بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة قصص من كتب التفاسير
قصة النبي أيوب عليه السلام
بين الحقيقة القرآنية وخرافات في بعض الكتب التفسيرية
- مع كشف العيوب في روايات قيلت عن النبي أيوب -
- ومقارنة بين أيوب القرآن وأيوب التوراة -
- مع توضيح حقيقة (مسني الشيطان بنصب وعذاب)-
(الفصل الثاني عشر)
#- فهرس:
:: الفصل الثاني عشر ::
عن قصة أيوب عليه السلام .. ومدة ابتلاءه وحقيقة مرضه وأن شكواه لا تخالف مقام
الصبر ::
1- س18:
كم كانت مدة ابتلاء النبي أيوب عليه السلام وحقيقة مرضه ؟
@- من المغالطات المذكورة في قصة أيوب عليه السلام:
أ- تحديد الفترة الزمنية التي عاشها أيوب في
مرضه.
ب- تحديد نوع المرض الذي تم ابتلاء أيوب به.
2- س19: ما هي حكمة إخفاء القرآن الفترة الزمنية لابتلاء أيوب وإخفاء
نوعية مرضه ؟
3- س20: هل كانت شكوى أيوب لربه من مرضه وآلامه الجسدية والنفسية تخالف مقام الصبر ؟
*******************
:: الفصل الثاني عشر ::
=================
..:: س18: كم كانت مدة ابتلاء النبي أيوب
عليه السلام وحقيقة مرضه ؟ ::..
- من المسائل التي قيلت في قصة أيوب .. هو الفترة الزمنية التي قضاها أيوب عليه
السلام في مرضه .. وحقيقة مرضه ونوعه ..
#- أولا: بخصوص الفترة الزمنية لابتلاء مرض أيوب.
- قال ابن الجوزي رحمه الله (المتوفى: 597هـ):
- واختلفوا في مدة لبثه في
البلاء على أربعة أقوال:
- أحدها: ثماني عشرة سنة، رواه أنس بن
مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- والثاني: سبع سنين، قاله ابن عباس، وكعب،
ويحيى بن أبي كثير.
- والثالث: سبع سنين وأشهر، قاله الحسن.
والرابع: ثلاث سنين، قاله وهب. (زاد المسير ج3 ص206).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- توجد عدة روايات قيلت عن مدة ابتلاء أيوب
عليه السلام .. ومنها ما هو منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم .. وهي ضعيفة ..
1- جاء في (حديث ضعيف جدا) .. عن أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان
قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن علي الموصلي، قال: حدثنا الحسن بن داود قال: حدثنا
يزيد بن هارون، عن أنس قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله
عن قول أيوب: (مسني الضر) .. فبكى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: والذي بعثني بالحق نبيا .. ما شكى
فقرا نزل إليه من ربه .. ولكن كان في بلائه سبع سنين، وسبع أشهر، وسبع
أيام، وسبع ساعات، فلما كان في بعض ساعات وثب (أي قام نشيطا)) رواه أبو عبد الرحمن السلمي في
تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف جدا .. وسبق تحقيقه في الفصل
الحادي العاشر.
2- جاء في (حديث باطل - مضطرب سندا ومتنا – ومتنه منكر جدا) .. عن الزهري، عن أنس بن مالك:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ أَيُّوبَ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَبِثَ فِي بَلاءِهِ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً
.. فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ إِلا رَجُلَيْنِ مِنْ إِخْوَانِهِ (أي أقربائه أو طلابه) .. كَانَا مِنْ أَخَصِّ
إِخْوَانِهِ .. كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانِ .. إلى آخر الرواية) رواه البزار وبن حبان وغيرهما
.. (قلت خالد صاحب الرسالة): رواية باطلة سندا ومتنا ..
والبعض أشار لصحتها والبعض ضعفها .. وهو باطل مرفوعا للنبي .. وسبق تحقيقه في الفصل الحادي العاشر.
3- رواية تابعي .. (رواية باطلة وتالفة السند والمتن) .. عن ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا سَلَمَةُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ
عَنِ ابْنِ دِينَار عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: (مَكَثَ أَيُّوبُ فِي ذَلِكَ الْبَلَاءِ سَبْعَ سِنِينَ
وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ .. مُلْقًى عَلَى رَمَادِ مَكْنَسَةٍ فِي جَانِبِ الْقَرْيَةِ)
رواه بن جرير الطبري في تفسيره..، (قلت خالد صاحب الرسالة): رواية باطلة المتن .. وسبق تحقيقها في الفصل
التاسع ..، وقد ذكرنا كل طرق الرواية المذكورة عن التابعي الحسن البصري.
4- رواية تابعي .. أخرج عبد بن حميد عَن قَتَادَة:
(قَالَ: ابتلى سبع سِنِين وأشهراً فَألْقى على كناسَة بني إِسْرَائِيل
تخْتَلف الدَّوَابّ فِي جسده ..) رواه السيوطي في الدر المنثور.. (قلت خالد صاحب الرسالة): رواية باطلة المتن .. وسبق تحقيقها في الفصل
التاسع.
#- ثانيا: بخصوص حقيقة مرض أيوب ونوعه.
- قد سبق الكلام عن هذه
الجزئية بالتفصيل .. بأن مرض أيوب لم يكن مرض منفر .. فليس هو
بجذام مصحوب بجلد منتن ومتعفن كما زعم من زعم ذلك .. وهذا من جرأتهم على أنبياء
الله .. مستبيحا قول ذلك لأنه وجد في توراة اليهود أن أيوب كان يحك جلده من بقطعة
من الفخار حتى يتساقط الجلد .. ففهم أنه مرض الجذام .. بل وشيء غريب جدا أن تجد من
يستبيح قول ذلك .. وهو شيء مخالف للعقل والشرع ..!!
#- عموما قد سبق وذكرت كلام
العلماء بالتفصيل على هذه الجزئية .. في الفصل الثالث تحت عنوان: (س4: هل يمكن التصور أن يكون مرض أيوب هو من الأمراض المنفرة
حتى هجره الناس ؟ ).. فارجع إليه لمعرفة ما قالوه لو أحببت.
#- خلاصة القول:
1- لم يأت في مدة ابتلاء أيوب فترة
زمنية صحيحة يعتمد عليها .. سوى القيل والقال .. ورسول الله صلى الله
عليه وسلم بريء مما نسب إليه ..، وكذلك لم يأت أي خبر صحيح يعرفنا ما هو حقيقة مرض
أيوب عليه السلام .. بل ليس في أحاديث النبي سواء صحيحة أو ضعيفة ما يشير لتحديد
مرض أيوب .. فانتبه.
2- ولا يمكن تحديد وقت للإبتلاء .. حتى فيما بين أيدينا من توراة اليهود لا يوجد
فيها تحديد لمدة ابتلاء أيوب .. إذ قد كان من الممكن أن نشير لذلك من باب العلم الذي
لا يصدق ولا يكذب من الإسرائيليات .. ولكني لم أجد .. إلا تفسيرات تقول بأن
ابتلاءه كان سبعين عاما .. لأنه حسب توراتهم أن أيوب عاش مائة وأربعون عاما بعد
الإبتلاء .. وإذا كان الله أعطاه ضعف ما كان سلب منه وقت ابتلاء ومن ذلك صحته ..
فيكون أعطاه ضعف صحة ما كان عليه في مرضه التي عاشها .. فإذا عاش في صحة مائة
واربعون عاما .. فيكون بلاءه في مرضه سبعون عاما .. وهذا كان استنتاج بعض مفسري
التوراة من أهل الكتاب لبيان فترة ابتلاء أيوب.
#- أما عن مرض أيوب عند أهل
الكتاب .. فهو مرض جلدي منفر جدا ترتب عليه أن جلده
تنتن وتعفن وتقيح وأصبح الدود يحوم حول جلده المتعفن هذا ..!!
- وعلماء المسلمين لا يقولون
بهذا الكلام .. إلا من غرة النقل من توراة اليهود ..
فانتبه.
3- لي رأي خاص بجزئية تحديد فترة إبتلاء ومرض أيوب عليه السلام:
- وهو أن القرآن أبهمها أو
اخفاها لحكمة .. وهذه الحكمة من وجهة نظري .. هي ليعطي الله
الأمل لكل مبتلى مهما كان ابتلاءه صغيرا أو كبيرا أن يكون له حال تعلق بربه في كل
أوقاته .. فلا يلتفت لكم مرت فترة ابتلاءه لأن حقيقة مدة ابتلاء كل شخص حسب اختبار
الله له .. ولكن يلتفت لربه الذي ابتلاءه فيناجيه ويرجوه دون يأس أو إحباط .. ويأنس
بحال أيوب عليه السلام إذ كان مبتلى في نفسه بظاهر المرض وفي باطنه بآلام نفسية ..
حتى قيل أنه عاش وحيدا عاجزا عن فعل شيء لنفسه وكانه كان قعيد الجسد.
- وأذكر لك مزيد من الشرح في
السؤال التالي إن شاء الله ..
**********************
..:: س19: ما هي حكمة إخفاء القرآن الفترة
الزمنية لابتلاء أيوب وإبهام نوعية المرض ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- نجد في قصة أيوب عليه السلام .. أن الله قد أخفى مدة الابتلاء ونوعية
المرض الخاص بأيوب عليه السلام .. وأجد في ذلك حكمة أجدها في الآتي:
#- أولا: الابتلاء غير مرتبط بزمن ولا
نوعية محددة من الأمراض.
- لم يرد الله لنا معرفة مدة مرض
أيوب .. لأن الغرض هو أن تعرف أن الإبتلاء حينما
ينزل فهو بأمر الله .. وحينما يُرفع فهو بأمر الله .. ولا وقت محدد لنزوله ولا وقت
محدد لنهايته .. ولا معرفة لنا إن كان سبب موتنا أم مجرد اختبار ويصبح من ماضينا..
فلا تظن أن الابتلاء مرتبط بزمن محدد .. لا .. وإنما مرتبط بإرادة الله ..
- ولم يرد الله لنا أن نعرف نوعية
المرض الذي حدث لأيوب .. لأن المرض مختلف مع كل إنسان .. فلا تظن أن الإبتلاء مرتبط
بمرض معين .. لا .. لأن كل إنسان وله ابتلاءه .. والغرض هو أن يجدك في ابتلاءك
صابرا أواب .. لتنجح في اختبارك..، فتكون صابرا أواب بالرجوع
إلى الله وحال قلبك يقول: ماض فيَّ حكمك – عدل فيَّ قضاؤك – ولا حول ولا قوة إلا
بك .. وأنت أرحم الراحمين.
#- ثانيا: لم يرد الله أن يتركك فريسة
لوسواس الشيطان أو من يخدم وسواسه:
- من الغريب أن يبحث البعض في
طول مدة الإبتلاء وتحديد نوع المرض .. في حين أن الغرض من القصة هو توضيح أن لكل
إنسان ابتلاؤه ومرضه .. ولكن الفائز فيه هو من يكن صابرا ولله أواب .. فهذا هو
الفائز الأعظم .. وفي أحوال الإبتلاء تتفاوت أحوال الناس بقدر إيمانهم وصبرهم .. وأعلاهم
مقاما من ثبت على الصبر وكان لله أواب .. وحال قلبه يقول: (ماض فيَّ حكمك – عدل
فيَّ قضاؤك – ولا حول ولا قوة إلا بك – يا أرحم الراحمين).
#- ولو كان الله أظهر لنا نوعية المرض والفترة الزمنية .. لدخل
الوسواس ..
- نعم كان سيدخل الوسواس بين
الناس .. مصحوبة بخرافات نفسية لبعض المفسرين فيقولون: أن هذه
الكرامة فقط لمن يحدث له هذا المرض المعين الذي حدث لأيوب .. وعليه أن يعيش نفس
الفترة الزمنية التي عاشها أيوب ليستجيب له الله ..!!
- فماذا تتوقع بعد ما تقرأ أو تسمع ما سبق
؟!!
- أكيد يحدث يأس لعموم الناس .. وهذا اليأس يحرمهم من التوجه إلى الله بسبب
ما هم فيه من حالة إحباط ويأس إذ لا فرصة لهم للنجاة .. لأن مرضهم ليس كمرض أيوب
.. بل وكيف يعيشون بمرض سنوات كثيرة ليستجيب لهم الله بعض بذلك ..، بل كيف يرجون
شفاء من الله إذا كان هذا هو حال نبي الله المقرب إلى الله وقد عاش في ابتلاءه
مثلا سبع سنين أو عشرون أو سبعون .. فماذا سنفعل نحن العوام ومتى يستجيب لنا الله
وفينا من المعاصي ما فينا ..؟!!
- وبالتالي تموت فينا همة وعزيمة ورجاء
التوجه إلى الله ..
- ولكن الحقيقة هي أن الله أبهم
نوع مرض أيوب وفترته الزمنية .. ليجدد فيك الأمل كمؤمن .. إذ أن الله أراد لك أن تفهم أن
قصة أيوب هي حدث أو ابتلاء متكرر في الحياة .. ولكن قد يتغير صفة المرض ومدته وحسب
حال المبتلى.
- ولكن ماذا أنت ستفعل مع اختبارك ؟!! هل
ستختار أن تكون كأيوب أم لا ..؟!!
#- ولذلك أتتنا معونات من
النبي صلى الله عليه وسلم .. لرفع الهمة والعزيمة وقت الإبتلاء حتى إذا
تذكرناها وجدنا تثبيتا منها بإذن الله .. ومن ذلك:
- جاء في (حديث حسن) .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ
بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي جَسَدِهِ وَفِي مَالِهِ وَوَلَدِهِ حَتَّى
يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ) رواه بن حبان .. وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط:
إسناده حسن.
- وفي (حديث صحيح) .. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا يَمْرَضُ مُؤْمِنٌ وَلَا
مُؤْمِنَةٌ وَلَا مُسْلِمٌ وَلَا مَسْلَمَةٌ إِلَّا حَطَّ (أي محا وأسقط عنه) اللَّهُ بِذَلِكَ خَطَايَاهُ
كَمَا تَنْحَطُّ (أي تسقط) الْوَرَقَةُ عَنِ الشَّجَرَةِ) رواه بن حبان .. وقال الأرنؤوط بعد تحقيق
ذكره: فالحديث صحيح.
- وفي (حديث صحيح) .. عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ سَقَمٍ وَلَا وَجَعٍ
يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ إِلَّا كَانَ كَفَّارَةٌ لِذَنْبِهِ حَتَّى الشوكة يُشَاكُهَا
وَالنَّكْبَةُ يُنْكَبُهَ (أي مصيبة تؤلمه وتوجعه في ماله
أو أحد أحبابه)) رواه بن حبان .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.
- وفي (حديث صحيح) .. عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَا ضَرَبَ عَلَى مُؤْمِنٍ عِرْقٌ قَطُّ إِلَاّ حَطَّ
اللهُ بِهِ عَنْهُ خَطِيئَةً، وَكَتَبَ لَهُ حَسَنَةً، وَرَفَعَ لَهُ دَرَجَةً) رواه الطبراني في الأوسط والحاكم .. وقال الحاكم صحيح الإسناد ..،
وقال الحافظ في (فتح الباري ج9 ص105): سنده
جيد..، وقال الهيثمي في (المجمع تحت حديث برقم 3816): إسناده حسن.
- معنى (عرق): ضرب العرق معناه هياج الدم .. ويقصد به
ارتفعت حرارة جسمه بالحمى أو بأي سبب كان .. وقد يكون المقصود به مطلق الألم .. والله
أعلم.
#- خلاصة القول:
- اللهم إنا نسألك الثبات على الصبر ودوام الأوبة وحب
الأنس بك في كل حال .. آمين يارب العالمين.
*********************
..:: س20: هل كانت شكوى أيوب لربه من مرضه وآلامه الجسدية والنفسية
تنافي مقام الصبر ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- هناك فرق بين الشكوى للخالق -
وبين الشكوى للخلق.
- أولا: الشكوى للخالق ..
- هو مناجاة للخالق بالحال النفسي وما فيها
من ألم .. وهذا من باب الأنس بالمولى .. أي من باب المناجاة مع
مولاه الذي خلقه ويحب أن يكلمه ويفضفض معه بما في داخله .. أي يأنس بمناجاة مولاه.
- فمناجاة أيوب لم تكن اعتراضا على قضاء
الله .. وإنما مناجاة مصحوبة برجاء باطني من باب الإشارة .. وكيف
يكون أيوب معترضا وقد أثبت لله له مقام الصبر إذ قال عنه جل شأنه: (إِنَّا وجدناه صَابِراً نّعْمَ العبد).
#- ومن باب الشكوى لله .. مناجاة يعقوب مع ربه .. إنما كانت عن حالته النفسية بسبب فقد يوسف ..
فقال: (أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ) يوسف:86.
#- ومن باب الشكوى لله .. مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم لربه .. يوم
الطائف: (اللَّهُمَّ
إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ .. أَرْحَمُ
الرَّاحِمِينَ أَنْتَ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .. إِلَى مَنْ تَكِلُنِي إِلَى
عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُنِي ؟ أَمْ إِلَى قَرِيبٍ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إِنْ لَمْ
تَكُنْ غَضْبَانَ عَلَيَّ فَلَا أُبَالِي، غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي،
أُعُوذُ بِوَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ
أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ أَوْ يَحِلَّ بِي
سَخَطُكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا
بِاللَّهِ) رواه الطبراني في المعجم الكبير
وفي الدعاء .. وقال الهيثمي: فيه (بن اسحاق) وهو مدلس ثقة وبقية رجاله
ثقات..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث مقبول حسن .. ورواه ابن
هشام في سيرته والطبري في تاريخه مرسلا عن محمد بن كعب القرظي .. وكلا الروايتين
أي رواية الطبراني والطبري .. بسند فيه ابن اسحاق وهو وإن كان عنعن في الرواية إلا
أنه مقبول في مغازيه دون ما يتعلق بالأحكام والعقائد .. وابن اسحاق كان كثير
السماع من (هشام بن عروة) واحتمال سماعه من هشام قوي جدا وإن لم يصرح بالتحديث ..
فضلا عن أن ابن اسحاق صرح بالتحديث من طريق آخر مرسلا في سيرة ابن هشام من طريق
(يزيد بن زياد) .. ولذلك لا يمكن التشكيك بهذا الدعاء .. فأبصر.
- وقال الإمام الضياء الاعظمي
رحمه الله على هذه الرواية: وإسناده حسن من أجل "محمد بن
إسحاق" وهو وإن لم يصرّح، فإن الأئمة قبلوه في المغازي والسير ما لم يقبلوا
منه في الأحكام..، ولذا تلقى أهل العلم هذا الدعاء المسمى بدعاء الطائف بدون إنكار
على ابن إسحاق فقد ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في عدة مواضع في مجموع فتاواه
مستدلا به بأن الشكوى إلى الخالق لا تُنافي الصبر الجميل. انظر (10/ 184 - 666)
وقال تلميذه الحافظ ابن القيم في زاده (3/ 31): "فانصرف راجعا من الطائف إلى
مكة محزونا. وفي مرجعه ذلك دعا بالدعاء المشهور دعاء الطائف" ثم ذكر الدعاء
بدون أن يعلق عليه بشيء. (راجع
الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل ج14 ص430).
@- ثانيا: أما الشكوى للمخلوق .. فهذا على نوعين:
1- نوع محمود (من باب المؤانسة بالمحبين وعسى أن
يلتمس من بركتهم شيئا): وهو أن تشكوا وأنت صابرا راضي
بقضاء الله .. ولكن تأنس بمكالمة من تحب لتفضفض معه.
#- وجاء في (حديث صحيح) .. عن أبي سعيد
الخُدْرِي: (أنَّ
جِبْرِيلَ أَتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: يا مُحَمَّدُ
اشْتَكَيْتَ (أي من ألم أو مرض) ؟ فقالَ: نَعَمْ، قالَ: باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ
شَيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ
يَشْفِيكَ، باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ) صحيح مسلم.
#- وجاء في (حديث صحيح) .. عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيِّ
( أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ
وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ .. فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه وسلَّمَ: ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ .. وَقُلْ باسْمِ اللهِ
"ثَلَاثًا" .. وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: "أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ
مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ") صحيح مسلم ..
#- وجاء في (حديث صحيح) .. وكذلك عن عبد العزيز بن صهيب قال: (دَخَلْتُ أَنَا وَثَابِتٌ "البناني" عَلَى
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ (أي يقصد أنس بن مالك) .. اشْتَكَيْتُ (أي أصابني مرض أو وجع
أشكو منه) .. فَقَالَ
أَنَسٌ (أي
لثابت): أَلاَ
أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
بَلَى .. قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْبَاسِ اشْفِ أَنْتَ
الشَّافِي لاَ شَافِي إِلاَّ أَنْتَ شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا) صحيح البخاري.
- فما سبق حالات مختلفة .. يظهر منها أنه لا مشكلة في إظهار شكوى المرض
طالما ليس فيها اعتراض أو سخط على قدر الله .. وإنما قد تكون من باب المؤانسة مع
من تحب .. أو مؤانسة ورجاء أن يجري الله على يد من تحبهم كرامة على يديه لك ..
- وكذلك الأحوال
الحياتية .. جاء في (حديث حسن) ..
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ مُكَاتَبًا (أي عبدا كتب عليه سيده مبلغا لو دفعه يكون حرا) جَاءَهُ (أي جاء لسيدنا
علي) فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ
كِتَابَتِي فَأَعِنِّي (أي فساعدني على سداد
ديني) .. قَالَ: أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ
"جَبَلِ صِيرٍ" دَيْنًا .. أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ ..قَالَ: قُلْ:
اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ
سِوَاكَ) رواه الترمذي وأشار الألباني إلى أنه حديث حسن.
2- ونوع مذموم (من باب السخط والإعتراض على قِسمة
الله): وهو أن ترفض الصبر وتقلق وتضطرب ويضيق صدرك
وتفزع وتكسر الدنيا .. وتشكوا إلى الناس معترضا على ما فعله الله بك .. ولماذا فعل
الله بي كذا .. ولماذا تركني هكذا .. فلا أستحق ما حدث لي .. ولماذا ترك غيري ..
ومثل هذا الكلام.
#- ورحم الله الإمام الواحدي (المتوفى: 468هـ) إذ قال: "من شكا إلى الناس وهو في شكواه راض بقضاء
الله لم يكن ذلك جزعًا - ألم تسمع قول النبي -صلى الله
عليه وسلم-: (أجدني مغمومًا وأجدني مكروبًا) ، وقوله: (بل أنا وارأساه) ..، وليس في مثل هذا شكوى من الله .. ولا قلة رضا بقضائه ..
بل رغبة فيه. (التفسير
البسيط ج15 ص148).
#- ملحوظة: حديث (أجدني مغمومًا وأجدني مكروبًا) رواه الطبراني بحديث فيه ضعف
..، وحديث (بل أنا وارأساه) رواه البخاري في المرض الذي
توفى فيه النبي وهذا كان قول النبي للسيدة عائشة.
#- وكذلك قال الإمام أبو علي
الدقاق رحمه الله (المتوفى:405 هـ): الصبر حدَّه ألا تعترض على
التقدير .. فأما إظهار البلوى على غير وجه الشكوى فلا ينافي الصبر .. قال الله
تعالى في قصة أيوب: (إنا وجدناه صابرا نعم العبد) .. مع ما أخبر عنه أنه قال: (مسني الضر). (تفسير القرطبي ج2 ص174).
@-
ملحوظة هامة أخي الحبيب:
- فرق بين أن تعترض وتسخط .. وبين أن تسأل عن الحكمة .. وبين
أن تكون منفعلا لخنقة مؤقته أصابتك نتيجة موقف أو ألم ..
#- وإليك
مثال لكل حاله حتى لا يلتبس عليك الأمر:
1- فرق بين أن تقول "لنفسك أو لغيرك": لماذا فعل الله بي هكذا وهذا لا
استحقه في حين غيري لا يحدث له شيئا ؟ (فهذا حينئذ سخط على قدر الله).
2- فقد تقول "لنفسك أو لغيرك": لماذا فعل الله بي كذا ؟ هل يمكن
أكون أخطأت أو لعله ابتلاء .. (فهذا حينئذ حوار مع نفسك أو مؤانسة مع غيرك للبحث عن
الحكمة) .
3- وهناك من يصيبه ضيق من الصبر فينفعل
مؤقتا .. مثل في أول رمضان بسبب الصيام وعدم التعود عليه .. أو من يجهر بالألم نتيجة
وجع غير محتمل .. فهذا ليس اعتراضا على قدر الله وإنما
حكاية حال أو انفعال عما يشعر به .. وليس أكثر من ذلك .. يعني فضفضة كلام .. وليس
اعتراض وسخط على أمر الله وما قضى به .. فافهم.
#- ولكن
هناك من يتطور عنده حالة الضيق والخنقة والحزن .. حتى يسخط فعلا على فعل الله .. خاصة عند مصيبة الموت .. ويعترض
على فعل الله منكرا عليه .. !!
- ونسأل الله الثبات معه كما يحب ويرضى فيما
قدر وقضى ..
- والله أعلم.
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
ردحذفعافاكم الله استاذنا الفاضل وعافى كل مريض مبتلى على وجه الارض وسكنت الاوجاع وامتلأ القلوب رضا .. آمين يارب العالمين
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم جزاك الله خيرا وبارك الله في علمك أستاذ خالد أبو عوف
ردحذف◇المهم في قصة أيوب عليه السلام هو الصبر، الدعاء، والتوكل على الله، وليس نوع المرض أو مدته.
فعلا لم يذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن مدة مرض سيدنا أيوب عليه السلام ولا نوع مرضه ،لو تم تحديد نوع المرض ومدته،فقد ينشغل الناس با الجدل حوله بدلا من أخد با العبرة منه،و ليكون إبتلاء سيدنا أيوب عليه السلام نموذجا عاما، يمكن لأي شخص أن يسقطه على حالته، سواء كان مرضا جسديا،أوفقدانا في المال،أوإبتلاء في الأبناء .نسأل الله السلامة والعافية يارب العالمين ولي جميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات
جزاك الله خيرا وبارك فيك استاذ خالد ومتعك بالصحة والعافيه ورزقك كرامة في الدنيا والاخرة .
ردحذفسبحانك ربي ما اعظم شأنك سبحانك ربي ما أوسع رحمتك وغفرانك سبحانك ربي ما أكرمك وألطفك بعبادك نستحي منك ونسألك غفرانك .اللهم ارزقنا رضا يغنينا وصبرنا يكفينا وحمدا وشكرا عن فعالك فينا فلا نقول الا ما يرضيك .
بشراكم يا أهل البلاء بشراكم وانتم الأقرب الى مولاكم بشراكم الذي اصطفاكم (وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم )
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أعجبني جدا استاذ خالد "رأيك"
ردحذففي عدم تحديد الفترة الزمنية للضُر .. وأيضا ما هو كون الضُر الذي أصاب به نبي الله أيوب ..
لأنه بالفعل قد يكون لهذه المعرفة إشكالية نفسية .. ينجذب إليها وسواس ..!!
فرحمة الله بنا .. أن جعل الفترة ونوع الضُر (مُبهما) .. وهذا من جمال القرآن .. في كل وقت وحين ..
لأن الضُر يختلف من شخص لآخر .. وأيضا فترة الضُر تختلف من شخص لآخر ..
وأري أن حكمة ذلك .. أن كل واحد أصابه الضُر .. له مناجاة خاصة له لكشف هذا الضر .. لأن هذا الضُر سمح وأذن به حكيم عليم .. ليُرقينا ..
حتى مكافأة الله لنبيه أيوب .. وهو إمطار السماء عليه بجراد من ذهب .. ممكن أن تكون إشارة إلى بركات السماء على قلب من صبر ورضى ..
﴿وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰۤ ءَامَنُوا۟ وَٱتَّقَوۡا۟ لَفَتَحۡنَا عَلَیۡهِم بَرَكَـٰتࣲ مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُوا۟ فَأَخَذۡنَـٰهُم بِمَا كَانُوا۟ یَكۡسِبُونَ﴾ [الأعراف ٩٦]
ففي هذه الآية .. نجد الإيمان والتقوى .. هما الركيزتين لفتح بركات السماء..
فالإيمان يتطلب الآتي :
عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له.
الراوي : صهيب بن سنان الرومي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2999 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : من أفراد مسلم على البخاري
(((ففي الحديث جاء الخير بعد الصبر على الضُر))) .. وهذا ما حدث مع نبي الله أيوب .. فالخير جاء مع سيدنا أيوب بإمطار السماء جراد من ذهب .. ولأمة النبي صلى الله عليه وسلم .. ممكن يكون الإمطار شيء آخر ..!!
والتقوى تتطلب الاتى :
(لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا ، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا. المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ، ولا يَخْذُلُهُ ، ولا يَحْقِرُهُ. ((التَّقْوَى هاهُنا)). ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ. كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ؛ دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ.)
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2564 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
والتقوى محلها القلب .. ولها علاقة مع الآخر .. كما في الحديث ..
فأبشر أيها المؤمن التقى .. ببركات السماء والأرض إن تحققنا بهما .. ولا يكون ذلك إلا من الله ..
والله ولي التوفيق
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
لو انشغل العبد بنفسه:
ردحذفبإصلاح عيوبه،
بالتوبة من ذنوبه،
بالمحافظة على فروضه،
بترتيب مهام حياته،
صدقوني، لن يجد وقت للحديث عن فلان، أو عن حياة علان، تفاهات الآخرين لن تكون مهمة، ولن يجد وقت لمناقشة قضايا لا تعنيه في الحياة. [ من انهمك في تفاصيل حياته سوف يصلح حاله ما استطاع ]
ماذا لو اختصك الله بحنانه؟
ردحذفقال السعدي عند تفسير آية:﴿ وَحَنانًا مِن لَدُنّا ﴾
أي: "رحمة ورأفة، تيسرت بها أموره، وصلحت بها أحواله، واستقامت بها أفعاله"
اللهُمَّ حنانًا من لدُنك تأنس به قلوبنا، ولُطفًا يحول بيننا وبين كل مكروه اللهم آمين وللجميع آمين يا رب العالمين .
إذا دعوت اللهَ أن يُبلغك رمضان؛ فلا تَنْس أن تدعوه أن يبارك لكَ فِيه، فليسَ الشأنُ في بلوغِه، وإنَّما الشأنَ في ماذا ستعملُ فيه.
ردحذفاللهُـمَّ بلّغنا رمضان بلاغ توفيق وقبول وعتق وغفران، وبارك لنا فيه" آمين يا رب العالمين
#القضاء والقدر
ردحذفطالب ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﻃﺐ كان يقف امام ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻣﻊ زملائه ﻭجاءت سيارة مسرعة اختارته وصدمته، أسرعوا به الى ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ فأبلغه ﺍﻟﺪﻛﺎﺗﺮﺓ ﺍﻧﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﻠﻴﺔ تنزف ﻭيجب أن ﻳﺴﺘﺄﺻﻠﻮﻫﺎ ﻓﻮﺭﺁ ﻭﺍﻻ ستتسبب ﻓﻲ ﻣﻮﺗﻪ ﻳﻀﻄﺮ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﻠﻴﺘﻪ ﺍﻟتي تستأصل ﻭﻳﻌﻴﺶ ﺍﻭ ستبقى ﻭﻳﻤﻮﺕ ﻓﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻧﻬﺎ تستأصل ﻭﺑﻌﺪ عدة أيام ﻭ ﻫﻮ جالس ﻣﻜﺘﺌﺐ ﻓﻲ غرفته......
ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﺍﻟذي أجرى له ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻣُﺒﺘﺴﻢ ﻭ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ : هل ﺗﺴﻤﻊ ﻋﻦ......
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ؟ ، ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ : ﺍجل ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ لكني ﺧﺴﺮﺕ كثيرا .. ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ
ﻳﻘﻮل ﻟﻪ : ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺖ مثلك أسمع ﻋﻨﻪ الى غاية ما شاهدته معك ﻭنحن نجري لك ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﺴﻴﺞ ﻏﺮﻳﺐ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻠية التي استأصلناها وأرسلناها الى المختبر للتحليل، ظهر انه كانت ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﻟﻠﺨﻼﻳﺎ ﻓﻲ طريق ﻧﺸﺎﻁ ﺳﺮﻃﺎﻧﻲ التي ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺍﻻ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﺟﺪﺁ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻫﻲ الثمن
ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ : هل تقصد ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺍﻥ ﺍﻟسيارة ﺍﺧﺘﺎﺭﺗﻨﻲ ﻭﺣﺪﺩﺕ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻻﺻﺎﺑﺔ بالضبط لآخذ ﻓﺮﺻﺔ ثانية ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ !! ،، ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ : تخيل!! هل تعتقد انها ﺻﺪﻓﺔ ؟ ،، ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭﻫﻮ ﻣُﺒﺘﺴﻢ : ﺍﻛﻴﺪ هذا ﻗﻀﺎﺀ وﻗﺪﺭ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ .
يقول احد الصالحين : " ﻟﻮ ﻋﻠِﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻛﻴﻒ ﻳُﺪﺑّﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺃﻣﻮﺭﻩ ﻟﻌﻠٍﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﺭﺣﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻣِﻪ ﻭﺃﺑﻴﻪ ﻭﻟﺬﺍﺏ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺤﺒﺔً ﻟﻠﻪ📢.
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد النبي الامي و على اله و صحبه اجمعين
إنجي=
ردحذف☆ لا تأتي بالضرورة لحظة النجاح في صورة كلاسيكية وأنت تقف على المسرح ويصفق الناس بالتصوير البطيء، بل قد تأتي لحظات النجاح في لحظة تكتشف فيها صدق وإخلاص من إلى جوارك، أو لحظة يضيء الله فيها قلبك بمعرفة نفسك، أو تلهم فيها الرضا، أو حتى تكون لحظة تتخلص فيها من قيد أفسد حياتك وطال ألمه...
أرى أن لحظات النجاح الحقيقية في هذه الدنيا هي اللحظات التي ندرك فيها هدايا الله لنا وألطافه، هي اللحظات التي نفهم فيها أنفسنا ونشعر بمن حولنا... وسيستمر كل منا في رحلته إلى نهايتها، ولكن الناجح فقط من أدرك لحظات نجاحه الحقيقية وسط آلام الحياة...
مجد=
☆ هناك فرق بين الصبر والرضا، فالرضا درجة أعلى من الصبر،.. ان تصبر يعني أن تتحمل الألم لأن هذا قدرك وليس في يدك شيء غير الصبر، ولكن الرضا أن تشكر الله على هذا الألم!!
☆ الرضا عن الله منزلة عالية لا يصل إليها إلا من امتلأ قلبه حبا لله... فهناك أناس حولنا عندما يمرون بأي ضائقة لا تسمعهم يرددون إلا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا...
ما أروعه من إيمان وما أروعه من يقين...
☆ اعلم علم اليقين أن الله لا يبتليك إلا ليغفر ذنوبك أو ليرفع درجتك في الجنة، فارض عن ربك...
☆ تأمل حياتك وركز على كل ما حرمت منه أو أخذ منك واسأل نفسك هل أنت راضي عن الله...
وكرر= ربي إني راض عنك فارض عني...
☆ راقب كلماتك وتصرفاتك، إذا كنت ممن لا يتوقفون عن الشكوى والتذمر فاعلم أنك من أشقى الناس وانك في خطر فراجع نفسك...
(الرفعة والمكانة ج16)
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وصحبه وسلم 🌿
ردحذفاللهم عافينا واعفو عنا اللهم اجعلنا من الصابرين الحامدين الشاكرين الله راضيين بقضاءك وقدرك..
احسنت استاذنا بارك الله فيك 🌹
اللهم إنا نسألك الثبات حتى الممات، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك حتى نلقاك، واصرف قلوبنا إلى طاعتك و اقبضنا إليكِ غير مفتونين و لا ضالين 🤲🏻
ردحذفإذا أراد الله ..
ردحذفتبدلت الأحوال فى لحظة ، و إنقلبت الموازين بلمسة من رحمته .
إذا أراد الله ..
فُتحت الأبواب المُغلقة ، وزالت العثرات من الطريق .
إذا أراد الله ..
أشرق النور من وسط الظلام ، وتحققت الآمال رغم العجز .
إذا أراد الله ..
سكنت القلوب بعد قلقها ، ووجدت الأرواح ملجأها وسلامها .
إذا أراد الله ..
جاء الفرج من حيث لا تحتسب ، و جعل المستحيل أمرًا يسيرًا .
فثق بتدبيره ، فهو الكريم إذا أعطى ، الحكيم إذا قدّر .❤️
هوِّن على نفسك.. فوالله.. إذا أراد الله؛
ردحذفما منع مانعٌ، ولا حجب حاجبٌ.
👈إذا أراد الله؛
جاءتك الأماني خفيفةً، وصارت لك المستحيلات حقيقةً.
*﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ* ﴾♥️
*إنّه الله..*
ردحذف*يراك وأنت تخوض المصاعب ، وتتعرقل وتتعثّر ، وينكسر قلبك ، وتبكي وتحزن ، وتفكّر كثيرًا هل من حلّ لما أنت فيه ؟*
*إنّه الله..*
*شهيد على كلّ تنهيدة وجع ؛ فلا تقلق فعنده الفرج والشفاء .*
والخير قادم بإذن الله.🤍