بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 22 فبراير 2025

Textual description of firstImageUrl

ج8: قصة النبي أيوب عليه السلام - الخرافات التي قيلت في قصة أيوب عليه السلام حسب الروايات الباطلة المنسوبة للتابعي وهب بن مُنَبِّهٍ ومنتشرة في كتب التفاسير التراثية

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة قصص من كتب التفاسير

قصة النبي أيوب عليه السلام

بين الحقيقة القرآنية وخرافات في بعض الكتب التفسيرية

مع كشف العيوب في روايات قيلت عن النبي أيوب -

- ومقارنة بين أيوب القرآن وأيوب التوراة -

مع توضيح حقيقة (مسني الشيطان بنصب وعذاب)-

(الفصل الثامن)

الخرافات التي قيلت في قصة أيوب عليه السلام حسب الروايات الباطلة المنسوبة للتابعي وهب بن منبه ومنتشرة في كتب التفاسير

 #- فهرس:

:: الفصل الثامن :: عن قصة أيوب عليه السلام .. عن الخرافات التي قيلت في في قصة أيوب عليه السلام من روايات منسوبة للتابعي "وهب بن منبه"::

1- س13: ما هي الخرافات التي قيلت في قصة أيوب عليه السلام حسب الروايات الباطلة المنسوبة للتابعي وهب بن مُنَبِّهٍ ومنتشرة في كتب التفاسير التراثية ؟

@- خرافات أتى ذكرها منسوبة لبعض التابعين:

1- خرافة أن أيوب الشيطان لا يحجبه شيئا عن السموات.

2- خرافة مناجاة الشيطان لله وكلامه معه.

3- خرافة بأن للعفاريت من الجن القدرة على التصرف في الطبيعة.

4- خرافة تجسيد الشيطان في هيئة قهرمان أو القيّم على إدارة ممتلكات أيوب.

5- خرافة أن جريج الراهب كان معلم أيوب وأن الشيطان تجسد في صورة جريج.

6- خرافة شماته الشيطان في أيوب والاستمتاع بحسرته وهو يصف له كيف مات أولاده.

7- خرافة أن الشيطان إبليس من الملائكة النورانية .

8- خرافة أن أيوب أصبح متعفن الجسد ومنتن الرائحة حتى ألقاه أهل القرية خارج القرية بجوار مزبلة القرية.

9- خرافة أن لإبليس مقام ومكان خاص في السماء السابعة .. في نفس مقام النبي إبراهيم عليه السلام .. ويكلم منه الله ويكلمه الله وكأنه ندا له ..!!

10- خرافة سحر زوجة أيوب بالوهم والخيال .. !!

11- خرافة احتمالية سجود زوجة أيوب للشيطان لو وافق أيوب ..!!

13- خرافة استفزاز إبليس لرب العزة وتحداه في غواية أيوب ..!!

14- خرافة كلام إبليس مع جنوده عن رب العزة بمنتهى السفالة والإنحطاط ..!!

15- أن بها خرافة إنكار نبي الله أيوب على ربه فيما فعله به واستياءه من ربه .. لأنه تركه على هذا الحال.

16- خرافة إظهار أن الشيطان يستطيع أن يعيد أرزاق الله التي فقدها العبد من مال وأولاد .. وكل شيء لمجرد أن يسجد الإنسان للشيطان.

17- خرافة إظهار زوجة أيوب بأنها صدقت أن الشيطان الذي كان يكلمها هو إله الأرض .. وكأنها ليست امرأة نبي من أنبياء الله ..!!

*******************

:: الفصل الثامن ::

=================

..:: س13: ما هي الخرافات التي قيلت في قصة أيوب عليه السلام حسب الروايات الباطلة المنسوبة للتابعي وهب بن مُنَبِّهٍ ومنتشرة في كتب التفاسير التراثية ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- عليك أن تنتبه للآتي قبل أن تبدأ قراءة الروايات:

1- اعلم أخي الحبيب .. أن ظني بما سأذكره لك هنا عن روايات تمت نسبتها لبعض التابعين .. ليس هم من قالوا بها .. وإنما هي أسانيد تم تلفيقها على روايات مزورة حتى يقبلها الناس ويتم نشرها .. لأن العقل لا يقبل أن يكون التابعي سمع هذه القصة ونقلها في حين فيه مخالف للقرآن والقرآن .. 

 

2- ملحوظة: التابعين الذين سننقل عنهم هنا قصة أيوب عليه السلام .. بعضهم من تلامذة الصحابي عبد الله بن عباس .. مثل وهب بن منبه والحسن البصري .. وكلاهما أكثر من روى في قصة أيوب عليه السلام والرواية عنهما تالفة جدا .. فشبهة تزوير الروايات عليهما أيضا لازالت قائمة .. فانتبه.

 

- والآن ننتقل إلى الروايات التي يزعم البعض .. أن التابعين قالوا بها .. في قصة أيوب عليه السلام .

================

 

#- ثانيا: روايات قيلت عن التابعي وهب بن مُنَبِّهٍ ..

#- الرواية الأولى: عن التابعي وهب بن منبه

 

#- قال الإمام الذهبي عن وهب بن منبه: وروايته للمسند قليلة .. وإنما غزارة علمه في الإسرائيليات ومن صحائف أهل الكتاب. (راجع سير أعلام النبلاء برقم 219 ج4 ص454).

- ويقصد الإمام الذهبي بقوله (روايته للمسند): أي المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن غالب مرويات وهب .. فهي عن الأخبار والقصص.

 

#- الرواية الالأولى: "من روايات التابعي وهب بن منبه":

- رواية تابعي .. (رواية باطلة ومتن ملفق بكذب مخالف للقرآن) .. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أبو هِشَامٍ، قَالَ: ثني عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: (كَانَ بَدْءُ أَمْرِ أَيُّوبَ الصِّدِّيقِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ .. أَنَّهُ كَانَ صَابِرًا .. نِعْمَ الْعَبْدُ.

- قَالَ وَهْبٌ (بن منبه): إِنَّ لِجِبْرِيلَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ مَقَامًا لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فِي الْقُرْبَةِ مِنَ اللَّهِ ، وَالْفَضِيلَةِ عِنْدَهُ .. وَإِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ الَّذِي يَتَلَقَّى الْكَلَامَ .. فَإِذَا ذَكَرَ اللَّهُ عَبْدًا بِخَيْرٍ تَلَقَّاهُ جِبْرَائِيلُ مِنْهُ .. ثُمَّ تَلَقَّاهُ مِيكَائِيلُ .. وَحَوْلَهُ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ. وَشَاعَ ذَلِكَ فِي الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ .. صَارَتِ الصَّلَاةُ عَلَى ذَلِكَ الْعَبْدِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ .. فَإِذَا صَلَّتْ عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ السَّمَاوَاتِ .. هَبَطَتْ عَلَيْهِ بِالصَّلَاةِ إِلَى مَلَائِكَةِ الْأَرْضِ.

- وَكَانَ إِبْلِيسُ لَا يُحْجَبُ بِشَيْءٍ مِنَ السَّمَاوَاتِ .. وَكَانَ يَقِفُ فِيهِنَّ حَيْثُ شَاءَ مَا أَرَادُوا .. وَمِنْ هُنَالِكَ وَصَلَ إِلَى آدَمَ حِينَ أَخْرَجَهُ مِنَ الْجَنَّةِ. فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ يَصْعَدُ فِي السَّمَاوَاتِ .. حَتَّى رَفَعَ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ .. فَحُجِبَ مِنْ أَرْبَعٍ .. وَكَانَ يَصْعَدُ فِي ثَلَاثٍ.

 

- فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. حُجِبَ مِنَ الثَّلَاثِ الْبَاقِيَةِ .. فَهُوَ مَحْجُوبٌ هُوَ وَجَمِيعُ جُنُودِهِ مِنْ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} [الحجر: 18] .. وَلِذَلِكَ أَنْكَرْتِ الْجِنُّ مَا كَانَتْ تَعْرِفُ حِينَ قَالَتْ: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا} [الجن: 8] . إِلَى قَوْلِهِ: {شِهَابًا رَصَدًا} [الجن: 9] .

 

- قَالَ وَهْبٌ: فَلَمْ يَرُعْ (أي يضايق) إِبْلِيسَ إِلَّا تَجَاوُبُ مَلَائِكَتِهَا بِالصَّلَاةِ عَلَى أَيُّوبَ، وَذَلِكَ حِينَ ذَكَرَهُ اللَّهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. فَلَمَّا سَمِعَ إِبْلِيسُ صَلَاةَ الْمَلَائِكَةِ، أَدْرَكَهُ الْبَغْي وَالْحَسَدُ.

- وَصَعِدَ سَرِيعًا حَتَّى وَقَفَ مِنَ اللَّهِ مَكَانًا كَانَ يَقِفُهُ .. فَقَالَ: يَا إِلَهِي .. نَظَرْتُ فِي أَمْرِ عَبْدِكَ أَيُّوبَ .. فَوَجَدْتُهُ عَبْدًا أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ فَشَكَرَكَ .. وَعَافَيْتَهُ فَحَمِدَكَ، ثُمَّ لَمْ تُجَرِّبْهُ (أي تختبره) بِشِدَّةٍ .. وَلَمْ تُجَرِّبْهُ بِبَلَاءٍ .. وَأَنَا لَكَ زَعِيمٌ (أي أزعم مؤكدا لك) لَئِنْ ضَرَبْتَهُ بِالْبَلَاءِ لَيَكْفُرَنَّ بِكَ وَلَيَنْسَيَنَّكَ وَلَيَعْبُدَنَّ غَيْرَكَ ..

- قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ: انْطَلِقْ .. فَقَدْ سَلَّطْتُكَ عَلَى مَالِهِ، فَإِنَّهُ الْأَمْرُ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ أَجْلِهِ يَشْكُرُنِي .. لَيْسَ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى جَسَدِهِ وَلَا عَلَى عَقْلِهِ فَانْقَضَّ عَدُوُّ اللَّهِ .. حَتَّى وَقَعَ (نزل) عَلَى الْأَرْضِ.

- ثُمَّ جَمَعَ عَفَارِيتَ الشَّيَاطِينِ وَعُظَمَاءَهُمْ ..

- وَكَانَ لِأَيُّوبَ .. الْبَثَنِيَّةُ (اسم منطقة أو مدينة أو قرية كبيرة) مِنَ الشَّامِ كُلِّهَا .. بِمَا فِيهَا مِنْ شَرْقِهَا وَغَرْبِهَا .. وَكَانَ لَهُ بِهَا أَلْفُ شَاةٍ بِرُعَاتِهَا .. وَخَمْسُ مِائَةِ فَدَّانٍ يَتْبَعُهَا خَمْسُ مِائَةِ عَبْدٍ .. لِكُلِّ عَبْدٍ امْرَأَةٌ .. وَوَلَدٌ وَمَالٌ .. وَحِمْلُ آلَةِ كُلِّ فَدَّانٍ أَتَانٌ (أي أنثى الحمار).. لِكُلِّ أَتَانٍ وَلَدٌ مِنَ اثْنَيْنِ وَثَلَاثَةٍ .. وَأَرْبَعَةٍ ، وَخَمْسَةٍ ، وَفَوْقَ ذَلِكَ..

- فَلَمَّا جَمَعَ إِبْلِيسُ الشَّيَاطِينَ قَالَ لَهُمْ: مَاذَا عِنْدَكُمْ مِنَ الْقُوَّةِ وَالْمَعْرِفَةِ؟

- فَإِنِّي قَدْ سُلِّطْتُ عَلَى مَالِ أَيُّوبَ .. فَهِيَ الْمُصِيبَةُ الْفَادِحَةُ، وَالْفِتْنَةُ الَّتِي لَا يَصْبِرُ عَلَيْهَا الرِّجَالُ.

- قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ: أُعْطِيتُ مِنَ الْقُوَّةِ مَا إِذَا شِئْتُ تَحَوَّلْتُ إِعْصَارًا مِنْ نَارٍ .. فَأَحْرَقْتُ كُلَّ شَيْءٍ آتِي عَلَيْهِ.

- فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: فَأْتِ الْإِبِلَ وَرُعَاتَهَا ..

- فَانْطَلَقَ يَؤُمُّ الْإِبِلَ .. وَذَلِكَ حِينَ وَضَعَتْ رُؤوسَهَا .. وَثَبَتَتْ فِي مَرَاعِيهَا .. فَلَمْ تَشْعُرِ النَّاسُ حَتَّى ثَارَ مِنْ تَحْتِ الْأَرْضِ إِعْصَارٌ مِنْ نَارٍ تَنْفُخُ مِنْهَا أَرْوَاحُ السَّمُومِ .. لَا يَدْنُو مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا احْتَرَقَ .. فَلَمْ يَزَلْ يَحْرِقُهَا وَرُعَاتَهَا حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهَا ..

- فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا .. تَمَثَّلَ إِبْلِيسُ عَلَى قَعُودٍ مِنْهَا بِرَاعِيهَا (أي تمثل بصورة راعي الإبل والغنم في ملكية أيوب) .. ثُمَّ انْطَلَقَ يَؤُمُّ أَيُّوبَ، حَتَّى وَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي.

- فَقَالَ: يَا أَيُّوبُ ..

- قَالَ: لَبَّيْكَ.

- قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا الَّذِي صَنَعَ رَبُّكَ الَّذِي اخْتَرْتَ ، وعَبْدتَ ، وَوَحَّدْتَ .. بِإِبِلِكَ (أي بالإبل) وَرُعَاتِهَا ؟

- قَالَ أَيُّوبُ: إِنَّهَا مَالُهُ أَعَارَنِيهِ (أي هو مالا الله قد وكلني فيه وله الحق أن يفعل به ما يريد) .. وَهُوَ أَوْلَى بِهِ إِذَا شَاءَ نَزْعَهُ .. وَقَدِيمًا مَا وَطَّنْتُ نَفْسِي وَمَالِي عَلَى الْفِنَاءِ.

- قَالَ إِبْلِيسُ: وَإِنَّ رَبَّكَ أَرْسَلَ عَلَيْهَا نَارًا مِنَ السَّمَاءِ .. فَاحْتَرَقَتْ وَرُعَاتُهَا .. حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِ شَيْءٍ مِنْهَا وَمِنْ رُعَاتِهَا ..

- فَتَرَكَتِ النَّاسَ مَبْهُوتِينَ (أي في حالة استغراب مفزع) .. وَهُمْ وُقُوفٌ عَلَيْهَا يَتَعَجَّبُونَ .. مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: مَا كَانَ أَيُّوبُ يَعْبُدُ شَيْئًا ، وَمَا كَانَ إِلَّا فِي غُرُورٍ .. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: لَوْ كَانَ إِلَهُ أَيُّوبَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَمْنَعَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا لَمَنَعَ وَلِيَّهُ .. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: بَلْ هُوَ فَعَلَ الَّذِي فَعَلَ لِيُشْمِتَ بِهِ عَدُوَّهُ .. وَلِيُفْجِعَ بِهِ صَدِيقَهُ.

- قَالَ أَيُّوبُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حِينَ أَعْطَانِي ، وَحِينَ نَزَعَ مِنِّي .. عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي .. وَعُرْيَانًا أَعُودُ فِي التُّرَابِ .. وَعُرْيَانًا أُحْشَرُ إِلَى اللَّهِ .. لَيْسَ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَفْرَحَ حِينَ أَعَارَكَ اللَّهُ .. وَتَجْزَعَ حِينَ قَبَضَ عَارِيَتَهُ (أي ما منحه الله لك) .. اللَّهُ أَوْلَى بِكَ وَبِمَا أَعْطَاكَ .. وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ خَيْرًا لَنَقَلَ رُوحَكَ مَعَ مَلَكِ الْأَرْوَاحِ .. فَآجَرَنِي فِيكَ (أي أعطاني الأجر في موتك) .. وَصِرْتَ شَهِيدًا .. وَلَكِنَّهُ عَلِمَ مِنْكَ شَرًّا .. فَأَخَّرَكَ مِنْ أَجَلِهِ .. فَعَرَّاكَ اللَّهُ مِنَ الْمُصِيبَةِ .. وَخَلَّصَكَ مِنَ الْبَلَاءِ .. كَمَا يَخْلُصُ الزُّوَانُ (أي العود الفاسد) مِنَ الْقَمْحِ الْخَلَاصِ.

- ثُمَّ رَجَعَ إِبْلِيسُ إِلَى أَصْحَابِهِ خَاسِئًا ذَلِيلًا .. فَقَالَ لَهُمْ: مَاذَا عِنْدَكُمْ مِنَ الْقُوَّةِ، فَإِنِّي لَمْ أَكْلِمْ قَلْبَهُ (أي لم أصيب قلبه بمرارة وحسرة بعدما حدث له) ؟

- قَالَ عِفْرِيتٌ مِنْ عُظَمَائِهِمْ: عِنْدِي مِنَ الْقُوَّةِ مَا إِذَا شِئْتَ صِحْتُ صَوْتًا لَا يَسْمَعْهُ ذُو رُوحٍ إِلَّا خَرَجَتْ مُهْجَةُ نَفْسِهِ.

- قَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: فَأْتِ الْغَنَمَ وَرُعَاتَهَا فَانْطَلَقَ يَؤُمُّ الْغَنَمَ وَرُعَاتَهَا .. حَتَّى إِذَا وَسَطَهَا .. صَاحَ صَوْتًا .. جَثَمَتْ أَمْوَاتًا مِنْ عِنْدِ آخِرِهَا وَرِعَاؤُهَا.

- ثُمَّ خَرَجَ إِبْلِيسُ مُتَمَثِّلًا بِقَهْرَمَانِ الرِّعَاءِ .. حَتَّى إِذَا جَاءَ أَيُّوبَ وَجَدَهُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي .. فَقَالَ لَهُ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ، وَرَدَّ عَلَيْهِ أَيُّوبُ الرَّدَّ الْأَوَّلَ.

- ثُمَّ إِنَّ إِبْلِيسَ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ: مَاذَا عِنْدَكُمْ مِنَ الْقُوَّةِ، فَإِنِّي لَمْ أَكْلِمْ قَلْبَ أَيُّوبَ؟

- فَقَالَ عِفْرِيتٌ مِنْ عُظَمَائِهِمْ: عِنْدِي مِنَ الْقُوَّةِ إِذَا شِئْتُ تَحَوَّلْتُ رِيحًا عَاصِفًا تَنْسِفُ كُلَّ شَيْءٍ تَأْتِي عَلَيْهِ حَتَّى لَا أُبْقِيَ شَيْئًا.

- قَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: فَأْتِ الْفَدَّادِينَ (مكان الخيل والإبل) وَالْحَرْثَ (أي مكان الزراعة) .. فَانْطَلَقَ يَؤُمُّهُمْ (أي مترصدا بهم) .. وَذَلِكَ حِينَ قَرَّبُوا (أي جمعوا وجهزوا) الْفَدَّادِينَ (أي الخيل والإبل) ، وَأَنْشَئُوا (أي وبدأوا) فِي الْحَرْثِ (أي زراعة المحصول) .. وَالْأُتُنَ (أي إناث الحمير) وَأَوْلَادُهَا رُتُوعٌ (أي يتجولون في المزرعة) .. فَلَمْ يَشْعُرُوا حَتَّى هَبَّتْ رِيحٌ عَاصِفٌ تَنْسِفُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ.

- ثُمَّ خَرَجَ إِبْلِيسُ مُتَمَثِّلًا بِقَهْرَمَانِ الْحَرْثِ (أي متخذا شكل الشخص المسئول على خدمة زراعة أرض أيوب) .. حَتَّى جَاءَ أَيُّوبَ (أي وصل إيه) وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي .. فَقَالَ لَهُ: مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ .. وَرَدَّ عَلَيْهِ أَيُّوبُ مِثْلَ رَدِّهِ الْأَوَّلِ .. فَلَمَّا رَأَى إِبْلِيسُ أَنَّهُ قَدْ أَفْنَى مَالَهُ .. وَلَمْ يَنْجَحْ مِنْهُ ..

- صَعِدَ سَرِيعًا (أي عرج للسماء) .. حَتَّى وَقَفَ مِنَ اللَّهِ الْمَوْقِفَ الَّذِي كَانَ يَقِفُهُ ..

- فَقَالَ: يَا إِلَهِي .. إِنَّ أَيُّوبَ يَرَى أَنَّكَ مَا مَتَّعْتَهُ بِنَفْسِهِ وَوَلَدِهِ، فَأَنْتَ مُعْطِيهِ الْمَالَ، فَهَلْ أَنْتَ مُسَلِّطِي عَلَى وَلَدِهِ؟ فَإِنَّهَا الْفِتْنَةُ الْمُضِلَّةُ، وَالْمُصِيبُةُ الَّتِي لَا تَقُومُ لَهَا قُلُوبُ الرِّجَالِ، وَلَا يَقْوَى عَلَيْهَا صَبْرُهُمْ.

- فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ: انْطَلَقَ فَقَدْ سَلَّطْتُكَ عَلَى وَلَدِهِ .. وَلَا سُلْطَانَ لَكَ عَلَى قَلْبِهِ وَلَا جَسَدِهِ .. وَلَا عَلَى عَقْلِهِ فَانْقَضَّ عَدُوُّ اللَّهِ جَوَادًا .. حَتَّى جَاءَ بَنِي أَيُّوبَ وَهُمْ فِي قَصْرِهِمْ .. فَلَمْ يَزَلْ يُزَلْزِلُ بِهِمْ حَتَّى تَدَاعَى مِنْ قَوَاعِدِهِ .. ثُمَّ جَعَلَ يُنَاطِحُ الْجُدُرَ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ .. وَيَرْمِيهِمْ بِالْخَشَبِ وَالْجَنْدَلِ (أي الحجارة) .. حَتَّى إِذَا مَثَّلَ بِهِمْ كُلَّ مُثْلَةٍ (أي أصابهم بتشوهات نتيجة هذا الرمي) .. رَفَعَ بِهِمُ الْقَصْرَ .. حَتَّى إِذَا أَقَلَّهُ بِهِمْ .. فَصَارُوا فِيهِ مُنَكَّسِينَ.

- انْطَلَقَ إِلَى أَيُّوبَ مُتَمَثِّلًا بِالْمُعَلِّمِ الَّذِي كَانَ يُعَلِّمُهُمُ الْحِكْمَةَ .. وَهُوَ جَرِيحٌ .. مَشْدُوخُ الْوَجْهِ يَسِيلُ دَمُهُ .. وَدِمَاغُهُ مُتَغَيِّرٌ لَا يَكَادُ يُعْرَفُ مِنْ شِدَّةِ التَّغَيُّرِ وَالْمُثْلَةِ الَّتِي جَاءَ مُتَمَثِّلًا فِيهَا ..

- فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أَيُّوبُ .. هَالَهُ وَحَزِنَ .. وَدَمِعَتْ عَيْنَاهُ .. وَقَالَ لَهُ: يَا أَيُّوبُ .. لَوْ رَأَيْتَ كَيْفَ أَفْلَتُّ مِنْ حَيْثُ أَفْلَتُّ .. وَالَّذِي رَمَانَا بِهِ مِنْ فَوْقِنَا وَمِنْ تَحْتِنَا .. وَلَوْ رَأَيْتَ بَنِيكَ كَيْفَ عُذِّبُوا .. وَكَيْفَ مُثِّلَ بِهِمْ .. وَكَيْفَ قُلِبُوا فَكَانُوا مُنَكَّسِينَ عَلَى رُءُسِهِمْ .. تَسِيلُ دِمَاؤُهُمْ .. وَدِمَاغُهُمْ مِنْ أُنُوفِهِمْ وَأَجْوَافِهِمْ .. وَتَقْطُرُ مِنْ أَشْفَارِهِمْ .. وَلَوْ رَأَيْتَ كَيْفَ شُقَّتْ بُطُونُهُمْ .. فَتَنَاثَرَتْ أَمْعَاؤُهُمْ .. وَلَوْ رَأَيْتَ كَيْفَ قُذِفُوا بِالْخَشَبِ .. وَالْجَنْدَلُ يَشْدَخُ دِمَاغَهُمْ .. وَكَيْفَ دَقَّ الْخَشَبُ عِظَامَهُمْ .. وَخَرَقَ جُلُودَهُمْ .. وَقَطَعَ عَصَبَهُمْ .. وَلَوْ رَأَيْتُ الْعَصْبِ عُرْيَانًا .. وَلَوْ رَأَيْتُ الْعِظَامَ مُتَهَشِّمَةً فِي الْأَجْوَافِ .. وَلَوْ رَأَيْتَ الْوُجُوهَ مَشْدُوخَةً (أي مكسورة) .. وَلَوْ رَأَيْتَ الْجُدُرَ تَنَاطَحُ عَلَيْهِمْ (أي سقط عليهم) .. وَلَوْ رَأَيْتَ مَا رَأَيْتَ .. قُطِّعَ قَلْبُكَ ..

 

- فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ هَذَا وَنَحْوَهُ .. وَلَمْ يَزَلْ يُرَقِّقُهُ (أي يكسر قلبه على أولاده) حَتَّى رَقَّ أَيُّوبُ فَبَكَى .. وَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَوَضَعَهَا عَلَى رَأْسِهِ .. فَاغْتَنَمَ إِبْلِيسُ الْفُرْصَةَ مِنْهُ عِنْدَ ذَلِكَ .. فَصَعِدَ سَرِيعًا بِالَّذِي كَانَ مِنْ جَزَعِ (أي شكوى اعتراض) أَيُّوبَ .. مَسْرُورًا بِهِ.

 

- ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَيُّوبُ أَنْ فَاءَ وَأَبْصَرَ فَاسْتَغْفَرَ .. وَصَعِدَ قُرَنَاؤُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِتَوْبَةٍ مِنْهُ .. فَبَدَرُوا (أي سبقوا) إِبْلِيسَ إِلَى اللَّهِ .. فَوَجَدُوهُ قَدْ عَلِمَ بِالَّذِي رُفِعَ إِلَيْهِ مِنْ تَوْبَةِ أَيُّوبَ ..

 

- فَوَقَفَ إِبْلِيسُ خَازِيًا ذَلِيلًا فَقَالَ: يَا إِلَهِي .. إِنَّمَا هَوَّنَ عَلَى أَيُّوبَ خَطَرَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ أَنَّهُ يَرَى أَنَّكَ مَا مَتَّعْتَهُ بِنَفْسِهِ .. فَأَنْتَ تُعِيدُ لَهُ الْمَالَ وَالْوَلَدَ (أي لديه أمل في أن تخلف عليه في المال والولد) .. فَهَلْ أَنْتَ مُسَلِّطِي عَلَى جَسَدِهِ؟

- فَأَنَا لَكَ زَعِيمٌ لَئِنْ ابْتَلَيْتَهُ فِي جَسَدِهِ لَيَنْسَيَنَّكَ، وَلَيَكْفُرَنَّ بِكَ، وَلَيَجْحَدَنَّكَ نِعْمَتَكَ.

- قَالَ اللَّهُ: انْطَلِقْ فَقَدْ سَلَّطْتُكَ عَلَى جَسَدِهِ .. وَلَكِنْ لَيْسَ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى لِسَانِهِ وَلَا عَلَى قَلْبِهِ وَلَا عَلَى عَقْلِهِ.

- فَانْقَضَّ عَدُوُّ اللَّهِ جَوَادًا (أي مسرعا) .. فَوَجَدَ أَيُّوبَ سَاجِدًا .. فَعَجِلَ (أي فأسرع) قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ .. فَأَتَاهُ مِنْ قِبَلِ الْأَرْضِ فِي مَوْضِعِ وَجْهِهِ .. فَنَفَخَ فِي مَنْخَرِهِ نَفْخَةً اشْتَعَلَ مِنْهَا جَسَدُهُ .. فَتَرَهَّلَ (أي شاخ جلده) .. وَنَبَتَتْ بِهِ ثَآلِيلُ (أي دمامل منتفخة) مِثْلُ أَلْيَاتِ (أي تشبه في الشكل مؤخرة) الْغَنَمِ .. وَوَقَعَتْ فِيهِ حِكَّةٌ لَا يَمْلِكُهَا .. فَحَكَّ بِأَظْفَارِهِ حَتَّى سَقَطَتْ كُلُّهَا .. ثُمَّ حَكَّ بِالْعِظَامِ .. وَحَكَّ بِالْحِجَارَةِ الْخَشِنَةِ .. وَبِقِطَعِ الْمُسُوحِ الْخَشِنَةِ .. فَلَمْ يَزَلْ يَحُكُّهُ حَتَّى نَفِدَ لَحْمُهُ وَتَقَطَّعَ.

- وَلَمَّا نَغِلَ (أي تلف وفسد وتعفن) جِلْدُ أَيُّوبَ وَتَغَيَّرَ وَأَنْتَنَ .. أَخْرَجَهُ أَهْلُ الْقَرْيَةِ .. فَجَعَلُوهُ عَلَى تَلٍّ .. وَجَعَلُوا لَهُ عَرِيشًا (أي غرفة من الخوص يسكن فيها).

- وَرَفَضَهُ خَلْقُ اللَّهِ .. غَيْرَ امْرَأَتِهِ .. فَكَانَتْ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ بِمَا يُصْلِحُهُ وَيَلْزَمُهُ.

- وَكَانَ ثَلَاثَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اتَّبَعُوهُ عَلَى دِينِهِ ، فَلَمَّا رَأَوْا مَا ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِهِ .. رَفَضُوهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتْرُكُوا دِينَهُ وَاتَّهَمُوهُ ..

- يُقَالُ لِأَحَدِهِمْ: بَلْدَدُ، وَأَلِيفَزُ، وَصَافِرٌ.

- قَالَ: فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ الثَّلَاثَةُ وَهُوَ فِي بَلَائِهِ .. فَبَكَّتُوهُ (أي عابوا عليه حاله وأنه كيف يكون نبيا ويحدث له هذا أو لعله فعل ذنبا كبيرا ترتيب عليه ما حدث له) ..

- فَلَمَّا سَمِعَ مِنْهُمْ .. أَقْبَلَ عَلَى رَبِّهِ .. فَقَالَ أَيُّوبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَبِّ لِأَيِّ شَيْءٍ خَلَقْتَنِي؟ لَوْ كُنْتَ إِذْ كَرِهْتَنِي فِي الْخَيْرِ تَرَكْتِنِي فَلَمْ تَخْلُقْنِي .. يَا لَيْتَنِي كُنْتُ حَيْضَةً أَلْقَتْنِي أُمِّي .. وَيَا لَيْتَنِي مِتُّ فِي بَطْنِهَا .. فَلَمْ أَعْرِفْ شَيْئًا وَلَمْ تَعْرِفْنِي .. مَا الذَّنْبُ الَّذِي أَذْنَبْتُ لَمْ يُذْنِبْهُ أَحَدٌ غَيْرِي؟ وَمَا الْعَمَلُ الَّذِي عَمِلْتُ فَصَرَفْتَ وَجْهَكَ الْكَرِيمَ عَنِّي؟ لَوْ كُنْتَ أَمَتَّنِي فَأَلْحَقْتَنِي بِآبَائِي .. فَالْمَوْتُ كَانَ أَجْمَلَ بِي .....) رواه الطبري في تفسيره.

 

@- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: من حيث السند ..

- الرواية صحيحة السند حتى (وهب بن منبه) .. ولكنه لم يذكر أنه نقلها من توراة اليهود من (سفر أيوب) المكتوب في التوراة  .. وفي كل الأحوال فهذه الرواية الطويلة جدا التي يصل كتابتها في خمسة عشر صفحة في تفسير الطبري .. وقد ذكرت هنا بعضها فقط .. وهي منقولة من سفر أيوب الموجود بالتوراة .. وفي هذه الرواية مخالفات كثيرة تتعارض مع القرآن .. !!

- وهذه الرواية ليست حديث إسلامي كما قد يظن البعض ويتوهم بسبب أن الذي نقله مسلم .. لا .. هذه رواية منقولة من الإسرائيليات وتحديدا منقولة من "سفر أيوب" المذكور في توراة اليهود.. ولكن مع تعديلات طفيفة جدا.

 

#- ثانيا: أما عن متن الرواية ..

1- لا نعلم من أين أتى وهب بن منبه بتسلسل استقبال العمل الصالح .. من أول جبريل حتى العرش ثم تصلى الملائكة على هذا العبد ثم تهبط بالصلاة عليه في الأرض ..!!

- فهذا مما لا دليل عليه في النصوص الشرعية ..!!

- وإن كان محتمل أن يصلى الله وملائكته على المؤمنين .. لأن الله يقول: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) الأحزاب:43.

 

#- لكن ما حكاه وهب بن منبه .. من ترتيب وتسلسل تلقي الأعمال بين الملائكة صعودا للسماء ونزولا للأرض .. لا دليل في النصوص الشرعية.

 

2- أما عما جاء في جزئية "إِبْلِيسُ لَا يُحْجَبُ بِشَيْءٍ مِنَ السَّمَاوَاتِ" .. فهذا كلام باطل ولا دليل عليه .. فإبليس مطرود من عالم الملكوت الأعلى بأكمله .. فهذه مقامات تشريف ولا شرف لإبليس في الملكوت الاعلى بعد أن طرده الله من رحمته وجعله ملعونا ليوم القيامة.

 

3- أما عن جزئية صعود إبليس لأول ثلاث سماوات .. بعد رفع عيسى عليه السلام .. فهذا لا يقل ضلالا وبطلانا عن صعود لسابع سماء .

 

4- أما عن جزئية مضايقة إبليس من صلاة الملائكة على أيوب وثناء الله عليه .. فلماذا لم يتضايق مما يفعله الله وملائكته بعموم المؤمنين المخلصين لأنه بهم رؤوف رحيم ؟!!

 

5- أما عن مسألة وقوفه بين يدي رب العالمين في مكان مخصص له السموات .. فهذا من الكذب الكبير المخالف لعقيدة المسلمين لأن الله قال: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) الحجر:34-35.

 

6- أما عن كلام إبليس مع الله وكلام الله مع إبليس .. فهذا مأخوذ من نص التوراة من "سفر أيوب الإصحاح الأول6-12" .. وراجع الفصل السادس هذه النصوص التوراتية لو أردت.

 

7- أما عن جزئية جمع إبليس لجنوده .. فهذا شيء غير معقول .. فهل إبليس نفسه لا يقدر على فعل شيء حتى استعان بغيره ؟! ثم أن الرواية قالت أن الله سلطه على ما يملك أيوب .. ولم يقل سلطتك وجنودك ؟!!

 

#- ولذلك لو تتذكر أخي الحبيب .. هذه الجزئية ليست في النصوص التوراتية .. لن النص التوراتي قال بأن إبليس قام بوسوسة إلى ملوك بعض القرى المحيطة بقرية أيوب وهجموا عليه وسرقوا ماله .. (وهذا شيء مقبول عقلا ومفهوم شرعا) .. ولكن أن يجمع إبليس جنوده ويدخل بهم في مادية الوجود فهذا ما لا يمكن لمؤمن عاقل أن يقبله أو يتصوره لأنه أصلا مخالف للقرآن لأن الشيطان مردود كيده إلى الوسوسة وليس بفعل مادي في الأرض .. والجن برونا ولا نراهم من حيث هم في عالمهم ونحن في عالمنا ولم يدخلون عالمنا إلا في زمن سليمان عليه السلام فقط وبعده الامر انتهى إلا اختصه الله من الانبياء بمقابلتهم تجسيدا في حالات خاصة.

 

8- أما عن خرافة بأن للعفاريت من الجن القدرة على التصرف في الطبيعة .. فيفعلون أعاصير من نار يقتلون بها كل شيء حي .. ويطلقون أصواتا يقتلون بها كل حي .. وريحا يدمرون بها كل شيء .. فإذا كانوا هم يستطيعون فعل كل ذلك .. فمتى نقول أن الله هو الفاعل ؟!! بل وعلى هذا كل شيء يحدث في الطبيعة نقول هو من فعل الشيطان لأنهم متصرفين في الطبيعة المادية كيفما أرادوا ..!!

 

9- اما عن خرافة تجسيد الشيطان .. في هيئة قهرمان حرثه أي المسئول عن إدارة شئون حرثه وزراعته .. فهذا من الباطل الذي لا يحتمله عقل مؤمن رشيد ولا يصدقه قلب مؤمن سليم .. وسبق بيان ذلك في روايات بن عباس .. (ويمكنك الرجوع لرسالة الملاك والجن والشيطان وإمكانية تمثيلة وتجسيده في صورة إنسان) وستجد فيها من الادلة ما يجعلك مطمئن بأن تجسيد الشيطان في صورة إنسانا سويا هو خرافة من صنع الشيطان ثم جعل أتباعه يصدقونها وينشروها بين الناس.

 

10- أما عن جزئية تسليط أيوب على أولاد أيوب وقتلهم .. فهذا مأخوذ النصوص التوراتية من "سفر أيوب الاصحاح الأول 13-22" .. وراجع الفصل السادس من هذه الرسالة.

 

11- أما عن جزئية تجسيد الشيطان .. في صورة معلم أيوب وأنه كان جريج الراهب .. فلا نعلم من أين أتت الرواية بهذا الكلام أصلا ..

 

12- أما عن جزئية تسليط الشيطان على أيوب ليأتيه فيخبره بموت أبناءه .. فيخبره بتفاصيل طريقة موتهم فيقول له: "وَلَوْ رَأَيْتَ بَنِيكَ كَيْفَ عُذِّبُوا .. وَكَيْفَ مُثِّلَ بِهِمْ .. وَكَيْفَ قُلِبُوا فَكَانُوا مُنَكَّسِينَ عَلَى رُءُسِهِمْ .. تَسِيلُ دِمَاؤُهُمْ .. وَدِمَاغُهُمْ مِنْ أُنُوفِهِمْ وَأَجْوَافِهِمْ .. وَتَقْطُرُ مِنْ أَشْفَارِهِمْ .. وَلَوْ رَأَيْتَ كَيْفَ شُقَّتْ بُطُونُهُمْ .. فَتَنَاثَرَتْ أَمْعَاؤُهُمْ .. وَلَوْ رَأَيْتَ كَيْفَ قُذِفُوا بِالْخَشَبِ .. وَالْجَنْدَلُ يَشْدَخُ دِمَاغَهُمْ .. وَكَيْفَ دَقَّ الْخَشَبُ عِظَامَهُمْ .. وَخَرَقَ جُلُودَهُمْ .. وَقَطَعَ عَصَبَهُمْ .. وَلَوْ رَأَيْتُ الْعَصْبِ عُرْيَانًا .. وَلَوْ رَأَيْتُ الْعِظَامَ مُتَهَشِّمَةً فِي الْأَجْوَافِ .. وَلَوْ رَأَيْتَ الْوُجُوهَ مَشْدُوخَةً (أي مكسورة) .. وَلَوْ رَأَيْتَ الْجُدُرَ تَنَاطَحُ عَلَيْهِمْ (أي سقط عليهم) .. وَلَوْ رَأَيْتَ مَا رَأَيْتَ .. قُطِّعَ قَلْبُكَ ....".

- فهذا من شماته الشيطان في أيوب .. وما كان الله ليفعل ذلك بولي حتى يفعله بنبي .. وحاشاه جل شأنه ..!!

 

13- أما عن جزئية (وَلَمْ يَزَلْ يُرَقِّقُهُ (أي يكسر قلبه على أولاده) حَتَّى رَقَّ أَيُّوبُ فَبَكَى .. وَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَوَضَعَهَا عَلَى رَأْسِهِ .. فَاغْتَنَمَ إِبْلِيسُ الْفُرْصَةَ مِنْهُ عِنْدَ ذَلِكَ .. فَصَعِدَ سَرِيعًا بِالَّذِي كَانَ مِنْ جَزَعِ أَيُّوبَ مَسْرُورًا بِهِ.) .. فهي مأخوذة من النص التوراتي "سفر أيوب الاصحاح الأول آية :20) .. راجع الفصل السادس من هذه الرسالة .. حتى أصحابهم لما رأوا حال أيوب مزقوا جلبابهم ووضعوا التراب على رؤوسهم .. "راجع سفر أيوب الاصحاح الثاني آية:13"..

 

- ولا نتصور أن يكون حال أيوب .. هو الاعتراض على قضاء الله وقدره .. فينكر على الله فعله .. فهذا يخالف كلام الله (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص44 .. وكلمة أواب تعني أنه كان دائم الوصال مع الله راضيا بحكمه وشاكرا لأنعمه ..

 

14- أما عن جزئية (وَصَعِدَ قُرَنَاؤُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِتَوْبَةٍ مِنْهُ .. فَبَدَرُوا (أي سبقوا) إِبْلِيسَ إِلَى اللَّهِ).

- فهل كان الله .. لا يعلم بما حدث حتى يسرع الملائكة ويسبقون إبليس ليخبرون الله بما حدث من توبة أيوب المزعومة ؟!!

- عجبا ..!!

 

15- أما عن جزئية (قرناؤه من الملائكة) .. فهذه عقيدة أهل الكتاب .. ولكن حسب عقيدة المسلمين أن إبليس كان من الجن وليس من الملائكة ومخلوق من نار وليس من نور ..!!

 

 16- أما عن جزئية التسليط على الجسد وحواره مع الله في ذلك .. فهو مأخوذ من النص التوراتي من "سفر أيوب الاصحاح الثاني 13-22".

 

17- أما عن جزئية (فَوَجَدَ أَيُّوبَ سَاجِدًا .. فَعَجِلَ (أي فأسرع) قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ .. فَأَتَاهُ مِنْ قِبَلِ الْأَرْضِ فِي مَوْضِعِ وَجْهِهِ .. فَنَفَخَ فِي مَنْخَرِهِ نَفْخَةً اشْتَعَلَ مِنْهَا جَسَدُهُ .. فَتَرَهَّلَ (أي شاخ جلده) .. وَنَبَتَتْ بِهِ ثَآلِيلُ (أي دمامل منتفخة) مِثْلُ أَلْيَاتِ (أي تشبه في الشكل مؤخرة) الْغَنَمِ .. وَوَقَعَتْ فِيهِ حِكَّةٌ لَا يَمْلِكُهَا .. فَحَكَّ بِأَظْفَارِهِ حَتَّى سَقَطَتْ كُلُّهَا .. ثُمَّ حَكَّ بِالْعِظَامِ .. وَحَكَّ بِالْحِجَارَةِ الْخَشِنَةِ .. وَبِقِطَعِ الْمُسُوحِ الْخَشِنَةِ .. فَلَمْ يَزَلْ يَحُكُّهُ حَتَّى نَفِدَ لَحْمُهُ وَتَقَطَّعَ.) .. فهذا مأخوذ النص التوراتي من "سفر أيوب الاصحاح الثاني" .. وراجع الفصل السادس من هذه الرسالة.

 

- وعموما هذا الجزء من الرواية .. هو من الباطل الذي لا يمكن تصديقه في عقيدتنا كمسلمين .. لأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد أي في حال معية .. فكيف الذي في حال معية يجعله الله في معية الشيطان ؟!! بل ووسيلة الشيطان بالتأثير مع الإنسان من أربع جهات وليس منهم الفوق والتحت إذ أخبرنا الله بذلك (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) الأعراف:17.

 

18- أما عن جزئية أن جلد أيوب قد تغير وتعفن وتنتن .. فهذا مما لا يمكن تصوره أو حدوثه .. وأمة المسلمين ممن علمائها على اختلاف مذاهبهم ينكرون حدوث مرض لنبي يمنعه من تأدية مهمته الدينية في الحياة وإلا سقطت الحجة على المجتمع المحيط به ولا حكمة حينئذ من كونه نبيا بينهم .. وقد سبق الكلام على هذا في الرسالة هنا ..

 

19- أما عن جزئية (وَلَمَّا نَغِلَ (أي تلف وفسد وتعفن) جِلْدُ أَيُّوبَ وَتَغَيَّرَ وَأَنْتَنَ .. أَخْرَجَهُ أَهْلُ الْقَرْيَةِ .. فَجَعَلُوهُ عَلَى تَلٍّ .. وَجَعَلُوا لَهُ عَرِيشًا) .. فكما لا يخفى على مؤمن عاقل أن طرد أيوب من القرية لأنه منتن ومتعفن الجلد .. هو من أشهر أكاذيب القصة .. حتى قالت القصة أنهم جعلوه على هضبة رملية خارج القرية وبنوا له عريشا من الخوص وكأنه منبوذ من القرية ..

 

- ولو كنت منتبها .. فانت ستعرف أنه تم تحريف في بعض ألفاظ الرواية .. لأن الأصل هو أن بدل كلمة (تل) هو (المزبلة) أو (الكناسة) .. وسبق وأوضحنا ذلك في الفصل السادس من هذه الرواية .. بل وسيأتي بوضوح في روايات أخرى عن بعض التابعين كالحسن البصري .

                                                                               

20- أما عن جزئية (وَرَفَضَهُ خَلْقُ اللَّهِ .. غَيْرَ امْرَأَتِهِ .. فَكَانَتْ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ بِمَا يُصْلِحُهُ وَيَلْزَمُهُ) .. فهذا ما لا دليل عليه في النص التوراتي ولا في دين المسلمين ..

ولا نعلم ماذا كان حالها مع زوجها .. إلا من باب حسن الظن بها في أنها كانت صالحة .. وليس كما قال النص التوراتي بأنها كانت محرضة له على الكفر بالله ..

- ولعل دليل صلاحها هو أن ضربها بحزمة من الأعواد الرفيعة الغير مؤلمة هو نوع من التلطف بها نتيجة خطأ صدر منها وانفعل عليها أيوب فحلف أن يضربها لو شفاه الله .. ولكن هذا الخطأ ليس بكل تأكيد لأنها حرضته على الكفر بالله ..!!

 

21- أما عن جزئية (وَكَانَ ثَلَاثَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اتَّبَعُوهُ عَلَى دِينِهِ ، فَلَمَّا رَأَوْا مَا ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِهِ .. رَفَضُوهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتْرُكُوا دِينَهُ وَاتَّهَمُوهُ ..) إلى أن قالت الرواية (فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ الثَّلَاثَةُ وَهُوَ فِي بَلَائِهِ .. فَبَكَّتُوهُ (أي عابوا عليه حاله وأنه كيف يكون نبيا ويحدث له هذا أو لعله فعل ذنبا كبيرا ترتيب عليه ما حدث له).

- فهذا النص مأخوذ من النص التوراتي في الإصحاح الثاني من سفر أيوب ..

- ولا نتصور أن يكون خاصة أصحاب نبي .. هم من يهاجموه ويعيبوا عليه ويتهموه بأن ما حدث له إنما كان نتيجة ذنب قد فعله .. ولم يدركوا أنه قد يكون ابتلاء من رب العالمين ..!!

 

22- لا يخفى أن الرواية ليست حجة شرعية في إثبات شيء .. لبطلانها سندا ومتنا ..!!

 

#- وخلاصة القول في كل الروايات السابقة:

1- أن هذه الرواية ليست دليل أو حجة شرعية في إثبات شيء .. إذ هي مجرد رواية تالفة السند والمتن ولا يصدقها إلا من ارتضى بمخالفة القرآن والطعن في سيدنا ايوب عليه السلام وفي زوجة الطاهرة العفيفة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

 

2- كل ما ورد عن سبب مرض أيوب من تسلط الشيطان عليه وعلى ممتلكاته وأولاده وجسده .. إنما هو منقول من (سفر أيوب) المكتوب في التوراة .. بنفس التفاصيل المذكورة في الروايات السابقة .. ولا علاقة لها بالدين الإسلامي في أي شيء .. والله أعلم.

 

3- وإلقاء أيوب عليه السلام خارج القرية لأنه منتن وجلده متعفن .. فهذا مما لا يقر له عقل مؤمن رشيد ولا قلب سليم ..!!

 

4- من خرافات الرواية:

أ- خرافة أن أيوب الشيطان لا يحجبه شيئا عن السموات

ب- خرافة مناجاة الشيطان لله وكلامه معه

ج- خرافة بأن للعفاريت من الجن القدرة على التصرف في الطبيعة ..

د- خرافة تجسيد الشيطان في هيئة قهرمان أو القيّم على إدارة ممتلكات أيوب.

هـ- خرافة أن جريج الراهب كان معلم أيوب وأن الشيطان تجسد في صورة جريج

و- خرافة شماته الشيطان في أيوب والاستمتاع بحسرته وهو يصف له كيف مات أولاده

ز- خرافة أن الشيطان إبليس من الملائكة النورانية .

ح- خرافة أن أيوب أصبح متعفن الجسد ومنتن الرائحة حتى ألقاه أهل القرية خارج القرية بجوار مزبلة القرية.

 

5- دعني أفاجئك أخي الحبيب الحبيب بعد ما سبق بيانه:

- ما ذكرته سابقا من رواية وهب بن منبه .. التي رواها الطبري في تفسيره .. هو فقط تقريبا ما عُشر الرواية .. وليس كل الرواية .. لأن هذه الرواية مأخوذة من سفر أيوب بالكامل المذكور في توراة أهل الكتاب .. وفيها أن أيوب أخطأ وتطاول على الله بالإعتراض عليه .. وحوار طويل جدا بين أيوب وأصدقاءه الثلاثة المقربين منه ..

- رواية الطبري في قصة أيوب المنقولة عن وهب بن منبه .. أخذت سبعة عشر صفحة من تفسير الطبري ..!! من الجزء السادس عشر (من صفحة 334 – إلى صفحة 351) حسب طبعة دار هجر للطباعة والنشر .. أي ما يعادل سبعة (17) صفحة ..!!

 

- وكما ذكرت لك أخي الحبيب .. هذه الرواية مأخوذة بالمعنى العربي من النص التوراتي عن سفر أيوب .. وهذا السفر الخاص بقصة أيوب في التوراة عبارة عن اثنين وأربعين إصحاح (أي جزء) وكل جزء وله آياته الخاصة .. بمتوسط عدد صفحات حوالي عشرون صفحة حسب حجم الخط المكتوب به.

 

************************

 

#- الرواية الثانية: رواية عن التابعي وهب بن منبه.

 

#- (رواية باطلة تالفة السند ومنكرة المتن جدا) .. عن ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا سَلمَةُ قَالَ: ثني مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ .. عَمَّنْ لَا يَتَّهِمُ .. عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ الْيَمَانِيِّ .. وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ الْأَوَّلِ: (أَنَّهُ كَانَ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا مِنَ الرُّومِ، وَكَانَ اللَّهُ قَدِ اصْطَفَاهُ وَنَبَّأَهُ، وَابْتَلَاهُ فِي الْغِنَى بِكَثْرَةِ الْوَلَدِ وَالْمَالِ، وَبَسَطَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا فَوَسَّعَ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ. وَكَانَتْ لَهُ الْبَثَنِيَّةُ مِنْ أَرْضِ الشَّأْمِ، أَعْلَاهَا وَأَسْفَلُهَا ، وَسَهْلُهَا وَجَبَلُهَا. وَكَانَ لَهُ فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْخَيْلِ وَالْحَمِيرِ مَا لَا يَكُونُ لِلرَّجُلِ أَفْضَلُ مِنْهُ فِي الْعِدَّةِ وَالْكَثْرَةِ. وَكَانَ اللَّهُ قَدْ أَعْطَاهُ أَهْلًا وَوَلَدًا مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ. وَكَانَ بَرًّا تَقِيًّا رَحِيمًا بِالْمَسَاكِينِ، يُطْعِمُ الْمَسَاكِينَ ، وَيَحْمِلُ الْأَرَامِلَ ، وَيَكْفُلُ الْأَيْتَامَ ، وَيُكْرِمُ الضَّيْفَ ، وَيُبَلِّغُ ابْنَ السَّبِيلِ. وَكَانَ شَاكِرًا لِأَنْعُمِ اللَّهِ عَلَيْهِ ، مُؤَدِّيًا لَحَقِّ اللَّهِ فِي الْغِنَى ، قَدِ امْتَنَعَ مِنْ عَدُوِّ اللَّهِ إِبْلِيسَ أَنْ يُصِيبَ مِنْهُ مَا أَصَابَ مِنْ أَهْلِ الْغِنَى مِنَ الْعِزَّةِ وَالْغَفْلَةِ ، وَالسَّهْوِ ، وَالتَّشَاغُلِ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ بِمَا هُوَ فِيهِ مِنَ الدُّنْيَا.

- وَكَانَ مَعَهُ ثَلَاثَةٌ قَدْ آمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ .. وَعَرَفُوا فَضْلَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ سِوَاهُ، مِنْهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ: أَلِيفَزُ، وَرَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ بِلَادِهِ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: صَوْفَرُ، وَلِلْآخَرِ: بِلْدَدُ، وَكَانُوا مِنْ بِلَادِهِ كُهُولًا.

- وَكَانَ لِإِبْلِيسَ عَدُوِّ اللَّهِ مَنْزِلٌ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، يَقَعُ بِهِ كُلَّ سَنَةٍ مَوْقِعًا يَسْأَلُ فِيهِ ، فَصَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَصْعَدُ فِيهِ، فَقَالَ اللَّهُ لَهُ أَوْ قِيلَ لَهُ عَنِ اللَّهِ: هَلْ قَدَرْتَ مِنْ أَيُّوبَ عَبْدِي عَلَى شَيْءٍ؟ قَالَ: أَيْ رَبِّ ، وَكَيْفَ أَقْدِرُ مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ؟ أَوْ إِنَّمَا ابْتَلَيْتَهُ بِالرَّخَاءِ وَالنِّعْمَةِ وَالسَّعَةِ وَالْعَافِيَةِ، وَأَعْطَيْتَهُ الْأَهْلَ وَالْمَالَ وَالْوَلَدَ وَالْغِنَى وَالْعَافِيَةَ فِي جَسَدِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ، فَمَا لَهُ لَا يَشْكُرُكَ ، ويَعَبُدُكَ ، وَيُطِيعُكَ ، وَقَدْ صَنَعْتَ ذَلِكَ بِهِ؟ لَوِ ابْتَلَيْتَهُ بِنَزْعِ مَا أَعْطَيْتَهُ لِحَالَ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ شُكْرِكَ ، وَلَتَرَكَ عِبَادَتَكَ، وَلَخَرَجَ مِنْ طَاعَتِكَ إِلَى غَيْرِهَا أَوْ كَمَا قَالَ عَدُوُّ اللَّهِ. فَقَالَ: قَدْ سَلَّطْتُكَ عَلَى أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَكَانَ اللَّهُ هُوَ أَعْلَمُ بِهِ، وَلَمْ يُسَلِّطْهُ عَلَيْهِ إِلَّا رَحْمَةً ، لَيَعْظُمَ لَهُ الثَّوَابُ بِالَّذِي يُصِيبُهُ مِنَ الْبَلَاءِ، وَلِيَجْعَلَهُ عِبْرَةً لِلصَّابِرِينَ ، وَذِكْرِي لِلْعَابِدِينَ فِي كُلِّ بَلَاءٍ نَزَلَ بِهِمْ، لِيَتَأَسُّوا بِهِ، وَلِيَرْجُوا مِنْ عَاقِبَةِ الصَّبْرِ فِي عَرَضِ الدُّنْيَا ثَوَابَ الْآخِرَةِ وَمَا صَنَعُ اللَّهُ بِأَيُّوبَ.

- فَانْحَطَّ عَدُوُّ اللَّهِ سَرِيعًا، فَجَمَعَ عَفَارِيتَ الْجِنِّ وَمَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ مِنْ جُنُودِهِ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ سُلِّطْتُ عَلَى أَهْلِ أَيُّوبَ وَمَالِهِ، فَمَاذَا عَلَيْكُمْ؟ فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَكُونُ إِعْصَارًا فِيهِ نَارٌ، فَلَا أَمُرُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَالِهِ إِلَّا أَهْلَكْتُهُ ، قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ.

- فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى إِبِلَهُ، فَأَحْرَقَهَا وَرُعَاتَهَا جَمِيعًا.

- ثُمَّ جَاءَ عَدُوُّ اللَّهِ إِلَى أَيُّوبَ فِي صُورَةِ قَيِّمِهِ عَلَيْهَا وَهُوَ فِي مُصَلًّى ، فَقَالَ: يَا أَيُّوبُ ، أَقْبَلَتْ نَارٌ حَتَّى غَشِيَتْ إِبِلَكَ فَأَحْرَقَتْهَا وَمَنْ فِيهَا غَيْرِي، فَجِئْتُكَ أُخْبِرُكَ بِذَلِكَ.

- فَعَرَفَهُ أَيُّوبُ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هُوَ أَعْطَاهَا ، وَهُوَ أَخَذَهَا ، الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْهَا كَمَا يَخْرُجُ الزُّوَانُ مِنَ الْحَبِّ النَّقِيِّ. ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ، فَجَعَلَ يُصِيبُ مَالَهُ مَالًا مَالًا ، حَتَّى مَرَّ عَلَى آخِرِهِ ..

- كُلَّمَا انْتَهَى إِلَيْهِ هَلَاكُ مَالٍ مِنْ مَالِهِ حَمِدَ اللَّهَ ، وَأَحْسَنَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ ، وَرَضِيَ بِالْقَضَاءِ، وَوَطَّنَ نَفْسَهُ بِالصَّبِرِ عَلَى الْبَلَاءِ.

- حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ لَهُ مَالٌ أَتَى أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ، وَهُمْ فِي قَصْرٍ لَهُمْ مَعَهُمْ حَظْيَانُهُمْ ، وَخُدَّامُهُمْ، فَتَمَثَّلَ رِيحًا عَاصِفًا، فَاحْتَمَلَ الْقَصْرَ مِنْ نَوَاحِيهِ ، فَأَلْقَاهُ عَلَى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، فَشَدَخَهُمْ تَحْتَهُ. ثُمَّ أَتَاهُ فِي صُورَةِ قَهْرَمَانِهِ عَلَيْهِمْ (أي القائم على رعايتهم وخدمتهم) ، قَدْ شُدِخَ وَجْهُهُ.

- فَقَالَ: يَا أَيُّوبُ قَدْ أَتَتْ رِيحٌ عَاصِفٌ، فَاحْتَمَلَتِ الْقَصْرَ مِنْ نَوَاحِيهِ ثُمَّ أَلْقَتْهُ عَلَى أَهْلِكَ وَوَلَدِكَ ، فَشَدَخَتْهُمْ غَيْرِي، فَجِئْتُكَ أُخْبِرُكَ ذَلِكَ.

- فَلَمْ يَجْزَعْ عَلَى شَيْءٍ أَصَابَهُ كجَزَعَهُ عَلَى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ .. وَأَخَذَ تُرَابًا فَوَضَعَهُ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي ، وَلَمْ أَكُ شَيْئًا .. وَسُرَّ بِهَا عَدُوُّ اللَّهِ مِنْهُ ، فَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ جَذِلًا.

- وَرَاجَعَ أَيُّوبُ التَّوْبَةَ مِمَّا قَالَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، فَسَبَقَتْ تَوْبَتُهُ عَدُوَّ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ ..

- فَلَمَّا جَاءَ وَذَكَرَ مَا صَنَعَ، قِيلَ لَهُ: قَدْ سَبَقَتْكَ تَوْبَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَمُرَاجَعَتُهُ. قَالَ: أَيْ رَبِّ ، فَسَلِّطْنِي عَلَى جَسَدِهِ قَالَ: قَدْ سَلَّطْتُكَ عَلَى جَسَدِهِ إِلَّا عَلَى لِسَانِهِ وَقَلْبِهِ وَنَفْسِهِ وَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ.

- فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ عَدُوُّ اللَّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَنَفَخَ فِي جَسَدِهِ نَفْخَةً أَشْعَلَ مَا بَيْنَ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ كَحَرِيقِ النَّارِ .. ثُمَّ خَرَجَ فِي جَسَدِهِ ثَآلِيلُ كَأَلْيَاتِ الْغَنَمِ .. فَحَكَّ بِأَظْفَارِهِ حَتَّى ذَهَبَتْ، ثُمَّ بِالْفَخَّارِ وَالْحِجَارَةِ حَتَّى تَسَاقَطَ لَحْمُهُ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا الْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ وَالْعِظَامُ، عَيْنَاهُ تَجُولَانِ فِي رَأْسِهِ لِلنَّظَرِ ، وَقَبْلَهُ لِلْعَقْلِ، وَلَمْ يَخْلُصْ إِلَى شَيْءٍ مِنْ حَشْوِ الْبَطْنِ، لِأَنَّهُ لَا بَقَاءَ لِلنَّفَسِ إِلَّا بِهَا، فَهُوَ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ عَلَى الْتِوَاءٍ مِنْ حَشْوَتِهِ، فَمَكَثَ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ) رواه بن جرير الطبري في تفسيره ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: من حيث السند ..

1- فيه (محمد بن حميد) .. شيخ الطبري وهو متروك الحديث لا يحتج به لأنه ضعيف جدا والبعض اتهمه بالكذب.

2-  وفيه (ابن اسحاق).. لم يسمع الرواية من وهب بن منبه .. لوجود انقطاع بينه وبين وهب بن منبه ..

3- وفيه من روى عنهم بن اسحاق (من لا يُتهم) .. جماعة مشايخ مجاهيل لا نعرف منهم أحد ..!!

4- الرواية مقطوعة على نقل وهب بن منبه وبعض أهل الكتاب الذين أسلموا .. وهم لا يعلمون بصحة ما نقلوه أصلا .. لأن التوراة التي نقلوا منها محرفة حسب القرآن.

 

- ثانيا: من حيث المتن ..

1- الكذب ظاهر جدا في الرواية .. ويكفي أن إبليس كان له سكن ملكوت الله في السماء السابعة .. " وَكَانَ لِإِبْلِيسَ عَدُوِّ اللَّهِ مَنْزِلٌ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ"!!

- وعموما هذا مخالف للعقيدة الإسلامية .. ولكنه مثبت في توراة اليهود "سفر أيوب الإصحاح الأول والثاني".

 

2- ومنها أن أيوب عند نزول مصيبة فقد المال والولد .. أخذ يعفر التراب على رأسه معترضا على قدر الله .. وهذا سبق وذكرنا أنه منقول من توراة اليهود "سفر أيوب الإصحاح الثاني".

 

3- تسليط الشيطان على أيوب بأن يتمكن من أذية جسده بالنفخ فيه كما تظهر بعض الروايات ذلك .. وبالتالي منعه من دعوته للناس .. فهذا تسليط تمكين حينئذ ليس تسليط ابتلاء وهذا لا يمكن حدوثه في حق الأنبياء .. وهو معارض لقوله تعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) النحل99-100.

- وأيوب عليه السلام ليس ممن غلبته المعصية في نفسه وليس ممن كفر وأشرك بالله ..!!

 

4- ولا يخفى أن هذه القصة ليست حجة شرعية في إثبات شيء ..!!

 

#- وخلاصة القول في تلك الرواية:

- خرافة أن لإبليس مقام ومكان خاص في السماء السابعة .. في نفس مقام النبي إبراهيم عليه السلام .. ويكلم منه الله ويكلمه الله وكأنه ندا له ..!!

 

====================

#- الرواية الثالثة: رواية عن التابعي وهب بن منبه.

 

#- (رواية باطلة بسند تالف ومتن منكر) .. عن أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن ابْن وهب بن مُنَبّه عَن أَبِيه قَالَ: (قَالَ إِبْلِيس لامْرَأَة أَيُّوب صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا أَصَابَكُم مَا أَصَابَكُم .. قَالَت بِقدر الله تَعَالَى ..

- قَالَ فاتبعيني ..

- فَأَتْبَعته فأراها جَمِيع مَا ذهب مِنْهُم فِي وَاد (أي في ممر وادي وذلك عن طريق سحر العيون) .. فَقَالَ اسجدي لي وأرده عَلَيْكُم ..

- فَقَالَت إِن لي زوجا أستأمره (أي أطلب الإذن منه قبل ان أفعل شيئا) .. فأخبرت أَيُّوب فَقَالَ أما آن لَك أَن تعلمي ذَاك الشَّيْطَان ؟!! لَئِن بَرِئت لأضربنك مائَة جلدَة) رواه بن عساكر في تاريخ دمشق .. وذكره الشبلي في آكام المرجان في أحكام الجان ..

 

@- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: من حيث السند ..

1- فيه (ابن وهب بن منبه) .. واسمه (إدريس بن وهب بن منبه ) وهو الذي روى عنه أبو بكر بن عياش .. و"بن وهب" هو "إدريس" وهذا مجهول الحال .. وليس هو (عبد الله بن وهب) .. فانتبه.

 

2- الحديث مقطوع على وهب بن منبه التابعي (المتوفى:110هـ) .. فلا نعلم مصدر الرواية عمن أخذها .. !! فالرواية مجهولة المصدر .. ولم أجد جزئية سحر الشيطان لزوجة أيوب "في سفر أيوب في توراة اليهود" .. وكان هذا الجزء من خيال القصاص ..!!

 

#- ثانيا: من حيث المتن:

1- كيف يعقل أن نصدق أن زوجة أيوب عليه السلام .. قد قبلت العرض الذي عرضه عليها إبليس ولكنها فقط أرادت أن تطلب رأي أيوب ..!! (فَقَالَ اسجدي لي وأرده عَلَيْكُم .. فَقَالَت إِن لي زوجا أستأمره) ..!!

 

- فهل هذا كلام يعقله عاقل .. بأن نصدق أن زوجة نبي تقبل السجود لغير الله مقابل متاع الحياة .. ولكنها فقط تحتاج لاستشارة أيوب في ذلك ؟!!

 

- كيف يتم تصديق هذا الكلام ؟!!

 

2- ألهذه الدرجة هان أهل بيت النبي أيوب على رب العالمين حتى ترك زوجته في يد الشيطان يسحر لها عينها ويتلاعب بها وكأنها امرأة تافهة وعبيطة وساذجة ..!!

- فيا لحقارة هذه الرواية ..!!

 

3- أما عن خرافة تجسيد الشيطان لها .. ثم سحره لها فجعلها ترى ما لا وجود له .. فهذا لا يحتاج إلى تعليق إذ قد سبق التعليق على مسألة تجسيد الشيطان في صورة إنسان بأنها خرافة يروج لها الشيطان.

 

4- ولا يخفى أن هذه القصة ليست حجة شرعية في إثبات شيء .. خاصة ما فيها من تجسيد يستحيل حدوثه ..!!

 

#- وخلاصة القول في تلك الرواية:

1- خرافة سحر زوجة أيوب بالوهم والخيال .. !!

2- خرافة احتمالية سجود زوجة أيوب للشيطان لو وافق أيوب ..!!

 

====================

 

#- الرواية الرابعة: رواية عن التابعي وهب بن منبه.

 

#- (رواية باطلة تالفة السند ومنكرة المتن جدا) .. عن إسحاق بن بشر عن إدريس بن بنت وهب بن منبه عن وهب بن منبه: (إن إبليس طار في المردة فأتى مشارق الأرض ومغاربها لينظر هل يجد عبدا لله عز وجل مخلصا يثني على ربه فيغويه ..

- قال فأتاه نداء يا لعين: أتعلم أن أيوب عليه السلام عبد صالح مخلص لله عز وجل لا تستطيع أن تغويه ..

- قال يا رب: إن أيوب قد أعطيته من المال والولد والسعة وقرة العين في الدنيا إذا نظر إليه فلا يستطيع أحد أن يغويه ..، ولكن سلطني على ماله وولده "وكان له ثلاثة عشر ولدا ذكورا كلهم - وكانوا من رحمة بنت منشا بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام" ..

- فقال (أي الشيطان): سلطني عليهم فترى أيوب كيف يطيعني ويعصيك ويؤمن بي ويكفر بك.

- فقال (أي الرب): اذهب فقد سلطتك على ماله وولده .

- قال (أي الراوي وهب): فرجع إبليس إلى مجلسه وجمع شياطينه ومردته .. فقالوا سيدنا لم حشرتنا وجمعتنا ودعوتنا ..

- قال: ألا ترون هذا العبد الذي أثنى عليه ربه ومدحه .. وزعم أني لا أستطيع أن أغويه .. وقد سلطني على ماله وولده فقالوا جميعا نحن عونك عليه .. قال فما عندكم ؟

- فقامت طائفة منهم مثل الجيش العظيم معهم عواصف الريح وقام قوم منهم صاحوا صيحة خرجت لأفواههم كلهب النيران ..

- وقام قوم منهم صاحوا صيحة رجفت الأرض منها .. فقال للذين جاؤوا بعواصف الريح انطلقوا إلى دواب أيوب وغنمه ورعاته فاحتملوها حتى تقذفوها في البحر وأنا منطلق إليه في صورة قيِّمه بشأنهم (القيِّم هو الشخص القائم بالإشراف على إدارة مكان) فأغويه ..

- قال فانطلقوا فجاؤوا بالرياح من أركان الأرض فعصفتهم ثم احتملتهم حتى قذفتهم في البحر فغرقتهم .. فجاء إبليس في صورة قيِّمه إلى أيوب وهو قائم يصلي فقال يا أيوب ألا أراك قائما تصلي .. وقد أقبلت ريح عاصف فاحتملت دوابك برعائها فعصفتها فقذفتها في البحر فغرقتها وأنت قائم تصلي ؟

- قال فلم يرد عليه شيئا حتى فرغ من صلاته فقال الحمد لله الذي رزقنيه ثم قبله مني كالقربان النقي يقربه صاحبه وميزك منهم كما يميز الزوان من القمح (الزُّؤَان هو عشبة تظهر بين أعواد القمح لها حبة سوداء وصفراء) ..

- قال فانصرف خائبا .

- فدعا الذين يخرج من أفوههم كلهب النيران فقال انطلقوا إلى جنان أيوب وزرعه فاحرقوها .. حتى اذهب أنا إليه في صورة قيمه فأغويه .

- فانطلقوا فصاحوا صيحة فوهجت نارا من أفواههم كأنها لهب النار فأتت على جنانه ومزارعه ومعائشه فصارت كالرميم .. وجاء إبليس في صورة قيِّمه فسلم وأيوب قائم يصلي ..

- فقال يا أيوب ألا أراك قائما تصلي وقد جاء الحريق فأتى على جنانك ومزارعك ومعايشك كلها فصارت كالرميم .. فلم يرد عليه شيئا حتى فرغ من صلاته .. فقال: الحمد لله الذي رزقنيه ثم قبضه مني كالقربان النقي يقربه صاحبه وميزك منه كما يميز الزوان من القمح .. ولو كان فيك خير لقبضك معهم ثم أقبل على صلاته.

- فرجع إبليس فدعا هؤلاء الذين يزيلون الأرض بصيحتهم فقال اذهبوا إلى منازل أيوب حتى تزلزلوا بهم وترمسوا (أي وتدفنوا) فيها ولده وخدمه.

- قال فانطلقوا فصاحوا صيحة عظيمة جعلوا دكة واحدة .. ثم جاء إبليس إلى أيوب في صورة حاضن ولده فقال يا أيوب إنه قد جاءت صيحة فطارت منازلك دكة واحدة فما بقي لك ولد ولا خادم إلا رمس تحته وأنت قائم تصلي.

- قال فانصرف فقال الحمد لله الذي هو رزقنيهم وقبضهم مني كالقربان النقي وميزك من بينهم كما يميز الزوان من القمح ولو كان فيك خير لقبضك معهم.

- فانصرف إبليس عدو الله خائبا منكسرا.

- فأتاه نداء: كيف رأيت عبدي أيوب.

- قال (أي إبليس): يا رب إن أيوب قد علم أنك ستعوضه بكل واحد اثنتين..، ولكن سلطني على جسده فسوف ترى كيف يطيعني ويعصيك ويؤمن بك ويكفر بك

- قال (أي الرب): اذهب فقد سلطتك على جسده من غير أن أسلطك على روحه ..

- فجاء فنفخ في إبهام قدميه قال فاشتعل فيه مثل النار"أي شعر بجسده فيه سخونة وحمى رهيبة جدا") رواه بن عساكر في تاريخ دمشق.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: من حيث السند ..

1- فيه (إسحاق بن بشر – أبو حذيفة البخاري) .. وهو كذاب متروك الحديث كما قال الدارقطني، ولا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب كما قال بن حبان .. (راجع لسان الميزان ترجمة رقم1005).

 

2- وفيه (إدريس ابن وهب بن منبه) .. وهو ضعيف الحديث جدا وقال الدارقطنى: متروك . (راجع تهذيب التهذيب ج1 ص194).

 

3- الحديث مقطوع على وهب بن منبه التابعي (المتوفى:110هـ) .. فلا نعلم مصدر الرواية عمن أخذها .. وإن كان غالبا أخذها من كتب أهل الكتاب .. وسيأتي روايات بعد قليل ..سأوضح فيها أنه ينقل بالتفصيل من التوراة ..

- والتابعي "وهب بن منبه" على جلالة قدره .. إلا أن غالب علمه مأخوذ من الفضول في قراءة كتب السابقين. 

 

- ثانيا: أما عن المتن ..

- فالمتن فيه من الكذب ما فيه ..

1- كيف يتصور مؤمن أن الشيطان نجح في أن يستفز الله ويستدرجه حتى كلمه الله ليتحداه .. وتظهر الرواية وكأن الله جل شأنه قد جعل من الحقير إبليس ندا له ؟!! وحاشاه جل شأنه ..!!

 

2- أما عن الإنحطاط والوقاحة والسفالة الذي تنفرد به هذه الرواية .. في سياق الرواية الذي جاء فيه عن كلام إبليس مع جنده على الله فقال: (وزعم أني لا أستطيع أن أغويه) فهذا إبليس يتكلم عن ربه وكأنه شيطان يعمل عنده ويتحداه ..!! 

 

3- فضلا عن أن سياق الرواية كله مختلق وظاهر عليه الكذب جدا.. وقد سبق الرد عليه في الروايات السابقة .. 

 

4- ولا يخفى أن هذه القصة ليست حجة شرعية في إثبات شيء .. خاصة ما فيها من تجسيد يستحيل حدوثه ..!!

 

#- وخلاصة القول في تلك الرواية:

1- يوجد خرافة استفزاز إبليس لرب العزة وتحداه في غواية أيوب ..!!

2- ويوجد خرافة كلام إبليس مع جنوده عن رب العزة بمنتهى السفالة والإنحطاط ..!!

- ويوجد خرافات أخرى ولكن سبق ذكرها ولا داعي لتكرارها.

 

==================

 

#- الرواية الخامسة: من روايات وهب بن منبه ..

 

#- (رواية باطلة فالسند ضعيف جدا والمتن منكر جدا) .. عن ابن حميد، قال: ثنا سلمه، قال: فحدثني محمد بن إسحاق، قال: وكان وهب بن منبه يقول: (لَبِثَ فِي ذَلِكَ الْبَلَاءِ ثَلَاثَ سِنِينَ لَمْ يَزِدْ يَوْمًا وَاحِدًا .. فَلَمَّا غَلَبَهُ أَيُّوبُ (أي غلب أيوب الشيطان) فَلَمْ يَسْتَطِعْ مِنْهُ شَيْئًا .. اعْتَرَضَ لِامْرَأَتِهِ فِي هَيْئَةٍ لَيْسَتْ كَهَيْئَةِ بَنِي آدَمَ فِي الْعَظْمِ وَالْجِسْمِ وَالطُّولِ .. عَلَى مَرْكَبٍ لَيْسَ مِنْ مَرَاكِبِ النَّاسِ .. لَهُ عِظَمٌ وَبَهَاءٌ وَجَمَالٌ لَيْسَ لَهَا ..

- فَقَالَ لَهَا (الشيطان): أَنْتِ صَاحِبَةُ أَيُّوبَ هَذَا الرَّجُلِ الْمُبْتَلَى؟

- قَالَتْ نَعَمْ.

- قَالَ: هَلْ تَعْرِفِينَنِي؟

- قَالَتْ لَا.

- قَالَ (الشيطان): فَأَنَا إِلَهُ الْأَرْضِ .. وَأَنَا الَّذِي صَنَعْتُ بِصَاحِبِكَ مَا صَنَعْتُ .. وَذَلِكَ أَنَّهُ عَبَدَ إِلَهَ السَّمَاءِ وَتَرَكَنِي فَأَغْضَبَنِي .. وَلَوْ سَجَدَ لِي سَجْدَةً وَاحِدَةً رَدَدْتُ عَلَيْهِ وَعَلَيْكِ كُلَّ مَا كَانَ لَكُمَا مِنْ مَالٍ وَوَلَدٍ، فَإِنَّهُ عِنْدِي .. ثُمَّ أَرَاهَا إِيَّاهُمْ فِيمَا تَرَى بِبَطْنِ الْوَادِي الَّذِي لَقِيَهَا فِيهِ. (أي سحر عينها بذلك)

- قَالَ (الراوي وهب بن منبه): وَقَدْ سَمِعْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا قَالَ (أي الشيطان): لَوْ أَنَّ صَاحِبَكِ أَكَلَ طَعَامًا وَلَمْ يُسَمِّ عَلَيْهِ لَعُوفِيَ مِمَّا بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ..!!

- وَأَرَادَ عَدُوُّ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَهُ مِنْ قِبَلِهَا (أي يفتنه من ناحية زوجته).. فَرَجَعَتْ إِلَى أَيُّوبَ فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا قَالَ لَهَا وَمَا أَرَاهَا ..

- قَالَ (أيوب): أَوَ قَدْ أَتَاكِ عَدُوُّ اللَّهِ لِيَفْتِنَكِ عَنْ دِينِكِ؟ ثُمَّ أَقْسَمَ إِنِ اللَّهُ عَافَاهُ لَيَضْرِبَهَا مِائَةَ ضَرْبَةٍ ..

- فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ الْبَلَاءُ .. جَاءَهُ أُولَئِكَ النَّفْرُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ قَدْ آمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ .. ومَعَهُمْ فَتًى حَدِيثُ السِّنِّ قَدْ كَانَ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ .. فَجَلَسُوا إِلَى أَيُّوبَ .. وَنَظَرُوا إِلَى مَا بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ، فَأَعْظَمُوا ذَلِكَ وَفَظِعُوا بِهِ ..

- وَبَلَغَ مِنْ أَيُّوبَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ مَجْهُودَهُ، وَذَلِكَ حِينَ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُفَرِّجَ عَنْهُ مَا بِهِ ..

- فَلَمَّا رَأَى أَيُّوبُ مَا أَعْظَمُوا مَا أَصَابَهُ قَالَ: أَيْ رَبِّ .. لِأَيِّ شَيْءٍ خَلَقْتَنِي .. وَلَوْ كُنْتَ إِذْ قَضَيْتَ عَلَيَّ الْبَلَاءَ .. تَرَكْتِنِي .. فَلَمْ تَخْلُقْنِي ؟ لَيْتَنِي كُنْتُ دَمًا أَلْقَتْنِي أُمِّي) رواه الطبري في تفسيره.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: من حيث السند ..

1- فيه (محمد بن حميد) .. شيخ الطبري وهو متروك الحديث لا يحتج به لأنه ضعيف جدا والبعض اتهمه بالكذب.

2-  وفيه (ابن اسحاق) .. لم يسمع الرواية من وهب بن منبه .. لوجود انقطاع بينه وبين وهب بن منبه.

3- الرواية مقطوعة على (وهب بن منبه) .. ولا نعلم عمن أخذ هذه القصة الغيبية في حكاية أيوب عليه السلام .. والتي غالبا أخذها عن كتب أهل الكتاب.

 

- ثانيا: من حيث المتن ..

1- الكذب ظاهر جدا في الرواية .. حيث لا يمكن لمؤمن عاقل أن يصدق أن زوجة أيوب عليه السلام قد صدقت الشيطان في أنه إله الأرض .. وإلا كانت كافرة بالله ..!! وحاشاها رضي الله عنها.

 

2- أن يظن عاقل أن الشيطان يستطيع أن يمنح أو يعطي من جود الوجود لأي موجود .. فهذا إنسان غير عاقل ولا يمكن أن يكون مؤمن بالله من أساسه ..!! وما يريه الشيطان من كنوز ما هو إلا محض كذب وتلاعب بالخيال ..!!

 

3- أما عن أعلى كذبة قيلت في الروايات كلها عن أيوب عليه السلام فهو ما جاء في ختام هذه الرواية .. حيث أظهرت الرواية أن أيوب عليه السلام اعترض على الله وعاتبه عما فعله به .. وتمنى لو لم يكن موجودا ..!!

- فكيف ذلك والله يقول في القرآن : (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص:44 ..؟!!

- فعن أي أيوب نتكلم حينئذ ؟ الذي هو ساخط أم الذي هو صابرا ودائم الرجوع إلى الله متوكلا عليه ؟!!

 

- سبحانك يا رب فهذه الرواية بهتان عظيم على أيوب وزوجته عليهما السلام .

 

4- ولا يخفى أن هذه القصة ليست حجة شرعية في إثبات شيء ..!!

- بالإضافة إلى أن هذه الرواية تثبت أن الشيطان لم يتجسد في شكل إنسان وإنما بشكل آخر ظاهره يشبه جسم الإنسان وليس صورته ..!!

 

#- وخلاصة القول في هذه الرواية من الخرافات المميزة:

1- أن بها خرافة إنكار نبي الله أيوب على ربه فيما فعله به واستياءه من ربه .. لأنه تركه على هذا الحال.

2- خرافة إظهار أن الشيطان يستطيع أن يعيد أرزاق الله التي فقدها العبد من مال وأولاد .. وكل شيء لمجرد أن يسجد الإنسان للشيطان.

3- خرافة إظهار زوجة أيوب بأنها صدقت أن الشيطان الذي كان يكلمها هو إله الأرض .. وكأنها ليست امرأة نبي من أنبياء الله ..!!


*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 9 تعليقات:

  1. جزاك الله كل خير ياأستاذ خالد على هذا الجهد المبذول وربنا يمدك بمدده ويكتب لحضرتك كل الخير والتوفيق يارب العالمين.

    🤍🌹🤍🌹🤍🌹🤍🌹🤍🌹🤍🌹

    يؤجر المرء رغم أنفه؛

    وليست كل الأُجورِ تأتي بمُتعة الطاعات، وكثير منها ما يأتك من سَريرِ المَرضِ، ووخز الإبرِ، ورعشة الحُمّى، وقهر الضّيمِ، ومشقّة السَّيرِ، وجوع الفقر، وسهر الهمّ، ومرارة الغربة، وحزن الفقد، وحسن التسليم والاحتساب، وتعب المُجاهد، ومغالبة الهوى

    فصابر واصطبر.

    - الشعراوي
    🤍🌹

    ردحذف
    الردود
    1. ▪الجمال الحقيقي مش في الشكل الخارجي.. لكنه في الروح.. في الأخلاق.. في المجهود اللي بنبذله لتحقيق أهدافنا وإسعاد اللي حوالينا..

      ▪كل حاجة ليها وقتها.. المهم نفضل نسعى ونؤمن بقدرتنا على التغيير والتحقيق.. وطول ما إحنا عايشين.. يبقى فيه أمل..

      ▪الأمل مش مجرد انتظار لحاجة تحصل.. لكنه طاقة بتتجدد مع السعي والعمل المستمر.. والرضا والصبر..

      ▪وطول ما إحنا على قيد الحياة.. يبقى عندنا فرصة نبدأ من جديد.. نصنع الأفضل.. ونعيش كل يوم كأنه بداية جديدة مليانة أمل وإمكانيات لا حصر لها..

      منقول

      حذف
  2. من أسباب قلة البركة في زماننا هذا إعراض الكثير منا عن كثرة الصلاة على النبي ﷺ ، لقد كانت الصلاة على النبي ﷺ سببًا لكثير من البركات والخيرات، فورد أن قرية في بلاد المغرب أصابها القحط والجفاف، فجاءت امرأة وجلست بجوار بئر قد غارت وقل ماؤها، ودعت الله فإذا بالماء يفور، فجاءها الشيخ الجازولي رضي الله عنه، وسألها عما دعت به ربها. فقالت: ما سألته إلا بالصلاة على النبي ﷺ ، فجلست عند البئر تصلي على النبي ﷺ ، فنظر إليها ربها بنظر الرحمة، واستجاب استسقاءها ودعاءها ففارت البئر والماء ونجت القرية من الجفاف.
    وكانت تلك الواقعة مما دفع الشيخ الجازولي رضي الله عنه إلى جمع كتابه (دلائل الخيرات) والذي انتشر انتشارًا واسعًا وعلم الناس في كافة أنحاء الأرض الصلاة على النبي ﷺ بكثير من الصيغ المباركة، ولهجت به ألسنتهم بالصلاة على النبي ﷺ ، فنور الله قلوبهم بذلك، وخفف الله عليهم أعباء الدنيا ومشكلاتها، وهان عليهم أمرها، وكان همهم الأكبر الآخرة، ورفقة النبي ﷺ ، كما كان حال عمار بن ياسر رضي الله عنه في بداية معركة صفين حيث قال: (اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه) [رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك].
    والصلاة على سيدنا رسول الله ﷺ جمعت فأوعت، فهى ذكر لله في نفسها، وهى مع ذلك امتثال لأمره تعالى حيث أمرنا أن نصلي عليه ﷺ ومع أنها طاعة في نفسها مستقلة، إلا أنها تشتمل على تعظيم سيد الخلق، وهو أمر مقصود في ذاته، ولأنها تشتمل على أشرف كلمة وهي: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله) فالصلاة عليه ﷺ إقرار منك بالوحدانية ابتداءً، لأنك تبدأها بأن تطلب الصلاة من الله وهذا توحيد، وتنتهي بالإيمان بسيد الخلق ﷺ.
    وهذا بعض شأن الصلاة عليه ﷺ ولا يدرك شأنها إلا من فتح الله عليه، فهي الوقاية، وهي الكفاية، وهي الشفاء، وهي الحصن الحصين، وهي التي تولد حب رسول الله ﷺ في قلوب المؤمنين، فيقبلون على الطاعة ويتركون المعصية، وهي التي تحافظ على ذلك الحب وتصونه، وهي التي يترقى بها العبد عند ربه، وهي التي تجعل المؤمن ينال شرف إجابة سيدنا النبي ﷺ عليه، حيث إنه يجيب على من صلى عليه، وهي مدخل صحيح للدخول على السيد المليح الفصيح ﷺ ، فالدخول على سيدنا رسول الله ﷺ يبدأ بالصلاة عليه وبكثرة الصلاة عليه.
    أ.د. #علي_جمعة

    ردحذف
  3. صلاة العبد مجد على الحبيب المحبوب وعلى نبي الله أيوب

    اللهم صل على سيدنا محمد الحبيب المحبوب من هدانا إلى صراط الله العزيز الحميد علام الغيوب وعلى نبي الله أيوب من أبتلاه ربه الله ببعض الكروب فصبر وأحتسب وحمد وشكر الله العزيز الحميد علام الغيوب ففرج عنه ربه الله كل الكروب وجعله مثالا لكل مبتلى وحزين ومريض ومكروب باللجؤ إلي الله علام الغيوب.

    ردحذف
  4. طيب
    أحتمال بعد قصة أيوب ان تكون بالمدونة قصة سليمان
    لان
    قصة سليمان حلوة ومميزة وفيها أشياء روحية وروحانية

    و
    المدونة هي مدونة مختصة بالعلم الروحاني
    فنريد ان نعرف قصة سليمان وهل توجد بالتفاسير قصص وروايات غير صحيحة عن سيدنا سليمان عليه السلام؟
    بدنا نعرف عاوزين نعرف

    ردحذف
  5. اللهم صل على سيدنا محمد حبيب الرحمان وعلى نبي الله سليمان من أمده الله الرحمان بالقدرة على الجان بحق دعاءه للرحمان (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي) فأستجاب له الله الرحمان بحق قوله (وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ) فنسألك يارحمان أن تجعلنا من عبادك الصالحين الذين ذكرتهم بسورة الفرقان بأنهم عباد الرحمان وأن تختم لنا بالحسنى يارحمان

    ردحذف
  6. صلاة العبد الفقير على حبيب الرحمان وعلى نبي الله سليمان

    اللهم صل على سيدنا محمد حبيب الرحمان وعلى نبي الله سليمان من أمده الله الرحمان بالقدرة على الجان بحق قوله (وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ) فنسألك يارحمان أن تجعلنا من عبادك الصالحين الذين ذكرتهم بسورة الفرقان بأنهم عباد الرحمان وأن تختم لنا بالحسنى يارحمان

    ردحذف
  7. إنجي=
    الطريق إلى القلب...

    ١- النفس=
    إن يئست من مطلبها كفت عن الصياح وسكنت تحت قهر الإنتظار... فإن سكنت النفس أمكن للقلب أن يتكلم ويفصح... ولكن لم نعتد له إستماعا ولا ألفنا صوته فما فهمنا لغته...

    ٢- القلب=
    مرآة صافية تنعكس فيها ألوان الوجود... سرعاتك ومخاوفك... حبك وكرهك... أزماتك التي عشتها ونجاحاتك التي حققتها... تمر كلها على قلبك فتكسبه صلابة أو رقة أو مزيجا منهما...يتلون قلبك بقدر ما خالطت من أمور وبقدر ما سمعت وما رأيت... وقد تحسب أن أغنية مرت بك في طفولتك أو صورة رأيتها في صباك أو كلمة تكلمت بها في شبابك... تحسب أن هذا مر مرور الكرام... كعمل كتب لك أو عليك أو لا لك ولا عليك... ولكنه قبل أن يمر ...خط في قلبك خطا وترك فيه أثرا...

    نعم...!!
    حياتنا تصنع قلوبنا وأعمالنا وأعمالنا... ترسمها ...ثم تعود القلوب فتصنع أعمالنا كبذرة ألقيت فعادت شجرة مثمرة... فكانت بذور ثمارها بذرا لمئات الأشجار...
    الشيخ / علاء عبد الحميد
    (رسالة الرفعة والمكانة ج5)
    ===========

    ...رااائع هذا الكلام خاصة ما بعد نعم..!!

    💦💙💧💙💧💙💦

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...

    ردحذف
  8. شكراً جزيلاً استاذ خالد
    الله يوفقك ويعينك .. على البحث والتدقيق .. لما هو حق .. وزهق ما هو باطل

    وآلمني جدا في الروايات الباطلة .. كيف لنبي الاعتراض على ربه .. ولم ينتبه لهذا الإمام الطبري في تفسيره؟؟؟!! .. إذ أن الصحيح ما جاء في القرآن الكريم .. (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه اواب) ..

    لا حول ولا قوة إلا بالله

    جهد مشكور استاذ خالد .. الله يزيدك كمان وكمان وكمان .. ويجعل تعبك وبحثك وتحقيقك .. قرة عين .. آمين يارب العالمين

    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف