..

- قَالَ: ثُمَّ فِيمَ (أي وفي أي شيء يختصمون في الحسنات)؟

- قُلْتُ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَلِينُ الكَلاَمِ، وَالصَّلاَةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.

- قَالَ: سَلْ (أي اطلب مني يا محمد) ...

- قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى حُبِّكَ ..

- قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا ثُمَّ تَعَلَّمُوهَا) رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح ..، سأَلت محمد بن إسماعيل (البخاري) عن هذا الحدِيث فقال: هذا حديث حسن صحيح.. (انتهى النقل) ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): لم أجد طرق أصح من طريق الترمذي والدارقطني عن معاذ بن جبل .. وطريق الترمذي (وطريق الترمذي فيه اعتراض بوجود علة فيه وهي أن يحيى بن أبي كثير قد دلس في الرواية – ولكنه صرح بالتحديث في رواية أخرى – فانتفت العلة).

 

3- عن أبي ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّي أرى ما لا ترونَ ، وأسمعُ ما لا تسمعونَ .. أطَّتِ السماءُ .. وحُقَّ لها أنْ تَئِطَّ .. ما فيها موضعُ أربعِ أصابِعَ .. إلَّا وملَكٌ واضعٌ جبهَتَهُ للهِ تعالى ساجدًا .. واللهِ لو تعلمونَ ما أعلَمُ .. لضَحِكتُم قليلًا .. ولبكيتُم كثيرًا) رواه الحاكم والترمذي وابن ماجه وغيرهم .. وقال الحاكم: إسناده صحيح ..، وقال الترمذي: حسن غريب ..،  وذكره الألباني في صحيح الجامع بأنه حسن .. وحسنه الأرنؤوط لشواهده في تخريج شرح الطحاوية.

 

4- جاء في (حديث صحيح): عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَالْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: (تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَكْثَرْنَا الْحَدِيثَ ..

- قَالَ (أي بن مسعود): ثُمَّ تَرَاجَعْنَا إِلَى الْبُيُوتِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا .. غَدَوْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..  فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأَتْبَاعِهَا مِنْ أُمَّتِهَا .. فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَجِيءُ وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ مِنْ قَوْمِهِ ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ (أكثر قليلا من الثلاثة) ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ النَّفْرُ (أكثر قليلا من العصابة وأقل من عشرة) ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ قَوْمِهِ .

- حَتَّى أَتَى عَلَيَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كَبْكَبَةٍ (أي جماعة) مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي .

- فَقُلْتُ: رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ ؟

- قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ .

- قَالَ (ابن مسعود) : قُلْتُ (أي النبي): رَبِّ فَأَيْنَ أُمَّتِي ؟

- فَقِيلَ لِي (القائل إما أحد الملائكة أو الرب): انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ فَإِذَا الظِّرَابُ ظِرَابُ مَكَّةَ (أي جبال مكة الصغيرة) قَدْ سُوِّدَ ب(أي غطتها) ِبوُجُوهِ الرِّجَالِ (أي ما في جبل إلا واختفت ملامحه من كثرة رؤية الرجال يحيطون به) ..

- فَقُلْتُ: رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ ؟

- قَالَ: أُمَّتُكَ .

- قَالَ: فَقِيلَ لِي: هَلْ رَضِيتَ ؟

- فَقُلْتُ: رَبِّ رَضِيتُ

- قَالَ (أي النبي): ثُمَّ قِيلَ لِي (أي كرامة فضل من الله مخصوصة لك): إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ .

- قَالَ (اي ابن مسعود): فَأَنْشَأَ (أي وقف) عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَخُو بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ .. فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ .. قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ .. ثُمَّ أَنْشَأَ رَجُلٌ آخَرُ .. فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ .. قَالَ: فَقَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ ..... إلى آخر الرواية التي جاء فيها وصف السبعون ألف فقال النبي: (الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) رواه الحاكم وغيره وقال: هذا حديث صحيح الإسناد .. ووافقه الذهبي .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث فعلا صحيح .. والحاكم روى هذا الحديث من طريقين وطريق (العلاء بن زياد هو الصحيح .. أم رواية (الحسن البصري عن عمران بن حصين) .. فهي مرسلة.. وقد ذكرت لكم ذلك لأن هناك روايات ذكرت السند فقط عن طريق الحسن البصري .. فلتنتبه.

 

#- خلاصة القول:

- هو أن النبي صلى الله عليه وسلم .. له معارج روحية أكثر مما نتصور أو يخطر ببالنا .. وكيف يمكن تصور ذلك مع من يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه ؟!!

- صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

#- ملحوظة: سبق الإشارة في الرسالة من قبل للتمييز بين المعارج الروحية في المنام واليقظة .. وهل يمكن حدوث تكرار إسراء ومعراج جسدي للنبي أم لا .. فراجع في ذلك:  

#- الفصل المائة وتسعة عشر .. تحت عنوان: (س303: هل حدث معراج منامي وروحي للنبي وما الفرق بينهما ؟) ..، وتحت عنوان: (س304: هل يمكن تصور حدوث أكثر من إسراء ومعراج جسدي للنبي صلى الله عليه وسلم ؟).

 

*****************************

 ..:: س354: هل كلم النبي ربه ليلة الإسراء والمعراج وأخبره ربه أن من أمته سبعون ألف يدخلون الجنة بغير حساب ؟ ::..

 

- يوجد رواية فيها خطأ .. أو بمعنى أدق فيها نكارة لفظية في متنها .. وذلك بسبب شذوذ أحد الرواة وتوهمه بذكر لفظ الإسراء في الرواية .. نتيجة ما حدث له من اختلاط في آخر عمره .. وهذه هي الرواية لتميز بينها وبين الصحيح ..

 

- ومقصد نكارة أو شذوذ اللفظ .. أن هذا اللفظ لا يصح في الرواية .. وليس الحديث كله لا يصح .. لأنه أتى من روايات أخرى بدون لفظ الإسراء .. فانتبه.

 

#- جاء في (حديث صحيح فيه نكارة أو شذوذ) .. عن عَبْثَرُ بْنُ القَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: (لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَمُرُّ بِالنَّبِيِّ وَالنَّبِيَّيْنِ وَمَعَهُمُ القَوْمُ وَالنَّبِيِّ وَالنَّبِيَّيْنِ وَمَعَهُمُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيِّ وَالنَّبِيَّيْنِ وَلَيْسَ مَعَهُمْ أَحَدٌ حَتَّى مَرَّ بِسَوَادٍ عَظِيمٍ، فَقُلْتُ: «مَنْ هَذَا»؟ قِيلَ: مُوسَى وَقَوْمُهُ وَلَكَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَانْظُرْ. قَالَ: «فَإِذَا هُوَ سَوَادٌ عَظِيمٌ قَدْ سَدَّ الأُفُقَ مِنْ ذَا الجَانِبِ وَمِنْ ذَا الجَانِبِ، فَقِيلَ هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ وَسِوَى هَؤُلَاءِ مِنْ أُمَّتِكَ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ».

- فَدَخَلَ وَلَمْ يَسْأَلُوهُ وَلَمْ يُفَسِّرْ لَهُمْ .

- فَقَالُوا: نَحْنُ هُمْ، وَقَالَ قَائِلُونَ: هُمْ أَبْنَاءُ الَّذِينَ وُلِدُوا عَلَى الفِطْرَةِ وَالإِسْلَامِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ») رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح ..

 

- (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث صحيح ولكن فيه نكارة لفظية .. وهي لفظ (لما أسري به) .. وقد شذ أحد الرواة بذكره لهذا اللفظ .. لأن هذه الرواية قيلت في منام وفي المدينة وليس في مكة ..

 

#- بل ودليل أن هذه الرواية قيلت في منام .. هو ما جاء في لفظ الرواية نفسها (فدخل ولم يسألوه ولم يفسر لهم) أي دخل النبي لمنزله ولم يسألوه عن المقصد وتفسير ما رآه .. وهذا يدل على أنه كان رؤيا منامية ..

 

#- بل ويؤكد ذلك ما جاء في الحديث التالي .. وقد سبق وذكرناه في السؤال السابق .. وهو:

- ما جاء في (حديث صحيح): عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: (تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَكْثَرْنَا الْحَدِيثَ ..

- قَالَ (أي بن مسعود): ثُمَّ تَرَاجَعْنَا إِلَى الْبُيُوتِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا .. غَدَوْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..  فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأَتْبَاعِهَا مِنْ أُمَّتِهَا .. إلى آخر الرواية) رواه الحاكم وغيره وقال: هذا حديث صحيح الإسناد .. ووافقه الذهبي ..، وهو كما قالا صحيح.

 

#- وقد وجدت كلام من الإمام الضياء الأعظمي رحمه الله .. يؤكد ما ذكرته ..  إذ قال رحمه الله تعقيبا على الرواية التي أتى فيها لفظ (الإسراء) .. 

-  ذكرُ (الإسراء) في هذا الحديث شاذ .. لمخالفته ما ثبت في الصحيحين .. لأن رواية هُشيم بن بشير عن حصين أقوى من رواية عبثر بن القاسم عنه...، قال أبو داود: قال أحمد: ليس أحد أصح حديثًا عن حصين من هُشيم..، وحصين ثقة لكن تغير حفظه في الآخر، وهشيم ممن سمع من قبل تغيره ..، وأمّا عبثر بن القاسم فلا يدرى متى سمع قبل تغيره أم بعده...، والقول بتكرار الإسراء فيه تكلف وهو مخالف للتاريخ لأن الحديث ورد في المدينة.

 

- وهذا الحديث إنّما ورد في المنام .. فلعل اشتبه على أحد الرواة قصة المنام فعبر به الإسراء.. وقصة المنام كما في الحديث الآتي: ( عن عبد الله بن مسعود قال: (تحدثنا عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة حتَّى أكرينا (أي أكثرنا أو أطلنا) الحديث .. ثمّ تراجعنا إلى البيت .. فلمّا أصبحنا غدونا إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال نبي الله: "عرضت عليّ الأنبياء الليلة بأتباعها من أمتها، فجعل النبيّ يجيء ومعه الثلاثة من قومه، والنبيّ يجيء ومعه العصابة من قومه، والنبيّ ومعه النفر من قومه، والنبيّ ليس معه من قومه أحد ..  إلى آخر الرواية قد ذكرها كاملة الضياء الاعظمي) (راجع الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه ج17 ص300-301).

 

#- خلاصة القول:

- أن مرور الأنبياء على النبي مع قومهم أمام النبي وسؤاله لربه عمن رآهم .. ثم رؤية النبي لقومه بكثرة كبيرة وأن من قومه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب .. فهذا أمور تتعلق برؤيا منام ولا علاقة لها بقصة الإسراء والمعراج .

 

#- ملحوظة: قد تذكرت .. رواية عن جابر بن عبد الله أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (عُرِضَ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ .. فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي نَفْسَهُ - وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ) مستخرج بن أبي عوانة.

 

- فلعل هذا العرض أيضا كان في منام .. تبعا للمنام الذي ذكرناه عن ابن مسعود..

 

#- ولعل هذا أيضا كان سبب ما قاله .. الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله (المتوفى: 974هـ) في حديث "عرض علىّ الأنبياء ..":

- (عرض علىّ الأنبياء): أي في النوم .. أو في ليلة المعراج، لأنه رآهم ليلته، واجتمع بهم حقيقة. (أشرف الوسائل إلى فهم الشّمائل ص74).

- والله أعلم.

 

**************************

 ..:: س355: ما هي بعض الخرافات والمعتقدات الباطلة التي قيلت في قصة الإسراء والمعراج ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- كثير من الخرافات والمعتقدات الباطلة قد واجهتني أثناء كتابة رسالة الإسراء والمعراج .. ولا يمكن تصديقها .. وأذكر بعض من ذلك وليس كله .. لأن هذا سيحتاج فصول كتير .. ولكن أختصر ذلك في الآتي:

1- خرافة مبيت النبي في بيت السيدة أم هانيء وقت قصة الإسراء .. (وما أكثر هذه الخرافة في كتب التفسير) .. حيث عند الكلام على الاسراء تجد عند بعض المفسرين يكتب جملة مشهورة وهي: ("أن الإسراء كان من بيت أم هانيء") ..، وأم هانيء هي فاخِته بنت أبي طالب .. وهي أخت الإمام علي بن أبي طالب .. وتعتبر بذلك ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم .. وهي ليست من المحرمات عليه .. وبياته عندها يثير الغرابة .. ولكن تسقط هذه الغرابة حينما تعلم أن كل طرق الروايات المنقولة عن أم هانيء تالفة الأسانيد سندا ومتنا .. وأحسن رواية قيلت هي ضعيفة جدا وكثير من طرقها مكذوب على أم هانيء وعلى النبي. (وسبق تحقيق هذا الكلام في أول الرسالة).

2- خرافة أن رحلة الإسراء والمعراج كانتا معجزة يتحدي النبي بهما الكفار.

3- خرافة أن المعراج النبوي هو عن عزيمة وهمة نفسية من خلال اتحاده بالكون وحدوث إسقاط نجمي.

4- خرافة صعود النبي للسموات بدون قدرة الله وحمايته ولطفه.

5- خرافات كثيرة عن شكل البراق.. مثل: أن له وجه انسان..، وله جناحين في فخذي، وله يدين ورجلين يطيلا ويقصرا حسب حالة الطريق ، و أنه طلب أن يشفع له النبي حتى يسمح له بركوبه، و أنه امتنع في البداية من ركوب النبي عليه ونفر من النبي، وأنه مكتوب على جبينه (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ....

6- خرافة وجود المسجد الأقصى في أماكن أخرى على الأرض غير فلسطين.

7- خرافة أن المسجد الأقصى هو في السماء فقط وليس في أي مكان بالأرض.

8- خرافات كثيرة عن صخرة بيت المقدس. أكثر من عشرين خرافة .. (راجع إلى الفصل السابع والثمانون تحت عنوان: (س216: هل معراج النبي كان من الوقوف فوق صخرة بيت المقدس مع جبريل ؟ وهل أثر قدم النبي هو الموجود فعلا على صخرة بيت المقدس ؟).

9- خرافة أن هيكل سليمان هو المسجد الأقصى.

10- خرافة اعتراض عفريت من الجن للنبي في محاولة لحرقه بالنار ..!!

11- خرافة صعود جبريل مع النبي إلى مستوى صريف الأقلام ثم إلى مقام الخصوصية.

12- خرافة تقول أن نور القرآن يمكن أن يحرق الجن كما أن نور العرش يمكن أن يحرق جبريل.

13- خرافة عن أن حملة العرش في صورة الأوعال وأرجلهم كأرجل الماعز والبقر.

14- خرافة الديك الأبيض الذي رأسه عند عرش الرحمن ورجلاه داخل أصل الأرض السابعة السفلى وإذا صاح فديكة الأرض تصيح

15- خرافة رؤية النبي لحملة العرش الثمانية في ليلة المعراج بهيئة بهائم على شكل تيوس الجبل أي ذكور الماعز وأن أقدامهم مثل أقدام الماعز.

16- خرافة رؤية الملاك عزرائيل هادم اللذات ومفرق الجماعات ومخرب البيوت.

17- خرافات قيلت عن كرامات الخلفاء الراشدين عند وصول النبي للجنة.

18- خرافة رؤية النبي لربه شاب أمرد وجالس على كرسي ويحمل الكرسي أربعة ملائكة أحدهما بوجه إنسان والثاني بوجه أسد والثالث بوجه نسر والرابع بوجه ثور.

19- معتقد باطل عن توصية الحجامة من كل جماعة من الملائكة قابلهم النبي في الأرض والسماء..!!

20- خرافة رؤية النبي لذئب في الجنة كمكافأة له لأكله ابن شرطي انتقاما من الشرطي الذي كان يظلم الناس.

22- خرافة خروج حوراء من داخل تفاحة في السماء .. وتقول للنبي أنها للمقتول الشهيد عثمان بن عفان.

23- خرافة الوحي للنبي في ليلة المعراج بأن علي بن أبي طالب هو سيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين.

24- خرافة أن أبا بكر الصديق ليس عليه حساب وأنه يدخل معه الجنة من كان يحبه.

25- خرافة أن رؤية النبي لبيت المقدس وذكر تفاصيله أمام الكفار هو نوع من السحر أو كشف الجن .

26- خرافة بكاء السماء وإنبات اللَّصف ونزول عرق من النبي على الأرض حين عودته لمكة بعد المعراج وإنبات الورد الأحمر من عرق النبي ورائحته من رائحة النبي.

27- خرافة جماع النبي للسيدة خديجة وحملها بفاطمة نتيجة أكل ثمرة من الجنة تحولت لنطفة في صلب النبي.

28- خرافة عن حمل السيدة خديجة بفاطمة بعد رجوع النبي من المعراج.

29- خرافة صلاة السيدة خديجة مع النبي الصلوات الخمسة.

 

#- وثلاث خرافات تم ذكرهم وليسوا من أساس القصة:

1- خرافة قصة ذهاب النبي لأعالي الجبال لينتحر.

2- خرافة قصة الغرانيق العلا.

3- خرافة استعانة سليمان بالشياطين في بناء بيت المقدس.

 

#- ملحوظة: ما سبق هو فقط للإشارة لبعض ما يحمله الروايات الضعيفة من قصة الإسراء والمعراج من أهواء وخرافات تم دسها في القصة .. ويوجد أكثر من ذلك خاصة كثير من أحوال المعذبين .. ولكني اكتفيت فقط بما ذكرته دفعا للإطالة ..

- ثم أشرت لثلاث خرافات قد حققتها وليست من القصة وإنما قد أتت مصادفة نتيجة لفرعيات تكلمنا عنها في القصة .. فأحببت الإشارة إلى كونها خرافة حتى إن صادفتك فتكون على نور من بطلانها ..  

 

#- ملحوظة اخرى: إذا كنت أنظر لتوصية الحجامة على أنها معتقد باطل قيل في قصة الإسراء والمعراج .. فستجد البعض يقول بصحتها مغترا بمن قال بصحتها كالإمام الحاكم وموافقة الذهبي له .. ولهما العذر إن لم ينتبها لما في السند من راوي يفسد الرواية .. وعامة روايات الحجامة في الإسراء لم يصح منها شيئا .. بل ومتنها منكر عقلا لا يتصور حدوثه أو تصوره في قصة الإسراء والمعراج .. وعموما قد أوضحت سبب عدم القبول لذلك في محله هنا من هذه الرسالة ..، وكذلك لا تغتر بمن يقول لك ضعيف ومن فضائل الأعمال .. لأن الخبر غير مقبول عقلا لذوي الأفهام .. إذ لا يعقل أن توصي الملائكة النبي بالحجامة في كل سماء قابلهم فيها دون أي نصيحة أخرى .. وكأن الله عرج بنبيه وقابله بالملائكة ليخبروه ببركة الحجامة فقط في كل سماء .. !! وهذا كلام من وجهة نظري سخيف جدا ..!!

 

#- والسؤال هنا: لماذا تلفيق أحكام بالصحة لروايات .. ولدينا في أخبار الحجامة عن النبي ما ثبت بطريق صحيح .. ويغنينا عن الضعيف .. وكأن أهل زماننا يبحثون عمن قال بصحة هذه الروايات لترويج بضاعة الحجامة .. متجاهلين من قالوا بضعف هذه الروايات .. وكلامي هنا على من يعلم وليس من يجهل .. فانتبه .

#- ورحم الله الإمام مسلم إذ قال في صحيحه: الأخبار في أمر الدين إنما تأتي بتحليل، أو تحريم، أو أمر، أو نهي، أو ترغيب، أو ترهيب .. فإذا كان الراوي لها ليس بمعدن للصدق والأمانة .. ثم أقدم على الرواية عنه من قد عرفه، ولم يبين ما فيه لغيره، ممن جهل معرفته .. كان آثما بفعله ذلك .. غاشا لعوام المسلمين .. إذ لا يؤمن على بعض من سمع تلك الأخبار أن يستعملها، أو يستعمل بعضها .. ولعلها أو أكثرها أكاذيب، لا أصل لها.

 

- مع أن الأخبار الصحاح من رواية الثقات وأهل القناعة: أكثر من أن يضطر إلى نقل من ليس بثقة ولا مقنع. (راجع صحيح مسلم ج1 ص22).

 

@- ملحوظة: الإمام مسلم من المنكرين الأخذ بكل أنواع الحديث الضعيف حتى لو في فضائل الأعمال .. وجزئية ضعيف فضائل الأعمال فيها خلاف بين العلماء بين القبول والرفض .. إلا أن كونه ضعيفا يظل على حاله بأنه ليس حجة شرعية في الدين عند الجميع لعلمهم أنه ضعيف..

- والله أعلم .

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .