بحث في المدونة من خلال جوجل

الجمعة، 7 فبراير 2025

Textual description of firstImageUrl

ج2: قصة برصيصا العابد راهب من بني إسرائيل - ما هي الروايات التي رُويت عن الصحابة والتابعين في قصة برصيصا الراهب - من أين أتى العلماء باسم برصيصا العابد .

   بسم الله الرحمن الرحيم

قصة برصيصا العابد

راهب من بني إسرائيل

حقيقة واقعية أم قصة أسطورية

(الجزء الثاني)

تحقيق روايات قصة برصيصا الراهب عابد بني إسرائيل - من أين أتى العلماء باسم برصيصا العابد

#- فهرس:

:: الجزء الثاني :: عن قصة برصيصا العابد راهب من بني إسرائيل – وروايات مختلفة قيلت عن قصة برصيصا العابد راهب من بني إسرائيل:

1- س3: ما هي الروايات التي رُويت عن الصحابة في قصة برصيصا الراهب ؟ 2- س4: ما هي الروايات التي رواها التابعين في قصة برصيصا الراهب ؟

3- س5: من أين أتى العلماء باسم برصيصا العابد ؟

**********************

:: الجزء الثاني ::

************************


..:: س3: ما هي الروايات التي رُويت عن الصحابة في قصة برصيصا الراهب ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هناك عدة روايات أتت عن الصحابة في قصة برصيصا الراهب .. من ذلك:

1- الرواية الأولى: (أثر ضعيف جدا) .. مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (قَوْلُهُ: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانَ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ} [الحشر: 16] إِلَى {وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 29] قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ:

- كَانَ رَاهِبٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَيُحْسِنُ عِبَادَتَهُ، وَكَانَ يُؤْتَى مِنْ كُلِّ أَرْضٍ فَيُسْأَلَ عَنِ الْفِقْهِ .. وَكَانَ عَالِمًا ..

- وَإِنَّ ثَلَاثَةَ إِخْوَةٍ كَانَتْ لَهُمْ أُخْتٌ حَسَنَةٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ .. وَإِنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يُسَافِرُوا .. فَكَبُرَ عَلَيْهِمْ (أي صعب عليهم) أَنْ يُخَلِّفُوهَا ضَائِعَةً (أي وحيدة) .. فَجَعَلُوا يَأْتَمِرُونَ (أي يتشاورون) مَا يَفْعَلُونَ بِهَا ..

- فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ تَتْرُكُونَهَا عِنْدَهُ؟

- قَالُوا: مَنْ هُوَ؟

- قَالَ: رَاهِبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ .. إِنْ مَاتَتْ قَامَ عَلَيْهَا..، وَإِنْ عَاشَتْ حَفِظَهَا حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَيْهِ.

- فَعَمَدُوا إِلَيْهِ (أي فذهبوا إلى الراهب) فَقَالُوا: إِنَّا نُرِيدُ السَّفَرَ .. وَلَا نَجِدُ أَحَدًا أَوْثَقَ فِي أَنْفُسِنَا .. وَلَا أَحْفَظَ لِمَا وَلِيَ مِنْكَ لِمَا جُعِلَ عِنْدَكَ .. فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ نَجْعَلَ أُخْتَنَا عِنْدَكَ فَإِنَّهَا ضَائِعَةٌ شَدِيدَةُ الْوَجَعِ .. فَإِنْ مَاتَتْ فَقُمْ عَلَيْهَا (أي فادفنها وصل عليها) .. وَإِنْ عَاشَتْ فَأَصْلِحْ إِلَيْهَا (أي فأحسن رعايتها) حَتَّى نَرْجِعَ.

- فَقَالَ: أَكْفِيكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ..

- فَانْطَلَقُوا فَقَامَ عَلَيْهَا فَدَاوَاهَا حَتَّى بَرَأَتْ .. وَعَادَ إِلَيْهَا حُسْنُهَا .. فَاطَّلَعَ إِلَيْهَا فَوَجَدَهَا مُتَصَنِّعَةً (أي متزينة) ..، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ الشَّيْطَانُ يُزَيِّنُ لَهُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهَا حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا .. فَحَمَلَتْ ..

- ثُمَّ نَدَّمَهُ الشَّيْطَانُ (أي قال له كيف تفعل هذا يا رجل ألا تعرف ما سيحدث لك) .. فَزَيَّنَ لَهُ قَتْلَهَا ..

- قَالَ: إِنْ لَمْ تَقْتُلْهَا افْتُضِحْتَ .. وَعُرِفَ شَبَهُكَ فِي الْوَلَدِ .. فَلَمْ يَكُنْ لَكَ مَعْذِرَةٌ ..

- فَلَمْ يَزَلْ بِهِ (أي يديم الوسوسة له) حَتَّى قَتَلَهَا ..

- فَلَمَّا قَدِمَ إِخْوَتُهَا سَأَلُوهُ مَا فَعَلَتْ؟

- قَالَ: مَاتَتْ فَدَفَنْتُهَا.

- قَالُوا: قَدْ أَحْسَنْتَ.

- ثُمَّ جَعَلُوا يَرَوْنَ فِي الْمَنَامِ، وَيُخْبَرُونَ أَنَّ الرَّاهِبَ هُوَ قَتَلَهَا .. وَأَنَّهَا تَحْتَ شَجَرَةِ كَذَا وَكَذَا .. فَعَمَدُوا إِلَى الشَّجَرَةِ فَوَجَدُوهَا تَحْتَهَا قَدْ قُتِلَتْ ..

- فَعَمَدُوا إِلَيْهِ فَأَخَذُوهُ (أي أخذوه للمحاكمة) فَقَالَ لَهُ الشَّيْطَانُ (أي وهو في طريقة للمحاكمة متكلما معه في أذنه): أَنَا زَيَّنْتُ لَكَ الزِّنَا .. وَقَتْلَهَا بَعْدَ الزِّنَا .. فَهَلْ لَكَ أَنْ أُنْجِيَكَ؟

- قَالَ: نَعَمْ.

- قَالَ: أَفَتُطِيعُنِي ؟

- قَالَ: نَعَمْ.

- قَالَ: فَاسْجُدْ لِي سَجْدَةً وَاحِدَةً.

- فَسَجَدَ لَهُ.

- ثُمَّ قُتِلَ ..

- فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} [الحشر: 16] الْآيَةُ) رواه الطبري في تفسيره وأبو حاتم في تفسيره بنفس السند.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذه الرواية تالفة السند جدا ومضطربة المتن عن غيرها من الروايات .. ليه ؟

 

#- أولا: من حيث السند ..

أ- فيه (محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية - أبو جعفر العوفي) وهو شيخ الإمام الطبري في حديثه لين أي ضعف .

ب- وفيه (سعد بن محمد العوفي) وهو متروك الحديث ..

ج- وفيه (الحسين بن الحسن العوفي "عم سعد بن محمد") وهو ضعيف الحديث ..

د- وفيه (الحسن بن عطية العوفي) وهو ضعيف الحديث ..

هـ- وفيه أن الرواية موقوفة على (بن عباس) ومرسلة عنه .. ولا نعلم عمن أخذ هذه الروية الغيبية التي لا دليل عليها إلا بوحي ..!!

 

- ثانيا: من حيث المتن .. ففيه غرابة..

أ- انفردت رواية بن عباس .. بأن أهلها تركوها عند الراهب لأنهم مسافرين وليس ليعالجها ..!!

ب- انفردت رواية بن عباس بشيء غريب .. وهو أن الشيطان أرشد أهل الفتاة لمكان دفنها .. بل وأخرجوها ووجدوها مقتولة ..!!

 

=============

 

2- الرواية الثانية: (أثر ضعيف جدا ومتنه فيه نكارة) .. عن الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: (كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَاهِبٌ يَعْبُدُ اللَّهَ زَمَانًا مِنَ الدَّهْرِ .. حَتَّى كَانَ يُؤْتَى بِالْمَجَانِينَ (أي المصابين روحانيا) يُعَوِّذُهُمْ فَيَبْرَءُوا عَلَى يَدَيْهِ ..

- وَأَنَّهُ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ فِي شَرَفٍ مِنْ قَوْمِهَا قَدْ جُنَّتْ (أي أصابها مس من الجن) .. وَكَانَ لَهَا إِخْوَةٌ .. فَأَتَوْهُ بِهَا ..

- فَلَمْ يَزَلِ الشَّيْطَانُ يُزَيِّنُ لَهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ ..

- فَلَمَّا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا لَمْ يَزَلْ يُخَوِّفُهُ وَيُزَيِّنُ لَهُ قَتْلَهَا حَتَّى قَتَلَهَا وَدَفَنَهَا ..

- فَذَهَبَ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ .. حَتَّى أَتَى بَعْضَ إِخْوَتِهَا فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي فَعَلَ الرَّاهِبُ .. ثُمَّ أَتَى بَقِيَّةَ إِخْوَتِهَا رَجُلًا رَجُلًا .. فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِي أَخَاهُ فَيَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَتَانِي آتٍ فَذَكَرَ لِي شَيْئًا كَبُرَ عَلَيَّ ذِكْرُهُ (أي لا أستطيع ان أقول بما قاله لي) .. فَذَكَرَ ذَلِكَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ .. حَتَّى رَفَعُوا ذَلِكَ إِلَى مَلِكِهِمْ ..

- فَسَارَ النَّاسُ حَتَّى اسْتَنْزَلُوهُ مِنْ صَوْمَعَتِهِ .. وَأَقَرَّ لَهُمْ بِالَّذِي فَعَلَ فَأُمِرَ بِهِ فَصُلِبَ (أي تم وضعه على خشبة ليتم صلبه عليها) ..

- فَلَمَّا رُفِعَ عَلَى خَشَبَةٍ تَمَثَّلَ لَهُ الشَّيْطَانُ .. فَقَالَ: أَنَا الَّذِي زَيَّنْتُ لَكَ هَذَا .. وَأَلْقَيْتُكَ فِيهِ .. فَهَلْ أَنْتَ مُطِيعِي فِيمَا أَقُولُ لَكَ وَأُخَلِّصُكَ؟

- قَالَ: نَعَمْ.

- قَالَ: تَسْجُدُ لِي سَجْدَةً وَاحِدَةً فَسَجَدَ لَهُ ..

- وَقُتِلَ الرَّجُلُ.

- فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: 16]) رواه الخرائطي في إعلال القلوب.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذه الرواية ضعيفة السند جدا ومنكرة المتن .. ليه ؟

 #- أولا: من حيث السند ..

1- يوجد انقطاع في الرواية بين (الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النخعي) وبين (عدي بن ثابت)..

2- لم يثبت سماع لعدي بن ثابت عن بن عباس ..!! فكيف سمع بن عباس ؟!!

 

- ثانيا: من حيث المتن .. ففيه غرابة عن الروايات السابقة ..

1- الرواية تعارض الرواية السابقة لابن عباس .. في أن الشيطان ظهر بصورة رجل وهذا مستحيل .. في حين أن الرواية السابقة لابن عباس قالت أنه ذهب إليهم في المنام .. !!

3- هذه الرواية .. فيها إضافة أن الاخوات أخذوا الراهب للملك واعترف أمامه بفعلته وصلبوه على خشبة .. وطلب منه الشيطان أن يسجد له ففعل ..!!

- فكيف يسجد له وهو مصلوب على الخشبة ؟!! بل وكيف سجد ؟!!

- ويتبقى السؤال المهم .. بن عباس قال أي رواية في الروايتين السابقتين ؟!!

 

- ولكن الموضوع بسيط .. وهو أن الروايتان فيهما السند تالف .. والمتن ملعوب فيه ..!!

 

=============

 

3- الرواية الثالثة: (أثر ضعيف السند - والمتن فيه غرابة) .. عن يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: (فِي هَذِهِ الْآيَةِ {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: 16] قَالَ:

- كَانَتِ امْرَأَةٌ تَرْعَى الْغَنَمَ، وَكَانَ لَهَا أَرْبَعَةُ إِخْوَةٍ ..

- وَكَانَتْ تَأْوِي بِاللَّيْلِ إِلَى صَوْمَعَةِ رَاهِبٍ.. (أي تذهب إلى صومعة الراهب لتنام فيها أو لترتاح عندها)

- قَالَ (أي بن مسعود): فَنَزَلَ الرَّاهِبُ فَفَجَرَ بِهَا .. فَحَمَلَتْ.

- فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ لَهُ: اقْتُلْهَا ثُمَّ ادْفَعْهَا .. فَإِنَّكَ رَجُلٌ مُصَدَّقٌ يُسْمَعُ كَلَامُكَ.

- فَقَتَلَهَا ثُمَّ دَفَنَهَا.

- قَالَ (أي بن مسعود): فَأَتَى الشَّيْطَانُ إِخْوَتَهَا فِي الْمَنَامِ .. فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ الرَّاهِبَ صَاحِبَ الصَّوْمَعَةِ فَجَرَ بِأُخْتِكُمْ .. فَلَمَّا أَحْبَلَهَا قَتَلَهَا .. ثُمَّ دَفَنَهَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا ..

- فَلَمَّا أَصْبَحُوا قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ رُؤْيَا .. وَمَا أَدْرِي أَقُصُّهَا عَلَيْكُمْ أَمْ أَتْرُكُ؟

- قَالُوا: لَا، بَلْ قُصَّهَا عَلَيْنَا ..

- قَالَ: فَقَصَّهَا (أي احكيها).

- فَقَالَ الْآخَرُ: وَأَنَا وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ ذَلِكَ .. قَالُوا: فَمَا هَذَا إِلَّا لِشَيْءٍ .. !!

- فَانْطَلَقُوا فَاسْتَعْدَوْا (أي استحضروا الغضب في) مَلِكَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الرَّاهِبِ .. فَأَتَوْهُ فَأَنْزَلُوهُ ..

- ثُمَّ انْطَلَقُوا بِهِ .. فَلَقِيَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنِّي أَنَا الَّذِي أَوْقَعْتُكَ فِي هَذَا وَلَنْ يُنْجِيَكِ مِنْهُ غَيْرِي .. فَاسْجُدْ لِي سَجْدَةً وَاحِدَةً .. وَأَنَا أُنْجِيكَ مِمَّا أَوْقَعْتُكَ فِيهِ ..

- قَالَ (أي بن مسعود): فَسَجَدَ لَهُ ..

- فَلَمَّا أَتَوْا بِهِ مَلِكَهُمْ .. تَبَرَّأَ مِنْهُ (أي الشيطان خلف وعده ولم يساعده) .. وَأَخَذَ فَقُتِلَ) رواه الطبري في تفسيره.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذه الرواية ضعيفة السند ومنكرة المتن .. ليه ؟

 

#- أولا: من حيث السند ..

1- فيه والد (يحيى بن إبراهيم المسعودي) وهو: إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة .. وهو مجهول ..!!

2- وفيه (الأعمش) قد دلس في الرواية عن (عمارة بن عمير التيمي) فلم يصرح بالسماع منه ..

#-  ملحوظة: الرواية مكتوب فيها (عبد الرحمن بن زيد) وهذا خطأ بل هو (بن يزيد)

 

- ثانيا: من حيث المتن .. ففيه غرابة..

أ- انفردت رواية بن مسعود .. بأن الفتاة كانت راعية غنم .. وليست مصابة بشيء .. وإنما كانت فقط كانت تذهب لترتاح بجوار صومعته أو لتنام بجوارها ..!!

 

ب- انفردت رواية بن مسعود .. بأن الراهب لاحظها من صومعته فأعجب بها فنزل واغتصبها ..

ج- وستلاحظ شيء في تلك الرواية .. وكأن فيها جزء مسروق من رواية الراهب الصالح جريج .. وهي جزئية (فَانْطَلَقُوا فَاسْتَعْدَوْا (أي استحضروا الغضب في) مَلِكَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الرَّاهِبِ .. فَأَتَوْهُ فَأَنْزَلُوهُ) .. وهي نفس ما جاء من معنى في رواية جريج حينما ذهب الناس ليكسروا له صومعته وأنزلوه وجرجروه إلى المحاكمة ..!!

#- ملحوظة هامة: أتى في المتن بقوله (ثُمَّ انْطَلَقُوا بِهِ .. فَلَقِيَهُ الشَّيْطَانُ) .. وهذا يدل على أنه كان يحدثه في أذنه ولم يظهر له .. وإلا كان الآخرون قد رأوه وهو يمشي معهم ..

 

=============

4- الرواية الرابعة: (أثر ضعيف ومتن فيه غرابة) .. عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ السَّلُولِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ رَاهِبٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ وَامْرَأَةٌ زَيَّنَتْ لَهُ نَفْسَهَا .. فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ .. فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ .. فَقَالَ: اقْتُلْهَا فَإِنَّهُمْ إِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ (أي انكشف لهم أمرك) افْتَضَحْتَ .. فَقَتَلَهَا فَدَفَنَهَا ..

- فَجَاءُوهُ (بعد أن عرفوا بفعلته) فَأَخَذُوهُ .. فَذَهَبُوا بِهِ (أي للحاكم) ..

- فَبَيْنَمَا هُمْ يَمْشُونَ إِذْ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ .. فَقَالَ: أَنَا الَّذِي زَيَّنْتُ لَكَ .. فَاسْجُدْ لِي سَجْدَةً أُنْجِيكَ .. فَسَجَدَ لَهُ ..

- فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} [الحشر: 16] الْآيَةَ) رواه البيهقي في الشعب والحاكم وغيرهما .. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وقال صحيح.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذه الرواية ضعيفة السند ومنكرة المتن .. ولا أدري ما وجه تصحيح الرواية للحاكم والذهبي ..!! ليه ؟

 

- أولا: من حيث السند ..

أ- في السند (حميد بن عبد الله السلولي) .. مجهول .. ولم أجده في كتب التراجم .. ولم أجد فيمن روى عن الإمام علي بن أبي طالب شخص بهذا الإسم ..!!

- ملحوظة: في بعض الروايات يكتب (أبو حميد بن عبد الله) .. وكلاهما واحد .

 

ب- وفيه (أبي اسحاق السبيعي) .. ويظهر تدليسه في الرواية.

 

- ثانيا: من حيث المتن .. ففيه غرابة ..

- انفردت هذه الرواية .. بأن الفتاة تزينت من أجل الراهب .. وكأنها تقول له هيت لك ..!!

 

=============

 

5- الرواية الخامسة: (أثر ضعيف) .. عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَهِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلُولِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ: (أَنَّ رَجُلًا: كَانَ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَتِهِ .. وَأَنَّ امْرَأَةً كَانَ لَهَا إِخْوَةٌ .. فَعَرَضَ لَهَا شَيْءٌ (أي أصابها عارض من الجن) .. فَأَتَوْهُ بِهَا .. فَزَيَّنَتْ لَهُ نَفْسُهُ .. فَوَقَعَ عَلَيْهَا .. فَحَمَلَتْ ..

- فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ له: اقْتُلْهَا فَإِنَّهُمْ إِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ افْتُضِحْتَ .. فَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا .. فَجَاءُوهُ فَأَخَذُوهُ فَذَهَبُوا بِهِ ..

- فَبَيْنَمَا هُمْ يَمْشُونَ إِذْ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ .. فَقَالَ له: أَنَا الَّذِي زَيَّنْتُ لَكَ .. فَاسْجُدْ لِي سَجْدَةً أُنَجِّكَ .. قَالَ: فَسَجَدَ لَهُ.

- فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ} [الحشر: 16] الْآيَةَ) رواه عبد الرزاق في تفسيره .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذه الرواية ضعيفة السند .. ليه ؟

 

- أولا: من حيث السند ..

أ- في السند (عبد الله بن نهيك) وأحيانا يتم كتابته (نهيك بن عبد الله) .. وقد ذكره أبو حاتم في الجرح والتعديل والبخاري في التاريخ الكبير .. ولكنهما لم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .. فهو مجهول الحال عندهما .. وأما عن توثيق بن حبان له فلا يؤخذ به لأن (نهيك بن عبد الله) قد تفرد بالرواية عنه شخص واحد وهو أبو إسحاق السَّبيعي ..!!

ب- وفيه (أبي اسحاق السبيعي) .. ويظهر تدليسه في الرواية.

 

- ثانيا: من حيث المتن ..

- انفردت هذه الرواية يظهر منها أن نفس الراهب .. هل التي زينت له الطمع في اغتصاب الفتاة ففعل .. وهذا بخلاف الرواية السابقة عن علي بن أبي طالب والتي جاء فيها أن الفتاة هي التي تزينت للراهب ..!!

 

=============

 

6- الرواية السادسة: (أثر ضعيف وفيه غرابة) .. عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَهِيكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: (إِنَّ رَاهِبًا تَعَبَّدَ سِتِّينَ سَنَةً .. وَإِنَّ الشَّيْطَانَ أَرَادَهُ (أي أراد أن يفتنه عن العبادة وينفره عنها) فَأَعْيَاهُ .. فَعَمَدَ إِلَى امْرَأَةٍ فَأَجَنَّهَا (أي أصابها بجنون ويقصد به هنا المس الروحاني الذي يؤدي إلى خيال مستمر يفقد الإنسان فيه التمييز بين الواقع والخيال) ..

- وَلَهَا إِخْوَةٌ.

- فَقَالَ (أي الشيطان) لِإِخْوَتِهَا: عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقِسِّ (أي الراهب) فَيُدَاوِيهَا.

- فَجَاءُوا بِهَا.

- قَالَ: فَدَاوَاهَا.

- وَكَانَتْ عِنْدَهُ .. فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا عِنْدَهَا إِذْ أَعْجَبَتْهُ .. فَأَتَاهَا فَحَمَلَتْ ..

- فَعَمَدَ إِلَيْهَا فَقَتَلَهَا .. فَجَاءَ إِخْوَتُهَا ..

- فَقَالَ الشَّيْطَانُ لِلرَّاهِبِ: أَنَا صَاحِبُكُ، إِنَّكَ أَعْيَيْتَنِي .. أَنَا صَنَعْتُ بِكَ هَذَا .. فَأَطِعْنِي أُنْجِكَ مِمَّا صَنَعْتُ بِكَ .. اسْجُدْ لِي سَجْدَةً .. فَسَجَدَ لَهُ ..

- فَلَمَّا سَجَدَ لَهُ .. قَالَ: إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .. فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: 16]) رواه الطبري في تفسيره.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من الغريب أن تجد أهل العلم يحسن من سند هذه الرواية .. لكن ليه أجد في ذلك غرابة ؟

- أولا: من حيث السند ..

- قلنا في السند (عبد الله بن نهيك) وأحيانا يتم كتابته (نهيك بن عبد الله) .. وقد ذكره أبو حاتم في الجرح والتعديل والبخاري في التاريخ الكبير .. ولكنهما لم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .. فهو مجهول الحال عندهما .. وأما عن توثيق بن حبان له فلا يؤخذ به لأن (نهيك بن عبد الله) قد تفرد بالرواية عنه شخص واحد وهو أبو إسحاق السَّبيعي ..!!

 

 - ثانيا: من حيث المتن ..

1- هذه الرواية الوحيدة .. عن الصحابة التي قالت ان الراهب كان يتعبد ستين سنة !!

2- هذه الرواية الوحيدة .. عن الصحابة التي قالت أن الشيطان هو من قال لأخوتها عليكم بالقس حتى يداويها ..!!

3- من غير المعقول .. أن عبادة ستين عاما معتزلا لله والتي تبدأ غالبا من عمر العشرين (إلا من كان منذورا للمعبد وهو صغير) .. أي يكون وصل عمر الراهب لثمانون عاما على الأقل .. وبعد أن فقد عنفوان ذكورته .. فيفكر أن يفعل بنفسه تلك الخطيئة .. فيستبيح التجسس عليها .. والنظر إليها .. ثم يهجم عليها فيغتصبها .. ثم يقتلها .. فيدفنها .. ثم يكذب .. ثم يسجد للشيطان .. ثم يعلن الكفر بالله أنه لا وجود له جل شانه ؟!!

 

- فما الذي كان يفعله الراهب طوال ستون عاما ؟!!

- أكان يجهز نفسه طوال ستون عاما ويخطط ليفعل سبع موبقات من أكبر الكبائر وأفظع الجرائم على كوكب الأرض وهو على الأقل بعمر الثمانون عاما ؟!!

- بقى ده كلام محترم عشان حد يصدقه ؟!!

 

@- كيف يمكن أن أصدق أن سيدنا علي بن أبي طالب يقول بمثل هذا الكلام ؟!!

- عفوا: لا أصدق .. لأن سيدنا علي كان يملك من الحكمة والفراسة الكافية ليعلم بطلان هذه القصة .. إلا لو تم تحريفها عنه رضي الله عنه .

 

@- ملحوظة هامة: المتن في قصة علي بن أبي طالب مضطربة المتن ومختلفة فيما بين ما رواه (الحاكم) و (الطبري) .. لأن في رواية الحاكم يظهر أن المرأة هي التي تزينت للراهب بلفظ (وَامْرَأَةٌ زَيَّنَتْ لَهُ نَفْسَهَا) .. ولكن في رواية الطبري أنها كانت مريضة داواها الراهب وهو الذي نظر إليها فأعجبته فوقع عليها وأتت بلفظ (فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا عِنْدَهَا إِذْ أَعْجَبَتْهُ، فَأَتَاهَا فَحَمَلَتْ) .. أي اغتصبها ..!!

- فأي رواية هي التي رواها الإمام علي بن أبي طالب  رضي الله عنه ؟!!

 

#- ملحوظة هامة: أتى في المتن بقوله (فَبَيْنَمَا هُمْ يَمْشُونَ إِذْ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ) .. وهذا يدل على أنه كان يحدثه في أذنه ولم يظهر له .. وإلا كان الآخرون قد رأوه وهو يمشي معهم ..

- إذن الشيطان لم يحضر في صورة مادية .. وإنما في صورة روحانية وطلب منه ذلك ..!!

 

#- خلاصة القول:

- لا يوجد خبر واحد صحيح عن الصحابة يقول بأن هذه القصة صحيحة .. بل الذي ستلاحظه هو أن في القصة تباين كبير واختلاف أحيانا يشير لتناقض حتى مع نفس الصحابي راوي الحديث .. كما سبق وذكرت لك فقلت أي رواية هي التي رواها بن عباس .. واي رواية هي التي رواها علي بن أبي طالب ؟!!

 

*********************

..:: س4: ما هي الروايات التي رواها التابعين في قصة برصيصا الراهب ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هذه القصة قد أتت عن بعض التابعين .. ووحدتها عن اثنين من التاعين وهما من أجود أنواع القصة في ترتيبها "مع اختلاف التفاصيل في كلا منهما" فمن ذلك:

1- (خبر ضعيفمجهول مصدر معرفته بالقصة) .. ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: (كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَابِدًا .. وَكَانَ رُبَّمَا دَاوَى الْمَجَانِينَ (أي الذي أصابهم مس من الجن فأفسد عقولهم وسبب لهم حالة من الجنون بعد أن كانوا بخير حال) ..

- فَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ .. فَأَخَذَهَا الْجُنُونُ .. فَجِيءَ بِهَا إِلَيْهِ .. فَتُرِكَتْ عِنْدَهُ .. فَأَعْجَبَتْهُ فَوَقَعَ عَلَيْهَا .. فَحَمَلَتْ ..

- فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ (أي موسوسا له) فَقَالَ: إِنْ عُلِمَ بِهَذَا افْتُضِحْتَ .. فَاقْتُلْهَا وَادْفِنْهَا فِي بَيْتِكَ .. فَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا ..

- فَجَاءَ أَهْلُهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِزَمَانٍ يَسْأَلُونَهُ ..

- فَقَالَ: مَاتَتْ.

- فَلَمْ يَتَّهِمُوهُ لِصَلَاحِهِ فِيهِمْ ..

- فَجَاءَهُمُ الشَّيْطَانُ (أي مناما) فَقَالَ: إِنَّهَا لَمْ تَمُتْ .. وَلَكِنَّهُ وَقَعَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا فِي بَيْتِهِ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا ..

- فَجَاءَ أَهْلُهَا فَقَالُوا: مَا نَتَّهِمُكَ، فَأَخْبِرْنَا أَيْنَ دَفَنْتَهَا .. وَمَنْ كَانَ مَعَكَ .. ؟

- فَوَجَدُوهَا حَيْثُ دَفَنَهَا .. فَأُخِذَ وَسُجِنَ ..

- فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ أُخْرِجَكَ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ فَتَخْرُجَ مِنْهُ .. فَاكْفُرْ بِاللَّهِ.

- فَأَطَاعَ الشَّيْطَانَ، وَكَفَرَ بِاللَّهِ ..

- فَأُخِذَ وَقُتِلَ، فَتَبَرَّأَ الشَّيْطَانُ مِنْهُ حِينَئِذٍ.

- قَالَ: فَمَا أَعْلَمُ هَذِهِ الْآيَةَ إِلَّا نَزَلَتْ فِيهِ {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: 16]) رواه الطبري في تفسيره .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

أ- هذه الرواية صحيحة السند إلى التابعي طاوس بن كيسان .. ولكنها تعتبر ضعيفة لأنه ربطها بآية قرآنية .. فمن أين أخذ هذه القصة الغيبية وأنها مرتبطة بهذه الآية ؟!!

 

- ولو كان تم ذكر القصة على سبيل الحكاية أنها تشبه ما أشار إليه القرآن .. لكانت الرواية صحيحة سندا ومعنى .. ولكنه ربطها بآية من القرآن .. ولذلك كان عليه أن يصرح من أين أخذ هذه المعلومة الدينية .. وإلا فهذا يضعف السند ويعتبر مجرد رواية مرسلة ضعيفة.

 

- من ناحية أخرى .. هذه الرواية هي التي وجدتها مكتوبة بأسلوب مرتب .. إلا أنها لازلت من وحي خيال من قال بها في الإساس وهو الشخص الذي لا نعرفه حتى الآن ..!!

 

ب- وهذه هي الرواية الوحيد التي قال فيها الشيطان للراهب: اكفر بالله .. وهذا هو الصحيح فعلا .. لأن السجود للشيطان نوع من المعصية لأنه إذلال وليس عبادة .. ولكن إن كفر بالله .. فهذا معناه إنكار وجود الله تماما .. وهذا هو المعنى المطابق للآية .. والله أعلم .

 

2- الرواية الثانية .. جاء في (خبر عير صحيح - أحد رواتها كذاب) .. جاء عن أَبُو علي الطوماري قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَرَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذكر وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ:

- (أَنَّ عَابِدًا كَانَ فِي بَنِي إسرائيل ، وكان من أعبد أهل زمانه، وَكَانَ فِي زَمَانِهِ ثَلاثَةُ إِخْوَةٌ وَكَانَتْ لَهُمْ أُخْتٌ وَكَانَتْ بِكْرًا ، لَيْسَتْ لَهُمْ أُخْتٌ غَيْرُهَا .. فَخَرَجَ الْبَعْثُ عَلَيْهِمْ (أي المجاهدة والغزو) فَلَمْ يَدْرُوا عِنْدَ مَنْ يُخَلِّفُونَ أُخْتَهُمْ وَلا مَنْ يَأْمَنُونَ عَلَيْهَا وَلا عِنْدَ مَنْ يَضَعُونَهَا ..

- فَأَجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنْ يُخَلِّفُوهَا عِنْدَ عَابِدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ ثِقَةً في أنفسهم، فأتوه .. فسألوه أن يُخَلِّفُوهَا عِنْدَهُ فَأَبَى ذَلِكَ (أي رفض ذلك)..

- فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَطَاعَهُمْ ..

- فَقَالَ: أَنْزِلُوهَا فِي بَيْتِ حِذَاءِ صَوْمَعَتِي ..

- فَأَنْزَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ، ثُمَّ انْطَلَقُوا وَتَرَكُوهَا، فَمَكَثَتْ فِي جِوَارِ ذَلِكَ الْعَابِدِ زَمَانًا يُنْزِلُ إِلَيْهَا الطَّعَامَ مِنْ صَوْمَعَتِهِ .. فَيَضَعُهُ عِنْدَ بَابِ الصَّوْمَعَةِ .. ثُمَّ يُغْلِقُ بَابَهُ وَيَصْعَدُ فِي صَوْمَعَتِهِ .. ثُمَّ يَأْمُرُهَا فَتَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا فَتَأْخُذُ مَا وُضِعَ لَهَا مِنَ الطَّعَامِ ..

- قَالَ: فَتَلَطَّفَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَلَمْ يَزَلْ يُرَغِّبُهُ فِي الْخَيْرِ وَيُعَظِّمُ عَلَيْهِ خُرُوجَ الْجَارِيَةِ مِنْ بَيْتِهَا نَهَارًا وَيُخَوِّفُهُ أَنْ يَرَاهَا أَحَدٌ فَيُعَلَّقَهَا .. فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى مَشَى بِطَعَامِهَا حَتَّى وَضَعَهُ عَلَى بَابِ بَيْتِهَا، وَلا يُكَلِّمَهَا. قَالَ: فَلَبِثَ بِذَلِكَ زَمَانًا ..

- ثُمَّ جَاءَهُ إِبْلِيسُ فَرَغَّبَهُ فِي الْخَيْرِ وَالأَجْرِ وَحَضَّهُ عَلَيْهِ .. وَقَالَ: لَوْ كُنْتَ تَمْشِي إِلَيْهَا بِطَعَامِهَا حَتَّى تَضَعَهُ فِي بَيْتِهَا كَانَ أَعْظَمَ لأَجْرِكَ.

- قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى مَشَى إِلَيْهَا بِطَعَامِهَا حَتَّى يَضَعَهُ فِي بَيْتِهَا.

- قَالَ: فَثَبُتَ بِذَلِكَ زَمَانًا، ثُمَّ جَاءَهُ إِبْلِيسُ فَرَغَّبَهُ فِي الخير وحضّه عليه، وقال له: لَوْ كُنْتَ تُكَلِّمُهَا وَتُحَدِّثُهَا حَتَّى تَسْتَأْنِسَ بِحَدِيثِكَ، فَإِنَّهَا قَدِ اسْتَوْحَشَتْ وَحْشَةً شَدِيدَةً ..

- قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى حَدَّثَهَا زَمَانًا يَطْلُعُ إِلَيْهَا مِنْ صَوْمَعَتِهِ.

- قَالَ: ثُمَّ أَتَاهُ إِبْلِيسُ بَعْدَ ذلك فقال: لو كنت تَنْزِلُ إِلَيْهَا فَتَقْعُدُ عَلَى بَابِ صَوْمَعَتِكَ وَتُحَدِّثُهَا، وَتَقْعُدُ هِيَ عَلَى بَابِ بَيْتِهَا فَتُحَدِّثُكَ كَانَ آنَسُ بِهَا، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَنْزَلَهُ فَأَجْلَسَهُ عَلَى بَابِ صَوْمَعَتِهِ يُحَدِّثُهَا وَتَخْرُجُ الْجَارِيَةُ مِنْ بَيْتِهَا حَتَّى تَقْعُدَ عَلَى بَابِ بَيْتِهَا ..

- قَالَ: فَلَبِثَا زَمَانًا يَتَحَادَثَانِ، ثُمَّ جَاءَهُ إِبْلِيسُ فَرَغَّبَهُ فِي الْخَيْرِ، فَقَالَ: لَوْ خَرَجْتَ مِنْ بَابِ صَوْمَعَتِكَ فَجَلَسْتَ قَرِيبًا مِنْهَا فَحَدَّثْتَهَا كَانَ آنس لها، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى فَعَلَ ..

- فَلَبِثَا بِذَلِكَ زَمَانًا، ثُمَّ جَاءَهُ إِبْلِيسُ فَقَالَ: لَوْ دَنَوْتَ من باب بيتها .. ثم قال: لَوْ دَخَلْتَ الْبَيْتَ فَحَدَّثْتَهَا وَلَمْ تَتْرُكْهَا تُبْرِزْ وَجْهَهَا لأَحَدٍ كَانَ أَحْسَنَ .. فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ .. فَجَعَلَ يُحَدِّثُهَا نَهَارَهُ كُلَّهُ .. فَإِذَا أَمْسَى صَعَدَ فِي صَوْمَعَتِهِ.

- قَالَ: ثُمَّ أتاه إبليس بعد ذلك فَلَمْ يَزَلْ يُزَيِّنُهَا لَهُ حَتَّى ضَرَبَ الْعَابِدُ عَلَى فَخِذِهَا وَقَبَّلَهَا .. فَلَمْ يَزَلْ إِبْلِيسُ يُحَسِّنُهَا في عينه وَيُسَوِّلُ لَهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا فَأَحْبَلَهَا، فَوَلَدَتْ غُلامًا ..

- فَجَاءَهُ إِبْلِيسُ فَقَالَ لَهُ: أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ إِخْوَةُ هَذِهِ الْجَارِيَةِ وَقَدْ وَلَدَتْ مِنْكَ، كَيْفَ تَصْنَعُ؟

- فَاعْمَدْ إِلَى وَلَدِهَا فَاذْبَحْهُ وَادْفِنْهُ .. فَإِنَّهَا سَتَكْتُمُ ذَلِكَ عَلَيْكَ مَخَافَةَ إِخْوَتِهَا، فَفَعَلَ ..

- فَقَالَ: أَتُرَاهَا تَكْتُمُ مَا فَعَلَتْ؟

- خُذْهَا فَاذْبَحْهَا وَادْفِنْهَا مَعَ ابْنِهَا، فَذَبَحَهَا وَأَلْقَاهَا فِي الْحُفْرَةِ مَعَ ابْنِهَا، فَذَبَحَهَا كَمَا قُلْنَا ..

- فَمَكَثَ بِذَلِكَ ما شاء الله حَتَّى قَفَلَ إِخْوَتُهَا مِنَ الْغَزْوِ فَجَاءُوا فَسَأَلُوهُ عَنْ أُخْتِهِمْ فَنَعَاهَا لَهُمْ وَتَرَحَّمَ عَلَيْهَا وَبَكَى .. وَقَالَ: كَانَتْ خَيْرَ امْرَأَةٍ وَهَذَا قَبْرُهَا .. فَأَتَى إِخْوَتُهَا الْقَبْرَ، فَبَكَوْا أُخْتَهُمْ وَتَرَحَّمُوا عَلَيْهَا، وَأَقَامُوا عَلَى قَبْرِهَا أَيَّامًا، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى أَهَالِيهِمْ ..

- فَلَمَّا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ وَأَخَذُوا مَضَاجِعَهُمْ أَتَاهُمُ الشَّيْطَانُ فِي النَّوْمِ فَبَدَأَ بِأَكْبَرِهِمْ فَسَأَلَهُ عَنْ أُخْتِهِمْ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ الْعَابِدِ وَبِمَوْتِهَا.

- فَكَذَّبَهُ الشَّيْطَانُ وَقَالَ: لَمْ يَصْدُقْكُمْ أَمْرَ أُخْتِكُمْ إِنَّهُ قَدْ أَحْبَلَ أُخْتَكُمْ وَوَلَدَتْ مِنْهُ غُلامًا فَذَبَحَهُ وَذَبَحَهَا مَعَهُ خَوْفًا مِنْكُمْ فَأَلْقَاهَا فِي حُفَيْرَةٍ خَلْفَ بَابِ الْبَيْتِ ..

- فَأَتَى الأَوْسَطَ فِي مَنَامِهِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ .. ثُمَّ أَتَى أَصْغَرَهُمْ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الْقَوْمُ اسْتَيْقَظُوا مُتَعَجِّبِينَ لِمَا رَأَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ..

- فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ يَقُولُ لَقَدْ رَأَيْتُ عَجَبًا، فَأَخْبَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِمَّا رَأَى، فَقَالَ أَكْبَرُهُمْ: هَذَا حُلْمٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ فَامْضُوا بِنَا وَدَعُوا هَذَا .. فَقَالَ صَغِيرُهُمْ: لا أَمْضِيَ حَتَّى آتِيَ الْمَوْضِعَ فَأَنْظُرُ فِيهِ، فَانْطَلَقُوا فَبَحَثُوا الْمَوْضِعَ فَوَجَدُوا أُخْتَهُمْ وابنها مذبوحين ..

- فسألوا عنها الْعَابِدَ .. فَصَدَّقَ قَوْلَ إِبْلِيسَ فِيمَا صَنَعَ بِهَا.

- قَالَ: فَاسْتَعْدَوْا عَلَيْهِمْ مَلِكَهُمْ (أي قاموا  بتحريض الملك للقبض على هذا الراهب)، فَأُنْزِلَ مِنْ صَوْمَعَتِهِ وَقَدَّمُوهُ لِيُصْلَبَ ..

- فَلَمَّا أَوْثَقُوهُ عَلَى الْخَشَبَةِ أَتَاهُ الشيطان فقال: قد علمت إني صاحبك الّذي فَتَنْتُكَ فِي الْمَرْأَةِ حَتَّى أَحْبَلْتَهَا وَذَبَحْتَهَا وَابْنَهَا .. فإن أنت أطعتني اليوم وكفرت باللَّه الّذي خَلَقَكَ خَلَّصْتُكَ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ .. فَكَفَرَ الْعَابِدُ باللَّه سبحانه .. فلما كفر خلّى الشيطان بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَصْحَابِهِ فصلبوه .. فَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ الله) 59: 16 إلى قوله: (جَزاءُ الظَّالِمِينَ) 59: 17) رواه بن الجوزي في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- الرواية ضعيفة جدا ما لم تكن مكذوبة على وهب بن منبه ..!!

1- في السند يوجد (عبد المنعم بن إدريس اليماني) .. كذاب وينقل عن أبيه وهو لم يسمع عنه .. وقال أحمد بن حنبل: كان يكذب على وهب بن منبه..، وقال البخاري: ذاهب الحديث..، وقال ابن حبان: أنه كان يضع الحديث على أبيه وعلى غيره. (راجع ميزان الإعتدال ترجمة رقم 5270).

2- وفي السند يوجد (إدريس بن سنان اليمانى) .. وهو ضعيف الحديث.. وقال الدارقطني متروك الحديث. (راجع ميزان الإعتدال ترجمة رقم 681).

3- وفيه (عيسى بن محمد الطومارى) وهو ضعيف الحديث. (راجع ميزان الإعتدال ترجمة رقم 6603).

 

#- أما عن متن الرواية:

- فهذه الرواية الوحيدة التي ذكرت أن الفتاة أنجبت طفلا وقتله الراهب ....!!

 

#- خلاصة القول:

- القصة التي رواها التابعي طاووس بن كيسان أو وهب بن منبه .. هي قصة مرتبة إلى حد ما وفيها عظة وعبرة وفيها حكمة .. ولكن حينما تحكيها فأنت تقول: روي أو قيل في قصص الرقاة والزهاد أنه حدث لبعضهم كذا وكذا ..

- ولا يقال أنه قيل عن أحد العباد الذين كانوا يتقون الله .. لا .. فهذا باطل وكذب.

 

#- ولو تأملتم شيء مهم في قصة طاوس بن كيسان السابقة .. ستجد أن الفتاة كانت مصابة روحانيا والراهب شخص يعالج هذه الحالات ..، ولكن في رواية وهب بن منبه يظهر من القصة أن الفتاة لم يكن بها شيئا .. وإنما فقط كان أخوتها يحتاجون لمن يرعاها حتى يعودوا ..

 

- وأظن لو صحت قصة الراهب برصيصا .. فتكون رواية وهب بن منبه هي الأصح من حيث الحبكة الفنية في العظة والوصول للحكمة وهي كيف يستدرج الشيطان النفس للخطيئة شيئا فشيئا .. وليس من حيث أنها قصة قد حدث فعلا .. "وإن كان محتمل ذلك" ..، ولكن ليس مع مخلصا لله بقلبه ومحسنا له في عمله .. !!

- والله أعلم .

 

**********************

 

..:: س5: من أين أتى العلماء باسم برصيصا العابد ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- حينما كنت أحقق الروايات .. لفت انتباهي أن اسم برصيصا لم يظهر فيها ..!!

- فمن أين أتت الكتب بهذا الإسم لهذا الراهب ؟

- بعد بحث .. وجدت روايتان ذكرتا هذا الإسم .. أحد الروايات لها سند .. والاخرى بلا سند .. فسأبدأ بذكر ما لها سند .. ثم أذكر ما لا سند لها في ختام الروايات .. خاصة وأنها أقدم رواية وجدتها مكتوبة في كتب التراث بل وتفاصيلها فيها غرابة عن سائر الروايات ..!!

 

@- وإليك بيان ما سبق:

1- رواية لابن عباس .. لم أذكرها في روايات الصحابة السابق ذكرها أو حتى مع روايات بن عباس السابق ذكرها في السؤال الثالث .. لأن هذه الرواية هنا مميزة عن غيرها بإظهار وكشف اسم الراهب الذي تكلمت عنه الروايات .. ولأنها مكذوبة على بن عباس نفسه ..

#- جاء في (خبر مكذوب على عبد الله بن عباس) .. عن ابن فنجويه قال: حدّثنا الباقرحي قال: حدّثنا الحسن بن علوية قال: حدّثنا إسماعيل بن عيسى قال: حدّثنا إسحاق بن بشر قال: حدّثنا مقاتل عن عطاء عن ابن عباس وعبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن ابن عباس: (في قوله سبحانه: "كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ"..

- كَانَ رَاهِبٌ فِي الْفَتْرَةِ يُقَالُ لَهُ: بِرْصِيصَا، قَدْ تَعَبَّدَ فِي صَوْمَعَتِهِ سَبْعِينَ سَنَةً .. لَمْ يَعْصِ اللَّهَ فِيهَا طَرْفَةَ عَيْنٍ ..، حَتَّى أَعْيَا إِبْلِيسَ ..، فَجَمَعَ إِبْلِيسُ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ فَقَالَ: أَلَا أَجِدُ مِنْكُمْ مَنْ يَكْفِينِي أَمْرَ بِرْصِيصَا ؟

- فَقَالَ الْأَبْيَضُ، وَهُوَ صَاحِبُ الْأَنْبِيَاءِ (أي المختص بوسوسة الأنبياء) ..، وَهُوَ الَّذِي قَصَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صُورَةِ جِبْرِيلَ لِيُوَسْوِسَ إِلَيْهِ عَلَى وَجْهِ الْوَحْيِ .. فَجَاءَ جِبْرِيلُ فَدَخَلَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ دَفَعَهُ بِيَدِهِ حَتَّى وَقَعَ بِأَقْصَى الْهِنْدِ .. فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) [التكوير: 20] ..

- فَقَالَ (أي الشيطان الأبيض): أَنَا أَكْفِيكَهُ (أي سأتكفل بغواية هذا الراهب) ..

- فَانْطَلَقَ فَتَزَيَّا بِزِيِّ الرُّهْبَانِ .. وَحَلَقَ وَسَطَ رَأْسِهِ حَتَّى أَتَى صَوْمَعَةَ بِرْصِيصَا فَنَادَاهُ فَلَمْ يُجِبْهُ .. وَكَانَ لَا يَنْفَتِلُ مِنْ صَلَاتِهِ إِلَّا فِي كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا .. وَلَا يُفْطِرُ إِلَّا فِي كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ ..  وكان يواصل العشرة الْأَيَّامِ وَالْعِشْرِينَ وَالْأَكْثَرَ ..

- فَلَمَّا رَأَى الْأَبْيَضُ أَنَّهُ لَا يُجِيبُهُ .. أَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ فِي أَصْلِ صَوْمَعَتِهِ ..

- فَلَمَّا انْفَتَلَ بِرْصِيصَا مِنْ صَلَاتِهِ .. رَأَى الْأَبْيَضَ قَائِمًا يُصَلِّي فِي هَيْئَةٍ حَسَنَةٍ مِنْ هَيْئَةِ الرُّهْبَانِ .. فَنَدِمَ حِينَ لَمْ يُجِبْهُ ..

- فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟

- فَقَالَ: أَنْ أَكُونَ مَعَكَ، فَأَتَأَدَّبَ بِأَدَبِكَ، وَأَقْتَبِسَ مِنْ عَمَلِكَ، وَنَجْتَمِعَ عَلَى الْعِبَادَةِ.

- فَقَالَ: إِنِّي فِي شُغْلٍ عَنْكَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، وَأَقْبَلَ الْأَبْيَضُ أَيْضًا عَلَى الصَّلَاةِ.

- فَلَمَّا رَأَى بِرْصِيصَا شِدَّةَ اجْتِهَادِهِ وَعِبَادَتِهِ قَالَ لَهُ: مَا حَاجَتُكَ؟

- فَقَالَ: أَنْ تَأْذَنَ لِي فَأَرْتَفِعَ إِلَيْكَ (أي ادخل معك صومعتك) .

- فَأَذِنَ لَهُ فَأَقَامَ الْأَبْيَضُ مَعَهُ حَوْلًا (أي عاما كاملا) لَا يُفْطِرُ إِلَّا فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يَوْمًا وَاحِدًا .. وَلَا يَنْفَتِلُ مِنْ صَلَاتِهِ إِلَّا فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا .. وَرُبَّمَا مَدَّ إِلَى الثَّمَانِينَ.

- فَلَمَّا رَأَى بِرْصِيصَا اجْتِهَادَهُ تَقَاصَرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ. ثُمَّ قَالَ الْأَبْيَضُ: عِنْدِي دَعَوَاتٌ يَشْفِي اللَّهُ بِهَا السَّقِيمَ وَالْمُبْتَلَى وَالْمَجْنُونَ، فَعَلَّمَهُ إِيَّاهَا.

- ثُمَّ جَاءَ إِلَى إِبْلِيسَ فَقَالَ: قَدْ وَاللَّهِ أَهْلَكْتُ الرَّجُلَ.

- ثُمَّ تَعَرَّضَ لِرَجُلٍ فَخَنَقَهُ، ثُمَّ قَالَ لِأَهْلِهِ- وَقَدْ تَصَوَّرَ فِي صُورَةِ الْآدَمِيِّينَ: إِنَّ بِصَاحِبِكُمْ جُنُونًا أَفَأَطِبُّهُ ؟

- قَالُوا نَعَمْ.

- فَقَالَ: لَا أَقْوَى عَلَى جِنِّيَّتِهِ.

- وَلَكِنِ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بِرْصِيصَا، فَإِنَّ عِنْدَهُ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، فَجَاءُوهُ فَدَعَا بِتِلْكَ الدَّعَوَاتِ، فَذَهَبَ عَنْهُ الشَّيْطَانُ.

- ثُمَّ جَعَلَ الْأَبْيَضَ يَفْعَلُ بِالنَّاسِ ذَلِكَ وَيُرْشِدُهُمْ إِلَى بِرْصِيصَا فَيُعَافُونَ.

- فَانْطَلَقَ إِلَى جَارِيَةٍ مِنْ بَنَاتِ الْمُلُوكِ بَيْنَ ثَلَاثَةِ إِخْوَةٍ .. وَكَانَ أَبُوهُمْ مَلِكًا فَمَاتَ وَاسْتَخْلَفَ أَخَاهُ .. وَكَانَ عَمُّهَا مَلِكًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَعَذَّبَهَا وَخَنَقَهَا.

- ثُمَّ جَاءَ إِلَيْهِمْ فِي صُورَةِ رَجُلٍ مُتَطَبِّبٍ لِيُعَالِجَهَا فَقَالَ: إِنَّ شَيْطَانَهَا مَارِدٌ لَا يُطَاقُ، وَلَكِنِ اذْهَبُوا بِهَا إِلَى بِرْصِيصَا فَدَعُوهَا عِنْدَهُ.

- فَإِذَا جَاءَ شَيْطَانُهَا دَعَا لَهَا فَبَرِئَتْ.

- فَقَالُوا: لَا يُجِيبُنَا إِلَى هَذَا.

- قَالَ: فَابْنُوا صَوْمَعَةً فِي جَانِبِ صَوْمَعَتِهِ ثُمَّ ضَعُوهَا فِيهَا.

- وَقُولُوا: هِيَ أَمَانَةٌ عِنْدَكَ فَاحْتَسِبْ فِيهَا.

- فَسَأَلُوهُ ذَلِكَ فَأَبَى ..

- فَبَنَوْا صَوْمَعَةً وَوَضَعُوا فِيهَا الْجَارِيَةَ .. فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنْ صَلَاتِهِ عَايَنَ الْجَارِيَةَ وَمَا بِهَا مِنَ الْجَمَالِ فَأُسْقِطَ فِي يَدِهِ (أي تملكه الرغبة فيها).

- فَجَاءَهَا الشَّيْطَانُ فَخَنَقَهَا فَانْفَتَلَ مِنْ صَلَاتِهِ وَدَعَا لَهَا فَذَهَبَ عَنْهَا الشَّيْطَانُ ..

- ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ فَجَاءَهَا الشَّيْطَانُ فَخَنَقَهَا.

- وَكَانَ يَكْشِفُ عَنْهَا وَيَتَعَرَّضُ بِهَا لِبِرْصِيصَا ..

- ثُمَّ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: وَيْحَكَ! وَاقِعْهَا، فَمَا تَجِدُ مِثْلَهَا ثُمَّ تَتُوبُ بَعْدَ ذَلِكَ.

- فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى وَاقَعَهَا فَحَمَلَتْ وَظَهَرَ حَمْلُهَا.

- فَقَالَ لَهُ الشَّيْطَانُ: وَيْحَكَ! قَدِ افْتَضَحْتَ.

- فَهَلْ لَكَ أَنْ تَقْتُلَهَا ثُمَّ تَتُوبَ فَلَا تَفْتَضِحَ، فَإِنْ جَاءُوكَ وَسَأَلُوكَ فَقُلْ جَاءَهَا شَيْطَانُهَا فَذَهَبَ بِهَا.

- فَقَتَلَهَا بِرْصِيصَا وَدَفَنَهَا لَيْلًا، فَأَخَذَ الشَّيْطَانُ طَرَفَ ثَوْبِهَا حَتَّى بَقِيَ خَارِجًا مِنَ التُّرَابِ ..

- وَرَجَعَ بِرْصِيصَا إِلَى صَلَاتِهِ.

- ثُمَّ جَاءَ الشَّيْطَانُ إِلَى إِخْوَتِهَا فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: إِنَّ بِرْصِيصَا فَعَلَ بِأُخْتِكُمْ كَذَا وَكَذَا، وَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا فِي جَبَلِ كَذَا وَكَذَا .. فَاسْتَعْظَمُوا ذَلِكَ .

- وَقَالُوا لِبِرْصِيصَا: مَا فَعَلَتْ أُخْتُنَا؟

- فَقَالَ: ذَهَبَ بِهَا شَيْطَانُهَا .. فَصَدَّقُوهُ وَانْصَرَفُوا.

- ثُمَّ جَاءَهُمُ الشَّيْطَانُ فِي الْمَنَامِ وَقَالَ: إِنَّهَا مَدْفُونَةٌ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، وَإِنَّ طَرَفَ رِدَائِهَا خَارِجٌ مِنَ التُّرَابِ ..

- فَانْطَلَقُوا فَوَجَدُوهَا، فَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَأَنْزَلُوهُ وَخَنَقُوهُ، وَحَمَلُوهُ إِلَى الْمَلِكِ فَأَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ.

- فَلَمَّا صُلِبَ قَالَ الشَّيْطَانُ: أَتَعْرِفُنِي؟

- قَالَ لَا وَاللَّهِ.

- قَالَ: أَنَا صَاحِبُكَ الَّذِي عَلَّمْتُكَ الدَّعَوَاتِ .. أَمَا اتَّقَيْتَ اللَّهَ أَمَا اسْتَحَيْتَ وَأَنْتَ أَعْبَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

- ثُمَّ لَمْ يَكْفِكَ صَنِيعُكَ حَتَّى فَضَحْتَ نَفْسَكَ .. وَأَقْرَرْتَ عَلَيْهَا وَفَضَحْتَ أَشْبَاهَكَ مِنَ النَّاسِ فَإِنْ مِتَّ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ لَمْ يُفْلِحْ أَحَدٌ مِنْ نُظَرَائِكَ بَعْدَكَ.

- فَقَالَ: كَيْفَ أَصْنَعُ؟

- قَالَ: تُطِيعُنِي فِي خَصْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَأُنْجِيكَ مِنْهُمْ وَآخُذُ بِأَعْيُنِهِمْ.

- قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟

- قَالَ: تَسْجُدُ لِي سَجْدَةً وَاحِدَةً.

- فَقَالَ: أَنَا أَفْعَلُ، فَسَجَدَ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ.

- فَقَالَ: يَا بِرْصِيصَا، هَذَا أَرَدْتُ مِنْكَ، كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِكَ أَنْ كَفَرْتَ بربك .. إني برئ مِنْكَ .. إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) رواه أبو اسحق الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان .. وعنه أخذه القرطبي في تفسيره .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- الحديث باطل ولم يقل به الصحابي بن عباس .. ليه ؟

أ- بن فنجويه .. هو الحُسَين بْن محمد بْن الحسين بن فنجويه الدينوري .. ثقة ولكنه يروي المناكير .. (راجع سير اعلام النبلاء ترجمه3871)

ب- الباقرحي .. وهو مخلد بن جعفر الباقرحي .. روايته للحديث غير مقبولة لأنه لا علم له بالحديث وقد اختلط بعد خروجه من بغداد وقد اتهم بسبب روايته من الكتب مثل تاريخ الطبري وغيره .. (راجع لسان الميزان ترجمة 7621).

ج- اسحاق بن بشر البخاري أبو حذيفة .. وهو متروك الحديث ومتهم بالكذب .. وقال فيه بن حبان: يضع الحديث على الثقات ويأتي بما لا أصل له عن الاثبات، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب ..، وقال ابن الجوزي في الموضوعات: أجمعوا على أنه كذاب. (راجع ترجمته بتوسع في لسان الميزان برقم 1096) ..

د- مقاتل .. هو (مقاتل بن سليمان الأزدي) فهو بالرغم من إجلاله في التفسير إلا أنه متهم في الرواية وتركوا حديثه ومروياته التي بسنده .. (راجع تهذيب التهذيب ج10 ص284).

 

- والرواية بسبب السند تعتبر رواية مكذوبة على بن عباس .. وهي الرواية الوحيدة التي أتت بسند معلوم .. وقد ظهر فيها اسم الراهب برصيصا ..

 

#- ويوجد رواية اخرى ذكرها المفسر مقاتل بن سليمان ولكن بدون سند .. وقد أتى فيها ذكر اسم برصيصا الراهب .. وهي من أقدم الروايات التي تكلمت عن قصة الراهب برصيصا وتم كتابتها في منتصف القرن الثاني الهجري .. وهي الرواية التالية مباشرة .. ولكنها رواية غريبة شوية.

 

2- وأختم الروايات .. من أقدم مصدر لهذه القصة من حيث وجود مصدر كتابي لها وفيه التصريح باسم برصيصا .. وهذه القصة قد ذكرها الإمام مقاتل بن سليمان (المتوفى: 150هـ) وقد ذكرها في تفسيره ..

- إذ قال في روايته التي ذكرها بدون سند: (أنه كان راهبا في بني إسرائيل اسمه برصيصا وكان في صومعته أربعين عاما .. يعبد الله، ولا يكلم أحدا .. ولا يشرف على أحد (أي لا يخرج من صومعته لمقابلة أحد أو لرؤيته).. وكان لا يكل (أي لا يمل) من ذكر الله عز وجل .. وكان الشيطان لا يقدر عليه مع ذكره لله تعالى- ..  

- فقال الشيطان (أي أحد جنود إبليس) لإبليس: قد غلبني برصيصا .. ولست أقدر عليه.

- فقال إبليس: اذهب، فانصب له ما نصبت لأبيه من قبل. (أي كيد له بفتنته بأن تحرك في نفسيته ما يحرك شهوته أو فضوله)

- وكانت جارية ثلاثة من بني إسرائيل (أي وكان يوجد فتاة هي أخت لثلاثة رجال من بني إسرائيل) .. عظيمة الشرف (أي ذات حسب ونسب) .. جميلة من أهل بيت صدق .. ولها إخوة ..

- فجاء الشيطان إليها .. فدخل في جوفها .. فخنقها حتى ازبدت .. (أي خنقها فخرج مثل الرغاوي البيضاء من فمها) .

- فالتمس إخوتها لها الأطباء .. وضربوا لها ظهرا وبطنا (أي الأطباء والروحانيين) .. ويمينا وشمالا (أي طافوا بها في البلاد) ..

- فأتاهم الشيطان في منامهم .. فقال: عليكم ببرصيصا الراهب .. فليدع لها فإنه مستجاب الدعاء.

- فلما أصبحوا قال بعضهم لبعض: انطلقوا بأختنا إلى برصيصا الراهب فليدع لها .. فإنا نرجو البركة في دعائه.

- فانطلقوا بها إليه، فقالوا: يا برصيصا أشرف علينا (أي افتح نافذتك) .. وكلمنا .. فإنا بنو فلان ..  وإنما جئنا لباب حسنة وأجر (أي من أجل أن تأخذ حسنة وأجر عند الرب).  

- فأشرف فكلمهم وكلموه ..

- فلما رد عليهم .. وجد الشيطان خللا (أي لما فتح نافذته وفمه للكلام) .. فدخل في جوفه ووسوس إليه.

- فقال (أي الشيطان موسوسا في نفس برصيصا): يا برصيصا هذا باب حسنة وأجر (يعني ثواب عند ربنا وأنت بتحب ربنا) .. تدعو الله لها فيشفيها.

- فأمرهم أن يدخلوها الخربة (أي مكان ملحق بصومعته مهجور يترك فيه ما هو تالف) .. وينطلقوا هم (أي يتركوها وينصرفوا هم لبيوتهم) ..

- فأدخلوها الخربة ومضوا .. وكان برصيصا لا يتهم في بني إسرائيل (أي مشهور عنه الأمانة والصدق والصلاح).

- فقال له الشيطان: يا برصيصا انزل (أي إليها وارقيها) .. فضع يدك على بطنها .. وناصيتها .. وادع لها ..

- فما زال به حتى أنزله من صومعته .. فلما نزل .. خرج منه (أي خرج من جوف برصيصا الراهب) .. فدخل في جوف الجارية .. فاضطربت (أي حدث لها تشنجات في كل جسمها وحدث لها صرع) .. وانكشفت (أي تعرى جسدها) .. فلما رأى ذلك .. ولم يكن له عهد بالنساء .. (أي فتن بما رآه منها) وقع بها (أي وجامعها) ..

 

- قال الشيطان (موسوسا في نفسه): يا برصيصا يا أعبد بني إسرائيل ما صنعت ؟!!

- الزنا بعد العبادة يا برصيصا؟!!

 

- إن هذه تخبر إخوتها بما أتيت لها ..فتفتضح في بني إسرائيل .. فاعمد إليها (أي توجه إليها) فاقتلها وادفنها في التراب .. ثم اصعد إلى صومعتك .. وتب إلى الله .. وتعبد ..، فإذا جاء إخوتها .. فسألوا عنها .. فأخبرهم أنك دعوت لها .. وأن الجني طار عنها .. وأنهم طاروا بها .. فمن هذا الذي يتهمك في بني إسرائيل.

- فقتلها ودفنها في الخربة ..

- فلما جاء إخوتها، قالوا: أين أختنا ؟

- فقال: أختكم طارت بها الجن.

- فرجعوا وهم لا يتهمونه.

- فأتاهم الشيطان في المنام فقال: إن برصيصا قد فضح أختكم ..

- فلما أصبحوا جعل كل واحد منهم يكلم صاحبه بما رأى، فتكلم بما رأى..، فقال الآخر: لقد رأيت مثل ما رأيت. فقال الثالث: مثل ذلك، فلم يرفعوا بذلك رأسا حتى رأوا ثلاث ليال.

- فانطلقوا إلى برصيصا، فقالوا: أين أختنا؟

- فقال: لا أدري طارت بها الجن .. فدخلوا الخربة .. فإذا هم بالتراب ناتئ (أي بارز يعلو الأرض) في الخربة فضربوه بأرجلهم .. فإذا هم بأختهم (أي مدفونة في ذلك التراب).

- فأتوه فقالوا: يا عدو الله .. قتلت أختنا.

- فانطلقوا إلى الملك فأخبروه .. فبعث إليه فاستنزله من صومعته .. ونحتوا له خشبة .. فأوثقوه عليها ..

- فأتاه الشيطان فقال: أتعرفني يا برصيصا.

- قال: لا.

- قال: أنا الذي أنزلتك هذه المنزلة..، فإن فعلت ما آمرك به استنقذتك مما أنت فيه وأطلعتك إلى صومعتك؟

- قال: وبماذا (أي ما مقابل هذا

- قال: أتمثل لك في صورتي (أي هيئتي الشيطانية) .. فتسجد لي سجدة واحدة وأنجيك مما هنا؟

- قال: نعم. فتمثل له الشيطان في صورته .. فسجد له وكفر بالله ..

- فانطلق الشيطان وتركه، وقتل برصيصا.

- فذلك قوله: «كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ» قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ) ذكره مقاتل بن سليمان في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): والرواية فيها من الخرافات ما لا يخفى على مؤمن عاقل ..!!

 

- ولكن هذه الرواية توضح لنا خرافات متنوعة:

1- أن الناس من قديم الزمان يعطون للشيطان قدرات ليست له .. حتى جعلوه يدخل في فهم الراهب حينما تكلم فقط .. وسكن في باطنه .. بالرغم من أن الرواية تقول أنه لم ينقطع أبدا عن الذكر والعبادة .. يعني لو شيطان ابن شيطان لو اقترب منه لكان حدث للشيطان صرع لو فقط اقترب من هذا الراهب طالما هذا حاله مع الله ..!!

 

2- وخرافة أن الجن أخذها وطار بها .. يرشدك إلى حقيقة بيئة الشخص الذي كتب هذه القصة .. وما يعيشه من أكاذيب حول قدرات الشيطان .. حتى أضافها في قصته ..!!

 

3- التناقض الغريب في القصة .. ما بين أن الشيطان لم يقدر أن يمنعه عن العبادة لذكره لله .. ثم بعد ذلك تقول الرواية أنه دخل في جوفه يوسوس إليه ؟!!

- إذن: كان هناك من يريد أن يذكر هذه الجزئية في الرواية لهوى في نفسه ..!!

 

4- التناقض في القصة بين كون الراهب يمتنع عن وجود أحد أو رؤيته .. وبين ان يجعلهم يتركون فتاة لوحدها معه في محيط منزله لوحدهما ..!!

- كيف يعقل ذلك أن راهب بهذه المواصفات ولا يرى الناس ولا يقابلهم .. يخبرهم أن يتركوا فتاة بجوار منزله ويأمر أخواتها أن يتركوها وحدها ويرحلوا ؟!!

- فهذا حينئذ لا راهب ولا شخص عادي .. هذا صائد نساء ..!!

 

5- من خرافات الرواية .. أنها جعلت من الإنسان .. وسيلة سهلة جدا لتلاعب الشيطان به كيفما شاء .. .. سواء أولياء أو جهلاء .. ؟!!

- يعني أربعون عاما من الذكر المتصل لله دون ملل ولا انقطاع .. كانوا بلا قيمة في حياة هذا الراهب ..!!

- يعني القصة بتقول لك: مهما كنت تقي . فمعاملاتك مع الله بالصدق والإخلاص لا تنفع معك .. لأن الشيطان يستطيع أن يهزمك مهما كنت مخلص لله ..!!

- فأي شيطان هذا يقف أمام قلب مخلص صادق طوال أربعون عاما ؟!!

 

6- أما عن خرافات القصة الأخرى .. فهي بيان أن الشيطان متحول الظهور والخفاء بمزاج أبوه وكيفما أراد .. سواء بهيئة إنسية أو حتى شيطانية .. وهذا يرشدك أن الخرافة كانت منتشرة في معتقد الناس من زمان الزمان ..!!

- في حين لا هو يظهر بصورة إنسانا سويا .. ولا هو يظهر بصورته الشيطانية التي خلقه الله عليها لإنسان ..!!

 

7- أما من غرائب الرواية المكذوبة بلا ريب .. هو أن يسجد للشيطان وهو مربوط على الصليب الخشب ..!!

 

@- ولكن ما يلفت النظر لهذه الرواية هو شيء مهم:

- بما أنها قصة مذكورة من قديم الزمان في كتب التراث الإسلامي مثل تفسير مقاتل بن سليمان .. يعني من منتصف القرن الثاني الهجري .. وقيل في القصة جملة مهمة لو انتبهتم لتلك الجملة (.. فضع يدك على بطنها .. وناصيتها .. وادع لها ..).

- ألا تفكرك هذه الجملة السابقة بشيء ؟!!

- ألا تذكرك بمشهد يحدث كثيرا في حياتنا ؟!!

 

- ألا يذكرك بما يفعله شياطين الإنس ممن يزعمون الرقية في زماننا .. ويغتصبون النساء بخداعهم إما بوضع أيديهم على رؤوسهم ليفقدوهم الوعي فيغتصبوهم أو يوهموهم بان بها سحرا سفليا ويجب أن يتم فكه بطريقة سفلية ولازم الزنا يحدث فيزنون بهن ؟!!

 

- إذن كاتب هذه القصة (الذي نقل عنه مقاتل بن سليمان هذه القصة) .. قد عايش هذه النفوس التي تزعم الرقية متسترين بعباءة الدين والتقوى .. ورأى أو عايش ما يفعلوه .. ثم اختار قصة برصيصا الراهب لتكون محور قصته .. وأضاف لها ما أضاف .. مثل معتقداته التخريفية حول قدرات الجن والشياطين والتي كانت تقال في زمنه .. !!

 

#- خلاصة القول أخي الحبيب:

- هذه الرواية أيضا فاسدة .. ولكن فيها مؤشر للتعريف بأحوال الرقاة على وجه الخصوص منذ زمن بعيد أي منذ منتصف القرن الثاني الهجري لأن أقدم رواية وجدتها كانت عند مقاتل بن سليمان في تفسيره وقد توفى سنة (150) هجرية .. وأنهم أسهل جماعة يتلاعب بهم الشيطان على وجه الأرض مع النساء ..!!

 

- فالمسألة في هذه الرواية بالذات .. مختلفة عن كل الروايات .. وكان البعض أخذ رواية الراهب وأضاف لها بعض التعديلات .. ولكنه أبقى أبطال القصة كما هم .. إذ أن هذه الرواية بالذات .. لا أراها تتعلق براهب أو عابد .. وإنما براقي تلاعب به الشيطان مستغلا أطماعه النفسية ورغبته البهيمية في الزنا بالنساء .. ولا أكثر ولا أقل من هذا .. وأن الذي كتب هذه القصة فإنما كتبها حتى لا يترك الناس نسائهم وفتياتهم مع أمثال هؤلاء لأن فيهم أهل غدر وخيانة .. فلا تغتر بمن ثيابه التقوى منهم .. وإياك ان تأمن أحد منهم وتترك لهم أحد من نسائك ..

 

- فلعل من صنع هذه الرواية .. كان له من ورائها رسالة وهي: احموا نسائكم من الذئاب المستترة خلف قناع الدين ويصنعون حول أنفسهم صومعة الإيمان .. فلا تنخدعوا بهم وتأمنوا معهم نسائكم .. إذ أن وراء ذلك قد يكون ما لا يحمد عقباه ..

- والله أعلم.

 

- لكن بالتأكيد هذه الرواية .. لا علاقة لها برواية برصيصا الراهب التي لو افترضنا صحتها .. فهي ليست الرواية السابقة أبدا .. لأن فيها اضافات غريبة جدا لم تذكر في أي روايات قد سبق وذكرتها أو مرت علي في القراءة في كتب أهل العلم .. والله أعلم.

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 7 تعليقات:

  1. سبحان الله
    يا استاذ خالد ..

    الشيء المكرر في جميع الروايات المذكورة .. هو الحلم الذي اتي به الشيطان لإخوتها في المنام .. وهنا وقفة .. يجب الإنتباه لها .. وهو وضع سيناريو شيطاني بحت لفتنة الراهب .. من حيث كون هذا الشيطان .. متحكما في أحداث القصة .. "يقظة ومناما" .. دون النظر إلى لطف الله بهذا العبد الراهب .. فما لا ينفع يقظة .. ينفع مناما للحبكة الدرامية .. التى لا تنفع ولا تصح إلا بحلم .. ولولا هذا الحلم .. لفسدت القصة لعدم معرفة الإخوة ما حدث لإختهم .. ولذلك صدقوا على كلام الراهب لأنه محل صدق وأمانة عند الجميع ..؟؟!! .. وانصرفوا من أمامه .. حتى جاءهم الشيطان في المنام وقص على جميع الإخوة ما حدث .. هذه الأحداث تجعل من الشيطان متصرفا ..!!؟ وهو الذي قال عنه الله (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) .. وقال (الله لطيف بعباده) .. وأنزلوه منزلة لا تليق بكونه شيطان هذه المنزلة وكأنها تدبير مُحكم .. لأني لم أري لطف الله بجميع الروايات .. وكأن هذا العابد أو الراهب قد تركه الله للشيطان ليتحكم فيه وفي كل من في هذه القصة مما جعلنى أسرد تحكم الشيطان كالاتي :

    1.. تحريك الأخوة بالوسوسة للذهاب إلى الراهب .. لأن الشيطان عاوز يفتنه.

    2.. وسوسة الشيطان للراهب لملاطفة البنت (وفعل)

    3.. وسوسة الشيطان للراهب للوقوع بها (وفعل)

    4..وسوسة الشيطان للراهب بقتلها وفي رواية بقتل مولودها (وفعل)

    5.. وسوسة الشيطان للراهب بدفنهما (وفعل)

    6.. ثم ذهب إلى الطرف الآخر "الأخوة" فوسوس لهم في المنام .. أن الراهب فعل كذا وكذا (ففعلوا)

    7.. ثم ذهبوا به للقصاص (ففعل)

    8.. ثم جاءه الشيطان حين القصاص وقال له أسجد لي (ففعل)

    هل هذا العابد كان يعبد الله طيلة ثمانون عام .. أم كان يعبد الشيطان ؟؟!!

    أما ما يحدث من أحداث في المنامات فحدث ولا حرج .. !!؟؟

    شكراً جزيلاً استاذ خالد
    لفتح هذا الموضوع الشائك .. نورك الله بنوره المبين .. أمين

    اللهم بروح من عندك أيدينا .. ومن علمك المكنون علمنا .. وعلى دينك الذي ارتضيته ثبتنا .. واجعلنا من اهل الحسنى وزيادة

    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  2. امدك الله بمدده وزادك من فضله استاذنا الفاضل
    رب زدنا علما مع الفهم والاستيعاب والحكمة واليقين والايمان
    آمين يارب العالمين

    ردحذف
  3. بعض النقاط التي تطرق لها #أستاذ خالد .. في مجلس الخميس .. بخصوص هذه القصة
    ............
    الرواية الاخيرة .. و كأنها تتحدث عن راقي من رقاة سنة 2025 .. بالرغم من أنه كاتب الرواية قد توفي سنة 150 هجرية ..
    و بغض النظر عن أنها رواية ليست صحيحة او مكذوبة .. ليس مهم .. لأنه مااريد قوله لك .. انه هذه الأفعال و المعتقدات كانت موجودة في هذا الزمن .. و انه الناس كانت تضع يدها على البطن و على الراس و في جن طيار و غيره... و أن هاته الافعال كان المقصود بها النساء بالذات.. و ضحايا نساء
    و كأن من كتب هذه القصة .. شخص عاش هذا الفيلم و شافوا .. و اخذ قصة من القصص التي كانت تقال .. و يتحدث عن الراهب و المقصود بها الراقي .. و كانه يريد أن يقول لك .. احذر و لا تنخدع بمن يعيش في الصومعة .. و متستر بقناع الايمان .. اياك تترك أهلك و حريمك معاه .. لأنه غالبا سيكون من وراءه الغدر و الخيانة ..
    في آخر هذه الرواية .. ستدرك أن هذا الشخص اخذ قصة برصيصا الراهب .. و قال في نفسه تعال نحولها للناحية الروحانية و نضرب بيها الرقاة الذين كانوا في زمانه .. و يحذر الناس منهم .. و عدم التعامل معهم ..
    == القصة فيها موعظة و حكمة .. و تحذيرات و تنبيهات ..
    ===========
    2- لكن لا ينفع الواحد منا يقول أن الراهب كان تقي و مؤمن .. لا .. مستحيل ..
    لان التقوى تُكسِبك معية من الله .. و لكن بطل هذه القصة هو كان في معية النفس و ليس في معية الله .. لذلك انتبه لمثل هذه الأمور ..
    ======
    3- هذه القصة فيها .. كل الموبقات التي مكن تتخيلها تكون في الحياة .. من:
    تجسس – خيانة – استمتاع بالعين – تحرش –الزنا " و يمكن نقول اغتصاب " – القتل – الدفن – الكذب – سجود للشيطان – كفر بالله ..
    هذا الراهب بطل القصة .. لم يترك خطيئة .. إلا و ارتكبها ..
    لذا لا تأتي في الاخير و تقول لي .. أنه راهب .. لاء يا حضرتك .. فالراهب هو من يرهب من الله و يخاف منه .. و ليس بشخص عادي .. ده مجرم ..
    =======
    4- مفاد القصة .. هو ان تعرف كيف يتم استدراج الشيطان للانسان.. و خطة الشيطان في ذلك ..
    ==========
    5- ستجد .. أن نمط الشيطان و طريقته لا تتغير .. نفس الطريقة و نفس الاسلوب و نفس اللعبة و نفس الفكرة و نفس الفيلم .. و مع ذلك .. فهو ينجح ..
    ==========
    6- ستلاحظ في القصة .. أن الشيطان لم يجبر الراهب بفعل أي شيء مما قام به .. بحيث دور الشيطان كان هو تحريك الرغبة الموجودة في داخل الانسان ..
    " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " ابراهيم 22

    الشيطان يعرض خدماته .. فلك أن تقبلها أو ترفضها ..
    =============

    7- و انتبه .. أنه لا أحد كبير على الفتنة .. و اياك يزين لك شيطانك و يقول لك : هو هذا الراهب غبي و عبيط لهذه الدرجة .. و لم ينتبه ..
    لاء .. يا اخي .. أنت من عليك الانتباه و الحذر ..
    ممكن يحصل لك مثل ما حصل للراهب .. بشكل آخر .. فانتبه .. و تعلم الأدب ..
    ====
    8- بطل هذه القصة .. لم يكن تقي .. بل هو أصلا شخص فاسد و في داخله فساد .. و لكنه قد يكون الفساد ساكن أو خامل .. و لا يظهر فساده .. و مع اول حركة كده يتغير الحال عنده و يظهر ما كان يخفيه ..
    ========
    نسأل الله السلامة ..
    اللهم علمنا الأدب .. .. اللهم علمنا الأدب .. .. اللهم علمنا الأدب ..
    ===========
    تحياتي للجميع
    ==========
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  4. #منقول # أدهم الشرقاوي
    ==========
    والله .. إنك سترهق قلبك ..
    ولن يحدث إلا ما شاء الله ..
    يا صاحبي .. سَلَّم الأمر لصاحب الأمر تستريح !
    ==========

    دافئة جداً جداً ..
    مقولة أحدهم : "بس عشانك"
    شراء الخاطر .. لا يساويه شيء في الدنيا.
    =======
    الطيبون تنقذهم يد اللَّهِ ..
    مهما تعددت خسائرهم ! کان ابن عباس يقول:
    " صاحب المعروف لا يقع
    وإن وقع وجد مثلاً متكئا "
    "صاحب المعروف لا يقع، فإن وقع وجد متّكئاً "
    ==============
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و سلم

    ردحذف
  5. جزاك الله فضل كل حرف تكتبه وبركاته استاذي خالد
    في رواية عبد الله بن عباس ، ذكر الشيطان بشكل مستفز، انه هو المسيطر، والراهب لا شأن له،هوا البريء.. المغلوب على امره،
    الشيطان فعل.. الشيطان دخل.. الشيطان وسوس.. اين معية الله!! وذكر الله..!!.

    كأنه فلم من الافلام التي تعرض اليوم.. الضالم والمجرم هوا الريء ويتعاطف معه المشاهد.

    من جهة اخرى لو كان الراهب يعالج لعالج نفسه من تلبس الشيطان به في شاردة والواردة!؟
    لدرجة انه دخل في فمه!!....فهذا لا يعقل. هل الراهب جاهل بوجود ابليس؟ لا يعقل طبعا
    اللهم جنبنا الفتن ما ضهر منها وما بطن.. وتوفنا غير مفتونين ولا فاتنين
    اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا واجعل لنا عملا صالحا يرضيك عنا.. امين



    ردحذف
  6. وليطمئن قلبك 🤍

    الذي خسرته كله كان ملك لله
    والشخص الذي جرحك وأوجع قلبك هو عبداً لله ..

    والرزق الذي تتمناه هو في خزائن الله ..

    والهم الذي تحمله على عاتقك هو من عند الله ..
    والمستقبل الذي تخاف منه هو بيد الله ..
    والذي أبكى قلبك رحيله وموته قد رحل لله ..

    نحن من الله والى الله ..

    وجميع ما فينا وما لدينا وما خسرنا وما كسبنا وما نريد وما نتمنى وما نشعر به هو مُلْكُ لله ..

    فـهل تظن أن الله جل وعلا سيتركك لوحدك وأنت منه وإليه؟
    لا والله لأنه ببساطة إنا لله وإنا اليه راجعون ..

    ردحذف
  7. العبره من القصه

    أنه يمكن توصل قي عباده لنقطه بعيده لدرجه ان رمزيه الصومعه هو رفع مكانه تطهير ..قد يحدث أن تتزعزع صورتك أمام الناس التي ترى فيك كل الخيريه وانك نظيف طاهر فيبدو قبح أو عيب منك فلا تخف واجه تقبل ذلك العيب الذي بدى منك فلا تغتر بصوره مقام الإيمانية التي وصلت لها ...فالراهب تمسك بظاهر تخلى عن جوهره من فقد جوهرته ظل ...فالجواهر أن اخفتها الايام ستضل جوهره وان غمرتها الأوحال ...فالاحوال تتغير احيان تغيب لما تدخل النفس غيابات الجب لكن لابد من دلو السياره يخرجك من ظلام السقوط ...هذا الدرس من اقوى الدروس التي ستفيدنا كطلاب علم سالكين في طريق
    قلت في نفسي لقد حدثنا الاستاذ مرار تكرارا عن هذه القصه لما يكتب فيها الان !!
    ولما بدأت اقراء اتمعن تذكرت كيف دخلت الطريق كيف ...كانت رحلتي فيه كيف تم فصل واصل الكهرباء عن قلبي سلبت مني مكانه أو ماسميها انا مكانه من الجمال في روح مع الله ...كيف اصبح قلبي باردا لايستشعر المحبه في جوار الله كيف انست نفسي بنار شهوات ...كلما غرقت كلما زادت تشبث في تلكم الملذات الهادمات لأسس الايمان في داخلي ...
    لكن لربما الفرق بيني وبين هذا الراهب أنه لم يهمني منظري أمام ناس ...أن سخر مني استهزو بي ...لم يهمني كيف كنت اكسب من خوارق وقدرات روحانيه أو إن قلنا مكانه الروحانيه قدر ماكان يهمني لحظه استفاقتي كيف اعود بنفسي من جديد إلى الله
    كمريم اقدر جدا خوف هذا الراهب لماذا حتى توصل به الأمر إلى هكذا حال ...ولكن واسفاه قدر الله ماشاء فعل ...كيف كان يتهاوى كل مابناه صومعته التي كانت منزلته انواره إلى جحر عبثت بيه شياطين

    كم خطير عندما تفلت منك زمام النفس فهي تضيع بك في شتات هذه القصه موجوده في حياه كل واحد فينا لكن كل كيف عاشها وكيف سيفصلها اني من الذين يحبون القصص لانك لابد أن تجد ظالتك داخلها مهما تعدد صور الضهور فيها لتلكم ظاله

    جزاك الله خير جزاء استاذي كفانا الله وإياكم جميع الضياع
    اللهم أوقد لنا نار الانس وتكون لنا قبس هدايه جعلها رب سرمدا ابد الابدا

    اللهم صلى على سيدنا محمد نور الأكوان الضاهر بالبيان والمويد بانوار القران وعلى اله وسلم

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف