ج147: قصة الإسراء والمعراج - هل إحياء ذكرى الإسراء والمعراج في نفوس المؤمنين يعتبر بدعة وفاعلها مبتدع آثم - عن لفظ (احتفال) بليلة الإسراء والمعراج.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل المائة والسابع والأربعون)

#- فهرس:

:: الفصل المائة والسابع والأربعون :: ج11/ مسائل ختامية على هامش رحلة الإسراء والمعراج – عن إحياء ذكرى الإسراء والمعراج ومن يقول ببدعتها فهو مخطيء ::

1- س366: هل إحياء ذكرى الإسراء والمعراج في نفوس المؤمنين يعتبر بدعة وفاعلها مبتدع آثم ؟

#- أولا: ما هو المقصد بإحياء ذكرى الإسراء والمعراج ؟

#- ثانيا: من يستبيح تبديع بعض المؤمنين أي تأثيمهم بسبب ليلة الإسراء والمعراج.

#- ثالثا: قال البعض أن علة منع الإحتفال بالإسراء والمعراج هو أن النبي لم يحتفل بذلك.

#- رابعا: أما من ينقل فتاوى من يستبيح تبديع أي تأثيم المؤمنين .. – "وعلى افتراض أنه يرجو الخير للمسلمين ولا يبغي الفتنة في الأرض ونشر التفرقة بينهم".

#- خامسا: عن لفظ (احتفال) بليلة الإسراء والمعراج ..

#- سادسا: عن معلومة مهمة جدا بخصوص تحديد ليلة الإسراء والمعراج.

 *******************

:: الفصل المائة والسابع والأربعون ::

*******************

..:: س366: هل إحياء ذكرى الإسراء والمعراج في نفوس المؤمنين يعتبر بدعة وفاعلها مبتدع آثم ؟ ::..

 

#- يوجد سؤال منتشر على الإنترنت .. هل الإحتفال بليلة الإسراء والمعراج هو بدعة وفاعلها مبتدع آثم ؟

- أي من يحتفل بها فهو آثم وعليه عقاب من الله .. فهذا مقصودهم من كلمة بدعة التي يترتب عليها عقوبة من الله لك .. لأنك فعلت تشريع عبادة ليس له أصل في الدين.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- دون الخوض في تفصيل البدعة .. التي هي باختصار .. اختراع عبادة دينية أو تشريع ليس من الدين وتعتقد أنه من الدين ..، وليس المقصد بالبدعة هو ما كل يتم إبداعه في الوجود .. لا .. بل ما هو فعل يقول عنه البعض أنه من العبادات أو المعاملات أو العقيدة أو الدين عموما ولكنه ليس كذلك.

 

- وإجابة على سؤال إحياء ذكرى الإسراء والمعراج وعلاقته بالبدعة .. يجب أن يكون فيه تفصيل .. لأنه يحدث فيه خلط لبعض الناس .. ويحدث أيضا فيه تضليل من بعض الناس ..

 

#- أولا: ما هو المقصد بإحياء ذكرى الإسراء والمعراج ؟

- وهذا يختلف على أحوال الناس وأفهامهم ومعتقداتهم .. وهذا على أحوال:

1- هناك من يقول أنها ليلة نجمع فيها القلوب على نبيها وقرآن ربها وتجديدا لإيمانها ..

- وذلك بمدارسة السيرة النبوية بمعرفة قصة الإسراء والمعراج والآيات التي قيلت فيه .. فهذا حينئذ تذكرة ومدارسة وتوعية بما كان من كرامة من الله وتعظيما لشعائر الله التي منها التذكرة بفرضية الصلاة .. فهذا هو الذي يؤجر على عمله إن شاء الله .. لأنه يدعو إلى الله وحب رسوله ولم يخالف في شيء .. وهو يدخل تحت أصل النية في العمل .. وتحت مذاكرة العلم الشرعي حبا في الله ورسوله .. وحالهم حال من يجمعون الناس لمذاكرة فصلا من السيرة النبوية .. فيستغل هذا الحدث ليستحضر هذا المشهد لتعظيمه وإحياءه في نفوس المؤمنين تذكرة بما حدث مع نبيهم .. فله أجره على نيته .. إذ أن نيته هي جمع القلوب على نبيها والتعريف ببعض آيات القرآن وتعظيما لشعائر الله من خلال التعريف وإحياء فريضة الصلاة في قلوب المؤمنين ..

 

2- من حاله إظهار حلة الحب في نفسه للنبي بقراءة أشعار مدح في النبي ..

- فهؤلاء خير لهم ما فعلوه طالما مدح محمود فيه إظهار منهم لحبهم لنبيهم.. وهذا شيء لا علاقة له بالإسراء والمعراج وإنما له علاقة بما في نفس الإنسان من حب للنبي أظهره من خلال كلمات مدح في حق النبي .. إذ صادف ذلك مناسبة حركت فيه هذه المشاعر الجميلة ..

 

3- ومن حاله هو فعل خطأ أو معتقد موروث في مسألة الإحتفال بليلة الإسراء والمعراج .. مثل:

أ- من قال: أن هذا يوم كان يحتفل به النبي فقد أخطأ وجانبه الصواب وليس لديه علم لأنه جاهل في الغالب بهذا الجانب .. إذ لا علم له بالتفاصيل الدينية فظن ذلك الظن.

ب- ومن قال: أن الإحتفال بهذا اليوم فيه فضيلة خاصة ذكرها النبي .. فقد أخطأ .. وحاله مثل حال سابقه.

ج- ومن قال: هذا اليوم فيه عبادة خاصة تحدث مثل الصوم أو قيام ليل .. فقد أخطأ .. وحاله مثل حال سابقيه.

 

- فمثل هؤلاء .. يتم تصحيح أفكارهم ومعتقداتهم حول مفهوم الإحتفال بالإسراء والمعراج .. بأنه مجرد تجديد الإيمان بمعرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم .. وما نزل في ذلك من الآيات ..

 

#- ثانيا: من يستبيح تبديع بعض المؤمنين أي تأثيمهم بسبب ليلة الإسراء والمعراج ..

- فنقول له:

1- هل قال أحد من المؤمنين ممن يحييون ليلة الإسراء والمعراج .. بأن ليلة الإسراء والمعراج هي عبادة دينية أو لها عبادة دينية مخصوصة .. أو لها فضيلة خاصة في الدين ؟!!

- أكيد .. لا .. إلا من كان جاهلا وهذا يتم تقويمه ..

- وطالما المؤمنين لا يعتبرون ذلك عيدا دينيا ولا فضيلة دينية ولا غيره .. فلماذا تستبيح تبديعهم أي بتأثيمهم ؟!!

 

2- ما المانع الشرعي ودليل النهي أو المخالفة في إحياء ذكرى الإسراء والمعراج فيجددوا إيمانهم ويفرحوا بنبيهم وقرآنهم ويظهروا حبهم لنبيهم ..؟!!

- فهل كان من فعل النبي جحود من يمدحه وإظهار محبته له ومنع الفرح للمؤمنين بنبيهم  ؟!!

- أكيد .. لا ..

 

- إذن: لماذا استبحت لنفسك تبديع أي تأثيم بعض المؤمنين دون وجه حق لك .. ومنعت مساجد الله في تذكير الناس بما كان من جليل وكريم الكرامة من الله لنبيه وتعريفهم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ؟

 

3- لماذا تخلطون البدعة التعبدية .. بمن يفرحون بالنبي وسيرته ؟!! فما علاقة هذا بذاك ؟!!

 

4- ثم أعجب .. لمن يعترض على تخصيص ليلة معينة محل ظن عند بعض العلماء بأن ليلة الإسراء والمعراج هي بدعة .. فعلى هذا أنت تتهم كثير من علماء المسلمين بتبديعهم وتأثيمهم لأنهم اجتهدوا .. فغلب على ظنهم يوما ما حدث فيه ليلة الإسراء والمعراج ؟!!

 - أهذا هو ظنك في علماء المسلمين ؟!! أمرك غريب ..!!

 

- ومن ناحية أخرى .. نجد من يستبيحون تبديع المؤمنين أي تأثيمهم .. أن يظهروا علينا ببرامج ودروس في أوقات خاصة في رمضان ؟ فما هو حال باقي الأيام ؟!! أم هل كان من فعل النبي تخصيص توجيه الناس في رمضان فقط ؟!!

- أكيد .. لا .. ولكنها مجرد مناسبة دينية تجتهدون فيها لإحياء الدين في قلوب المؤمنين.

- فما لكم كيف تحكمون ؟!!

 

5- كيف يكون من يحيون ذكرى ليلة الإسراء والمعراج مبتدعون آثمون .. وهو أصلا لا يعرف أحد على وجه اليقين متى كانت هذه الليلة ؟!!

- فيكون تخصيص يوم معين .. إنما هو تخصيص يوم في العام لإحياء ذكرى دينية في القلوب لعل من يحييها في قلوب المؤمنين يحيي الله قلبه يوم تموت القلوب ..

 

6- كيف يكون من يحيون ذكرى ليلة الإسراء والمعراج مبتدعون آثمون .. وفعلهم يندرج تحت أصول دينيه كثيرة .. من فعل الخير وتجديد الدين ونشر الدعوة وتعريف المؤمنين بدينهم ونبيهم ومذاكرة العلم وحب النبي وغير ذلك ..؟!!

 

- بسؤال أبسط وأوضح: هل حب النبي وتذكير المؤمنين بقصة من قصص الإيمان وقول شعر مدح في النبي من البعض هو يعتبر بدعة وضلالة لا يرضى عن ذلك الله ورسوله ؟!!

- فنترك هذا لأسوياء العقول والقلوب ليجيبوا عليه .. فلسنا في حاجة لمشايخ عليها الهوى وحب الأنا للإجابة على هذا السؤال.

 

7- وأخيرا: لماذا في فتواك يا عم الشيخ والداعية أخذت ما تعارف عليه شيعتك أو مشايخك .. وتجاهلت باقي أقوال علماء المسلمين في تلك المسألة .. فهل من الأمانة العلمية أن تخدع المسلمين وتغشهم ولا تذكر لهم الحقيقة كاملة في تلك المسألة ؟!!

- فهل هذا هو الدين عندك = الخيانة في الأمانة العلمية ..!!

- فيا لك من جريء على الله .. إذ تقول بتأثيم بعض المؤمنين بما لم يستحقوا عليه الإثم فقلت بتبديعهم .. وكأن تعريف المؤمنين بنبيهم وفرحهم به هو أثم يستوجب العقاب ..!!

- بل نرجو لك من الله التوبة .. وأن يطهرك من ثوب الألوهية الذي استبحت به حرمة بعض المؤمنين واستبحت به تأثيمهم واستحقاقهم للعذاب.

 

#- ثالثا: قال البعض أن علة منع الإحتفال بالإسراء والمعراج هو أن النبي لم يحتفل بذلك ..

1- فعلا لم يحتفل النبي به .. ولماذا يحتفل به النبي ؟!!

- ولكن نقول: لو لم يكن ذكرى الإسراء والمعراج لها قيمة فلماذا ذكرها لصحابته وتناقلها العلماء لتظل ذكرى حية في نفوس المؤمنين ؟!!

 

2- عجبا ممن يقول: أن هذا لم يكن فعل النبي .. إذ هل من أصول الدين ان عدم فعل النبي للشيء هو دليل تحريم ؟!!  

- إذ لو كان هذا هو المنطق فكل ما هو في حياتنا الآن هو حرام .. بما في ذلك طباعة المصاحف ..!!

 

- وإنما يستدل على عدم فعل النبي للشيء بأنه منكر .. لو قيل ذلك في اختراع عبادة أو فعل مخالف لفعل كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

- وكما لا يخفى عل متعلم .. بأن ترك النبي لفعل ليس معناه تحريمه .. وإلا كان ترك النبي لصلاة التراويح بعد يومين دليلا على تحريم هذا الفعل والنهي عنه لكل مؤمن لو صلي صلاة التراويح بعد يومين من رمضان .. وهذا شيء ما أظن يقول به مؤمن عاقل ..!!  

 

#- والآن نقول: هل الذين يحيون ذكرى الإسراء والمعراج بتعريف المؤمنين بها وإظهار حبهم لنبيهم فيها .. وتجديد تذكرة المؤمنين بما هو خير في الدين .. يكونوا بذلك قد اخترعوا في الدين عبادة دينية خاصة بليلة الإسراء والمعراج ؟!! أو خالفوا فعلا كان يفعله النبي ؟!!

 

- لا .. لم يحدث .. إلا من أخطأ وظن أنه يوم فيه كرامة فعل .. وهذا يتم توجيهه بأن هذا خطأ .. وليس تأثيمه وإدخاله النار ..!!

 

3- ونعود فنقول: أين دليل أن إحياء ذكرى الإسراء والمعراج هو بدعة وضلالة لا يرضى عنها الله ورسوله حتى تستبيح تأثيم المؤمنين ؟!!

 

#- رابعا: أما من ينقل فتاوى من يستبيح تبديع أي تأثيم المؤمنين .. – "وعلى افتراض أنه يرجو الخير للمسلمين ولا يبغي الفتنة في الأرض ونشر التفرقة بينهم" ..

- فليسأل نفسه سؤال بسيط ليكتشف حقيقته: لماذا لم ينقل الرأي الآخر للمسلمين بإجازة من يقول بأنه لا بدعة في ذلك .. فتنشر الرأي والرأي الآخر بمنتهى الأمانة العلمية - ثم تذكر ما تميل له من الآراء ؟!!

 

- الجواب ببساطة: لأنك تعبد آراء مشايخ .. حتى قررت أن هذه الآراء هي الحق وهي الدين .. فجعلت منهم كأنهم أنبياء يوحى إليهم معصومين من الخطأ ..،  وإلا فلماذا لم تذكر للناس الرأي والرأي الآخر طالما أنت تعرف أنها مجرد مسألة فقهية .. ولابد أن يكون فيها خلاف حسب عقليات المفتي وثقافته ومشايخ مذهبه ؟!

 

- إذن: المسألة عندك ليست دين .. وإنما هي قلب فيه خلل ويحتاج لتقويم وإلا ما كان استباح حرمة المؤمنين بتأثيمهم .. ولعله يفعل ذلك من أجل أن يظهر محاسن نفسه عليهم وأنه الولي التقي وغيره مستحق للعذاب الأليم .. وعموما هذا نذكره بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الرجلُ: هلك الناسُ فهو أهلَكُهم) رواه أبو داود بسند صحيح .. والمعنى أن من قال هلك الناس مستحقين عذاب الله لهم فهو أسبق منهم إليه بسبب غروره بالصلاح عليهم ..

- فاتقي الله في نفسك وفي المؤمنين ..  

 

#- خامسا: عن لفظ (احتفال) بليلة الإسراء والمعراج ..

- البعض يعبر عن إحياء ذكرى الإسراء والمعراج .. بلفظ الإحتفال بليلة الإسراء والمعراج .. وهذا اللفظ ليس فيه مشكلة .. إنما هو مجرد لفظ لجذب المؤمنين للإهتمام بهذا اليوم حتى ينتبهوا له ويفرحوا فيه بنبيهم وفضل ربه عليه .. وليس المقصد به هو أنه عيد نتعبد فيه إلى الله .. كما يكذب الكذابين ويريدون أن المقصد من وراء لفظ (احتفال) هو عيد عبادة .. لا .. هذا ليس كذب فقط على المؤمنين .. بل بهتان يطوق في اعناقهم يوم القيامة بما افتروا به كذبا على المؤمنين الذين ارتضوا إحياء ذكرى فيها حب لله ورسول الله.

 

#- سادسا: عن معلومة مهمة جدا بخصوص تحديد ليلة الإسراء والمعراج ..

- اعلم أخي الحبيب .. أن العلماء أجمعوا على أنه لا يوجد يقين في تحديد اليوم الخاص بليلة الإسراء والمعراج .. لأنه لا دليل عليه .. وحتى من يقول بانه ليلة 27 رجب أو ربيع أول .. فكلاهما لا دليل عليه .. وأكثر ما قيل في شهر رجب هو باطل .. وإنما يتبقى في النهاية أن نقول أن تحديد يوم ليلة الإسراء والمعراج فهو مستحيل .. بل والشهر أيضا والسنة .. وكل ذلك هو مجرد اجتهادات وظنون في ترجيح السنة والشهر واليوم .. لا أكثر .. ولا يوجد سبيل لتحديد ذلك يقينا .. وإنما كلها اجتهادات ظنية .. ولا نعلم متى كانت على وجه اليقين .. إلا أنها كانت بعد العام العاشر من البعثة النبوية ولكن في أي وقت .. لا علم لنا .. وإن كان البعض يُذكِّر بها الناس ليلة ليلة سبعة وعشرون من شهر رجب .. فهذا على ظن واختيار بعض العلماء وارتضوه.

 

#- ولا حرج في اختيار ذلك اليوم ظنا منهم بذلك .. مثل أي قصة تاريخية .. إذ هو وفق اجتهاد من ظن ذلك من خلال تتبعه لأحداث السيرة فظن أن هذا هو كان اليوم .. فالإختيار وإن كان ظنا إلا أنه يكون بعد تتبع أحداث واجتهاد وليس مجرد شخص صحى من نومه وقال سنختار هذا اليوم ليكون هو ليلة الإسرار والمعراج .. فافهم وانتبه ..!!

- وما سبق هو لتوضيح .. أن اختيار اليوم عن اجتهاد وليس بالشوق والهوى وتخمين بلا أخذ بالأسباب .. لا .. بل وكل التواريخ المذكورة إنما تم ذكرها عن ظنون نتيجة أحداث جمعها البعض .. وظن منها باحتمال حدوث هذا الحدث في ذلك الوقت .. حتى ولو كان الإستدلالات خاطئة أو ضعيفة .. ولكنه قد اجتهد ..

 

#- وعموما لا حرج في اختيار اليوم وفق اجتهاد أحد العلماء .. لغلبة الظن أن هذا هو اليوم .. إذ ليس المسألة تتعلق باليوم ذاته .. وإنما المسألة تتعلق بتذكرة المؤمنين بما حدث لنبيهم والتعريف ببعض قرآن ربهم .. وتنشيطا لإيمانهم .. من خلال تعريفهم شيئا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو قصة الإسراء والمعراج .. وما حدث مع رسولهم قبل الإسراء والمعراج .. وما حدث بعده .. فهذا هو المهم توصيله للمؤمنين.

 

- وتحديد اليوم هو من باب اتفاق الهمة على التوعية بجزء من الدين في هذا اليوم .. فتثبت المعلومة بصورة أكبر من خلال نشرها في المساجد والقنوات التلفزيونية والإلكترونية .. وهذا كما يفعله بعض الدعاة في رمضان مستغلا الشهر في توعية الناس بدينهم من خلال دروس في الفقة والسيرة والتفسير وقصص الأنبياء وما شابه ذلك .. وإلا فباقي الشهور واجب فيها تدريس هذه الأمور وإنما يتم استغلال الحدث الذي ينجذب فيه المؤمنين لتوعيتهم .. فكانت الأحداث الإيمانية وسيلة لجذب قلوب المؤمنين بالتوعية لدينهم .. لا أكثر من ذلك ولا أقل ..

 

#- خلاصة القول أخي الحبيب:

1- لا يوجد مسألة أصلا للخلاف عليها أو إنكارها أو إجازتها .. حتى تكون هناك فتوى سواء بالإجازة أو المنع .. لأن إحياء ذكرى دينية دون مخالفات ليست في حاجة لفتوى .. ولذلك لم أذكر أقوال من أجاز أو من منع .. ولكني فقط أنكرت على من يستبيح تأثيم بعض المؤمنين لأن جريمتهم هي إحياء مذاكرة السيرة النبوية وإظهار حبهم لنبيهم وتفسير قرآن ربهم في ليلة من ليالي ربنا .. والتي هي لا علاقة لها أصلا بالإسراء والمعراج إلا من حيث الظن ..!!

 

#- فلماذا الصراع على صفحات الإنترنت .. والتفرقة بين المسلمين بفتاوى فيها أهواء .. سواء لمن ينتصر لمن يجيز أو من يمنع .. وهذا يأتي بأقوال مشايخه وشيعته وذاك يفعل مثله .. وكأن آراء المشايخ خرجت من نطاق الرأي إلى نطاق النبوة المعصومة ولها حكم التكليف الديني فعبدوا هذه الآراء ..!!

- والنتيجة المؤسفة تفرق المسلمين بأهواء من فرقوا بين المسلمين بفتاويهم الغير موفقة .. لانتصار كلا منهم لرأيه ...!!  

 

2- لا تظن أخي الحبيب .. أن فتوى أي عالم مهما كان علمه تصل لدرجة النبوة والقداسة .. لا .. أنت فهمت غلط .. فكل إنسان قد يخطيء وقد يصيب .. ويبقى كلامه مجرد رأي ولا أكثر من ذلك ..

 

- أما القلوب الجريئة على الله .. وتسعى بفتوى لمحاربة المؤمنين ومنعهم من التعريف بسيرة نبيهم وإسعادهم وإماتة فرحتهم بنبيهم ودينهم وقرآنهم .. فنقول لهم: هل هذا كان فعل النبي ..؟!! أكيد .. لا ..

 

- فمن يجعل من نفسه نائبا عن الله .. ويحكم على المؤمنين بتأثيمهم دون برهان لما يقول .. فحسبه ما قال في عنقه يوم القيامة وما نشر من فتنة بين المؤمنين.

 

- ومن لا يريد أن يتكلم في سيرة النبي ولا أن تفرح بالنبي ولا تعبر عن حبك له .. فهذا شأنك .. ولكن لا تلقي بظلمات ما تحمله في نفسك وقلبك علينا .. فتكذب علينا وتقول أن الدين يحرم ذلك .. لا .. خذ تحريمك وابتعد به عنا .. ومن باب النصيحة قبل أن تحرم او تحلل .. فتذكر قوله تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) النحل:116.

 

3- وأخيرا أقول لك أخي الحبيب .. ستجد بعض من فيه جفاء للنبي غالب على طبعه .. ويحلو له قتل الفرحة الإيمانية بكل مناسبة وحدث ديني لشحن قلوب المؤمنين بحبهم لنبيهم وربهم وقرآنهم .. ويختبيء خلف قناع المشيخة والدعوة إلى الله .. وحياته ما هي إلا الترويج لعبودية آراء مشايخ شيعته أو مذهبه وكأنهم أنبياء أو وحي معصوم ويجب الإيمان بهذه الآراء .. وإلا فلماذا يتعصبون بغل بين المسلمين بهذه الآراء ؟!!

- فلماذا تجالس من هذا وصفهم .. وكيف تجد روح الإيمان ممن هذا سلوكهم ؟!!

- بل جالس من يحيي قلبك بالإيمان وحب الله ورسوله .. واترك من ارتضى الفتنة بين المؤمنين بعبودية آراء مشايخه ويبدع هذا ويكفر ذاك ويعلن هؤلاء .. وعموما قد كشفت لك نفسية وكيف يميل للرأي حتى يجعله معتقد ديني أو حقيقة دينية ..!!

- ربنا يهدينا ويهديهم ..

 

#- ملحوظة هامة:

- لمعرفة اختلاف العلماء وأقوالهم في تحديد زمن الإسراء والمعراج .. يمكنك الرجوع إلى الفصل العاشر تحت عنوان: (س30: متى كان زمن الإسراء والمعراج من حيث السنة والشهر والليلة ؟).    

- والله أعلم.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .