بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة قصص من كتب التفاسير
قصة النبي أيوب عليه السلام
بين الحقيقة القرآنية وخرافات في بعض الكتب التفسيرية
- مع كشف العيوب في روايات قيلت عن النبي أيوب -
- ومقارنة بين أيوب القرآن وأيوب التوراة -
- مع توضيح حقيقة (مسني الشيطان بنصب وعذاب)-
(الفصل العاشر)
#- فهرس:
:: الفصل العاشر ::
عن قصة أيوب عليه السلام .. عن حقيقة أخبار الإسرائيليات وحديث (حدثوا عن بني
إسرائيل ولا حرج) – وعن غرابة القول بأن التوراة تم تحريف معانيها دون ألفاظها ::
1- س15:
هل يصح نقل روايات الإسرائيليات في كتب التفسير وغيرها
لأن النبي قال (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ) ؟
#- أولا: من بعض أقوال العلماء عن روايات الإسرائيليات.
#- ثانيا: تقسيم علماء المسلمين لروايات الإسرائيليات من حيث القبول والرفض والتوقف.
#- ثالثا: كيف نفهم حديث النبي: (لا تُصَدِّقُوا
أهْلَ الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ).
#- رابعا: كيف نفهم حديث النبي:
(حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ).
2- س16: هل التوراة تم تحريف معانيها وليس ألفاظها ؟
*******************
:: الفصل العاشر ::
=================
..:: س15: هل يصح نقل روايات
الإسرائيليات في كتب التفسير وغيرها لأن النبي قال (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ) ؟ ::..
#- قد يتسائل البعض ويقول: لماذا المفسرين يأخذون كلاما
من توراة أهل الكتاب وبين أيديهم الحق وهو القرآن .. في حين هم يعلمون أن توراة
اليهود حدث فيها تحريف وتغيير معاني كما اخبرنا القرآن بذلك ؟!!
- أي لماذا يتم أخذ قصص
من توراة اليهود وفيها من التغيير والتضليل ما فيها ؟
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الإجابة التي ستجدها عند كثير من الناس .. فسيقولون لك انهم يعتمدون على حديث جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَلاَ حَرَجَ (أي لا إثم عليه) .. وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ
مِنَ النَّارِ) صحيح البخاري ورواه غيره.
- وجاء أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تُصَدِّقُوا أهْلَ
الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ) صحيح البخاري.
#- إذن الحديث السابق وما قبله: هو حجة من يكثر النقل من قصص أنبياء بني إسرائيل أو قصص عموما عن بني
إسرائيل ..
- ولكن الحقيقة أن هذا الإستدلال خطأ .. والبعض استخدم هذه الأحاديث لخدمة ما يهواه في نقل الغرائب التي يجدها في
كتب أهل الكتاب من اليهود والنصارى ..
- والذي يتبين لي .. أن حديثي النبي صلى الله عليه وسلم السابق ذكرهما .. تم فهمهما بصورة مخالفة
لما هو عليه كلامه صلى الله عليه وسلم .. ولذلك سأضع بحثا صغيرا جدا .. لأوضح لك
كيف ضلل الشيطان البعض بهذين الحديثين .. والله ولي التوفيق.
==================
#- أولا:
من بعض أقوال
العلماء عن روايات الإسرائيليات ..
- اعلم أخي الحبيب .. أن كثير من
علماء المسلمين استنكروا الأخذ بأحاديث الإسرائيليات إلا ما صح فقط عن النبي صلى
الله عليه وسلم لأنه بوحي صادق ولا يعارض القرآن .. أما الروايات الأخرى التي يتم
نقلها عن صحابة أو تابعين وفيها أخبار عن بني إسرائيل .. فهي محل رفض عندهم لأنها
غالبا تعارض القرآن وأصول الدين الإسلامي.
#- ومن أقوال بعض الصحابة وبعض العلماء:
1- (أثر صحيح) .. قال الصحابي عبد الله بن عباس: (يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ ..
كيفَ تَسْأَلُونَ أهْلَ الكِتَابِ عن شيءٍ .. وكِتَابُكُمُ الذي أنْزَلَ اللَّهُ
علَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحْدَثُ الأخْبَارِ باللَّهِ (أي قريب النزول إليكم)، مَحْضًا لَمْ يُشَبْ (أي لم يتغير بتحريف ولا تبديل) .. وقدْ حَدَّثَكُمُ اللَّهُ:
أنَّ أهْلَ الكِتَابِ قدْ بَدَّلُوا مِن كُتُبِ اللَّهِ وغَيَّرُوا، فَكَتَبُوا
بأَيْدِيهِمُ الكُتُبَ، قالوا: هو مِن عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بذلكَ ثَمَنًا
قَلِيلًا .. أوَلَا يَنْهَاكُمْ ما جَاءَكُمْ مِنَ العِلْمِ عن مَسْأَلَتِهِمْ ؟
فلا واللَّهِ ما رَأَيْنَا رَجُلًا منهمْ يَسْأَلُكُمْ عَنِ الذي أُنْزِلَ
علَيْكُم) صحيح البخاري .
2- (أثر صحيح) .. عَنِ
الزُّهْرِىِّ أَخْبَرَنِى حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: (سَمِعَ مُعَاوِيَةَ (بن
أبي سفيان) يُحَدِّثُ رَهْطًا (أي جماعة) مِنْ قُرَيْشٍ
بِالْمَدِينَةِ .. وَذَكَرَ كَعْبَ الأَحْبَارِ (وهو
من كبار أحبار اليهود الذين أسلموا بعد وفاة النبي)
فَقَالَ: إِنْ كَانَ مِنْ أَصْدَقِ هَؤُلاَءِ الْمُحَدِّثِينَ الَّذِينَ
يُحَدِّثُونَ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ .. وَإِنْ كُنَّا مَعَ ذَلِكَ لَنَبْلُو
عَلَيْهِ الْكَذِبَ (أي نختبر ما يذكره لنا
بعرضه على القرآن ونجد فيه كذبا لمخالفته القرآن)) صحيح البخاري.
#- فالذي تنتبه له .. أن الصحابة (مثل معاوية ابن أبي
سفيان) كانوا يختبرون أخبار أهل الكتاب التي يذكرونها عن أنبيائهم وغير ذلك من أخبار .. فيعرضوها على
القرآن .. وكانوا يجدون منها الكذب .. لمخالفته القرآن ..
- ولكن خلف من بعد ذلك ما لم يلتزم
بالقرآن .. وافتتن بالنقل من توراة أهل الكتاب وهو منهي عنه لوجود
الفتنة فيه لوجود التحريف فيه ..
- فافهم يا مؤمن وتأمل حتى لا تفتن المؤمنين وتخدع نفسك وتزين لنفسك
ما تهواه بل وتبحث عن أحاديث نبوية لتستبيح النقل من كتب أهل الكتاب وكأنها حق ولم
يدخلها باطل ولا تحريف ..!!
- والذين سيدفعك وراء ذلك هو الفضول المذموم في
معرفة تفاصيل قد أغناك الله عنها بالحق .. وأحسن القصص .. ولكن شيطانك هو ما يجعلك
تبحث فيما لا فائدة وراءه سوى الفتنة ..!!
3- جاء في (أثر صحيح عن الإمام الشافعي) .. عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَعْنَى حَدِيثِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ، وَلَا حَرَجَ)....، "أَيْ لَا بَأْسَ أَنْ تُحْدِثُوا عَنْهُمْ بِمَا سَمِعْتُمْ
وَإِنِ اسْتَحَالَ أَنْ يَكُونَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلُ مَا رُوِيَ أَنَّ
ثِيَابَهُمْ تَطُولُ .. وَالنَّارُ الَّتِي تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُ
الْقُرْبَانَ .. لَيْسَ أَنْ
يُحَدِّثَ عَنْهُمْ بِالْكَذِبِ (أي لا تنقل عنهم ما فيه كذب) وَمَا لَا
يُرْوَى (أي وما هو باطل مخالف
للقرآن فلا يصح روايته)") رواه أبو نعيم
في حلية الأولياء ج9 ص125. (قلت خالد صاحب الرسالة):
الأثر صحيح سندا فيما هو منسوب للإمام الشافعي..، (وما بين الأقواس في كلام الإمام
الشافعي هو من شرحي على الرواية).
4- ونجد الإمام بن كثير
رحمه الله (المتوفى: 774هـ) .. بعد أن ذكر روايات كثيرة خاصة بسليمان وملكة
سبأ .. قال منكرا لما ذكره من روايات:
- مثل هذه
السياقات .. أنها متلقاه عن أهل الكتاب مما وجد في صحفهم
.. كروايات كعب ووهب سامحهما الله تعالى .. فيما نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني
إسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب مما كان وما لم يكن ومما حرف وبدل ونسخ .. وقد أغنانا الله سبحانه عن ذلك بما هو
أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ ولله الحمد والمنة. (تفسير
ابن كثير ج6 ص177).
==================
#-
ثانيا: تقسيم علماء المسلمين لروايات
الإسرائيليات من حيث القبول والرفض والتوقف – حسب ما فهمت من كلامهم ..
- قسَّم علماء المسلمين .. أخبار
الإسرائيليات المروية عن الصحابة والتابعين وغيرهم ممن نقلوا عن أهل الكتاب الذين أسلموا .. إلى
ثلاثة أقسام .. أذكرها لك أخي الحبيب ببساطة مع ذكر بعض الأمثلة للتوضيح ودليل هذا
التقسيم:
1- الأول: أخبار مخالفة لديننا .. فهي باطلة .. ويجب ردها والتنبيه على كونها مخالفة لديننا
إذا نقلوها .. فهي تدخل تحت باب الكذب الذي يجب التنبيه عليه والإحتراز منه.. مثل
أن ابنتا لوط زنيتا بالنبي لوط .. وان اسحق هو الذبيح وليس اسماعيل .. وأن سليمان
بنى بيوتا للأصنام لإرضاء بعض زوجاته .. وأن الشيطان إبليس من الملائكة المخلوقة
من النور .. وغير ذلك.
- وهذا القسم الأول .. يمكن الإشارة إليه بقوله تعالى: (إِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ
أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ
وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى
اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل
عمران:78..، ويشار إليه بكلام بن عباس: (يَا
مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ .. كيفَ تَسْأَلُونَ أهْلَ الكِتَابِ عن شيءٍ ..
وكِتَابُكُمُ الذي أنْزَلَ اللَّهُ علَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
أحْدَثُ الأخْبَارِ باللَّهِ (أي قريب النزول
إليكم)، مَحْضًا لَمْ يُشَبْ (أي لم يتغير بتحريف ولا تبديل) .. وقدْ حَدَّثَكُمُ اللَّهُ: أنَّ أهْلَ الكِتَابِ قدْ
بَدَّلُوا مِن كُتُبِ اللَّهِ وغَيَّرُوا، فَكَتَبُوا بأَيْدِيهِمُ الكُتُبَ،
قالوا: هو مِن عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بذلكَ ثَمَنًا قَلِيلًا .. أوَلَا
يَنْهَاكُمْ ما جَاءَكُمْ مِنَ العِلْمِ عن مَسْأَلَتِهِمْ ؟ فلا واللَّهِ ما
رَأَيْنَا رَجُلًا منهمْ يَسْأَلُكُمْ عَنِ الذي أُنْزِلَ علَيْكُم) ..، ويشار إليه بكلام
الإمام الشافعي: (لَيْسَ أَنْ يُحَدِّثَ عَنْهُمْ
بِالْكَذِبِ وَمَا لَا يُرْوَى).
2- الثاني: أخبار تتفق مع ديننا .. فهي صحيحة .. لأنها لا مخالفة فيها للقرآن أو لنصوص نبوية
صحيحة .. مثل موسى نبي وإبراهيم أبو الأنبياء وما شابه ذلك .
- وهذا القسم الثاني .. هو المشار إليه من حديث النبي: (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ)
صحيح البخاري..، وكذلك يشار إليه بكلام الإمام الشافعي:
(لَا
بَأْسَ أَنْ تُحْدِثُوا عَنْهُمْ بِمَا
سَمِعْتُمْ وَإِنِ اسْتَحَالَ أَنْ يَكُونَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلُ مَا
رُوِيَ أَنَّ ثِيَابَهُمْ تَطُولُ .. وَالنَّارُ الَّتِي تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ
فَتَأْكُلُ الْقُرْبَانَ).
3- الثالث: أخبار ليست في ديننا ولا تخالف ديننا .. فهذا
ما نتوقف فيه فلا نصدق ولا نكذب .. والله أعلم بحال هذا الخبر حينئذ مثل معرفة
أسماء أصحاب الكهف وكيف كان شكل سفينة نوح واسم فرعون موسى وما شابه ذلك .. ويمكن
الأخذ به كرأي فقط ولكن محتمل صحته وعدم صحته .. وليس كمعتقد صحيح .. فانتبه.
- وهذا القسم الثالث .. هو المشار إليه من حديث النبي: (لا تُصَدِّقُوا أهْلَ
الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ) صحيح البخاري.
================
#- ثالثا: كيف نفهم حديث النبي (لا تُصَدِّقُوا أهْلَ الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ).
- ما سأكتبه هنا اجتهاد مني في
فهم الحديث بدون تعقيد وقيل وقال .. فأقول وبالله التوفيق:
1- قد تبين لنا من أقوال
صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .. رفضهم
لقبول ما كان يذكره أهل الكتاب إليهم إلا بعد مراجعة القرآن .. ثم يرون هل يوافقه
أم يخالفه أم لا وجود له في ديننا وهو مما يمكن التحدث به.
2- قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تُصَدِّقُوا
أهْلَ الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ) صحيح
البخاري .. فهذا معناه بكل وضوح
.. أن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن أخبار لا علم لنا بها في ديننا وليس لها
موافقه في الدين ولا مخالفة .. وإلا لو كانت مطابقة في ديننا .. فكيف لا نصدقها
؟!! ، ولو كان مخالفة لديننا فكيف لا نكذبها ؟!!
- مش كده ولا إيه يا عقلاء الناس ؟!!
- إذن: ببداهة العقل .. فالحديث المقصد منه هو العلم الذي لا يخالف
الوحي الإسلامي ..
- وبكل تأكيد .. يشمل أيضا .. ما لا يخالف العقل العلمي
الثابت اتفاقا بين البشر "كاتفاقهم على وجود الجاذبية الأرضية وظاهرة المد
والجزر وأن أنثى البشر هي التي تحمل وتلد" وغير ذلك ..
#- وبناء على ما سبق: لا يصح لأحد أن يستدل بالحديث
القائل (لا تُصَدِّقُوا أهْلَ الكِتَابِ ولا
تُكَذِّبُوهُمْ) على جواز النقل من أهل الكتاب بصورة مطلقة .. لا هذا كلام
باطل على إطلاقه .. وإنما هو مخصص فقط بما لا علم لنا فيه ولا مخالفة فيه لديننا.
فافهم يا مؤمن كلام النبي وكن بصير.
#- ملحوظة هامة: أصل حديث (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم)
.. هو جزء تم استقطاعه من نص الرواية الأصلي الذي إن ظهر فسيتبين مقصد الحديث ..
وهذا هو نص الحديث:
- (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: (كَانَ أَهْلُ الكِتَابِ
يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالعِبْرَانِيَّةِ، وَيُفَسِّرُونَهَا بِالعَرَبِيَّةِ
لِأَهْلِ الإِسْلاَمِ .. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: لا تُصَدِّقُوا
أَهْلَ الكِتَابِ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ .. وَقُولُوا: (آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا
أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ
مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)
[البقرة: 136]) صحيح البخاري.
===================
#- رابعا: كيف نفهم حديث النبي: (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ).
#- ما أذكره هنا أيضا هو اجتهاد مني في فهم الحديث بدون تعقيد وقيل وقال .. فأقول وبالله التوفيق:
1- حديث النبي صلى الله عليه وسلم هكذا أصله: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً .. وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَلاَ حَرَجَ .. وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا .. فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ
مِنَ النَّارِ) صحيح البخاري ورواه غيره.
#- ستلاحظ أمر مهم في الحديث:
أ- أن بداية الحديث تتكلم عن تبليغ الحق وهو القرآن
(بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً) ..
ب- ثم قال: (وَحَدِّثُوا
عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ) ..
ج- ثم قال (وَمَنْ كَذَبَ
عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا .. فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) أي لا تقول عن النبي إلا الحق ولا تكذب عليه
متعمدا ولكن إن أخطأت ولم تكن تعلم فلا حرج عليك.
#- والآن المقصد مما سبق هو: أن أول الحديث تبليغ بالحق .. وآخر الحديث
تبليغ بالحق .. فببداهة العقل يكن أوسط الحديث وهو (حَدِّثُوا
عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ) يتكلم عما فيه تحديث عن بني
إسرائيل ويتفق مع الحق الأول في أول الحديث وآخر الحديث .. أي يكون الحديث عن بني
إسرائيل بما يتفق مع الحق وليس غير الحق وهو ما يوافق الوحي القرآني وثبت صحته في
حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
-
فانتبه لما ذكرته لك فهو نفيس ..
2- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَلاَ حَرَجَ) .. ولم يقل صلى الله عليه وسلم: (حدثوا
من التوراة ولا حرج) ..!!
- فاستباحة التحديث عن أهل الكتب من خلال التوراة .. باعتبار حديث
النبي صلى الله عليه وسلم (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ) .. فهذا كذب على النبي حينئذ .. وتحريف لمقصد كلام النبي عن موضعه ..
ليه ؟
#- لأن لو كان المقصد من كلام النبي .. هو إمكانية التحديث من خلال التوراة .. فهذا حينئذ فيه اتهام واضح
وفاضح للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه يشهد بصحة التوراة .. وهذا كذب آخر على النبي صلى الله عليه وسلم .. ليه ؟
- لأن الله قال: (وَجَعَلْنَا
قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ
الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) المائدة:13 ..، وقال تعالى:
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ
هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ
وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة:79..، (إِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ
لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ
وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل عمران:78.
#- إذن: النبي لم يقل بصحة التوراة
حتى يقال أنه أجاز النقل عنها ولا حرج ..، بل وكيف يكون بلا حرج والقرآن شهد بحدوث
تحريف فيها وتغيير معانيها ؟!!
- فالذي يستبيح النقل من توراة أهل الكتاب متسترا بحديث
النبي: (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَلاَ حَرَجَ) .. هو أخطأ .. لأن
هذا لم يكن مقصد النبي صلى الله عليه وسلم .. بل هو بهذا الحديث أراد أن يستبيح نقل
ما تهواه نفسه من كتب السابقين بغض النظر عن موافقته أو مخالفته للوحي القرآني
والحديث النبوي الصحيح ..!!
#- فيتبين لك أخي الحبيب مما سبق: كيف خلط البعض بين التحديث عن بني إسرائيل ..
وبين التحديث من توراة اليهود .. فجعلوهما شيئا واحدا .. وهذا من وسوسة الشيطان في
النفوس .. لأنه وجد فيهم الرغبة في الفضول المذموم بمعرفة ما أبهمه القرآن .. على
أنه علم جائز .. ثم وسوس لهم الإحتجاج بدلالة حديث النبي (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ) ..!!
3- ما المقصد من حديث النبي بالتحديث
عن بني إسرائيل .. ولا إثم في ذلك على من يتكلم عنهم فيه ؟
- تعالى أقولك واطمئنك بحديث من النبي صلى
الله عليه وسلم .. وهو حديث غير متداول في كتب أهل العلم .. وقد
وجدته بعد بحث .. وفيه خيرا إن شاء الله بمزيد معرفة .. وذلك عشان يطمن قلبك لكل
ما ذكرته لك .. سأذكر لك حديثين .. الأول وفيه قصتين .. والثاني وفيه قصة ..
فأبصر:
أ- الحديث الأول:
#- (حديث حسن) .. عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَحَدَّثُوا عَنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَبَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً أَعْيَا
فَرَكِبَهَا، فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ .. فَقَالَتْ: أَنَا لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آمَنْتُ بِهِ أَنَا،
وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ " - وَلَيْسَا فِي الْمَجْلِسِ - فَقَالَ مَنْ
حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَّا بِمَا آمَنَ
بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَيْنَمَا رَجُلٌ
يَسُوقُ غَنَمًا لَهُ عَدَا الذِّئْبُ فَأَخَذَ شَاةً مِنْهَا، فَطَلَبَهُ،
فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ
لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غَيْرِي، فَقَالَ مَنْ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنِّي آمَنْتُ بِهِ أَنَا،
وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ» - وَلَيْسَا فِي الْمَجْلِسِ - فَقَالَ مَنْ حَوْلَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَّا بِمَا آمَنَ بِهِ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه هشام بن عمار بن نصير في
حديثه .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث حسن .. وفيه (سعيد بن يحيى
بن صالح اللخمى) و (محمد بن عمرو بن علقمة) .. كلاهما صدوق حسن الحديث ..
#- (حديث حسن) .. عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ .. قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً ..
فَأُعْيِيَ فَرَكِبَهَا .. فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ .... إلى آخر الحديث السابق) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: حديث صحيح
وهذا إسناد حسن من أجل (محمد بن عمرو).
#- وفي (حديث صحيح) .. عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلاَةَ الصُّبْحِ .. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ.
- فَقَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً
إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا .. فَقَالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا ..
إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ.
- فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ .. بَقَرَةٌ
تَكَلَّمُ ..
- فَقَالَ (أي النبي): فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا
.. وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، - وَمَا هُمَا ثَمَّ - (أي لم يكونا موجدين في ذلك
المجلس)-.
- (ثم أكمل النبي فقال(:
وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا (أي هجم) الذِّئْبُ .. فَذَهَبَ مِنْهَا
بِشَاةٍ .. فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ .. فَقَالَ لَهُ
الذِّئْبُ هَذَا: اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي .. فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ ..
يَوْمَ لاَ رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي.
- فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ .. ذِئْبٌ
يَتَكَلَّمُ.
- قَالَ (أي النبي): فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا
أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، - وَمَا هُمَا ثَمَّ -) صحيح البخاري.
#- من تفسير الألفاظ:
- قوله (وما هم ثمَّ): أي لم يكن أبو بكر وعمر موجودين
في هذا المجلس الذي حكى فيه النبي تلك القصتين .. ومعنى أن النبي ذكر أبي بكر وعمر
بأنهما يصدقان ما قاله النبي .. إما لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد حكاها من قبل
أمام أبي بكر وعمر وصدقاه فور أن ذكر القصتين لهما ..، أو ليقين النبي صلى الله
عليه وسلم أن أبي بكر وعمر دائما يصدقانه في كل ما يخبر عنه.
- قوله (يوم السَّبُعِ): قال بعض العلماء هو يوم في آخر الزمان
حيث ينشغل الناس فيه بالفتن عن أمور معاشهم حتى تعدو السباع على الغنم ..، والبعض
قال: عيد كان لهم في الجاهلية ، يشتغلون فيه : بلعبهم ، فيأكل الذئب غنمهم..، ولكني
أظن أن المقصد من قول الذئب له ذلك .. أنه إذا كنت اليوم موجودا لترعى غنمك ..
فماذا ستفعل يوم أن تسقط فريسة لي في يوم لا راعي لها .. (فهو تهديد للراعي بأنه
ليس كل لأيام وكل الأوقات متاحا ليكون راعيا لغنمه).
ب- الحديث الثاني:
- (حديث حسن) .. عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ؛ فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمُ الْأَعَاجِيبُ» ثُمَّ
أَنْشَأَ يُحَدِّثُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. قَالَ: خَرَجَتْ
طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى أَتَوْا مَقْبَرَةً لَهُمْ مِنْ
مَقَابِرِهِمْ فَقَالُوا: لَوْ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ وَدَعَوْنَا اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ أَنْ يُخْرِجَ لَنَا رَجُلًا مِمَّنْ قَدْ مَاتَ؛ نَسَأَلُهُ عَنِ
الْمَوْتِ؟
- قَالَ: فَفَعَلُوا .. فَبَيْنَمَا
هُمْ كَذَلِكَ (أي يدعون الله) إِذْ أَطْلَعَ رَجُلٌ رَأْسَهُ
مِنْ قَبْرٍ مِنْ تِلْكَ الْمَقَابِرِ، خِلَاسِيٌّ (أي رجل لون بشرته متوسطة بين الأبيض
والأسمر) .. بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ ..
- فَقَالَ: يَا هَؤُلَاءِ، مَا
أَرَدْتُمْ إِلَيَّ ؟ فَقَدْ مِتُّ مُنْذُ مِائَةِ سَنَةٍ .. فَمَا سَكَنَتْ
عَنِّي حَرَارَةُ الْمَوْتِ .. حَتَّى كَانَ الْآنَ .. فَادْعُوا اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ لِي يُعِيدُنِي كَمَا كُنْتُ) رواه أحمد في الزهد .. وقد صححه البوصيري في الإتحاف برقم1834
وقال هذا إسناد رجاله ثقات .. وذكره الألباني في الصحيحة برقم2926..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث حسن ..، وفي السند
(الربيع بن سعد الجعفي) وهو مقبول إذ قال عنه أبي حاتم أنه لا بأس به ..، وقوله في
الحديث (ثم أنشأ يحدث..) ليس من كلام النبي .. والله أعلم.
#- وخلاصة القول من الحديث السابق:
- أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أظهر
المقصد من التحديث عن بني إسرائيل .. وهي قصصهم التي يذكرونها وقد حدثت كأحوال لهم
.. ولا علاقة لها بتوراتهم .. وقد يكون فيها من الغرائب والعجائب التي لم تعد تحدث
بين الناس وكانت فقط في زمن بني إسرائيل..، وكذلك القصص التي فيها عبرة وحكمة
وموعظة ولا تخالف الوحي القرآني في آياته أو الحديث الصحيح في ثبوته.
#- ومما سبق تعرف .. أن الأهواء تدخلت لتستبيح النقل من توراة
اليهود .. بحديث النبي (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَلاَ حَرَجَ) .. في حين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم
يقل (حدثوا عن التوراة ولا حرج) .. بل هذا تزوير لكلام النبي وتحريف عن معنى حديثه
صلى الله عليه وسلم.
- وقد أوضح النبي المقصد من التحديث عن بني
إسرائيل بقصتين ذكرهما للبيان من مقصده.
- أما ما يذكره بعض أهل التفسير من نصوص توراة اليهود أو ينقل من توراتهم ..
والبعض يبرر لهم بحديث النبي (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَلاَ حَرَجَ) .. فهذا التبرير من الباطل .. وفيه شبهة
الكذب على النبي لأنه لم يقل (حدثوا عن التوراة ولا حرج) ..!!
@- إذن: لا داعي لتضليل المؤمنين في فهم
حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَلاَ حَرَجَ) .. فهو لم
يقل حدثوا من التوراة ولا حرج .. وهذا كلام ظاهر لمن كان له أدنى عقل .. واتقوا
الله في نبيكم .. فالأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب.
4- وأخيرا أقول: من غرائب من يزعم أنهم شيخ وداعية ويستبيح ذكر الروايات التوراتية
المذكورة في كتب التفاسير التراثية:
- إذا سألته فقلت: هل تقبل خبر كان أحد رواته مجروح ومتهم بالتحريف ؟
- فسيقول بعلو الصوت: لا .. مستحيل.
- إذن: فلماذا
تستبيح النقل من التوراة بصورة عادية في حين أن الله جرح هذه التوراة وأثبت لها
التحريف والتغيير ..!!
- فكيف نعقل هذا الكلام يا مولانا الشيخ والداعية ؟!!
- الجواب: لا تعليق..!!
#- خلاصة القول:
- قال تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ
عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ) يوسف:3 ..
- فإذا كان القرآن فيه أحسن القصص .. فلماذا نبحث عن قصص تم التحريف
فيها بالزيادة والنقصان وتبديل المعاني ؟!!
- ليه كده ؟!!
- إنه الفضول المذموم .. للبحث فيما أبهمه القرآن ولم
يظهره ..!!
****************************
..:: س16: هل التوراة تم تحريف معانيها وليس ألفاظها
؟ ::..
- من غرائب بعض العلماء .. الذين يذكرون أن النقل يجوز من التوراة .. هو
أن التوراة محرف معانيها وليس ألفاظها .. وهذا من غريب ما يمكن ان تقرأه لبعض أهل
العلم .. ليه ؟
@- لأن هذا كلام
مخالف للقرآن .. ودليل ذلك:
1- لأن
الله قال: (وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ
قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا
بِهِ) المائدة:13 ..، وقال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ
يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ
ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ
لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة:79..،
(إِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ
لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ
وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل عمران:78.
2- ومن ناحية أخرى:
- قال
تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ
الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ
مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ
وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ
الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الأعراف:157.
#- ويقول تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ
رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي
وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ
كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الفتح:29.
- والسؤال الآن: هل الآيتين السابقتين معناهم أو مضمونهم
مذكور في التوراة والإنجيل ؟!!
- أكيد .. لا ..
-
يبقى كيف يقال أن التحريف في المعنى دون اللفظ ؟!!
- ولو قيل: أن هذه الآيات من الحظ الذي نسوه ولم يعرفوا
به ..
- ولكن يقال حينئذ: لو كان الآيتين السابقتين لا دليل عليهما في
توراة اليهود أو انجيل النصارى في زمن النبي .. فكيف يخاطب الله قوم لا علم
لهم بذلك إلا لو كان فعلا هذا الكلام كان لازال مثبتا في كتبهم في ذلك الوقت ؟!!
- والله أعلم .
جميل هذا الفهم الدقيق استاذ خالد
ردحذفوالذي فهمته هو أن
(بلغوا عني ولو آية)
أصل أول أصيل حق : يوافق الوحي القرآني
(ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)
أصل ثاني أصيل حق : ثبت صحته في حديث النبي صلى الله عليه وسلم
(وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)
لما توافق مع الأصليين الأول والثاني .. بالتدقيق والتحقيق .. وكذلك كل شيء تم نسبته للدين الإسلامي .. يتم عرضه على هذين الأصليين
والله ولي التوفيق
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
نقل للمنفعة...
ردحذف( من رسالة الرفعة والمكانة ج11)
محمود بدر=
☆ أستفسر عن تأثير كلمة سيدنا على الذاكرين والمصلين عليه... وقد قرأت لسيدي إبن عطاء أنه نبه على أن في كلمة سيدنا سر " غور عظيم" على حد تعبيره ولا يتسع المقام للكلام عليه، ولم يتطرق إلى بيانه...
خالد أبو عوف=
☆ كلمة سيدنا تحمل معاني جلالية... يعني الوارد الخاص بها يكون جلالي... يعني يحمل أوصاف الهيبة والخضوع والإنكسار... ويصاحب ذلك قبضا وثقلا على النفس تبعا لذلك ومثال الجلال في ذلك كقوله تعالى:
( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) المزمل
نتيجة جلال القرآن...
- ولذلك أمنع السالكين في البدايات من قول ( سيدنا)... ( وهذا إجتهادي ورأي )... لأنه سيسبب له ضيقا وقبضا لن يتحمله... مما يجعله يظن أنه غير مقبول في الطريق ويبتعد عن الذكر... ومثل هذه التوهمات التي تصرفه عن الطريق...
- ولذلك من حكمة الرسول أنه لم يطلب لفظ السيادة... (حتى لا يحدث لك للنفس)...
= هذا نقل حرفي للجملة بين قوسين ولدي إحساس أن هناك خطأ مطبعي حتى يستقيم المعنى...
ومع الإرتقاء الإيماني يصبح هناك إستعداد للنفس لقبول فيوضات جمالية وجلالية لوجود إستعداد فيها لذلك...
ومثال ذلك= قول الصحابة عن معاملة النبي لهم (كان النبي يعلمنا الإيمان قبل القرآن) ...حتى تصبح النفس في محل إستعداد للجلال القرآني والإتباع بما فيه عن رضا....
☆ دائما هناك مشكلة في الألفاظ الجلالية مع النفوس المبتدأة في الذكر وتحصيل الإيمان..!!
لكن الناس لا يريدون إلا ما تهواه أنفسهم..!! للأسف..!!
وكل شخص يقول : أنا عاوز... أنا أريد... أنا أفعل...بل والأدهى... يسألك ما الحكمة في ذلك... لأنني إن لم أعلم الحكمة فلن أفعل..!!
و لا يخفى عليك أن أكثر القائلين بهذا هي نفوس باطلة غير عاملة... تريد البحث عن طمع العلم فقط وليس العلم والعمل... ولو كانوا صادقون لعلموا أن الحكمة تأتي من العمل الصادق...وليس من بلادة النفس ورعونتها... ومجرد السؤال عن الحكمة..!!
☆ ولذلك أجيب كل شخص في سلوك الطريق... ليس في الوقت الذي يريده هو...وإنما في الوقت الذي أجد أن قلبه مهيء لقبول الحكمة بعد أن يكون عمل واجتهد وذاق شيء من الإيمان...
* نعود فأكمل إجابة ما سألت عنه:
- وينتج عن لفظ سيدنا مكتشفات خاصة سواء قلبية أو عينية تتعلق بسيادة النبي في العالم الروحي... ومدى الفهم عن لماذا هو النبي الأمي على وجه الخصوص ولماذا هو خليل وحبيب رب العالمين...
فكل ما سبق ينتج عن كلمة سيدنا..!!... لكن النفوس التي تطمع في العطاء... لو قالت " سيدنا" لحد يوم القيامة فلن تبصر في قلبها شيء..!! لأنها طامعة...!! وليست محبة..!!
فكما قلنا إن الروابط الروحية تبنى على المحبة القلبية فقط... لا غير..!! أرجو أن أكون أشبعت مارجوت فهمه والتبصر فيه...
===========
الا أشبعتنا..!! (الله يشبعك بالدنيا)... كانت هذه دعوة أمي لكل من يطبخ لها أو يحضر لها طعام..
يرجى التركيز على:
☆ " لو كانوا صادقون لعلموا أن الحكمة تأتي من العمل الصادق..."
☆ ولذلك أجيب كل شخص في سلوك الطريق... ليس في الوقت الذي يريده هو...وإنما في الوقت الذي أجد أن قلبه مهيء لقبول الحكمة بعد أن يكون عمل واجتهد وذاق شيء من الإيمان..."
لأنه لب القول...
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
طيب
ردحذفبحث ممتاز
أسأل الله العظيم أن يجعله في ميزان حسناتك
طيب
بالقنوات المعادية للاسلام عمالين يقولوا: ان هناك آيات قرأنية مأخوذة ومقتبسة من التوراة.
أعطي متال؟
الجواب
عمالين يقولوا ان: اية (حتى يلج الجمل في سم الخياط)
مأخوذة من الانجيل.
....
وغيرها من الايات القرأنية
طيب
الرد بتاعي عليهم
ان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
فال في الحديث ان مثلي ومثل الانبياء من قبلي مثل البيت وانا اللبنة او الطوبة الاخيرة.التي أكملت بناء البيت.
يعني
لم يكن بدعا من الرسل وأتى بشيء جديد
فهو عليه الصلاة والسلام مكمل للانبياء السابقين
والله أعلم
حذف[ 2206 ] عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأتمها، وأكملها إلا موضع لبنة، فجعل الناس يدخلونها، ويتعجبون منها، ويقولون: لولا موضع اللبنة ! ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء".
رواه أحمد ( 3 \ 361 )، والبخاري (3534)، ومسلم (2287) (23)، والترمذي (2866).
[ 2207 ] ونحوه عن أبي هريرة، غير أنه قال: "فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين".
رواه أحمد ( 2 \ 398 )، والبخاري (3535)، ومسلم (2286) (20-22).
طيب ..!! زي ما يقول مجد الطيب 😊
حذفتفاءلوا خيرا تجدوه...
وسيبك من كل اللي قالوه... وتنبأوه... واستنبطوه... وحسبوه... طنش واضرب به عرض الحائط...
ركز فقط مع القرآن وما قاله الله تعالى:
﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ الحشر: 2
" الآية مش عايزة شرح...
الآية عايزة فهم...
الآية عايزة إيمان...
الآية عايزة إدراك أن هناك حبل من الله وحبل من الناس...
قيام الدول وسقوطها مرهون بأن الله يؤتي الملك وينزع الملك...
هو الذي يحدد لحظة النهاية..!!
ممكن تكون كل عوامل السقوط موجودة...
لكن..!!
لحظة "النهاية" يحددها سبحانه وتعالى"
(أحمد منصور)
وكما يقول سيدي خالد دوما " في الوقت الذي يريد وليس الوقت الذي نريد"
ماهو مش ممكن نظل حزانى طول الوقت لابد من فجر لهذا الليل الطويل...
نسائم الفجر آتية لا ريب...
يارياح الحرية هبي على أقصانا...
واعصفي بالطغاة....
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
طيب
ردحذفوما أوتي موسى وعيسى=
موسى التوراة
عيسى الانجيل
طيب
سؤال مهم
هل كل مافي التوراة والانجيل الموجود حاليا هذه الايام محرف وغلط ومكذوب؟
الجواب
قليل منهما فيه صح وبقية كلام الله العظيم
.والله أعلم.
سبحان الله وتعالى عما يصفون ..
ردحذفمن المؤسف فعلا ان يغيب عن علماء النقل من الكتب السابقة هذه الأسس في فهم احاديثه صلى الله عليه وسلم الخاصة بالتحديث عن بني اسرائيل !! .. فهي فعلا اهواء .. وليست من صفات الراسخون في العلم .. ولا حول ولا قوة الا بالله ..
جوزيت كل خير استاذنا الفاضل
وامدك بمدد الصحة والعافية والعلم والمحبة
آمين يارب العالمين
🌴🌴
ردحذف#همسة_لقلبك
يرزق بالأسباب، وبدون الأسباب،
وبضد الأسباب،ليبين لعبده أنه وحده المتصرف سبحانه،
وأن الأسباب المجردة إذا شاء سبحانه أجرى عليها النفع، وإذا لم يشأ لم يجعلها شيء، لأنه هو الأول والآخر، وإليه يرجع الأمر كله، وبهِ يأتي البعيد، ويتيسر العسير، وبقوله «كُن» يخضع كل شيء
أمامَ أمره تعالى!
#ثق_بربك
🌴🌴
﴿ وَهُو معَكم أينَما كُنتُم ﴾
ردحذفتكفي هذه الآية لتشعر بطمأنينة قلبك وهدوء نفسك وسكون روحك لا تخف ولا تقلق فالله معك في كل حين.🩵