ج3: قصة برصيصا العابد راهب من بني إسرائيل- ما هو معنى قوله تعالى (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ) - ما الخرافات والسموم التي ذكرتها قصة برصيصا العابد تعظيما للشيطان في نفوس الناس - قصة الراقي والحسناء والشيطان الأبيض - ختام القصة.

    بسم الله الرحمن الرحيم

قصة برصيصا العابد

راهب من بني إسرائيل

حقيقة واقعية أم قصة أسطورية

(الجزء الثالث)

#- فهرس:

:: الجزء الثالث :: عن قصة برصيصا العابد راهب من بني إسرائيل –  تفسير قوله تعالى (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر) – خرافات وسموم موجودة في قصة برصيصا:

1- س6: ما هو معنى قوله تعالى (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ . فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ) ؟

2- س7: ما الخرافات والسموم التي ذكرتها قصة برصيصا العابد تعظيما لقدرات الشيطان في نفوس الناس ؟

أ- الخرافة الأولى والسُّم الأول .. سقوط الإيمان بإخلاص وانتصار الشيطان.

ب- الخرافة الثانية والسُّم الثاني .. تجسيد الشيطان في صورة آدمية ..

ج- الخرافة الثالثة والسُّم الثالث .. القدرة للشيطان بخطف الإنس كما يحلو له ..

د- الخرافة الرابعة والسُّم الرابع .. إمكانية الشيطان في التلاعب بالأنبياء ..

3- س8: لماذا لا تنظر للقصة على أنها تتكلم عن راقي فاسد يختبيء خلف قناع الولي الصالح ؟

- (قصة الراقي والحسناء والشيطان الأبيض).

4- س9: كيف يتم الإجابة على أسئلة مقدمة القصة حول فعل الشيطان مع برصيصا الراهب ؟

5- س10: ماذا كان الغرض من قصة برصيصا العابد ؟

:: ختام قصة برصيصا الراهب.

**********************

:: الجزء الثالث ::

************************

..:: س6: ما هو معنى قوله تعالى (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ . فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ) ؟ ::..

 

- إذا كنا نتكلم عن قصة برصيصا العابد .. فسبب ذكرها في كتب التفاسير هو قوله تعالى: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ . فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ) الحشر:16-17.

 

- ووجدت من المهم أن تعرف تفسير الآية .. حتى لا يحدث عندك تشويش لو قرأت في تفسير من التفاسير وتجد فيها مثل هذه القصة الخاصة ببرصيصا العابد .. خاصة وأن بعض الروايات قالت بأن سبب نزول هذه الآيات هي قصة برصيصا .. وهذا طبعا خطأ وكلام بعيد جدا عن العقل .. لأن أسباب نزول الآيات يتعلق بمواقف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن برصيصا هذا لم يكن في زمن النبي حتى نقول أن سبب نزول الآية هو هذه القصة ..!!

 

- أما عن قصص السابقين كالأنبياء والرسل فتم إنزالها للموعظة والحكمة والمعرفة ..  وليس بالضرورة أن يكون لها سبب نزول إلا للحكمة والمعرفة ..

 

- ولذلك قصة برصيصا الراهب أو العابد .. عند المتأخرين من أهل التفسير أنكروها في تفاسيرهم أي لم يذكروها لأنها ليست محل اعتبار عندهم لما فيها من مسائل إيمانية لا يمكن أن تصدق عقلا ولا شرعا .. وسنذكرها بعد قليل إن شاء الله ..

 

#- لذلك قال الإمام ابن كثير رحمه الله (المتوفى: 774هـ) بعد تفسير قوله تعالى: (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ):

- وقد ذكر بعضهم هاهنا (أي عند تفسيرهم لهذه الآية) .. قصة لبعض عباد بني إسرائيل .. هي كالمثال (أي كالدلالة) لهذا المثل (أي القرآني) .. لا أنها المرادة وحدها بالمثل .. بل هي منه مع غيرها من الوقائع المشاكلة لها. (تفسير بن كثير ج8 ص104) – (ما بين الأقواس توضيح مني بمراد الإمام بن كثير).

 

#- وإليك ما قيل في تفسير الآية:

1- قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى: 606هـ):

- أي مثل المنافقين الذين غروا بني النضير بقولهم: (لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ) الحشر:11 .. ثم خذلوهم وما وفوا بعهدهم: كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر/ ثم تبرأ منه في العاقبة ..

- والمراد: إما عموم دعوة الشيطان إلى الكفر .. وإما إغواء الشيطان قريشا يوم بدر بقوله: (لَا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ إِلَى قَوْلِهِ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ) الأنفال:48 .

- ثم قال: (فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ) قال مقاتل: فكان عاقبة المنافقين واليهود مثل عاقبة الشيطان والإنسان حيث صارا إلى النار. (تفسير الفخر الرازي ج29 ص511).

 

2- مما قاله الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله (المتوفى : 1393هـ):

- عند قوله تعالى: (كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15) كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ) الحشر 15-16.

 

#- فقال الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله:

- هذا المثل متصل بقوله: (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) الحشر:15 ..، كما يفصح عنه قوله في آخره: (فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ) الآية .. أي مثلهم في تسبيبهم لأنفسهم .. كمثل الشيطان إذ يوسوس للإنسان بأن يكفر ثم يتركه ويتبرأ منه فلا ينتفع أحدهما بصاحبه ويقعان معا في النار.

- فجملة كمثل الشيطان حال من ضمير (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) الحشر:15 .. أي في الآخرة.

- والتعريف في "الشيطان" تعريف الجنس .. وكذلك تعريف "الإنسان" . والمراد به الإنسان الكافر.

- ولم ترد في الآخرة حادثة معينة من وسوسة الشيطان لإنسان معين في الدنيا ..

- وكيف يكون ذلك .. والله تعالى يقول: (فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ) .. وهل يتكلم الشيطان مع الناس في الدنيا ؟! ..

- فإن ظاهرة قوله: (قال إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ) أنه يقوله للإنسان .. وأما احتمال أن يقوله في نفسه فهو احتمال بعيد.

- فالحق: أن قول الشيطان هذا هو ما في آية: (وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ) في سورة إبراهيم:22.

 

- وقد حكى ابن عباس وغيرهما من السلف في هذه الآية .. قصة راهب بحكاية مختلفة .. جعلت كأنها المراد من الإنسان في هذه الآية .. ذكرها ابن جرير والقرطبي .. وضعف ابن عطية أسانيدها .. فلئن كانوا ذكروا القصة فإنما أرادوا أنها تصلح مثالا لما يقع من الشيطان للإنسان .. كما مال إليه ابن كثير.

 

#- فالمعنى: إذ قال للإنسان في الدنيا: اكفر .. فلما كفر ووافى القيامة على الكفر قال الشيطان يوم القيامة: (إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ) .. أي قال كل شيطان لقرينه من الإنس: (إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ) طمعا في أن يكون ذلك منجيه من العذاب.

 

- ففي الآية إيجاز حذف .. حذف فيها معطوفات مقدرة بعد شرط (لما) هي داخلة في الشرط .. إذ التقدير: (فَلَمَّا كَفَرَ) واستمر على الكفر وجاء يوم الحشر واعتذر بأن الشيطان أضله قال الشيطان: (إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ) إلخ..

- وهذه المقدرات مأخوذة من آيات أخرى مثل آية سورة إبراهيم وآية سورة ق:27. (قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا مَا أَطْغَيْتُهُ) الآية.

- وظاهر أن هذه المحاجة لا تقع إلا في يوم الجزاء .. وبعد موت الكافر على الكفر .. دون من أسلموا. (التحرير والتنوير ج28 ص108-110).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

 - هل انتبهت أخي الحبيب لتفسير الإمام الرازي والإمام بن عاشور .. فمن الإمام الرازي تنتبه أنه أشار للمثال القرآني لحال المنافقين مع اليهود .. أي أشار لمثال واقعي قد حدث فعلا في زمن النبي والقرآن يؤيد ذلك ..

 

- ثم الإمام الطاهر بن عاشور .. نقلت عنه الجزء الخاص بفهم جسم الآيات نفسها .. وكم أعجبني قوله " وهل يتكلم الشيطان مع الناس في الدنيا ؟!" .

 

- ورحم الله العلماء العقلاء .. الذين استخدموا عقولهم في خدمة كلام الله دون أهواء واستخدام خرافات .. ويلتزمون بأمانة العلم ..

 

#- ملحوظة .. عموم علماء المسلمين على إنكار قصة برصيصا .. ولكن للأسف سبب انتشار هذه القصة هو كثرة تداولها في كتب التاريخ الديني والقصص الدينية .. وحب القصاصين لنشر الروايات التي فيها حكايات كثيرة بين الجن والإنس .. وهذا ساهم على معتقد ان قصة برصيصا هي حقيقة وكأنها جزء من الدين فعلا .. ولكن الحقيقة أن قصة برصيصا لا علاقة لها بالدين .. لا من قريب ولا من بعيد .. ولا علاقة لها بالآية القرآنية من أساسه ..!!

 

*************************

 

..:: س7: ما الخرافات والسموم التي ذكرتها قصة برصيصا العابد تعظيما لقدرات الشيطان في نفوس الناس ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هناك بعض السموم والخرافات التي ذكرتها قصة برصيصا .. والتي يظهر فيها تعظيم الشيطان في نفوس المؤمنين .. وهذا جزء خطير جدا في القصة .. ويليه الجزء الخاص بأن العبادة المخلصة لله لم يكن لها أي أثر في مواجهة الشيطان .. فهاتين الجزئيتين كلاهما خرافة مسمومة في القصة .. وإليك بيان ذلك:

 

1- الخرافة الأولى والسُّم الأول .. سقوط الإيمان بإخلاص وانتصار الشيطان.

- فأظهرت القصة .. أن الإيمان من خلال التعلق بالله والتوكل عليه ودوام ذكره طوال أربعون عاما أو ستون عاما حسب ما قالت تلك الروايات الباطلة .. لم يكن لهذا الإيمان أي أثر أو نتيجة أمام الشيطان بل ولا في نفسية هذا العابد ..

- وهذا من المستحيلات عقلا وشرعا .. ليه ؟

 

أ- أما عقلا .. لأن النفس تمل من الإستمرار على عبادة مستمرة .. إلا لو كان لذلك مدد من الله ومعونة قد رزقه الله بها .. فهل الذي يكرمه الله بالإستمرار على ذكره وشكره وحسن عبادته مع الإحسان لخلقه خلال أربعون عاما وحاله الصدق .. لا يكون مؤيدا بالله ؟!!

- كيف يعقل هذا .. والله يقول: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) النحل:128.. ؟!!

 

- إذن: من حال أوصافه هي تقوى الله والإحسان في معاملاته .. فهو في معية الله أي محاط بلطف الله وعنايته .. وليس في معية شيطان يتلاعب به ويجعله يرتكب أكثر من سبعة موبقات لا يفعلها إلا مجرد ضليع بالإجرام ..!!  

 

ب- أما شرعا .. فهذه القصة فيها جحود لكلام الله .. وتسقط ثوابت عقائدية قرآنية عن تأثير الشيطان .. إذ أن الله يقول عن الشيطان: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) النحل: 99-100.

- وقال تعالى للشيطان: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) الحجر:42.

- وقال تعالى للشيطان: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا) الإسراء:65.

 

- فسلطان الإضلال والقهر والكفر .. ممتنع على الشيطان أن يفعله بإنسان متوكلا على ربه أي قلبه متعلقا بربه ومعتمدا عليه .. بخلاف التسليط بالوسوسة الذي هو فيه مجاهدة نفس للإنسان في محاربة الشيطان .. وفيه ارتقاء درجات وعلو مقامات كلما جاهدت هذا الوسواس وهو نوع من أنواع المس الروحاني.. ولذلك قال جل شأنه: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) الأعراف:201.

 

- إذن: هذه القصة كانت تتكلم عن شخص من الغاوين أي الضالين .. وليس من المتعبدين بإخلاص لرب العالمين ..!!

 

- ولذلك لو افترضنا صحة هذه القصة .. فهي عن مجرد شخص راقي يختبيء خلف قناع الصلاح الديني .. بل وهذا هو الظاهر لي من القصة .. ولا أكثر من ذلك ..!!

 

2- الخرافة الثانية والسُّم الثاني .. تجسيد الشيطان في صورة آدمية ومجالسته للعابد ..

- لو صدقنا أن هذه القصة تتعلق بعابد صادق الإيمان .. فكأننا بذلك نتهم الله في معيته باللطف والعناية والولاية لعبادة المؤمنين .. وإلا فكيف نفهم حينئذ قوله تعالى: (وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران:68 ..، وقوله (وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) الجاثية:19 .. فإذا كان الله هو الذي يتولى المؤمنين والمتقين بعنايته ولطفه وكرمه .. فهل يكون من لطفه وعنايته وكرمه أن يكرمه ويلاطفه ويحيطه بشيطان يجالسه وجها لوجه لمدة عام كامل ؟!!

- بقى ده كلام ناس عاقله ؟!!

 

#- أما عن مسألة أنه تجسد وجالسه ثم ذهب للناس في صورة طبيب .. ثم رجع إليهم وأخبرهم بأن هذا الراهب هو من قتل أختكم (وفي رواية أتاهم بالمنام) .. ثم ذهب للراهب وهو معلق على خشبة الصليب وتكلم معه وأدار معه حوار ..

- فكيف لمؤمن عاقل يصدق مثل هذه التمثيليات السخيفة .. التي لا دليل عليها بأن الشيطان يقدر أن يفعل ذلك ؟!!

 

- فلو كان الشيطان يستطيع التجسيد في صورة آدمية .. لسقطت النبوات والولاية على الأرض .. فما أدرانا حينئذ أن النبي هو كان نبي وليس إبليس .. وما أدرانا أن الولي الفاضل لم يكن إبليس .. وما أدرانا أن أبنائنا هم أبنائنا .. وما أدرانا أننا لسنا شياطين في صورة آدمية ..!!

 

- فلو كان للشيطان القدرة على التجسيد في هيئة آدمية سوية .. لكانوا اغتالوا البشر من قديم الزمان .. بل ولتم فتنة الناس بأبسط الطرق في أعراضهم .. ولسرق وقتل واغتصب وحرق وقام بتلفيق تهم بين الناس كما يحلو له .. بل ويظهر بمظهر القاضي أيضا ليحكم بين الناس ..!!

 

@- تعالى معي حتى أنشط عقلك وقلبك بشوية معلومات قرآنية وحديثية وعقلية .. حتى يطمئن قلبك بكذبة تجسيد الشيطان في صورة إنسان:

أ- إذا كان الشيطان يستطيع أن يظهر للإنسان في صورة إنسية ليكيد له في عالم الواقع .. فلماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحمدُ للهِ الذي ردَّ كيدَه إلى الوسوسةِ) وقد رواه أبو داود بسند صحيح ؟!!

 

ب- القرآن قد أثبت أن التواصل بين الشياطين وخدامهم يكون من خلال التخاطر معهم والإلقاء في المسامع .. كما في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) الأنعام 112 ..

- فكيف يكون للشيطان تواصل مع عموم الناس بصورة مجسدة في صورة إنسان .. وكان أولى بذلك أن يحدث مع خدامهم ؟!!

 

ج- قدرات الشيطان معنا من خلال الوسوسة كما قال تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) الناس 5 ..، بل وأقصى قدراته إمكانية الرؤية من عالمه من خلف ساتر برزخي بيننا وبينهم .. مثل قوله تعالى: ويقول تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الأعراف 27 ..

 

- إذن: هو في عالمه ونحن في عالمنا إلا أن الله قد سمح له بقدر معين في علاقته بنا وهي من خلال إمكانية رؤيتنا .. وله إمكانية أخرى في تواصله معنا بالوسوسة أي بالحديث الخفي في النفس .. وله حال آخر بالتواصل السمعي في أذن الإنسان كما في حال الكهان.

- فلماذا يبتدع بعض الناس .. فكرة تواصل الشيطان معنا من خلال ظهوره متجسدا في صورة إنسان سويا ؟!!

- أهذا هو الإيمان بالقرآن في عقول البعض .. هو أن يتجاهل ما يخبرنا به القرآن ويصدق قصص لم يصح منها شيئا .. ؟!!

- بقى ده كلام ناس مؤمنين عاقلين ؟!!

 

د- وأبصر الآتي في كلام الله وتأمل ..

- اختلاف التكوين الخلقي يمنع الأدنى أن يرتقي للأعلى .. حيث يقول تعالى: (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) التغابن 3 .. ويقول تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) التين 4 ..

- فلو كان الشيطان يستطيع أن يرتقي لخلقة الإنسان .. فما فائدة تمييز الإنسان حينئذ .. ؟!!

- أَبَعْد ما سبق .. كيف تجعل للشيطان قدرة بأن يكون متجسدا بهذه الهيئة الإنسية ؟!!

 

- وبمعنى آخر: كيف للشيطان أن يتحول لصورة مكرمة عند الله قد خلقها الله على صورته؟!! فإذا كان هذا ممكن للشيطان أن يتصور بصورة إنسان فهذا حينئذ فيه مخالفة صريحة لتحقير القرآن للشيطان وطرده من رحمته .. إذ كيف يحقر الله منه ويطرده من رحمته وكيف يمنحه تكريما بأن يتمثل على صورة الإنسان الذي خلقه على صورته؟!!

- كيف يعقل هذا ؟!!

 

هـ- لماذا لم يَرِد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الجن يتمثل أو يتجسد في صورة إنسان .. في حين قال أن منهم من يتشكل في أشكال حيوانات كالحيات والكلاب .. ولم يذكر أن منهم من يتمثل في صورة إنسان .. ؟!!

- وهذا من أقوى الأدلة .. على بطلان هذه العقيدة المزيفة في الشيطان بقدرته على ظهوره بصورة إنسان.

- فما لكم كيف تحكمون ؟ أم على القلوب أقفال ؟!!

 

3- الخرافة الثالثة والسُّم الثالث .. القدرة للشيطان بخطف الإنس كما يحلو له ..

- من الخرافات المذكورة في قصة برصيصا .. تم جعل القدرة للشيطان او الجن عموما على خطف البشر والطيران بهم .. وأن هذا شيء طبيعي جدا ومعلوم في الحياة ويحدث ..!!

 

- فنسبوا للشيطان مقدرة التصرف في الوجود الإنساني بذوات قدراتهم .. وبذلك يتم تكذيب قصة سليمان عليه السلام حينما أعطاه الله القدرة في استخدام الشياطين في أعمال الوجود.. وإلا فالشياطين لا قدرة لها بالتصرف في مادية الوجود الإنساني أصلا ..!!

 

4- الخرافة الرابعة والسُّم الرابع .. إمكانية الشيطان في التلاعب بالأنبياء ..

- إذ أوضحت أحد الروايات أن أحد الشياطين واسمه الأبيض .. يتلاعب بالأنبياء والمرسلين .. ويتشكل في هيئة سيدنا جبريل ويخدع النبي والرسول ؟!!

- فهل أكثر من ذلك كذب على الله وملائكة الله ؟!!

 

- فالذي يقرأ هذا الجزء المسموم من القصة يقول: إذا كان الشيطان له القدرة على ذلك .. فما أدرانا أن هذا هو القرآن فعلا وليس تلقينا من جبريل حقا ؟!!

- وهذا بسبب رواية مكذوبة على الصحابي عبد الله بن عباس وقيل فيها هذا الكلام ..!!

 

@- ثم بعد كل ما سبق .. يأتي البعض ويحكي قصة ويجعل البطل فيها مؤمن شديد الإيمان .. ويتلاعب به الشيطان في الظاهر ويتجسد له .. وفي الباطن يوسوس له .. وفي مجتمعه يحرض الناس عليه .. وفي نفسه يغويه .. وفي بيته يجالسه .. فما بقى للشيطان لم يفعله ؟!!

- فهل تظن أن المشكلة في القصة ؟

- لا ..

- المشكلة فيمن لم يهتم بتحقيق هذه القصة .. واهتم بالشيطان ..!!

- ولكن من له حسن ظن بربه .. لا يمكن أن يصدق هذه القصة وأن يحدث هذا في عابد صادق مع مولاه.

 

 #- خلاصة القول:

1- القصة فيها من الخرافات ما فيها .. وفيها مخالفات مع نصوص القرآن .. إذ لا يمكن أن يكون شخص مواصفاته  أنه عابد طوال عمره مخلصا لله ويرجوه واليوم الآخر .. وتكون خاتمته هي مجالسة شيطان له ..!!

 

2- مستحيل أن يكون هذا الشخص هذا هو حاله .. بل هو كان مجرد راقي كان يختبيء خلف قناع الصلاح الديني .. وحاله كالحرباء المتلونة .. حسب ما يأتيه من الناس.

- وهذا يؤكده حال أهل زماننا من الرقاة الذين يزنون النساء والفتيات .. ونرجو للجميع الهداية والتوفيق التوبة.. آمين يارب .

 

@- والإشارة في القصة تشير إلى أن الخلوة بامرأة فيه مفسدة كبيرة مهما كنت قوي الإيمان.. وهذا صحيح ..

- والله أعلم.

*************************

 

..:: س8: لماذا لا تنظر للقصة على أنها تتكلم عن راقي فاسد يختبيء خلف قناع الولي الصالح ؟ ::..

(قصة الراقي والحسناء والشيطان الأبيض)

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أن قصة برصيصا الراهب في مجملها بالرغم من اختلاف بعض أجزاء أتت فيها .. وبالرغم من أنها لا علاقة لها بالدين أصلا .. لكن تعال ننظر للمسألة من ناحية أخرى.

 

- لو تأملت القصة بكل ما فيها من أمور غير عاقلة ولا تتعلق بالإيمان .. إلا أن هذه القصة تصلح لتكون (قصة الراقي والحسناء وثالثهما الشيطان) .. إذ ن القصة يظهر من ملامحها أن هذا الشخص برصيصا كان يعالج من الامور الروحانية .. ويذهب إليه الناس طلبا للعلاج من الأمور الروحانية ..  فلا هو راهب ولا عابد .. وإنما شخص مشهور عنه الصلاح .. ولكن الشهرة ليس دليل على حقيقته الباطنية .. فكم من مشهور ملعون .. وإبليس أولهم ..

 

- والقصة على هذا النمط ليست غريبة .. إذ أنها تشرح أحوال ما كان يحدث من مئات السنين .. بل ولازال مستمر في زماننا من انحراف بالزنا في النساء تحت قناع الرقية الشرعية .. وما أكثر من كان الشيطان سيده ومولاه في زماننا هذا ..

 

- فكم من حوادث نقرأها في الصحف الألكترونية الموثوقة والمنقولة من تحريات البوليس .. تشير للقبض على دجال كان يمارس الزنا بضحاياه لإخراج السحر السفلي منها .. تحت وهم أن السحر السفلي يتم فكه بطريقة سفلية .. يعني لازم يرضي الشيطان الملعون .. لأن هو أصلا شخص ملعون .. فتشابهت قلوبهم .. ، بل والبعض مارس الزنا بفتيات ثم ذبحهن وأخذ دمهن ليفتح به مقابر أثرية كما طلب منه شيطانه .. ودفن ضحيته .. وهو راضي تمام الرضا بما فعل .. ولكن لأن هذه هي حقيقته النفسية وطبيعته أنه إنسان فاسد وحقير قد اتخذ من الفساد عقيدة في نفسه ودينا له.

 

#- إذن القصة: قد تكون هي حقيقة واقعية مع شخص كان يختبيء خلف قناع الصلاح والرقية بدون أجر للناس .. وحقيقته أنه فاسد .. ولم تنكشف حقيقته إلا في هذا الموقف .. لأن هذه طبيعته النفسية .. وهو أنه أجوف من الداخل من الإيمان .. والله لا وجود له في نفسه .. فهو مجرد شخص منطوي بعيدا مختبئا بفشله ومتسترا بقناع الإيمان ليظن الناس به خيرا ..

 

#- وخلاصة القول:

- هذه القصة إذا تم وضع توصيف جديد لها (الراقي والحسناء والشيطان الأبيض) .. ثم يتم تركيبها على النص المروي عن وهب بن منبه .. ستكون هكذا القصة مقبولة إلى حد ما وفيها موعظة لمن يرقى .. فينتبه من وسوسة الشيطان له .. والناس أيضا تنتبه من أن تترك نسائها لأي راقي مهما كان مشهور عنه الصلاح.

 

- وأظن أن القصة .. بهذه النظرة هي أقرب للصواب كقصة للعبرة لهؤلاء الذين استباحوا الحرام بالزنا من خلال العلاجات الروحانية.

- والله أعلم.

 

************************

 

..:: س9: كيف يتم الإجابة على أسئلة مقدمة القصة حول فعل الشيطان مع برصيصا الراهب ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- في أول كلامنا عن القصة في المقدمة قلت أن بعض الأفاضل أرسل يسأل عن ثلاث مسائل .. وهم:

1- المفروض أن العابد يكون في معيه الله وفي ذمته .. ونعلم أنه يجوز اختباره .. ولكن ما نلاحظه في قصة برصيصا أن هذا لم يكن اختبار وإنما مكيدة .. أحاطت بالراهب.

 

2- ولماذا الشيطان يظهر في القصة دي بكل الأدوار .. فيجري علي الناس يصيبهم بأمراض و يتحول لطبيب و يعمل فتنه في البلد كلها و يخنق بنت بريئة .. وكل ذلك من اجل الوصول لفتنة شخص آخر .. ؟!!

- فإذا كان له هذه القدرة .. فلماذا لم يذهب للراهب مباشرة يصرعه ويضايقه حتى يجعله ييأس من حياته فينتحر مثلا ؟!!

 

3- لماذا لم تنفعه عبادته مع ربه .. وكأن في قصه برصيصا ينتقل إلينا صوره واضحه جدا أنه مهما كان قربه من ربنا هو مش في معيه .. بل ولم يتذكر له ربه أي عبادة كان قد أخلص له فيها .. حتى يأخذ بيده ويخرجه من هذه الفتنة .. أليس الله يقول: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) يونس:62.

 

#- والإجابة هي ببساطة:

- لا يوجد حديث ولا خبر صحيح .. ولا برصيصا .. ولا يوجد راهب ولا عابد مخلص لله في القصة .. وإنما هي قصة من نسج خيال البعض .. وأظن من الأفضل أن يقال عنها أنها قصة عنوانها (الراقي والحسناء والشيطان) .. ثم يتم وضع تحتها رواية وهب بن منبه فهي رواية مناسبة جدا لهذا العنوان ..

 

- وبناء على ما سبق .. فكل المسائل السابقة .. لا محل لها في هذه القصة .. لأنها مسائل كانت باعتبار أنها حديث نبوي .. وفي الحقيقة ليست حديث نبوي .. أو باعتبار أنها للحكمة والموعظة .. وفي الحقيقة أيضا ليست للحكمة والموعظة لو افترضنا أن بطل القصة راهب فعلا .. لأنها ستكون قصة غير مقبولة عقلا ولا شرعا ..!!

- والله أعلم .

 

***********************

..:: س10: ماذا كان الغرض من قصة برصيصا العابد ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- كان الغرض من قصة برصيصا الراهب هو أن تحترس من الفتنة مهما بلغت في علمك وإيمانك .. فقد تكون الفتنة قريبة منك .. ولا تخلو بامرأة وإلا كان الشيطان ثالثكما ..

- ولكن هذه القصة لا تقال بهذا الأسلوب الغير مقبول عقلا ولا شرعا.

 

#- وهذه القصة لعلها قيلت للمقابلة مع قصة جريج الراهب الرجل الصالح مستجاب الدعاء الذي حاولت امرأة أن تغويه فامتنع ولجأ لربه .. وهي قصة قد ذكرها لنا النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح الأحاديث ..

 

#- ولعل البعض أراد أن يجعل برصيصا الراهب نموذج لمن ضل وغوى .. فإذا كان جريج الراهب ثبت واتقى ولم يزني .. فبرصيصا الراهب سقط وزنى وقتل وكفر ..!!

- والله أعلم.

 

****************************

:: ختام قصة برصيصا الراهب ::

- أخي الحبيب:

- لا تصدق ما لا يطمئن له قلبك .. واسأل عنه وتحقق منه .. إذ قد تبين من هذه القصة أن البعض قد تأثر بها سلبا .. وتوقف عقله عند جزئية "أهذا حال من يحب الله – تكون نهايته الكفر ؟!!"..، وهذا يسبب اضطراب في المعاملة مع الله .. ويدخل الوسواس في النفس ويقول لك: هل الله يكيد للعبد ليدخله جهنم غصبا وإكراها ؟!!

- وحاشاه جل شأنه .. ما كان يظلم أحدا أبدا.

 

- فمثل هذه القصص تسقط حسن الظن بالله .. وتفسد الإيمان في قلب المؤمن .. وتفتح باب الوسوسة للشيطان ليتراقص في عقلك وأنه يستطيع أن يتلاعب بك كما تلاعب ببرصيصا العابد .. وهكذا ..    

 

- فإذا وجدت قصة أو حكاية أخي الحبيب .. فتحقق منها .. مهما كان الذي قالها وسمعتها منه .. فطالما قلبك لم يطمئن .. فابحث ورائها .. فإما أن تكون صحيحة فتسأل لتعلم الحكمة وما خفي عنك فيطمئن قلبك .. وإما أن تكون مزورة أو غير صحيحة فيطمئن قلبك بأنها شيء مزور ولا قيمة له وتكون قد قتلت الوسواس في نفسك ..

 

- فكم من قصص وأقوال صنعت أصناما وخرافات في عقولنا ونفوسنا .. وذلك لقلة تحقيق هذه القصص وتوضيح الصواب من الخطأ فيها .. وتظل هذه الأفكار أو القصص مثل حجاب في النفس .. ويكن محوها بتحطيمها .. وتحطيمها لا يكون إلا بالعلم .. والعلم يكون بالسؤال لأهل العلم .. واعلم أن الله مع المتقين والمحسنين والصادقين ..

 

- وبهذا يكون ختام الكلام .. على قصة برصيصا العابد الذي قيل عنه أنه راهب من بني إسرائيل راهب .. والحمد لله رب العالمين وأسأله القبول .  

- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

واغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات في كل زمان ومكان يا رب العالمين .

آمين.

*********************

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .