بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة قصص من كتب التفاسير
قصة النبي أيوب عليه السلام
بين الحقيقة القرآنية وخرافات في بعض الكتب التفسيرية
- مع كشف العيوب في روايات قيلت عن النبي أيوب -
- ومقارنة بين أيوب القرآن وأيوب التوراة -
- مع توضيح حقيقة (مسني الشيطان بنصب وعذاب)-
(الفصل التاسع)
#- فهرس:
:: الفصل التاسع ::
عن قصة أيوب عليه السلام .. عن الخرافات التي قيلت في قصة أيوب عليه السلام من
روايات منسوبة لبعض التبعين مثل "الحسن البصري" "قتادة" ::
1- س14:
ما هي الخرافات التي قيلت في قصة أيوب عليه السلام حسب
الروايات المنسوبة لبعض التابعين كالحسن البصري وقتادة ومنتشرة في كتب
التفاسير التراثية ؟
#- روايات قالها بعض التابعين تكلمت في قصة أيوب عليه السلام:
- روايات قيلت عن التابعي الحسن البصري ..
- رواية قيلت عن عبد الرحمن بن جبير..
- رواية قيلت عن التابعي نوف بن فضالة البكالي.
- رواية قيلت عن التابعي قتادة بن دعامة.
- رواية قيلت عن التابعي طَلْحَة بن مصيرف.
- رواية قيلت عن التابعي عبد الله بن عبيد بن عمير.
@-
خلاصة القول في كلام
الصحابة والتابعين حول قصة أيوب وغيرها.
@- خرافات أتى ذكرها منسوبة لأخبار عن بعض التابعين:
1- خرافة أن ايوب كان
مشغول بالمال في نهاره وبالأولاد في ليلة.
2- خرافة أن حواء انت سبب خروج آدم
من الجنة.. وأن زوجة أيوب هي من ستجعله يكفر.
3- خرافة أن زوجة أيوب تخبره أن يذبح
للشيطان ليشفيه من مرضه.
4- خرافة
بقاء أيوب ملقى به على كزبلة بني إسرائيل لمدة
سبع سنوات وعدة أشهر.
5- خرافة أن جسد أيوب أصبح منتن ومتعفن ويأكل منه الدود.
6- خرافة أنه تم تسليط شيطان على أيوب واسمه مِسْوط.
*******************
:: الفصل التاسع ::
=================
..:: س14: ما هي الخرافات التي قيلت في
قصة أيوب عليه السلام حسب الروايات الباطلة المنسوبة لبعض التابعين كالحسن البصري
وقتادة ومنتشرة في كتب التفاسير التراثية ؟ ::..
#- وهنا نستكمل الروايات التي قيلت في قصة أيوب عليه
السلام .. وذلك مما هو منسوب لبعض
التابعين .. وإن كانت أقوالهم ليست حجة .. إلا أن البعض يحلو له ذكر آرائهم وكأنها
حجة شرعية ودين ومعتقد .. وقد يكون ذلك عن جهل منه وهو الغالب .. لأنه يظن طالما
ذكر المفسر أقوال في تفسيره عن بعض التابعين فهي حينئذ كلام معتمد عليه ..!! وهذا
خطأ كبير ..
- المهم .. نستكمل ما بدأناه .. من تحقيق الروايات لتكون على بينة
مما قيل في قصة أيوب عليه السلام .. والله ولي التوفيق.
======================
#- ثالثا: روايات قيلت عن التابعي الحسن البصري ..
- الرواية الأولى: عن
التابعي الحسن البصري ..
#- (رواية باطلة تالفة السند ومنكرة المتن) - عن الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثنا مَخْلَدُ
بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ - (وبطريق
آخر للسند) وعن حَجَّاجٍ، عَنْ مُبَارَكٍ، عَنِ
الْحَسَنِ: زَادَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ قَالَ: (إِنَّ أَيُّوبَ آتَاهُ
اللَّهُ مَالًا وَأَوْسَعَ عَلَيْهِ، وَلَهُ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَقَرِ
وَالْغَنَمِ وَالْإِبِلِ ..
- وَإِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ
إِبْلِيسَ قِيلَ لَهُ (أي من الرب): هَلْ تَقْدِرُ أَنْ تَفْتِنَ
أَيُّوبَ؟
- قَالَ: رَبِّ إِنَّ أَيُّوبَ
أَصْبَحَ فِي دُنْيَا مِنْ مَالٍ وَوَلَدٍ .. وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ لَا
يَشْكُرَكَ .. وَلَكِنْ سَلِّطْنِي عَلَى مَالِهِ وَوَلَدِهِ .. فَسَتَرَى كَيْفَ
يُطِيعُنِي وَيَعْصِيكَ.
- قَالَ: فَسَلَّطَهُ عَلَى
مَالِهِ وَوَلَدِهِ.
- قَالَ: فَكَانَ (أي إبليس) يَأْتِي بِالْمَاشِيَةِ مِنْ
مَالِهِ (أي مال أيوب) مِنَ الْغَنَمِ فَيَحْرِقُهَا بِالنِّيرَانِ
..
- ثُمَّ يَأْتِي أَيُّوبَ وَهُوَ
يُصَلِّي مُتَشَبِّهًا
بِرَاعِي الْغَنَمِ .. فَيَقُولُ: يَا أَيُّوبُ تُصَلِّي لِرَبِّكَ مَا
تَرَكَ اللَّهُ لَكَ مِنْ مَاشِيَتِكَ شَيْئًا مِنَ الْغَنَمِ إِلَّا أَحْرَقَهَا
بِالنِّيرَانِ .. وَكُنْتُ نَاحِيَةً فَجِئْتُ لِأُخْبِرَكَ ..
- قَالَ (أي الحسن البصري): فَيَقُولُ أَيُّوبُ:
اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْطَيْتَ وَأَنْتَ أَخَذْتَ .. مَهْمَا تُبْقِي نَفْسِي
أَحْمَدْكَ عَلَى حُسْنِ بَلَائِكَ .. فَلَا يَقْدِرُ مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا
يُرِيدُ.
- ثُمَّ يَأْتِي مَاشِيَتَهُ مِنَ الْبَقَرِ
فَيَحْرِقُهَا بِالنِّيرَانِ .. ثُمَّ يَأْتِي أَيُّوبَ فَيَقُولُ لَهُ ذَلِكَ ..
وَيَرُدُّ عَلَيْهِ أَيُّوبُ مِثْلَ ذَلِكَ ..
- قَالَ: وَكَذَلِكَ فَعَلَ
بِالْإِبِلِ حَتَّى مَا تَرَكَ لَهُ مِنْ مَاشِيَةٍ ..
- حَتَّى هَدَمَ الْبَيْتَ عَلَى وَلَدِهِ
.. فَقَالَ: يَا أَيُّوبُ أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَى وَلَدِكَ مَنْ هَدَمَ عَلَيْهِمُ
الْبُيُوتَ حَتَّى هَلَكُوا .. فَيَقُولُ أَيُّوبُ مِثْلَ ذَلِكَ ..
- قَالَ: رَبِّ هَذَا حِينَ
أَحْسَنْتَ إِلَيَّ الْإِحْسَانَ كُلَّهُ .. قَدْ كُنْتُ قَبْلَ الْيَوْمِ يَشْغَلُنِي حُبُّ الْمَالِ بِالنَّهَارِ
وَيَشْغَلُنِي حُبُّ الْوَلَدِ بِاللَّيْلِ شَفَقَةً عَلَيْهِمْ ..
فَالْآنَ أُفَرِّغُ سَمْعِي وَبَصَرِي وَلَيْلِي وَنَهَارِي بِالذِّكْرِ
وَالْحَمْدِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّهْلِيلِ ..
- فَيَنْصَرِفُ عَدُوُّ اللَّهِ
مِنْ عِنْدِهِ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا مِمَّا يُرِيدُ..
- قَالَ (أي الحسن البصري): ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى قَالَ: كَيْفَ رَأَيْتَ أَيُّوبَ؟
- قَالَ إِبْلِيسُ: يَا رب .. أَيُّوبُ قَدْ عَلِمَ
أَنَّكَ سَتَرُدُّ عَلَيْهِ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَلَكِنْ سَلِّطْنِي عَلَى
جَسَدِهِ .. فَإِنْ أَصَابَهُ الضُّرُّ فِيهِ أَطَاعَنِي وَعَصَاكَ .
- قَالَ: فَسُلِّطَ عَلَى
جَسَدِهِ.
- فَأَتَاهُ فَنَفَخَ فِيهِ نَفْخَةً قَرِحَ
مِنْ لَدُنْ قَرْنِهِ (أي رأسه) إِلَى قَدَمِهِ.
- قَالَ: فَأَصَابَهُ الْبَلَاءُ بَعْدَ
الْبَلَاءِ .. حَتَّى
حُمِلَ فَوُضِعَ عَلَى مَزْبَلَةِ
كُنَاسَةٍ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ.
- فَلَمْ يَبْقَ لَهُ مَالٌ وَلَا
وَلَدٌ وَلَا صَدِيقٌ وَلَا أَحَدٌ يَقْرَبُهُ غَيْرُ زَوْجَتِهِ .. صَبَرَتْ
مَعَهُ بِصِدْقٍ .. وَكَانَتْ تَأْتِيهِ بِطَعَامٍ .. وَتَحْمَدُ اللَّهَ مَعَهُ
إِذَا حَمِدَ .. وَأَيُّوبُ عَلَى ذَلِكَ لَا يَفْتُرُ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ..
وَالتَّحْمِيدِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ وَالصَّبْرِ عَلَى مَا ابْتَلَاهُ
اللَّهُ.
- قَالَ (الْحَسَنُ): فَصَرَخَ إِبْلِيسُ عَدُوُّ اللَّهِ صَرْخَةً جَمَعَ
فِيهَا جُنُودَهُ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ جَزَعًا مِنْ صَبْرِ أَيُّوبَ
فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ ..
- وَقَالُوا لَهُ: جَمَعْتَنَا ..
مَا خَبَرُكَ؟ مَا أَعْيَاكَ (أي ما أتبعك وأفسد حالك)؟
- قَالَ: أَعْيَانِي هَذَا
الْعَبْدُ الَّذِي سَأَلْتُ رَبِّيَ أَنْ يُسَلِّطَنِي عَلَى مَالِهِ وَوَلَدِهِ ..
فَلَمْ أَدَعْ لَهُ مَالًا وَلَا وَلَدًا .. فَلَمْ يَزْدَدْ بِذَلِكَ إِلَّا
صَبْرًا وَثَنَاءً عَلَى اللَّهِ وَتَحْمِيدًا لَهُ.
- ثُمَّ سُلِّطْتُ عَلَى جَسَدِهِ
.. فَتَرَكْتُهُ قُرْحَةً
مُلْقَاةً عَلَى كُنَاسَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ .. لَا يَقْرَبُهُ إِلَّا
امْرَأَتُهُ .. فَقَدِ افْتُضِحْتُ بِرَبِّي .. فَاسْتَعَنْتُ بِكُمْ ..
فَأَعِينُونِي عَلَيْهِ.
- قَالَ: فَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ
مَكْرُكَ؟ أَيْنَ عِلْمُكَ الَّذِي أَهْلَكْتَ بِهِ مَنْ مَضَى؟
- قَالَ: بَطُلَ ذَلِكَ كُلُّهُ
فِي أَيُّوبَ ..
- فَأَشِيرُوا عَلَيَّ قَالُوا:
نُشِيرُ عَلَيْكَ، أَرَأَيْتَ آدَمَ حِينَ أَخْرَجْتَهُ مِنَ الْجَنَّةِ .. مِنْ أَيْنَ أَتَيْتَهُ؟
- قَالَ: مِنْ قِبَلِ امْرَأَتِهِ ..
- قَالُوا: فَشَأْنَكَ بِأَيُّوبَ
مِنْ قِبَلِ امْرَأَتِهِ .. فَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْصِيَهَا ..
وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْرَبُهُ غَيْرُهَا.
- قَالَ: أَصَبْتُمْ.
- فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى امْرَأَتَهُ وَهِيَ تَصَدَّقُ (أي تطلب
الصدقة) .. فَتَمَثَّلَ لَهَا فِي صُورَةِ رَجُلٍ .. فَقَالَ: أَيْنَ بَعْلُكِ
يَا أَمَةَ اللَّهِ ؟
- قَالَتْ: هُوَ ذَاكَ يَحُكُّ
قُرُوحَهُ .. وَيَتَرَدَّدُ
الدَّوَابُّ (أي الدود) فِي جَسَدِهِ.
- فَلَمَّا سَمِعَهَا .. طَمِعَ
أَنْ تَكُونَ كَلِمَةَ جَزَعٍ (أي شكوى بحسرة وإنكار على ما هم فيه) .. فَوَقَعَ فِي صَدْرِهَا (أي ألقى في صدرها) .. فَوَسْوَسَ إِلَيْهَا (أي موسوسا لها) .. فَذَكَّرَهَا مَا كَانَتْ
فِيهِ مِنَ النِّعَمِ .. وَالْمَالِ وَالدَّوَابِّ .. وَذَكَّرَهَا جَمَالَ
أَيُّوبَ وَشَبَابَهُ .. وَمَا هُوَ فِيهِ مِنَ الضُّرِّ .. وَأَنَّ ذَلِكَ لَا
يَنْقَطِعُ عَنْهُمْ أَبَدًا.
- قَالَ الْحَسَنُ: " فَصَرَخَتْ .. فَلَمَّا
صَرَخَتْ .. عَلِمَ أَنْ قَدْ صَرَخَتْ وَجَزِعَتْ .. أَتَاهَا (أي أتى إليها كشخص) بِسَخْلَةٍ (خروف صغير جدا).
- فَقَالَ: لِيُذْبَحْ هَذَا إِلَيَّ
أَيُّوبَ وَيَبْرَأُ ..
- قَالَ (أي الحسن البصري): فَجَاءَتْ تَصْرُخُ .. يَا
أَيُّوبُ، يَا أَيُّوبُ .. حَتَّى مَتَى يُعَذِّبُكَ رَبُّكَ .. أَلَا يَرْحَمُكَ؟
أَيْنَ الْمَاشِيَةُ؟ أَيْنَ الْمَالُ؟ أَيْنَ الْوَلَدُ؟ أَيْنَ الصَّدِيقُ؟
أَيْنَ لَوْنُكَ الْحَسَنُ .. قَدْ تَغَيَّرَ وَصَارَ مِثْلَ الرَّمَادِ؟ أَيْنَ
جِسْمُكَ الْحَسَنُ الَّذِي قَدْ بَلِيَ وَتَرَدَّدَ فِيهِ الدَّوَابُّ؟
- اذْبَحْ هَذِهِ السَّخْلَةَ
وَاسْتَرِحْ ..
- قَالَ أَيُّوبُ: أَتَاكَ عَدُوُّ اللَّهِ فَنَفَخَ
فِيكِ .. فَوَجَدَ فِيكِ رِفْقًا .. وَأَجَبْتِهِ ؟!!
- وَيْلَكَ أَرَأَيْتِ مَا
تَبْكِينَ عَلَيْهِ مِمَّا تَذْكُرِينَ مَا كُنَّا فِيهِ مِنَ الْمَالِ
وَالْوَلَدِ وَالصِّحَّةِ وَالشَّبَابِ؟
- مَنْ أَعْطَانِيهِ ؟
- قَالَتِ: اللَّهُ.
- قَالَ: فَكَمْ مُتِّعْنَا بِهِ؟
- قَالَتْ: ثَمَانِينَ سَنَةً.
- قَالَ: فَمُذْ كَمِ ابْتَلَانَا
اللَّهُ بِهَذَا الْبَلَاءِ الَّذِي ابْتَلَانا بِهِ؟
- قَالَتْ: مُنْذُ سَبْعِ سِنِينَ
وَأَشْهُرٍ.
- قَالَ: وَيْلَكَ وَاللَّهِ مَا
عَدَلْتِ وَلَا أَنْصَفْتِ رَبَّكِ أَلَا صَبَرْتِ حَتَّى نَكُونَ فِي هَذَا
الْبَلَاءِ الَّذِي ابْتَلَانَا رَبُّنَا بِهِ ثَمَانِينَ سَنَةً كَمَا كُنَّا فِي
الرَّخَاءِ ثَمَانِينَ سَنَةً؟ ..
- وَاللَّهِ لَئِنْ شَفَانِي
اللَّهُ لَأَجْلِدَنَّكِ مِائَةَ جَلْدَةٍ .. هِيهِ (لفظ يقال بمعنى ابتعد عني) .. أَمَرْتِينِي أَنْ أَذْبَحَ
لِغَيْرِ اللَّهِ .. طَعَامُكِ وَشَرَابُكِ الَّذِي تَأْتِيَنِي بِهِ عَلَيَّ
حَرَامٌ .. وَلنْ أَذُوقَ مَا تَأْتِيَنِي بِهِ بَعْدُ إِذْ قُلْتِ لِي هَذَا ..
فَاغْرُبِي عَنِّي فَلَا أَرَاكِ .. فَطَرَدَهَا .. فَذَهَبَتْ ..
- فَقَالَ الشَّيْطَانُ (حينئذ): هَذَا قَدْ وَطَّنَ نَفْسَهُ ثَمَانِينَ سَنَةً عَلَى هَذَا
الْبَلَاءِ الَّذِي هُوَ فِيهِ .. فَبَاءَ (أي
رجع الشيطان) بِالْغَلَبَةِ (مقهورا بصبر أيوب) وَرَفَضَهُ
(أي ورفض أيوب اتباع إبليس في ذبح السلخة) ..
- وَنَظَرَ أَيُّوبُ إِلَى
امْرَأَتِهِ وَقَدْ طَرَدَهَا .. وَلَيْسَ عِنْدَهُ طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ وَلَا
صَدِيقٌ ..
- قَالَ الْحَسَنُ: وَمَرَّ بِهِ رَجُلَانِ وَهُوَ عَلَى
تِلْكَ الْحَالِ .. وَلَا وَاللَّهِ مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ
أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَيُّوبَ .. فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ
لِصَاحِبِهِ: لَوْ كَانَ لِلَّهِ فِي هَذَا حَاجَةٌ .. مَا بَلَغَ بِهِ هَذَا
فَلَمْ يَسْمَعْ أَيُّوبُ شَيْئًا كَانَ أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ) رواه الطبري في تفسيره.
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- أولا: من حيث السند ..
1- وفيه (القاسم
بن الحسن) شيخ الطبري .. وهو مجهول ولا يوجد له ترجمة .. وهو الذي روى عن (الحسين بن داود المصيصي) .. قال عنه الشيخ أكرم الأثري:
القاسم بن الحسن، من الحادية عشرة، لم أعرفه، ولم أجد له ترجمة، ولم يعرفه الشيخ
شاكر قبلي وتردد فيه واضطرب وتمنى أن يجد له من الروايات ما يدله على ترجمته، ولم
يتعرض الشيخ التركي في تحقيقه " لتفسير الطبري " (1/ 122) لترجمته بشيء،
وقد صحح اسم أبيه من الحسين إلى الحسن.. روى عن: الحسين
بن داود المصيصي - الملقب (سنيد). (راجع معجم شيوخ الطبري
ترجمة برقم 242 - مختصرا في كلامه) ..
- وقال الشيخ أكرم في صفحة أخرى: عامة الأسانيد التي وردت من
طريقه ففيها علل، وعلى رأسها الحسين بن داود المصيصي (سنيد) الذي كان يلقن شيخه
فضعفا لأجل ذلك، وأما هذه الألوف المؤلفة من هذه الآثار الواردة من طريقه، فهي
عبارة عن كتاب مروي (راجع
معجم شيوخ الطبري ص416 - مختصرا في كلامه)
2- وفيه (الحسين بن داود المصيصي) وهو ضعيف الحديث .. قال عنه ذلك الشيخ أكرم الأثري:
(راجع معجم شيوخ
الطبري ص417 - مختصرا في كلامه)
3- وفي السند الآخر - (حَجَّاجٍ، عَنْ
مُبَارَكٍ، عَنِ الْحَسَنِ) .. يضاف على ما سبق من علل .. نجد في هذا السند
(مبارك بن حسان السلمى) .. وهو ضعيف لين الحديث .. وإن كان البعض وثقه وجعله مقبول الرواية .. (راجع تهذيب الكمال ترجمة
برقم 5762).
4- وفي كلا الطريقين .. الرواية مقطوعة على الحسن البصري التابعي ..
ولا نعلم عمن أخذها ..!! ما لم يكن الرواية كلها ملفقة السند والمتن وهذا هو
المتوقع والطبيعي والمقبول عقلا ..
- ثانيا: من حيث المتن:
- فظاهر الكذب والتلفيق فيه واضح جدا ..
1- فيها قول: (وَإِنَّ عَدُوَّ
اللَّهِ إِبْلِيسَ قِيلَ لَهُ: هَلْ تَقْدِرُ أَنْ تَفْتِنَ أَيُّوبَ؟) .. فهل رب العالمين يستحضر الشيطان ويتحداه في
فتنة نبي من أنبياءه بل ويتحداه الشيطان على ملأ من الملائكة ؟!!
- فهل التصور الساذج والخيال
المريض وصل في هذه القصة بأن يتصور أن الله ترك تدبير ملكه واستدعى الشيطان
ليناقشه في فتنة أيوب .. وكأنهما يلعبان الشطرنج مع بعضهما البعض .. ويتحدى كلا
منهما الآخر ..!!
- فهل الشيطان ندا لله .. حتى يتحداه الله ؟!!
- أهذا كلام يقول به عاقل يا مؤمن ؟!!
- سبحانك
يا رب إن هذا بهتان عظيم ..!!
2- وفيها أن الرواية مخالفة
للقرآن .. حيث يقول تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ
عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) الحجر42 ..
فالله قد حكم على الشيطان قهرا له بأنه لا سبيل له على المؤمنين .. فكيف
بعد ذلك يقال أن الله استحضر الشيطان ليتحداه في فتنة أيوب ؟!!
- فما هذا الكذب الذي تنطق به الرواية ..!!
- سبحانك يا رب إن هذا بهتان عظيم ..!!
3- لا يمكن حدوث أو تصور أن
الشيطان قد بلغ به الحد من منع أيوب في تبليغ دعوته ورسالته حتى وصل به الحال بأنه أصبح ملقى في المزابل
والشيطان ينظر إليه .. فهذا حينئذ تسليط تمكين حينئذ حتى أفقده العمل مع الله
.. وهذا مخالف لقوله تعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ
سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99)
إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ
مُشْرِكُونَ) النحل99-100.
- بل ومخالف في تأمين الأنبياء
من تسليط الشيطان عليهم في دعوتهم .. حيث المعلوم من القرآن أن الشيطان يتسلط على
الأنبياء من خلال وسوسته في نفوس من يعرض عليهم الدعوة .. فيقول تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ
إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي
الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
(52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ
مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ
(53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ
آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) الحج52-54..
- وقد سبق شرح الآيات في رواية سابقة ..
4- كيف لعاقل أن يصدق أن أيوب نبي الله يقول هذا الكلام (قَدْ كُنْتُ قَبْلَ
الْيَوْمِ يَشْغَلُنِي حُبُّ الْمَالِ بِالنَّهَارِ وَيَشْغَلُنِي حُبُّ الْوَلَدِ
بِاللَّيْلِ شَفَقَةً عَلَيْهِمْ) ..!!
- فإذا كان هذا حال النبي أيوب.. فما هو حال المؤمن المعيوب ..!!
- فهل غابت العقول .. أم ما لكم كيف تحكمون ؟!!
5- كيف لمؤمن عاقل يصدق أن نبي
الله .. تم إلقاءه في المزبلة مع الزبالة لمدة سبعة سنوات وبعض الأشهر كما جاء في
بعض الروايات ؟!!
- كيف يمكن أن نعقل ذلك أو
نتصوره أو يقبله قلب مؤمن ؟!! كيف ؟!!
- فهل كان أيوب يذكر ويعبد الله في المزبلة ؟!!
- ولا أدري كيف أصلا تم كتابة
هذه الرواية من أساسه ..!!
- ألهذه الدرجة في نفسية مختلق
هذه الرواية .. كان سيدنا أيوب قد بلغ به الأمر من الحقارة والإهانة
لأيوب حتى وصفه بأنه تم
إلقاءه في المزبلة مع زبالة فضلات الناس ..!!
- بل وفي الرواية جعلوا الدود والحشرات تأكل في جسده وهو في المزبلة ..
حيث قالت الرواية (هُوَ ذَاكَ يَحُكُّ قُرُوحَهُ
وَيَتَرَدَّدُ الدَّوَابُّ فِي جَسَدِهِ) ..!!
- يا ناس يا عقلاء .. كيف نصدق
أن هذا حدث مع نبي الله ؟!!
6- أما عن قول الرواية (فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى
امْرَأَتَهُ وَهِيَ
تَصَدَّقُ) .. فما أقبح هذا القول الملعون .. فجعلوا من زوجة النبي
تجلس على الطريق وتشحت مما في أيدي الناس حتى تطعم زوجها النبي .. !!
- فهذا محض كذب صريح .. لأن الأنبياء من أواسط الناس وخيرهم وأكرمهم .. وما كان
الله ليترك زوجة أيوب تتسول من أجله .. وتبيع شيئا من أعضائها (ضفيرة شعرها) لتأكل
بها ..
- سبحانك يا رب .. فهذا بهتان عظيم ..
7- أما عن التوهم بأن الشيطان
قال لزوجة أيوب: (لِيُذْبَحْ هَذَا إِلَيَّ أَيُّوبَ وَيَبْرَأُ) ..
- كيف لزوجة نبي وتعرف الله وهي
من أشرف القوم .. وتتقبل الفكرة من أساسه وتقبل لزوجها أن يذبح للشيطان
؟!! وكيف يُعقل من أساسه أن تقبل فكرة الشيطان بالذبح له ؟ بل وكيف يُعقل أن تذهب
إلى نبي الله وتقول له تعبَّد للشيطان بالذبح له تعظيما لقدره ليمنحك الشفاء ؟!!
- وكأنها صدقت أن الشيطان يشفي ..!!
- فهذا كلام منحط جدا .. ولا يقول به إلا عابد صنم أو عدوا لله أو
يائس من رحمة الله .. لأنهم هؤلاء هم من يقبلون ذلك ..
8- أما عن التوهم بأن زوجة
أيوب قالت أن الكلاب والذئاب ممكن تكون أخذته من المزبلة من شدة
مرضه .. كما ذكرت الرواية عنها أنها قالت: (أَيْنَ الْمُبْتَلَى الّذِي كَانَ
هَاهُنَا لَعَلَّ الْكِلابَ ذَهَبَتْ بِهِ وَالذِّئَابَ) .. !!
- فهل يصدق مؤمن عاقل في نبي من
أنبياء الله .. أن هذا ممكن أن يحدث أن يكون مصير نبي الله بين أنياب الكلاب والذئاب ؟!! فكيف
لزوجته أن تظن هذا الظن حينئذ ؟!! إلا لو كان هذا الكلام مكذوب وملفق وشهادة زور
عليها ..!!
- ألا أيها المؤمن أين عقلك حينما تسمع مثل
هذه الأقاويل في الأنبياء وأزواجهم ؟!!
-
سبحانك يا رب إن هذا بهتان عظيم ..!!
9- ملحوظة هامة جدا: وهي أن النصف الأول من الرواية
منقول بالمعنى من الإصحاح الأول والثاني من سفر أيوب المكتوب في توراة اليهود.
10- ملحوظة هامة أخيرة: نسيت أن أذكرها لكم في الفصول
السابقة .. وهي أن المرأة في نظر الكتاب المقدس هي مصدر غواية وتضليل وإشكالية في
حياة الرجل .. ولذلك ألقوا بالتهمة هنا على زوجته أيضا .. ولذلك جاؤوا في الرواية
بهذه الجزئية (أَرَأَيْتَ آدَمَ حِينَ أَخْرَجْتَهُ مِنَ الْجَنَّةِ .. مِنْ أَيْنَ
أَتَيْتَهُ؟ قَالَ: مِنْ
قِبَلِ امْرَأَتِهِ ..
- قَالُوا: فَشَأْنَكَ بِأَيُّوبَ
مِنْ قِبَلِ امْرَأَتِهِ .. فَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْصِيَهَا ..
وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْرَبُهُ غَيْرُهَا).
- فاعلم أن حواء في الكتاب
المقدس عند اليهود والنصارى .. هي التي أخرجت آدم من الجنة وهي
التي أغوته على أن يأكل من الشجرة .. ولذلك هي رمز الغواية في الحياة ..!!
- وهذا مخالف للقرآن .. لأن القرآن نسب وسوسة الشيطان
لآدم وحواء .. إذ قال تعالى: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ) الأعراف:20 ..، والذي حركه الشيطان في الأصل هو
ما كان يحمله آدم في نفسيته من رغبات .. ولذلك قال تعالى: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ
قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى) طه:120 ..، ونسب الله الغواية لآدم
وليس لحواء لأنه كان المأمور في الأصل بالإبتعاد عن هذه الشجرة .. أي خالف آدم ما
أمره به ربه .. إذ قال تعالى: (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ
فَغَوَى) طه:21..، ومعنى (فعوى) أي فأخطأ تحقيق المراد
ولم يصب ما كان يريد من الخلود .. لأنه تم تضليله برغباته النفسية حتى عصى ربه
ناسيا ما كان أمره به من عدم الأكل من الشجرة.
11- ولا يخفى أن هذه الرواية ليست حجة
شرعية في إثبات شيء ..!!
- ولا يخفى على مؤمن .. بطلان مسألة تجسيد الإنسان في هيئة
إنسانا سويا قد أتاها بسخلة أو خروف صغير لتذبحه إرضاء للشيطان.
====================
#- الرواية الثانية: عن
التابعي الحسن البصري.
@- وهذه الرواية على ما
أظن هي استكمال للرواية السابقة .. لأنهم نفس الرواة .. والله أعلم.
#- (رواية باطلة – سند ضعيف جدا ومتن فيه نكارة) .. قال الطبري: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ "بن
الحسن"، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ "بن داود المصيصي".. قَالَ: ثني
حَجَّاجٌ "بن محمد المصيصي"، عَنْ مُبَارَكٍ "بن فضالة"، عَنِ
الْحَسَنِ "البصري" ..، (وبطريق آخر) وَمَخْلَدٍ "بن
الحسين"، عَنْ هِشَامٍ "بن حسان"، عَنِ الْحَسَنِ
"البصري" .. دَخَلَ حَدِيثُ أَحَدِهِمَا فِي الْآخَرِ قَالَا: (فَقِيلَ لَهُ: {ارْكُضْ
بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}.. فَرَكَضَ بِرِجْلِهِ ..
فَنَبَعَتْ عَيْنٌ .. فَاغْتَسَلَ مِنْهَا .. فَلَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ مِنْ دَائِهِ
شَيْءٌ ظَاهِرٌ إِلَّا سَقَطَ .. فَأَذْهَبَ اللَّهُ كُلَّ أَلَمٍ وَكُلَّ سَقَمٍ
.. وَعَادَ إِلَيْهِ شَبَابُهُ وَجَمَالُهُ أَحْسَنَ مَا كَانَ .. وَأَفْضَلَ مَا
كَانَ.
- ثُمَّ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ .. فَنَبَعَتْ
عَيْنٌ أُخْرَى فَشَرِبَ مِنْهَا .. فَلَمْ يَبْقَ فِي جَوْفِهِ دَاءٌ إِلَّا
خَرَجَ، فَقَامَ صَحِيحًا .. وَكُسِيَ حُلَّةً (أي وارتدى مثل عباية أو ملابس جيدة).
- قَالَ: فَجَعَلَ يَتَلَفَّتُ وَلَا يَرَى
شَيْئًا مِمَّا كَانَ لَهُ مِنْ أَهْلٍ وَمَالٍ إِلَّا وَقَدْ أَضْعَفَهُ اللَّهُ
لَهُ .. حَتَّى وَاللَّهِ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْمَاءَ الَّذِي اغْتَسَلَ بِهِ
تَطَايَرَ عَلَى صَدْرِهِ جَرَادًا مِنْ ذَهَبٍ.
- قَالَ: فَجَعَلَ يَضُمُّهُ بِيَدِهِ،
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا أَيُّوبُ أَلَمْ أُغْنِكَ؟
- قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهَا بَرَكَتُكَ،
فَمَنْ يَشْبَعُ مِنْهَا ؟
- قَالَ: فَخَرَجَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى
مَكَانٍ مُشْرِفٍ (أي مرتفع مثل هضبة أو تل صغير) .
- ثُمَّ إِنَّ امْرَأَتَهُ قَالَتْ (أي في حوار مع نفسها): أَرَأَيْتُ إِنْ كَانَ
طَرَدَنِي .. إِلَى مَنْ أَكِلُهُ (أي من الذي سيطعمه من بعدي) ؟ أَدَعُهُ يَمُوتُ جُوعًا ..
أَوْ يَضِيعُ فَتَأْكُلَهُ السِّبَاعُ ؟
- لَأَرْجِعَنَّ إِلَيْهِ .. فَرَجَعَتْ ..
فَلَا كُنَاسَةَ تَرَى .. وَلَا مِنْ تِلْكِ الْحَالِ الَّتِي كَانَتْ .. وَإِذَا
الْأُمُورُ قَدْ تَغَيَّرَتْ .. فَجَعَلَتْ تَطُوفُ حَيْثُ كَانَتِ الْكُنَاسَةُ
وَتَبْكِي .. وَذَلِكَ بِعَيْنِ أَيُّوبَ (أي يراقبها أيوب بعينه) .
- قَالَتْ: وَهَابَتْ صَاحِبَ الْحُلَّةِ (أي صاحب الملابس الجيدة الذي
يراها) أَنْ تَأْتِيَهَ فَتَسْأَلَ عَنْهُ.
- فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا أَيُّوبُ فَدَعَاهَا
.. فَقَالَ: مَا تُرِيدِينَ يَا أَمَةَ اللَّهِ؟
- فَبَكَتْ وَقَالَتْ: أَرَدْتُ ذَلِكَ
الْمُبْتَلَى الَّذِي كَانَ مَنْبُوذًا عَلَى الْكُنَاسَةِ .. لَا أَدْرِي أَضَاعَ
أَمْ مَا فَعَلَ.
- قَالَ لَهَا أَيُّوبُ مَا كَانَ مِنْكِ (أي ماذا فعلتي) ؟
- فَبَكَتْ وَقَالَتْ: بِعْلِي (أي زوجي) .. فَهَلْ رَأَيْتَهُ ؟ وَهِيَ
تَبْكِي .. إِنَّهُ قَدْ كَانَ هَا هُنَا؟
- قَالَ: وَهَلْ تَعْرِفِينَهُ إِذَا
رَأَيْتِيهِ ؟
- قَالَتْ: وَهَلْ يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ
رَآهُ؟
- ثُمَّ جَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ وَهِيَ
تَهَابُهُ (أي وهي تعظمه في نفسها إجلالا لمنظره)..
- ثُمَّ قَالَتْ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ
أَشْبَهَ خَلْقِ اللَّهِ بِكَ إِذْ كَانَ صَحِيحًا.
- قَالَ: فَإِنِّي أَنَا أَيُّوبُ الَّذِي
أَمَرْتِينِي أَنْ أَذْبَحَ لِلشَّيْطَانِ .. وَإِنِّي أَطَعْتُ اللَّهَ ..
وَعَصَيْتُ الشَّيْطَانَ .. فَدَعَوْتُ اللَّهَ .. فَرَدَّ عَلَيَّ مَا تَرَيْنَ.
- قَالَ (الْحَسَنُ): ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ رَحِمَهَا
بِصَبْرِهَا مَعَهُ عَلَى الْبَلَاءِ .. أَنْ أَمَرَهُ تَخْفِيفًا عَنْهَا أَنْ
يَأْخُذَ جَمَاعَةً مِنَ الشَّجَرِ .. فَيَضْرِبَهَا ضَرْبَةً وَاحِدَةً تَخْفِيفًا
عَنْهَا بِصَبْرِهَا مَعَهُ) رواه الطبري في تفسيره.
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- أولا: من حيث السند ..
#- إسناد هذه الرواية ضعيف .. ويقال في إسناد هذه الرواية كما قيل في إسناد
الرواية السابقة .. من وجود ضعف في شيخ الطبري (القاسم بن الحسن) وضعف (الحسين بن
داود المصيصي) ..
- ثانيا: من حيث المتن:
1- هذه الرواية قد تكون ممكنة الحدوث
.. لو تم حذف جزئية أن أيوب كان ملقى على كناسة بني إسرائيل .. وأن الشيطان
طلب من زوجة أيوب أن تطلب من أيوب أن يذبح للشيطان .. !!
2- إذ لا يتصور في العقل أن يكون
مصير نبي إلقاءه في المزبلة .. ولا يتصور العقل أن زوجة نبي تطلب من نبي أن يذبح
للشيطان ليُشفى من مرضه !!
========================
#- الرواية الثالثة: عن
التابعي الحسن البصري ..
#- (رواية باطلة وتالفة السند والمتن) .. عن ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا سَلَمَةُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ
عَنِ ابْنِ دِينَار عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: (مَكَثَ أَيُّوبُ فِي ذَلِكَ الْبَلَاءِ سَبْعَ سِنِينَ
وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ .. مُلْقًى
عَلَى رَمَادِ مَكْنَسَةٍ فِي جَانِبِ الْقَرْيَةِ) رواه بن جرير الطبري في تفسيره..، (قلت خالد صاحب الرسالة): رواية باطلة ومتن مكذوب على أيوب
عليه السلام .. وفي السند (محمد بن حميد الرازي) شيخ الطبري وهو متروك الحديث ،
وفيه (ابن اسحاق) قد دلس في الرواية .. والكلام من مقطوع على الحسن البصري التابعي
(المتوفى:110هـ) ولا نعلم عمن أخذ هذه الرواية ..
#- وفي لفظ آخر (رواية باطلة وسند ضعيف ومتن مكذوب) .. عن يَحْيَى
بْنُ طَلْحَةَ الْيَرْبُوعِيُّ، قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ،
عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:
(لَقَدْ مَكَثَ أَيُّوبُ مَطْرُوحًا عَلَى كُنَاسَةٍ سَبْعَ
سِنِينَ وَأَشْهُرًا .. مَا يَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ مَا بِهِ ..
- قَالَ: وَمَا عَلَى وَجْهِ
الْأَرْضِ خَلْقٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَيُّوبَ.
- فَيَزْعُمُونَ أَنَّ بَعْضَ
النَّاسِ قَالَ: لَوْ كَانَ لِرَبِّ هَذَا فِيهِ حَاجَةٌ مَا صَنَعَ بِهِ هَذَا ..
- فَعِنْدَ ذَلِكَ دَعَا) رواه بن جرير الطبري في
تفسيره..، (قلت
خالد صاحب الرسالة): رواية باطلة ومتن مكذوب على أيوب
عليه السلام .. وفي السند (يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ الْيَرْبُوعِيُّ) .. ضعيف الحديث
..، والسند مقطوع على قول الحسن البصري ولا نعلم عمن أخذ هذه الرواية ..!!
#- وفي لفظ آخر (رواية باطلة وسند ضعيف ومتن مكذوب) .. عن يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ،
عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: (بَقِيَ أَيُّوبُ عَلَى كُنَاسَةٍ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ سَبْعَ
سِنِينَ وَأَشْهُرًا تَخْتَلِفُ
عَلَيْهِ الدَّوَابُّ) رواه بن
جرير الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): رواية باطلة ومتن مكذوب على أيوب عليه السلام ..، فيه
(يونس بن عبيد) .. بالرغم من كونه إمام ثقة إلا أنه قد دلس في هذه الرواية عن
الحسن البصري فلم يسمع منه .. والله أعلم. !!
#- ومعنى (تختلف عليه): أي تأكل في جسده الحشرات مثل الدود .. وقد
سبق وأوضحنا أن جزئية أكل الدود من جسد أيوب مأخوذ من سفر أيوب المكتوب في التوراة
.. وذكرنا ذلك في الفصل السادس من هذه الرسالة.
#- أما عن نكارة متن رواية الحسن البصري فيما سبق من الروايات:
- فهو كما قلنا مرارا وتكرارا .. كيف لمؤمن أن يصدق أو يعقل أن أيوب عليه
السلام .. ظل متروكا في مزبلة سبعة سنين وبعض الأشهر مع
فضلات الناس .. وكانت الحشرات تتعاقب عليه فتأكل في جسده ؟!!
- فهل كان يعبد الله في المزبلة والدود محيط بجسده المتعفن والمنتن يأكل
فيه ؟!!
- فهذا كلام لا يقول به مؤمن
عاقل رشيد أو له قلب سليم ؟!!
- أكيد .. لا ..
- بل هذا بهتان عظيم على أيوب عليه
السلام ..
======================
#- رابعا: رواية قيلت عن عبد
الرحمن بن جبير..
#- (رواية باطلة منكرة المتن) .. عن صَفْوَانُ "بن عمرو بن هرم السكسكي"، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ رضي الله عنه قال: (لَمَّا ابْتُلِيَ أَيُّوبُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَسَدِهِ ..
طُرِحَ فِي الْمَزْبَلَةِ
.. جَعَلَتِ امْرَأَتُهُ تَخْرُجُ تَكَسَّبُ عَلَيْهِ مَا تُطْعِمُهُ ..
- فَحَسَدَهُ الشَّيْطَانُ "على"
ذَلِكَ .. وَكَانَ يَأْتِي أَصْحَابَ الْخُبْزِ وَالشِّوَاءِ .. الَّذِينَ كَانُوا
يَتَصَدَّقُونَ عَلَيْهَا.
- فَيَقُولُ: اطْرُدُوا هَذِهِ الْمَرْأَةَ
الَّتِي تَغْشَاكُمْ .. فَإِنَّهَا تُعَالِجُ صَاحِبَهَا .. وَتَلْمَسُهُ
بِيَدِهَا .. فَالنَّاسُ يَقْتَذِرُونَ طَعَامَكُمْ مِنْ أَجْلِهَا .. إِنَّهَا
تَأْتِيكُمْ وَتَغْشَاكُمْ فَجَعَلُوا لَا يُدْنُونَهَا مِنْهُمْ ..
- وَيَقُولُونَ: تَبَاعَدِي عَنَا وَنَحْنُ
نُطْعِمُكِ .. وَلَا تَقْرَبِينَا .. فَأَخْبَرَتْ أَيُّوبَ بِذَلِكَ .. فَحَمِدَ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ذَلِكَ ..
- فَكَانَ يَلْقَاهَا (أي يقابلها الشيطان) .. إِذَا خَرَجَتْ
كَالْمُتَحَزِّنِ بِمَا لَقِيَ أَيُّوبُ ..
- فَيَقُولُ (لها لشيطان): نَجِّ صَاحِبَكِ (أي أنقذي زوجك) ..
- وَأَبَى إِلَّا مَا أَبَى (أي قال الراوي: ورفض الشيطان إلا أن يشحن
نفسها بما هو أباه من قبل من سجوده لآدم كفرا بالله) ..
- (ثم عاد الراوي ليكمل القصة عن
أن الشيطان قال لها): َوَاللَّهِ لَوْ تَكَلَّمَ (أي أيوب) بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ لَكُشِفَ
عَنْهُ كُلُّ ضُرٍّ (أي يقول كفرت بالله) .. وَلَرَجَعَ إِلَيْهِ مَالُهُ
وَوَلَدُهْ ..
- فَتَجِيءُ .. فَتُخْبِرُ
أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِذَلِكَ.
- فَيَقُولُ لَهَا: لَقِيَكِ
عَدُوُّ اللَّهِ فَلَقَّنَكِ هَذَا الْكَلَامَ .. لَمَّا أَعْطَانَا اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ الْمَالَ وَالْوَلَدَ آمَنَّا بِهِ .. وَإِذَا قَبَضَ الَّذِي لَهُ
نَكْفُرُ بِهِ ؟
- لَئِنْ أَقَامَنِي اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ مِنْ مَرَضِي هَذَا .. لَأَجْلِدَنَّكَ مِائَةَ جَلْدَةٍ .
- قَالَ: فَلِذَلِكَ قَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا
تَحْنَثْ" يَعْنِي بِالضِّغْثِ الْقَبْضَةَ مِنَ الْمَكَانِسِ) رواه أحمد في الزهد.
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- أولا: من حيث السند ..
- السند صحيح حتى التابعي عبد
الرحمن بن جبير .. ولكنها مقطوعة عليه .. أي توقف
الكلام عنده وكأنه هو قائله من نفسه .. ولا نعلم عمن أخذ هذه الرواية المنكرة
المتن .. والتي لا يمكن تصديقها أبدا في حق نبي كريم .. أنه كان شخص ملقى في
المزبلة ..!!
- ثانيا: من حيث نكارة المتن ..
1- قلنا كثيرا كيف لمؤمن عاقل ..
تصديق أن نبي الله تم إلقاءه في المزبلة مع زبالة بني إسرائيل لمدة سنوات ؟!!
كيف يمكن أن نعقل ذلك أو نتصوره أو يقبله قلب مؤمن ؟!! كيف ؟!!
- يا ناس يا عقلاء .. كيف نصدق
أن هذا حدث مع نبي الله ؟!!
2- كيف يمكن أن نقبل .. أن ظهور زوجة نبي بوصف الشحات الذي يذهب
للناس منتظرا الصدقة التي تُعطى له من الآخرين لتأكل هي وزوجها ؟!!
3- أما عن مسألة ظهور الشيطان
وطلبه منها أن يكفر أيوب .. فهذه مسألة سبق مناقشتها كثيرا .. بأن ظهور الشيطان
مجسدا في صورة إنسانا سويا لا يمكن حدوثها .. لأنه ليس ملاك من نور يمكن له حدوث
ذلك .. وإنما هذا معتقد عند أهل الكتاب .. أن الشيطان هو ملاك مخلوق من نور ..
فيصح له التشكل في أي شيء .. وليس هذا معتقد المسلمين.
3- ولا يخفى أن هذه الرواية ليست حجة
شرعية في إثبات شيء ..!!
======================
#- خامسا: رواية قيلت عن التابعي نوف بن فضالة البكالي (وهو ابن زوجة التابعي كعب الأحبار الذي كان
من علماء اليهود وأسلم بعد وفاة النبي).
#- (رواية مكذوبة تالفة السند ومنكرة المتن) .. عن "نوف البكالي": عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ
"بن حمدان الهمداني" ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ "بن الحسين
الهمذاني" ، قَالَ: نا آدَمُ "بن أبي إياس"، قَالَ: نا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ،
قَالَ: (كَانَ
الشَّيْطَانُ الَّذِي سُلِّطَ عَلَى أَيُّوبَ اسْمُهُ مَسُوطٌ) نقلا من
تفسير مجاهد.
#- وفي (رواية متنها منكر) .. بلفظ آخر .. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ:
حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ،
حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنَيُّ عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ: (أَنَّ الشَّيْطَانَ الَّذِي عَرَّجَ (أي تسلط) فِي
(أي حياة) أَيُّوبَ .. كَانَ يُقَالُ لَهُ مسوط ..
- قَالَ (أي الراوي): وَكَانَتِ امْرَأَةُ أَيُّوبَ تَقُولُ: ادْعُ اللَّهَ
فَيَشْفِيَكَ .. فَجَعَلَ لَا يَدْعُو حَتَّى مَرَّ بِهِ نَفَرٌ مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ .. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا أَصَابَهُ إِلَّا بِذَنْبٍ
عَظِيمٍ أَصَابَهُ .. فَعِنْدَ ذلك قال: نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ
وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) ذكره بن كثير
في تفسيره.. نقلا عن تفسير أبو حاتم .. وذكره السيوطي في الدر المنثور.
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- أولا: من حيث السند ..
1- الرواية الأولى .. فيها (عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني - أبو القاسم) ..
وهو متهم بالكذب - ولم يسمع من "إبراهيم بن الحسين الهمذاني" .. (راجع تاريخ بغداد ترجمة برقم 5428)
و (راجع تاريخ الإسلام
ترجمة رقم 57 من وفيات القرن الرابع الهجري) .
2- الرواية الأولى .. السند صحيح حتى (نوف بن فضالة البكائي)
التابعي (المتوفي: بعد سنة 90هـ) وهو من
أهل مصر .. و الرواية مقطوعة عليه .. أي هو من قالها .. كرأي خاص به..
- ثانيا: من حيث نكارة المتن ..
1- قوله في الرواية عن ذكر اسم
الشيطان أنه: (كان يقال) .. فهذا معناه أن هذا خبر قد سمعه الراوي " نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ" ولا يعلم مصدره عمن قال هذا القول من أساسه
..!!
- وقوله (عرج الشيطان
في أيوب): أي بوسوسته في حياته ليفسدها عليه من خلال المجتمع من
حوله .. والله أعلم .
2- ولا يخفى أن هذه الرواية ليست حجة
شرعية في إثبات شيء ..!!
==================
#- سادسا: رواية قيلت عن التابعي قتادة بن دعامة
#- (رواية باطلة منكرة المتن ومجهولة السند) .. أخرج عبد بن حميد عَن
قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ: (في قوله {وَاذْكُر عَبدنَا أَيُّوب إِذْ
نَادَى ربه أَنِّي مسني الشَّيْطَان بِنصب وَعَذَاب} قَالَ: ذهَاب الْأَهْل وَالْمَال والضر
الَّذِي أَصَابَهُ فِي جسده ..
- قَالَ: ابتلى سبع سِنِين
وأشهراً .. فَألْقى على
كناسَة بني إِسْرَائِيل تخْتَلف الدَّوَابّ فِي جسده .. فَفرج الله عَنهُ ..
وَأعظم لَهُ الْأجر وَأحسن) رواه السيوطي في الدر المنثور.
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- أولا: من حيث السند ..
- لم أقف على الإسناد كاملا لهذه
الرواية .. ولكن يكفينا فيها أنها رواية منقطعة على قول قتادة بن دعامة التابعي .. ولا
نعلم عمن أخذها .. وإن كان ظاهر الرواية مأخوذة من اليهود الذين أسلموا ..
#- ثانيا: من حيث المتن ..
- لا يمكن لمؤمن أن يصدق مثل
هذا الكلام في حق نبي الله أيوب عليه السلام .. بأن يكون ملقى في المزبلة العامة لبني
إسرائيل .. وتأكل الديدان في جسده لأنه منتن ومتعفن كما سبق وذكرت ذلك روايات أخرى
..!!
#- وإذا كان هذا مجرد آراء
تفسيرية عن بعض التابعين .. فهي آراء باطلة لا تستقيم مع القرآن .. بل ولا علاقة لها
بالقرآن .. وهذا يقال في كل رواية عن التابعين تم ذكرها مسبقا وأتى فيها ما يخالف
القرآن ..!!
====================
#- سابعا: رواية قيلت عن التابعي طَلْحَة بن مصيرف
#- (رواية ضعيفة السند) .. وَقَالَ أَبُو بكر بن مُحَمَّد حَدثنَا
سوار بن عبد الله الْعَنْبَري حَدثنَا مُعْتَمر بن سلمَان عَن لَيْث عَن طَلْحَة بن
مصيرف قَالَ: (قَالَ إِبْلِيس مَا أصبت من أَيُّوب شَيْئا
أفرح بِهِ .. إِلَّا إِنِّي كنت إِذا سَمِعت أنينه (أي صوت تأوهاته) علمت أَنِّي قد أوجعته) رواه بن عساكر في تاريخ دمشق
.. وذكره الشبلي في آكام المرجان في أحكام الجان ..
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- أولا: من حيث السند ..
1- الرواية فيها (الليث بن أبى سليم) .. وهو ضعيف الحديث .. قال ابن حبان
: اختلط في آخر عمره فكان يقلب الأسانيد و يرفع المراسيل و يأتي عن الثقات بما ليس
من حديثهم ، تركه القطان و ابن مهدى و ابن معين ، و أحمد..، وقال بن أبى شبيبة :
ليث صدوق ولكن ليس بحجة .. (راجع
المزيد من الأقوال فيه في تهذيب الكمال ترجمه رقم2407) .
2- وفيه أنه رواية مقطوعة على (طلحة بن مصيرف "مصرف")
التابعي (المتوفى:112هـ) .. فلا نعلم عمن أخذ هذه المعلومة الغيبية ..
يعني رواية مجهولة المصدر.. وغالبا أخذها من أهل الكتاب الذين أسلموا.
- ثانيا: من حيث المتن:
- هذا مجرد رأي تفسيري ذكره طلحة .. ولكنه لم يذكر لنا من أين أتى بقول إبليس هذا
الذي ذكره .. إلا لو كان عن مجرد تصور منه ..!!
- والله أعلم.
==================
#- ثامنا: رواية قيلت عن التابعي عبد الله بن عبيد بن عمير ..
#- (رواية باطلة ومتن منكر) .. وَحَدَّثَنَا أَبِي حاتم، حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: (كَانَ لِأَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
أَخَوَانِ: فَجَاءَا يَوْمًا فَلَمْ يَسْتَطِيعَا أَنْ
يَدْنُوَا مِنْهُ مِنْ رِيحِهِ
.. فَقَامَا مِنْ بَعِيدٍ.
- فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ:
لَوْ كَانَ اللَّهُ عَلِمَ مِنْ أَيُّوبَ خَيْرًا مَا ابْتَلَاهُ بِهَذَا ..
- فَجَزِعَ أَيُّوبُ مِنْ قَوْلِهِمَا جَزَعًا لَمْ يَجْزَعْ
مِنْ شَيْءٍ قَطُّ .. فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ
أَبِتْ لَيْلَةً قَطُّ شَبْعَانَ وَأَنَا أَعْلَمُ مَكَانَ جَائِعٍ .. فَصَدِّقْنِي .. فَصُدِّقَ
مِنَ السَّمَاءِ وَهُمَا يَسْمَعَانِ .. (أي تم سماع صوت من السماء يقول
أن أيوب صادق فيما قاله).
- ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ
كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ يَكُنْ لِي قَمِيصَانِ قَطُّ .. وَأَنَا أَعْلَمُ
مَكَانَ عَارٍ .. فَصَدِّقْنِي
.. فَصُدِّقَ مِنَ السماء وهما يسمعان ..
- ثم قال: اللهم بعزتك .. ثم خر
ساجدا .. فقال: اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لَا أَرْفَعُ رَأْسِي أَبَدًا حَتَّى
تَكْشِفَ عَنِّي .. فَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى كُشِفَ عَنْهُ) ذكره بن كثير في تفسيره.
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- أولا: من حيث السند ..
- الرواية صحيحة السند حتى (عبد الله بن عبيد بن عمير - المتوفى:
113 هجرية) .. ولكن لا نعرف من أين أخذ هذه القصة .. وغالبا عن أهل
الكتاب الذين أسلموا ..!!
- ثانيا: من حيث نكارة المتن:
1- إظهار مرض أيوب بأنه مرض منفر حتى
أظهر نتن رائحته .. وهذا مخالف لكلام علماء المسلمين بأنه لا يصح قول هذا في
نبي .. فضلا عن أن هذا الكلام منقول من توراة أهل الكتاب من سفر أيوب .. كما سبق
وذكرنا ذلك .
2- إظهار جزع أيوب .. وهذا باطل .. لأن الجزع هو شكوى فيها اعتراض على فعل الله
.. إلا لو كان المقصد هو الجزع مجازا بمعنى حدثت له مرارة في نفسه من كلامهم ..
وهذا هو الظاهر ..
- والله أعلم.
======================
:: خلاصة القول في كلام الصحابة والتابعين حول قصة
أيوب وغيرها ::
#- كان من الممكن تجاهل ما ذكرته في ثلاثة فصول سابقة .. وهو
الروايات التي ذكرتها للصحابي بن عباس وبعض التابعين .. ولكن هذا كان له حكمة ..
خاصة في زمن الإنترنت .. الذي تجد فيه التلاعب بالعقول من أسها ما يكون خاصة
بأقوال الصحابة والتابعين والأقوال الضعيفة المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم .. مستغلين
في ذلك جهل الناس .. فيفسدوا عليهم عقولهم ويخبروهم بأن هذه الأقوال هي دين
المسلمين .. ولذلك عليك أن تنتبه للآتي أخي الحبيب ..
1- اعلم
أخي الحبيب .. أن سبب
تتبعي للآراء .. وبيان فسادها .. لتتعلم أن لا تقبل أي رأي تجده مكتوبا في أي كتاب
تفسير خاصة حول القصص القرآني.
- فهناك العديد من الروايات في بعض كتب التفاسير التراثية وغيرها .. والتي قالت باستيلاء الشيطان على أيوب عليه السلام .. وفيها ما فيها من الخرافات التي لا يمكن تصديقها .. وقد حاولت أن أجمع أقصى ما استطعت أن أجمعه من هذه الروايات لتكون على علم بها .. وحققتها جميعا لتكون على بينة ونور .. فلا يضللك من تهوى نفسه أن يصف بمنتهى الحقارة أن يصف النبي أيوب عليه السلام بالنبي الممسوس ..!!
2- بل ولا تغتر بأقوال منسوبة لبعض الصحابة أو التابعين .. وتعتقد
أنها أقوال نبوية .. لا .. بل ولا تعتقد أصلا في أن أقوال هؤلاء الصحابة أو
التابعين هي سليمة .. لنه كثيرا ما نجد أن الذين رووا عن الصحابة والتابعين مجروحة
قبول روايتهم .. وبالتالي تكون هذه الآراء التفسيرية غير صحيحة .
3- وعليك أن تفهم .. أن ما يتم نسبته من أقوال للصحابي أو التابعي كقول خاص به .. هو مجرد رأيه
الخاص في المسألة .. أي مجرد رأي تفسيري .. يحتمل
الصواب والخطأ .. وليس بقول عن وحي سماوي ..!!
4- وعليك أيضا أن تفهم وتستوعب .. أنك حينما تسمع داعية أو شيخ أو أيا ما كان وصفه ..
ويتشدق بعلو صوته ليثبت في نفسيتك قول أحد من الصحابة أو التابعين أو مشايخ مشهود
لهم بعلو العلم .. فهذا الداعية تحترس منه .. فغالبا هو جاهل بما يقول به .. ولكن
المصيبة أنه يذكر الآراء وكأنها معتقد ديني يريد أن يؤكده في نفسك ..
#- ولذلك عليك
أخي الحبيب .. حينما أن تسمع قولا يقال حول آية أو معتقد ديني ..
فاسأل هل هو تفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح فعلا .. أم لا ..؟!!
- لأن ما عدا ذلك .. فهو محتمل صوابه أو خطأه .. إذ أنه مجرد رأي ..
- فلا تجعل أحد يفرض عليك مذهبه ورأيه الخاص ويجعل منه
دينا لك .. لا .. فالرأي يبقى مجرد رأي يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ..
- والله أعلم.
#- ملحوظة هامة أخي
الحبيب:
- قد ذكرت لك من الروايات التي قيلت في قصة أيوب عليه
السلام .. ما قد يسبب لك إشكالية
لو قرأتها .. أو قد يستخدمها أحد ضدك ليؤثر على إيمانك من خلال هذه الروايات التي
يظهر منها أن الله ترك أيوب وأن من يقرب من الله هكذا يصبح حاله ملقى في الزبالة وتأكله الديدان .. وما شابه هذا الكلام
المؤذي لك كمؤمن.
- ولكن هناك آراء تفسيرية أخرى لم أذكرها .. لأنها لا تحمل قصة فيها .. يعني مجرد رأي يذكر فترة
ابتلاء أيوب فقط أو يذكر أن أيوب كان صابرا أواب .. أو ما شابه ذلك .. ولكن دون
تفاصيل قصصية .. ولذلك لم أذكر هذه الروايات لأنها لا إشكالية فيها.
- وعموما: فإن كتب أهل العلم لا تخلو مما سبق بيانه لك من آراء
وروايات وأخبار عن أيوب عليه السلام .. وبذلك أنت تكون قد أحطت علما بما يقال في
هذه القصة لتكون بصيرا.
الله الله ياالله لنا بالقبول
ردحذفعلى فنى باب مولانا طرحنا الحمول يارب صل على المختار طه الرسول
محمود بدر=
ردحذف☆ إذا لاح لك الحسن فيما مضى... وتجلت لك حكمته فيما قضى... وأعجبك تقديره الذي إرتضى....
فأنت على الطريق الصحيح حتما....
☆ نحتاج تصحيح علاقتنا مع الله... فالله سبحانه وتعالى غيب لكن العلاقة معه ليست كذلك...
☆ العلاقة مع الله تخفى عن كثير من الناس لأنهم يراقبونها في أموالهم وعقاراتهم لا في قلوبهم....
==========
إقرؤوا ما كتب محمود بدر في ( رسالة الرفعة والمكانة ج 5) إذا شئتم فيه كلام رااااائع...
قالت عنه إنجي بعد أن راقها كلامه فطلبت منه الإستزادة في الشرح ولما زادها قالت= شرح راق ظاهره العلم وباطنه التذوق...
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
جزاك الله خيرا استاذ خالد
ردحذفربنا يكرم حضرتك .. ويعينك .. ويجعلك دائما من أهل الحق .. وأهل الحقيقة .. امين يارب العالمين
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
الغنية بالله=
ردحذفمما جاد به أستاذنا الجليل في مقام الرحمة=
" إذا أردت أن تدخل في رحمة الله فكن صادقا في معاملتك مع الله ظاهرا وباطنا، ..
ظاهرا= بحسن أخلاقك...
باطنا= بصدق إيمانك...
والأرجح أن هذا المفهوم يقصد به أستاذنا الجليل " الظاهر بالأخلاق" لأنها جمال الدين ظاهرا وباطنا وهي تتوج الظاهر والباطن ببعض تجليات الجمال الإلهي...
لأن الأخلاق والآداب تدخل في كل المعاملات الظاهرية بين الناس... وآداب وأخلاق العبادات الظاهرية بيننا وبين الله... "والباطن بصدق الإيمان" ...
الأرجح أنه يقصد بها الطهارة القلبية التي نتوصل إليها بالتخلية والتحلية... والوصول إلى أعلى مقامات الإحسان...
والله أعلم...
☆ يمكن أن أصيب ويمكن أن أخطيء في مقصد الأستاذ...
لكن..!!
أحببت أن أشيد بما بلغني من فهم... فيما يتعلق بأسباب ومظاهر تجليات الله علينا برحمته...
والله أعلم...
(من رسالة الرفعة والمكانة ج6)
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
خالد أبو عوف=
ردحذفتعاملي مع مولاك بالحب...ولا تكوني كما الناس يبحثون عن الحسنات... ولكن كوني كما الأحباب يجلسون مع الله...
فلا تهتمي بليلة القدر المخصصة... لأن كل لحظة فيها مؤانسة بالله...فهي ليلة قدر... ولكن أكثر الناس لا يدركون الحقائق...
بالتذوق من الإيمان..!!
وقبل أن تتحري عن ليلة القدر زمنيا...حاولي أن تتحري عنها قلبيا...
=============
تعرف يا سيدي خالد كلامك هذا أحدث ثورة في فكري ...حرره من عقال وجعله يحلق عاليا...
فعلا هذا الكلام يليق بالله الجليل الذي حبه لنا هو الأصل أما حبنا له فهو نافلة...
كان الدعاة يتزايدون على بعضهم و علينا بالكلام حول زيادة العبادة في رمضان حتى أرهقونا سمعا... وعندما يحل رمضان نحتار بمن نقتدي فيهم حتى نكون عباد الله بحق...
لكن بكلامك هذا اتضح أن الأمر أبسط بكثير...
وجعلتنا نحب الله أكثر بدون خوف وأفهمتنا أن رب رمضان هو رب كل الشهور والأوقات...
فقط توجه إليه بصدق وهو يريك العجب
"أحبك ربي"
(رسالة الرفعة والمكانة ج7)
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
ما شاء الله فعلا العلم نور جزاك الله كل خير ياأستاذ خالد وربنا يبارك في حضرتك يارب وبجد من خلال تحقق حضرتك من الروايات بنصلح أشياء ومعتقدات كنا نظنها أنها صحيحة من خلال قصص الكرتون التي نسمعها ..
ردحذفويارب يزيدك نور وعلم وفهم وبيان ودائما في أفضل حال بإذن الله الحنان المنان يارب العالمين.
💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫
لذلك عليك أخي الحبيب .. حينما تسمع قولا يقال حول آية أو معتقد ديني .. أن تسأل هل هو تفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح فعلا .. أم لا ..
لأن ما عدا ذلك .. فهو محتمل صوابه أو خطأه .. إذ أنه مجرد رأي ..
- فلا تجعل أحد يفرض عليك مذهبه ورأيه الخاص ويجعل منه دينا لك .. لا .. فالرأي يبقى مجرد رأي يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ ..
والله أعلم .
أ/ خالد أبو عوف
...🌙🌙...
ردحذف☘رســـ📩ــــــالة.📮
قال يوسف لأخيه........« لا تبتئس»
وشعيب لموسى............«لا تخف»
ومحمدﷺلصاحبه........« لا تحزن»
نشر الطمأنينة في ساعات القلق منهج نبوي..
فالحزن يضعف القلب ويوهن العزم ويضر الإرادة ولا شيء أحب الى الشيطان من حزن المؤمن تفاءلوا وأحسنوا الظن بالله وتوكلوا عليه..
فرب الخير لا يأتي إلا بالخير.
💭...🌙🌙...💭
💡ضع بصمتك في الحياة ... فما الحياة إلا أنفاس تُعدُّ وتُحصى ، لا تدري متى يتوقف لها العدّ والإحصاء ... حينئذٍ لن يبقى لك في الدنيا إلا أثرك ...
ردحذففرب عمل صغير تستصغره وهو عند الله كبير ويفرج عنك الكثير وأنت به تستهين وتظن أنه لا يفيد فكن دائما كما أراد الله لك أن تكون💭🌿
🌹“كل الذي يحيطُ بك هو بقدرِ الله، وكل الذي تطلبُه هو من خزائنِ الله، وكل الذي تخافه هو بيدِ الله، وكل الذي فاتَ ذهب بأمرِ الله، وكل الذي سيأتي هو من عندِ الله، وكل الذي يهمُّك هو بعلم الله، واللهُ في كلِّ ذلكَ رحمنٌ رحيم. "🌹
ردحذف