ج1: قصة بلعام بن باعوراء - قصة المرأة البسوس - من هو بلعام بن باعوراء النبي الولي الصالح المستجاب الدعاء الذي قبل الرشوة وفتنته زوجته وقيل نكح حمارته وقيل عنه أن فيه نزل قوله تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) - هل قصة بلعام بن باعوراء وقصة المرأة البسوس جاءت في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

   بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة قصص من كتب التفاسير

قصة بلعم بن باعوراء

النبي أم الولي العالم العابد صاحب الدعاء المستجاب

الذي قيل عنه قد كفر ونكح حمارته

وقصة المرأة البسوس

التي تحولت كلبه

حقيقة واقعية أم قصص خرافية

 (الفصل الأول)

#- فهرس:

:: الفصل الأول :: عن قصة المستجاب الدعاء الذي كفر بربه .. مقدمة عن هذه القصة وسبب الكلام عنها:

1- س1: من هو بلعام بن باعوراء النبي الولي الصالح المستجاب الدعاء الذي قبل الرشوة وفتنته زوجته وقيل نكح حمارته وقيل عنه أن فيه نزل قوله تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) ؟

2- س2: ما هي قصة المرأة البسوس التي تم تداولها في بعض كتب أهل العلم للدلالة على أنها تشير لقوله تعالى (الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا) ؟

3- س3: هل قصة بلعام بن باعوراء وقصة المرأة البسوس جاءت في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ؟

**********************

:: الجزء الأول ::

************************

..:: مقدمة عن هذه الرسالة وقصة بلعام بن باعوراء والمراة البسوس ::..

 

- يقول تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ) الأعراف:175-177.

 

#- عند الآيات السابقة .. قد تجد في بعض كتب التفسير القديمة .. أنهم يذكرون قصص حول الذي انسلخ عن آيات الله .. ومن جملة هذه القصص قصتين ..

- الأولى: ويقال فيها أنه كان هناك رجل اسمه بلعام بن باعوراء .. وهو نبي أو ولي عالم عابد من بني إسرائيل في زمن سيدنا موسى عليه السلام .. وكان هذا الرجل مستجاب الدعاء .. والغريب أن الروايات تقول أنه تم دفع رشوة له ليدعو على موسى عليه السلام .. وكان من أوصاف بلعام أنه نكح حمارته .. !!

 

- الثاني: وهي قصة تتعلق بامرأة اسمها البسوس .. وكان زوجها رجل صالح وله ثلاث دعوات مستجابة وقد أضاعها كلها على زوجته .. وكان في أحد الدعوات قد دعا عليها لتصبح كلبه .. فأصبحت كلبه.

 

- والسؤال الآن:

1- هل هذه القصص صحيحة ؟

2- وكيف يكون رجل بهذه المكانة والكرامة من الله .. ويأخذ رشوة ويتجرأ بالدعاء على رسول الله موسى .. وتكون النهاية أنه مات كافرا .. بل وكيف كان ينكح حمارته ..!!

3- وما علاقة المرأة البسوس بالموضوع أصلا ؟!!

@- تعالوا نشوف إيه الموضوع ده .. وإيه حقيقة القصص دي .. والله ولي التوفيق.

 

**********************

..:: س1: من هو بلعام بن باعوراء النبي الولي الصالح المستجاب الدعاء الذي قبل الرشوة وفتنته زوجته وقيل نكح حمارته وقيل عنه أن فيه نزل قوله تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- جاء في بعض كتب التفسير التراثية .. عند قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) الأعراف:175 ..

- أن هذه الآية نزلت للإشارة إلى شخص اسمه .. (بلعام بن باعوراء) أو باسم (بَلْعَمُ بْنُ بَاعُرَا) أو باسم (بَلْعَامُ بْنُ بَاعُرَ) أو بلفظ (بَلْعَمُ بْنُ أَبُرَ) ..

 

#- واختلفت القصة عن أصل حاله قبل أن ينقلب حاله:

1- فمرة جعلوه كان نبيا .. فكفر بالله ..

2- ومرة جعلوه مجرد شخص وليا من الأولياء معه الإسم الأعظم .. وينكح الحمارة الخاصة به .. ثم كفر بالله ..

 

- نعم أخي الحبيب .. حقائق مؤلمة ستقرأها لأول مرة .. فلا تنزعج ولا تستغرب .. فلعلك أول مرة تقرأ هذا الكلام في حياتك ..!!

 

@- وإليك ما جاء عن قصة بلعام بن باعوراء – وهي قصة باطلة:

- بل وفيها اجزاء حقيرة جدا ..!!

 

=============

1- الرواية الأولى:

(أثر ضعيف منقطع – وقصة باطلة) .. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ (معتمر بن سليمان بن طرخان التيمى)، عَنْ أَبِيهِ (سليمان بن طرخان التيمى): (أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْآيَةِ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} [الأعراف: 175] فَحَدَّثَ عَنْ سَيَّارٍ "القرشي":

- أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ بَلْعَامُ .. وَكَانَ قَدْ أُوتِيَ النُّبُوَّةَ .. وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ.

- قَالَ: وَإِنَّ مُوسَى أَقْبَلَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ يُرِيدُ الْأَرْضَ الَّتِي فِيهَا بَلْعَامُ أَوْ قَالَ الشَّامَ ..

- قَالَ: فَرُعِبَ النَّاسُ مِنْهُ رُعْبًا شَدِيدًا ..

- قَالَ: فَأَتَوْا بَلْعَامَ، فَقَالُوا ادْعُ اللَّهَ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ وَجَيْشِهِ ..

- قَالَ: حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي أَوْ حَتَّى أُؤَامِرَ . (أي حتى أجد الأمر من ربي).

- قَالَ: فَآمَرَ فِي الدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ .. فَقِيلَ لَهُ: لَا تَدْعُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادِي وَفِيهِمْ نَبِيُّهُمْ.

- قَالَ: فَقَالَ لِقَوْمِهِ: إِنِّي آمَرْتُ رَبِّي فِي الدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ، وَإِنِّي قَدْ نُهِيتُ.

- قَالَ: فَأَهْدَوْا إِلَيْهِ هَدِيَّةً .. فَقَبِلَهَا.

- ثُمَّ رَاجَعُوهُ فَقَالُوا: ادْعُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي ... فَآمَرَ (أي طلب الامر من ربه) .. فَلَمْ يَأْمُرْهُ بِشَيْءٍ.

- قَالَ: فَقَالَ: قَدْ آمَرْتُ فَلَمْ يَأْمُرْنِي بِشَيْءٍ ..

- فَقَالُوا: لَوْ كَرِهَ رَبُّكَ أَنْ تَدْعُوَ عَلَيْهِمْ لَنَهَاكَ كَمَا نَهَاكَ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى.

- قَالَ: فَأَخَذَ يَدْعُو عَلَيْهِمْ .. فَإِذَا دَعَا عَلَيْهِمْ جَرَى عَلَى لِسَانِهِ الدُّعَاءُ عَلَى قَوْمِهِ .. وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ أَنْ يُفْتَحَ لِقَوْمِهِ .. دَعَا أَنْ يُفْتَحَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَجَيْشِهِ أَوْ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ إنْ شَاءَ اللَّهُ.

- قَالَ: فَقَالُوا مَا نَرَاكَ تَدْعُو إِلَّا عَلَيْنَا.

- قَالَ: مَا يَجْرِي عَلَى لِسَانِي إِلَّا هَكَذَا .. وَلَوْ دَعَوْتُ عَلَيْهِ مَا اسْتُجِيبَ لِي.

- وَلَكِنْ سَأَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ عَسَى أَنْ يَكُونَ فِيهِ هَلَاكُهُمْ .. إِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ الزِّنَا، وَإِنَّهُمْ إِنْ وَقَعُوا بِالزِّنَا هَلَكُوا، وَرَجَوْتُ أَنْ يُهْلِكَهُمُ اللَّهُ .. فَأَخْرِجُوا النِّسَاءَ لِتَسْتَقْبِلَهُمْ وَإِنَّهُمْ قَوْمٌ مُسَافِرُونَ .. فَعَسَى أَنْ يَزْنُوا فَيَهْلَكُوا.

- قَالَ: فَفَعَلُوا وَأَخْرَجُوا النِّسَاءَ تَسْتَقْبِلُهُمْ.

- قَالَ: وَكَانَ لِلْمَلِكِ ابْنَةٌ، فَذَكَرَ مِنْ عِظَمِهَا مَا اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ.

- قَالَ: فَقَالَ أَبُوهَا أَوْ بَلْعَامُ: لَا تُمَكِّنِي نَفْسَكَ إِلَّا مِنْ مُوسَى ..

- قَالَ: وَوَقَعُوا فِي الزِّنَا.

- قَالَ: وَأَتَاهَا رَأْسُ سِبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ .. فَأَرَادَهَا عَلَى نَفْسِهِ.

- قَالَ: فَقَالَتْ: مَا أَنَا بِمُمَكِّنَةٍ نَفْسِي إِلَّا مِنْ مُوسَى .. قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ مِنْ مَنْزِلَتِي كَذَا وَكَذَا .. وَإِنَّ مِنْ حَالِي كَذَا وَكَذَا.

- قَالَ: فَأَرْسَلَتْ إِلَى أَبِيهَا تَسْتَأْمِرُهُ.

- قَالَ: فَقَالَ لَهَا: مَكِّنِيهِ.

- قَالَ: وَيَأْتِيهِمَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَارُونَ وَمَعَهُ الرُّمْحُ فَيَطْعَنُهَمَا.

- قَالَ: وَأَيَّدَهُ اللَّهُ بِقُوَّةٍ فَانْتَظَمَهُمَا جَمِيعًا .. وَرَفَعَهُمَا عَلَى رُمْحِهِ.

- قَالَ: فَرَآهُمَا النَّاسُ، أَوْ كَمَا حَدَّثَ.

- قَالَ: وَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الطَّاعُونَ.

- قَالَ: فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا.

- قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْمُعْتَمِرِ (أحد رواة القصة) : فَحَدَّثَنِي سَيَّارٌ (راوي القصة) .. أَنَّ بَلْعَامَ رَكِبَ حِمَارَةً لَهُ .. حَتَّى إِذَا أَتَى الْمُعْلَوْلِيَّ (أي طريقا صعب ليس سهلا) .. أَوْ قَالَ: طَرِيقًا مِنَ الْمُعْلَوْلِيِّ جَعَلَ يَضْرِبُهَا وَلَا تَتَقَدَّمُ.

- قَالَ: وَقَامَتْ عَلَيْهِ.

- فَقَالَتْ: عَلَامَ تَضْرِبُنِي؟ أَمَا تَرَى هَذَا الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ؟

- قَالَ "أي يسار القرشي": فَإِذَا الشَّيْطَانُ بَيْنَ يَدَيْهِ ..

- قَالَ: فَنَزَلَ فَسَجَدَ لَهُ.

- قَالَ اللَّهُ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف: 175] إِلَى قَوْلِهِ: {لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 176] قَالَ: فَحَدَّثَنِي بِهَذَا سَيَّارٌ، وَلَا أَدْرِي لَعَلَّهُ قَدْ دَخَلَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ حَدِيثِ غَيْرِهِ) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): القصة مكذوبة بكل تأكيد .. والغريب من البعض يقول لك أن السند صحيح مرسلا حتى راوي القصة (يسار القرشي) .. فهل بهذا تصح الرواية .. فضلا عن كونها منقطعة السند فلا نعرف من أي مصيبة نقلها (يسار القرشي) وهو تابعي غير معلوم حاله .. ويحسنون حاله من باب القبول يعني لازم تكون له متابعه ليقبل .. وهذا ليس له متابعة لهذه الجزئية الحقيرة التي ذكرها .. وفيها جزئيتين انفرد بهما هذا اليسار القرشي .. وهما (الإشارة لزنا موسى بابنة الملك) ـ (سجود بلعام للشيطان).

 

@- ومن الأمور المستفزة والحقيرة جدا في هذه الرواية:

1- اتهام أحد الأنبياء بأن حقيقة نفسيته هي الإنحطاط وحب الدنيا .. وأنه أصبح من خدامين الشيطان لأذية رسل الله .. فهذا كلام كذب تماما ولا يصح أن يقول به مؤمن ولا عاقل .. لأن فيه تكذيب لكلام الله:

- إذ قال جل شأنه عن الشيطان: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) النحل: 99-100.

- وقال تعالى للشيطان: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) الحجر:42.

- وقال تعالى للشيطان: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا) الإسراء:65.

- فلما كان الأنبياء والرسل من عباد الله مخلصين والمتوكلين عليه وليسوا من الغاوين .. فلا سلطان للشيطان عليهم بأي حال من الأحوال .. إلا ما كان فيه محاولة وسوسة وتنتهي بالإستعاذة ..

 

#- فمن يصدق أن بلعام هذا كان نبي فكفر .. فهو حينئذ يكذب آيات القرآن ..!! فانتبه لأن تكذيب آيات القرآن هو كفر بالله.

 

2- الرواية جعلت من النبي (بلعام) مغفل جاهل يتلاعب به الكفار .. حيث قالوا له: (لَوْ كَرِهَ رَبُّكَ أَنْ تَدْعُوَ عَلَيْهِمْ لَنَهَاكَ كَمَا نَهَاكَ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى) وكأن هذا النبي لا يعرف الفرق من مراد الله .. ولكن هم من أفهموه ما المقصود من مراد الله ..!!

- وهل من المفترض ان نصدق هذا الكلام الحقير في حق الأنبياء ؟!!

 

3- إذا كانت الرواية جعلت من النبي كافر .. فلا حرج حينئذ أن تشير الرواية بمنتهى قلة الأدب والسفالة إلى اتهام موسى بالزنا .. إذ جاء في الرواية (لَا تُمَكِّنِي نَفْسَكَ إِلَّا مِنْ مُوسَى .. قَالَ: وَوَقَعُوا فِي الزِّنَا)..!!

- فهل هذا وصف يشار به لكليم الله ؟!! حاشاه عليه السلام ..

- وكأنها زنت مع موسى أولا (وحاشاه عليه السلام) .. وحين رجوعها قابلها هذا السبط وطلب أيضا أن يزني بها فزنت معه .. ولكن زنت مع هذا السبط بعد أن استأذنت أباها .. لأن كان الإتفاق على الزنا بموسى فقط ..!!

 

- وسيأتي في روايات أخرى .. أن هذا السبط قد زني بالمرأة متحديا موسى أمام بني إسرائيل .. وموسى تركه وكأنه خائف منه ..!!

- "وهذه سفالة أخرى لمن يظن ذلك بموسى عليه السلام".

 

4- ولا يخفى من كذب الرواية .. أن يرسل ملك ابنته لتكون عاهرة في جيوش الاعداء .. فهذا ليس ملكا حينئذ وإنما نتحدث عن قواد يعمل بتجارة الجنس ..!!

 

5- ولا يخفى من كذب هذه الرواية .. أن الشيطان ظهر له وسجد له بلعام الذي يناجي ربه ودعوته مستجابة ويرى الملائكة ويعلم أن موسى رسول الله ..!!

- يعني بلعام هذا .. خان ربه وخان رسوله وخان المؤمنين وسجد للشيطان ..

 

6- ومات سبعون ألف من بني إسرائيل في ساعة واحدة .. وترك الله الزانيان حتى يقتلهما صاحب موسى ويعلقهما على الرمح ..!!

- أهذا كلام يحتاج لعقل حتى يحكم ببطلان هذه الرواية ..!!

- وإذا كان مات سبعون ألفا .. فهل كان عدد من خرج من بني إسرائيل مع مصر مع موسى أكثر من ذلك العدد ؟!!

 

=====================

 

2- الرواية الثانية:

 

#- (الأثر موضوع وقصة باطلة ومنكرة جدا) .. حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا أَبُو سَعْدٍ، عَنْ غَيْرِهِ - قَالَ الْحَارِثُ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي عَنْ غَيْرِ نَفْسِهِ - عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: (هُوَ نَبِيُّ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ .. يَعْنِي بَلْعَمَ .. أُوتِيَ النُّبُوَّةَ .. فَرَشَاهُ قَوْمُهُ عَلَى أَنْ يَسْكُتَ .. فَفَعَلَ وَتَرَكَهُمْ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ) رواه أبو جعفر الطبري في تفسيره. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر موضوع .. وفيه (عبد العزيز بن أبان) وهو متروك الحديث وكذبه بن معين (راجع تهذيب التهذيب ج6 ص331) ..، الأثر منقطع عند التابعي (مجاهد بن جبر) ولم يذكر مصدر هذه القصة .. وسبب عدم ذكرها هو لأن مجاهد لم يقل بهذه القصة أصلا بهذا الأسلوب .. بل هذه الرواية مكذوبة عليه ..!!

 

#- أما عن كذب الرواية ..

1- ففيها أن بلعام كان نبي من أنبياء بني إسرائيل .. وهذا ناقشناه في الرواية السابقة أنه يستحيل يكون نبي ..

2- ولكن هذه الرواية انفردت بشيء مميز .. وهو أن هذا النبي قبل الرشوة ليمتنع عن دعوة قومه إلى الإيمان ..!!

3- وهذه هي الرواية الوحيدة .. التي قالت بهذه الرشوة .. ولم يظهر فيها قصة دعاءه على موسى وبني إسرائيل ..!!

#- فإذا كان النبي يقبل الرشوة .. فكيف تكون أوصاف العوام حينئذ ؟!!

- فيا له من كذب على أنبياء الله .!!

 

===================

3- الرواية الثالثة:

 

#- (قصة باطلة وفيها جزء حقير جدا) .. حَدَّثَنِي مُوسَى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ لَمَّا انْقَضَتِ الْأَرْبَعُونَ سَنَةً .. يَعْنِي الَّتِي قَالَ اللَّهُ فِيهَا: {إِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً} بُعِثَ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ نَبِيًّا .. فَدَعَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ نَبِيُّ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَهُ أَنْ يُقَاتِلَ الْجَبَّارِينَ .. فَبَايَعُوهُ وَصَدَّقُوهُ.

- وَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ .. يُقَالُ لَهُ بَلْعَمُ .. وَكَانَ عَالِمًا يَعْلَمُ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ الْمَكْتُومَ .. فَكَفَرَ .. وَأَتَى الْجَبَّارِينَ ..

- فَقَالَ: لَا تَرْهَبُوا (أي لا تخافوا) بَنِي إِسْرَائِيلَ .. فَإِنِّي إِذَا خَرَجْتُمْ تُقَاتِلُونَهُمْ أَدْعُو عَلَيْهِمْ دَعْوَةً فَيَهْلِكُونَ .. وَكَانَ عِنْدَهُمْ فِيمَا شَاءَ مِنَ الدُّنْيَا .. غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْتِيَ النِّسَاءَ .. يُعَظِّمُهُنَّ (أي يهابهن).

- فَكَانَ يَنْكِحُ أَتَانًا لَهُ (أي أنثى حمار كان يمتلكها) ..

- وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا) الأعراف:175 .. أَيْ: تَنَصَّلَ فَانْسَلَخَ مِنْهَا .. إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ} الأعراف:176) رواه أبو جعفر الطبري في تفسيره. (قلت خالد صاحب الرسالة): بخلاف أن الرواية أصلا منقطعة عند السدي وهو تابعي .. ولا نعرف من أي مصيبة أتى بهذه الرواية الحقيرة ..، وبغض النظر عن الكلام عن (أسباط) و (السدي) فكلاهما فيهما كلام غير جيد ..

 

@- وهذه الرواية من أحقر الروايات .. التي يمكن أن تقرأها بعد رواية (سيار القرشي) السابق ذكرها في الرواية الأولى .. لأن هنا في هذه الرواية يظهر أن صاحب الدعوة المستجابة الولي الصالح الفاضل الذي معه الإسم الأعظم .. كان من أوصافه أنه ينكح أنثى الحمار التي كان يملكها .. لأنه كان يهاب نكاح النساء ..!!

- ولا ندري هل كان مستجاب الدعاء بعدما يكون نكح حمارته .. أم قبلها يدعو ربه ثم ينكحها ؟!!

 - فعلا .. رواية حقيرة جدا.

- يصورون حال الأولياء .. بأنهم ناكحي بهائم .. ومعهم الإسم الأعظم ..!! ما لم يكن المقصد أنه نبي أيضا .. وهذا غير مستبعد كحال الروايات السابقة ..!!

- والله هذا كذب .. وما أحقره من كذب ..

 

===================

 

4- الرواية الرابعة:

 

#- (قصة ضعيفة السند جدا وباطلة) ..  عن بكر بن عبد الله بن الشرور أخبرني عبد الصمد بن معقل قال: (سمعت وهبا "بن منبه" يقول: قاتل فرعون من الفراعنة أمة موسى بعده ..فلم يستطعهم (أي لم يقدر عليهم)..

- فبعث إلى السحرة والكهنة فقال دلوني على أمر أقوى به عليهم.

- قالوا فيهم إرث من علم (أي لديهم ميراث علم من النبوة) .. وهم أمة موسى .. ولا يقوى عليهم إلا "بلعام" وهو منهم ..

- فبعث إلى بلعم بن باعوراء .. وهو الذي قال الله: (آتيناه آياتنا فانسلخ منها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه) .. قال ركن إلى الدنيا ..

- فخرج إليه .. فأجابه .. فركب أتانا (أي أنثى البغل) وكانت الأنبياء تركب الأتن .. فسار حتى إذا كان في بعض الطريق .. ربضت (أي وقفت) .. فضربها وأخلف عليها بالضرب .. فالتفتت إليه فقالت: من ألجأك إلى هذا أترى ما بين يديك ؟

- فنظر فإذا جبريل عليه السلام .. فقال: ما كان ينبغي لك أن تخرج المخرج الذي خرجته .. فإذا فعلت فقل حقا ..

- تقدم عليه (أي تقد بلعام متجاهلا كلام جبريل حتى وصل لفرعون) .. فأمر (أي فرعون) له بالفرش والخدم والمال فأخذ ..

- وقال (أي فرعون) .. ادع لي على عدوي هؤلاء .. دعوة أنتصر عليهم.

- قال: غدا (أي ادعوا عليهم).

- فلما التقت الفئتان ..

- قال (أي بلعام): بنو إسرائيل وأمة موسى مباركة ومبارك من بارك عليهم وملعون من لعنهم .

- فقال صاحبه الذي بعثه له (أي من طرف فرعون) ما زدتنا إلا خبالا (أي اضطرابا وحسرة).

- قال: غدا (أي ادعوا عليهم).

- فلما تراءت الفئتان .. قال مثل الذي قاله.

- فعاتبه (أي صاحب فرعون الواقف معه) فقال له كما قال (أي ما زدتنا إلا خبالا).

- (قال بلعام): فما استطعت إلا ما رأيت .. ولكني أدلك على شئ إن فعلته وأصابوه نصرت عليهم.

- قال: وما هو ؟

- قال: تقصد إلى نساء شباب حسان .. فتحمل عليهن الحلي والعطر .. ثم تبثهن في العسكر .. فإن أصابوهن (أي زنى جيش بنو إسرائيل بهن) خذلوا (أي حدث لهم الخذلان من الله وانهزموا) .. ففعل (أي فأرسل الفتيات الجميلات بين صفوف جيش بني إسرائيل) .. فما تعرض لهن إلا رجل واحد بواحدة حبسها في خيمته فجاشهم الموت (أي تغشاهم الموت) جوشة .. أذهب ثلثهم (أي مات ثلثهم) .. ففزعوا لذلك .. وقالوا لقد أحدثنا حدثا .. ففتشوا المنازل .. فوجدوه (أي هذا الرجل) على بطنها (أي يزني بتلك المرأة) .. فشكوهما (أي طعنوهما) بالحربة وقتلوهما .. فرفع الموت عنهم) رواه بن عساكر في تاريخ دمشق .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الرواية باطلة .. لاضطراب سندها .. فضلا عن كونها من الإسرائليات المكذوبة لنكارة متنها .. وفي السند (بكر بن عبد الله بن الشرود) كذبه بن معين وضعفه النسائي والدارقطني وقال بن حبان: يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل. (راجع ميزان الإعتدال ترجمة 1236)..، وليس في مشايخه (عبد الصمد بن معقل) و(عبد الصمد) ليس في تلامذته (بكر بن الشرود) ..!!

 

#- هذا بخلاف بطلان المتن .. وسيأتي بيان ذلك في ختام الروايات ..

- ويكفي أن تعرف أن من جعل النبي كافرا بالله .. فقد كفر بكلام الله في القرآن وقد سبق وأوضحنا ذلك في أول رواية.

 

========================

 

5- الرواية الخامسة:

 

#- (خبر تالف جدا وقصة باطلة) .. عن ابن حميد، قَالَ: حَدَّثَنَا سلمة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق، عن سالم أبي النضر: (أنه حدث أن موسى لما نزل أرض بني كنعان من أرض الشام، وكان بلعم ببالعة- قرية من قرى البلقاء- فلما نزل موسى ببني إسرائيل ذلك المنزل .. أتى قوم بلعم .. إلى بلعم ..

- فقالوا له: يا بلعم، هذا موسى بن عمران في بني إسرائيل قد جاء يخرجنا من بلادنا .. ويقتلنا ويحلها بني إسرائيل ويسكنها .. وإنا قومك وليس لنا منزل .. وأنت رجل مجاب الدعوة .. فاخرج فادع الله عليهم.

- فقال: ويلكم نبي الله معه الملائكة والمؤمنون .. كيف أذهب أدعو عليهم، وأنا أعلم من الله ما أعلم.

- قَالُوا: ما لنا من منزل .. فلم يزالوا به يرققونه، ويتضرعون إليه حتى فتنوه.

- فافتتن .. فركب حمارة له متوجها إلى الجبل الذي يطلعه على عسكر بني إسرائيل، وهو جبل حسبان .. فما سار عليها غير قليل، حتى ربضت به (أي وقفت به حمارته وجلست) .. فنزل عنها فضربها حتى اذلقها فقامت فركبها .. فلم تسر به كثيرا حتى ربضت به .. ففعل بها مثل ذلك، فقامت فركبها، فلم تسر به كثيرا حتى ربضت به، فضربها حتى إذا أذلقها .. أذن الله لها فكلمته حجة عليه فقالت: ويحك يا بلعم! أين تذهب! ألا ترى الملائكة أمامي تردني عن وجهي هذا! أتذهب إلى نبي الله والمؤمنين تدعو عليهم! فلم ينزع عنها يضربها.

- فخلى الله سبيلها حين فعل بها ذلك، فانطلقت حتى إذا أشرفت به على جبل حسبان، على عسكر موسى وبني إسرائيل، جعل يدعو عليهم، فلا يدعو عليهم بشيء إلا صرف الله لسانه إلى قومه .. ولا يدعو لقومه بخير إلا صرف لسانه إلى بني إسرائيل ..

- فقال له قومه: أتدري يا بلعم ما تصنع؟ إنما تدعو لهم، وتدعو علينا.

- قَالَ: فهذا ما لا أملك، هذا شيء قد غلب الله عليه .. واندلع لسانه (أي تدلدل) فوقع على صدره ..

- فقال لهم: قد ذهبت الآن مني الدنيا والآخرة .. فلم يبق إلا المكر والحيلة .. فسأمكر لكم وأحتال. (أي سأخبركم بطريقة تحتالون بها على هزيمة موسى وقومه).

- جمِّلُوا النساء وأعطوهن السلع .. ثم أرسلوهن إلى المعسكر (الخاص بموسى وقومه) يبعنها فيه (أي السلع) .. ومروهن فلا تمنع امرأة نفسها من رجل أرادها .. فإنه إن زنى رجل واحد منهم كفيتموهم (أي لأنه سينزل سخط وغضب من الله عليهم) .. ففعلوا .. فلما دخل النساء العسكر مرت امرأة من الكنعانيين اسمها كستي ابنة صور- رأس أمته وبني أبيه من كان منهم في مدين، هو كان كبيرهم- برجل من عظماء بني إسرائيل .. وهو زمرى بن شلوم .. رأس سبط شمعون بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم . فقام إليها فأخذ بيدها حين أعجبه جمالها .. ثم أقبل حتى وقف بها على موسى .. فقال: إني أظنك ستقول: هذه حرام عليك.

- قَالَ "أي موسى": أجل هي حرام عليك لا تقربها.

- قَالَ: فو الله لا نطيعك في هذا، ثم دخل بها قبته فوقع عليها ..

- فأرسل الله الطاعون في بني إسرائيل .

- وكان "فنحاص بن العيزار بن هارون" صاحب أمر موسى .. وكان رجلا قد أعطي بسطة في الخلق، وقوة في البطش .. وكان غائبا حين صنع زمري بن شلوم ما صنع .. فجاء والطاعون يحوس (أي يأكل) في بني إسرائيل .. فأخبر الخبر .. فأخذ حربته- وكانت من حديد كلها- ثم دخل عليهما القبة وهما متضاجعان فانتظمهما (أي قتلهما) بحربته .. ثم خرج بهما رافعهما إلى السماء (أي غرز الحربة في جسمهما معا ثم رفعهما برمحه وهما جثتان على رمحه) .. والحربة قد أخذها بذراعه .. واعتمد بمرفقه على خاصرته .. وأسند الحربة إلى لحيته- وكان بِكر العيزار- فجعل يقول: اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك .. ورُفع الطاعون .. فحُسِبَ من يهلك من بني إسرائيل في الطاعون- فيما بين أن أصاب (أي جامع) زمري المرأة .. إلى أن قتله فنحاص- فوجدوا قد هلك منهم "سبعون ألفا"، والمقلل لهم يقول: "عشرون ألفا"، في ساعة من النهار ..

- فمن هنالك تعطي بنو إسرائيل ولد فنحاص بن العيزار بن هارون من كل ذبيحة ذبحوها القبة والذراع واللحى .. لاعتماده بالحربة على خاصرته، وأخذه إياها بذراعه، وإسناده إياها إلى لحيته .. والبكر من كل أموالهم وأنفسهم .. لأنه كان بكر العيزار.

- ففي بلعم بن باعور .. أنزل الله تعالى على مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها) - يعنى بلعم بن باعور، (فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ) الى قوله: (لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) يعني بني إسرائيل .. إني قد جئتهم بخبر ما كان فيهم مما يخفون عليك لعلهم يتفكرون فيعرفون أنه لم يأت بهذا الخبر عما مضى فيهم إلا نبي يأتيه خبر من السماء.

- ثم إن موسى قدم يوشع بن نون إلى أريحا في بني إسرائيل فدخلها بهم .. وقتل بها الجبابرة الذين كانوا فيها .. وأصاب من أصاب منهم .. وبقيت منهم بقية في اليوم الذي أصابهم فيه .. وجنح عليهم الليل، وخشي إن لبسهم الليل أن يعجزوه، فاستوقف الشمس .. ودعا الله أن يحبسها .. ففعل عز وجل حتى استأصلهم، ثم دخلها موسى ببني إسرائيل، فأقام فيها ما شاء الله أن يقيم، ثم قبضه الله إليه، لا يعلم بقبره أحد من الخلائق) رواه الطبري في تاريخه..، (قلت خالد صاحب الرسالة) الأثر تالف جدا والمتن مكذوب من أكاذيب اليهود على موسى عليه السلام ..، وفي السند شيخ الطبري وهو (محمد بن حميد التميمي) ضعيف الحديث .. (راجع تهذيب التهذيب ج9 ص131) ..، و (محمد بن اسحاق) دلس في الرواية ..، والرواية مرسلة مقطوعة على كلام التابعي (سالم أبي النضر) ولا نعرف من أين اخذ هذه الرواية ولا من قال له أنها هذه القصة مرتبطة بآية الأعراف ..!!

 

- هذا بخلاف بطلان المتن أو نص القصة .. وسيأتي بيان ذلك في ختام ذكر الروايات ..

 

================

 

6- الرواية السادسة .. وهي مجموعة من عدة روايات ..

 

#- (قصة باطلة ومتن مكذوب على سيدنا موسى من ثلاث أسانيد) ..

- عن مقاتل بن سليمان قال سمعت من حدثني عن كعب الحبر ..،

- وعبد الله بن زياد بن سمعان ومحمد بن إسحاق عن سالم أبي النضر ..،

- وعن عثمان بن الساج عن الكلبي عن أبي صالح وأبي إلياس عن وهب بن منبه ..

- كل هؤلاء يحدثون عن قصة بلعم بن باعوراء فزاد بعضهم على بعض قالوا: (إن بلعم بن باعوراء كان ينزل قرية من قرى البلقاء وكان يحسن اسم الله الأعظم وكان متمسكا بالدين .. وإن موسى لما نزل أرض كنعان من الشام بين أريحاه وبين الأردن وجبل البلقاء والتيه فيما بين هذه المواضع.

- قال فأرسل إليه (أي إلى بلعم) بالق الملك .. فقال: إنا قد رهبنا من هؤلاء القوم يعني موسى بن عمران وإنه قد جاز البحر ليخرجنا من بلادنا وينزلها بني إسرائيل ونحن قومك وليس لك بقاء بعدنا ولا خير لك في الحياة بعدنا وأنت رجل مجاب الدعوة .. فاخرج فادع عليهم.

- فقال بلعم: ويلكم نبي الله معه الملائكة والمؤمنون كيف أدعو الله عز وجل عليهم وأنا أعلم من الله ما أعلم .. وإني لا أدخل في شئ من أموركم فاعذروني .. فقالوا ما لنا من منزل في هذه الحال .. فلم يزالوا يترفقون به ويتضرعون إليه.

- قال بعض هؤلاء المسلمين باسنادهم: أنه كانت له امرأة أنسب منها يحبها ويطيعها وينقاد لها فدسوا لها هدايا فقبلتها .. ثم أتوها فقالوا لها قد نزل بنا ما ترين فنحب أن تكلمي بلعام فإنه مجاب الدعوة فيدعو الله عز وجل فإنه لا خير فيه بعدنا ..

- فقالت لبلعم: إن لهؤلاء القوم حقا وجوارا وحرمة وليس مثلك أسلم جيرانه عند الشدائد وقد كانوا مجملين في أمرك وأنت جدير أن تكافئهم وتهتم بأمرهم فقال لها لولا أني أعلم أن هذا الأمر من الله عز وجل لأجبتهم إلى مرادهم ..

- فقالت انظر في أمرهم ولينفعهم جوارك .. فلم تزل به حتى ضل وغوى ..

- وكان الله عز وجل عزم له في أول مرة على الرشد .. ففتنته فافتتن .

- فركب حمارة فوجهها إلى الجبل الذي يطلعه على عسكر بني إسرائيل فلما سار غير بعيد ربضت به حمارته فنزل عنها فضربها حتى أذلقها فقامت فلم تسر إلا قليلا حتى ربضت (أي وقفت وجلست على الأرض) .. ففعل بها مثل ذلك فقامت فلم تسر إلا قليلا حتى ربضت فضربها حتى أذلقها ..

- فقامت فأُذِن لها .. فكلمته فقالت يا بلعم إني مأمورة فلا تظلمني.

- فقال لها ومن أمرك ؟

- قالت الله عز وجل أمرني انظر إلى ما بين يديك .. ألا ترى إلى الملائكة أمامي تردني عن وجهي .. هذا يقولون أتذهبين إلى نبي الله والمؤمنين يدعو عليهم بلعم.

- وقال بعض هؤلاء المسلمين: إن الحمارة قالت ألا ترى الوادي أمامي قد اضطرم نارا ..

- قال فخلى سبيلها (أي ترك الحمارة) .. ثم انطلق حتى أشرف على رأس جبل يطل على بني إسرائيل فجعل يدعو عليهم فلا يدعو بشئ من سوء إلا صرف الله لسانه إلى قومه ولا يدعو لقومه بخير إلا صرف الله عز وجل لسانه إلى بني إسرائيل وجعل يترحم على بني إسرائيل ويصلي على موسى.

- فقال له قومه: يا بلعم أتدري ما تصنع إنما تدعو لهم.

- فقال هذا ما لا أملك وهذا شئ قد غلب الله عز وجل عليه .. وأدلع (أي سقط لأسفل مثل الكلب) لسانه.

- فقال بعض هؤلاء المسلمين: جاءته لمعة فذهبت ببصره فعمي.

- فقال لهم "بلعم": قد ذهبت الدنيا والآخرة مني ولم يبق إلا المكر والحيلة وليس إليهم سبيل وسأمكر لكم ..

- واحتال لهم فقال: اعلموا أنهم قوم إذا أذنب مذنبهم ولم تغير عامتهم عمهم البلاء فقالوا له كيف لنا بشئ يدخل عليهم منه ذنب يعمهم من أجله العذاب ؟

- قال تدسُّون في عسكرهم النساء .. فإني لا أعلم فتنة أوشك صرعة للرجل من المرأة .. فانظروا نساء لهن جمال .. فأعطوهن السلع ثم أرسلوهن إلى العسكر تبيعها فيه .. ومروهن فلا تمنع امرأة نفسها من رجل إذا أرادها .. فإنهم إن زنى رجل منهم كفيتموهم ففعلوا ذلك ..

- فلما دخل النساء العسكر .. مرت امرأة من الكنعانيين بنت صوريا .. برأس سبط بن شمعون بن يعقوب وهو زمري شلوم .. فقام إليها فأخذ بيدها حين أعجبه جمالها ثم أقبل بها حتى وقف بها على موسى فقال إني لأظنك يا موسى ستقول هذه حرام عليك ؟

- فقال موسى: أجل إنها حرام فلا تقربها.

- فقال: والله لا أطيعك في هذا ثم دخل بها قبته (أي خيمته) فوقع عليها (أي زنا بها).

- فأرسل الله عز وجل الطاعون في بني إسرائيل .. وكان فنحاص بن العيزار بن هارون وهو صاحب أمر موسى وكان رجلا قد أتي بسطة في الخلق وقوة في البطش وكان غائبا حين صنع زمري بن شلوم ما صنع .. فجاء والطاعون قد وقع في بني إسرائيل .. فأخبر الخبر فأخذ حربته وكانت حربته من حديد كلها فدخل عليهما القبة وهما مضطجعان فانتظمهما بحربته .

- ثم خرج بهما وقد رفعهما إلى السماء بحربته قد أخذها بذراعيه واعتمد بمرفقيه على خاصرته وأسند الحربة إلى لحيته فجعل يقول اللهم هكذا نفعل بمن عصاك.

- فرفع الله عز وجل الطاعون عنهم فحسب من هلك منهم في الطاعون سبعون ألفا من بني إسرائيل فمن هنالك يعطي بنو إسرائيل ولد فنحاص من كل ذبيحة يذبحونها القبة والذراع واللحي لاعتماده بالحربة على خاصرته وأخذه إياها إلى لحيته والبكر من أموالهم وأنفسهم لأنه كان البكر من ولد هارون.

- فقال بعض هؤلاء المسلمين عن وهب بن منبه: أن بلعم اخذ أسيرا فأتي به موسى عليه السلام فقتله وهكذا كانت سنتهم وفيه نزلت (واتل عليهم نبأ) يعني حديث (الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) إلى آخر الآية يعني فانسلخ منها يقول الاسم الذي أعطاه الله عز وجل وما كان يجاب إذا دعاه) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن مقاتل بن سليمان المفسر..، (قلت خالد صاحب الرسالة): هذه القصة مجموعة من ثلاث أسانيد مختلفة ولذلك كان أثناء القصة يقول "- فقال بعض هؤلاء المسلمين" أي الذين ذكر سندهم في أول الرواية .. وكلها أسانيد تالفة ومتنها باطل ومكذوب ..

#- تعليق سريع على أسانيد هذه الرواية:

- الإسناد الأول: منقطع وفيه أن المفسر مقاتل بن سليمان لم يقابل كعب الأحبار.

- والسند الثاني: فيه (عبد الله بن زياد بن سمعان) متروك الحديث كما قال الدارقطني ..، وفيه محمد بن اسحاق قد دلس في الرواية .. وفيه أن ابن النضر روايته منقطعة مرسلة ولا نعرف عمن أخذ هذه الرواية ..!!

- والسند الثالث: فيه (عثمان بن ساج) وهو منكر الحديث ..، وفيه (حماد بن السائب الكلبي) وهو متهم بالكذب ..، وفيه (أبو صالح وهو باذام مولى أم هانيء) وهو ضعيف الحديث ..، (وأبو إياس) مجهول لم أعرفه ..، وباذام أبو صالح لم يقابل وهب بن منبه ..!!

 

#- وفوق كل ما سبق: فالكذب في الرواية ظاهر جدا .. وبخاصة على موسى عليه السلام .. وسيأتيك بيان ذلك الكذب بعد قليل ..

 

======================

7- الرواية السابعة:

 

#- (أثر ضعيف) .. أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} الأعراف:175 .. قَالَ: هُوَ بَلْعَمُ بْنُ بَاعُورَاءَ) رواه الحاكم..، وقال الذهبي في التعليق: على شرط البخاري ومسلم ..، (قلت خالد صحب الرسالة): الأثر ضعيف وفيه (مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ) مجهول الحال ..

 

======================

8- الرواية الثامنة:

 

#- (أثر ضعيف) .. قال الطبري: حدثنا الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ({وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} الأعراف:175 .. قَالَ: هُوَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: بَلْعَمُ، وَكَانَ يَعْلَمُ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ) رواه أبو جعفر الطبري في تفسيره. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند (المثنى بن إبراهيم الآملي الأبلي) وهو مجهول .. ولا ترجمة له في كتب أهل العلم .. وتحسين ابن كثير له في التفسير ليس حجة لتحسينه مروياته .. إذ لا يوجد ترجمة لهذا الشخص في كتب أهل العلم .. فمن أي علم أتى بن كثير بتحسينه ..!!

 

=====================

 

@- ثانيا: سبب نكارة وكذب متن قصة بلعام بن باعوراء:

 

#- هذه القصة أيها السادة لا يمكن ان يصدقها أحد .. لأسباب كثيرة .. ولكن أريد توضيح أمر مهم حتى تستوعب لماذا لا يمكن أن تكون هذه القصة حقيقية .. ولا حتى قصة من قصص بني إسرائيل ..

 

- أصل الموضوع: أن هذه القصة قيلت حين وصول بني إسرائيل على حدود الأرض المقدسة .. وهي أرض الشام حينئذ ومنها فلسطين والبعض قال هي منطقة أريحا بفلسطين بصفة خاصة .. وكان يسكن هذه الأرض حينئذ الكنعانيين أو الجبارين أو العمالقة .. وكانوا أهل بطش وشدة وفيهم عزم للقتال ولهم بسطة في الجسم .. وكانوا "قوم من العرب" - "وكانوا في زمن الفراعنة" .. وكان هؤلاء الجبارين عليهم غضب من ربنا لأنهم افتروا في الأرض .. وقد أمر الله موسى أن يتحرك ببني إسرائيل بعد خروجهم من مصر لهذه المدينة لتكون سكنا لهم .. فيقاتلوا الجبارين ويسكنوا مساكنهم .. إلا أن بني إسرائيل جبنوا وخافوا وعصوا كلام نبيهم .. فحكم الله عليهم بأن يتيهوا أربعون سنة في الصحراء .. لا يعرفون الخروج منها .. وفي ذلك قال تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23) قَالُوا يَامُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)) المائدة:21-26.

 

#- إذن مما سبق: نحن نفهم أن الذي دعا على بني إسرائيل هو موسى عليه السلام .. وقد استجاب الله دعاءه فيهم .. بل ولم يدخلوا الأرض المقدسة إلا بعد أربعين سنة.

 

@- والآن نعود لقصة بلعام بن باعوراء المكذوبة .. نعم هي مكذوبة .. ليه ؟

1- لأنه لا نعرف من هو بلعام بن باعوراء .. هذا الذي تتحدث عنه الروايات .. إذ ذكرت بعض الروايات الباطلة .. أنه من أنبياء بني إسرائيل .. وبعض الروايات الباطلة الأخرى أنه مجرد شخص من الأولياء يعلم الإسم الاعظم ..

- وبعض الروايات عموما قالت أن بلعم هذا كان يسكن أرض الجبارين .. وسواء كان نبي أو ولي .. فكيف لشخص مثله يكن معه الإسم الاعظم ويرى الملائكة .. ويكون ساكنا مع هؤلاء القوم الذين عليهم غضب من ربنا .. وإلا ما كان الله قد أمر الله موسى بقتالهم .. ؟!

- وطالما هذا الشخص هكذا .. فلماذا من باب أولى كان يدعو لقومه فيهتدوا كما هو اهتدى ؟!!!

- مش كده ولا إيه يا عقلاء البشر ؟!!

 

2- لا يمكن تصديق أن يكون شخص مجاب الدعاء ويعلم أن موسى رسول الله ومؤيد بالملائكة .. بل ويرى الملائكة ورأى جبريل "كما في رواية" .. ويعلم من الله لأنه نبي حسب بعض الروايات .. ثم بعد كل هذه القدرات .. ويذهب ليدعو على موسى .. فهذا ليس بكلام يستقيم في العقل أبدا ..!!

- بل هذا كلام فيه اتهام صريح للأنبياء .. بأنهم نفوس ساقطة في أصلها ومنحرفة وتميل للإنحطاط الدنيوي .. وحاشاهم فهم بريئون من تلك التهمة .. بل هذه القصة مكذوبة بكل تأكيد .

- فضلا عن أننا لا نعلم أنه كان يوجد نبيا مع موسى سوى أخاه هارون ..!!

 

3- من اللامعقول .. أن يكون شخص يدعو الله ويلهمه في نفسه بكلام يفهمه بيقين .. وينزل من على حماره حينما يرى الشيطان أمامه ليسجد له .. ويكون حاله أنه ينكح بهيمته ..!!

- فهذا كلام لا يقبله أي عاقل ..!!

 

4- أما عن الكذب بأن موسى زنا بامرأة .. فهذا من احقر ما قيل في الروايات التي أشار البعض على صحة إسنادها وكأنها قصة مقبولة .!!

 

5- ومن الكذب في القصة على موسى عليه السلام .. أن قائد في بني إسرائيل يتحدى موسى ويأخذ أمامه فتاة كنعانية "من الشام" .. ويزني بها وهو يعلم انها محرمة عليه بأمر من موسى .. فيتحدى موسى جهرا وبكل وقاحة متحديا له أمام بني إسرائيل جميعهم .. ويأخذ العاهرة معه ليزني بها في خيمته على مرأى ومسمع من الجميع .. وموسى خضع لفعله هذا وكأنه مغلوب على أمره مسكين ..!!

- فيا لهذه الحقارة في القصة .. يظهرون موسى كجبان لا يقوي على أن يمنع الحرام .. وحاشاه عليه السلام ..!!

- في حين يأتي صاحبا لموسى كان خارج المعسكر .. ويجد أن هناك طاعون قد حدث في بني إسرائيل .. فيكتشف قصة الزنا .. فيدخل الخيمة ويقتل الزاني والزانية .. وكأن موسى وكل بني إسرائيل ما كانوا يستطيعون فعل ذلك .. ويتفرجون عليهما ..!!

 

6- والذي يرشدك إلى أن هذه القصة مكذوبة .. هو أن القصة تظهر أن موسى وبنو إسرائيل دخلوا الأرض المقدسة .. وهذا كذب .. ومخالف للقرآن أصلا .. وسبق بيان الآيات التي قالت بأنهم لم يدخلوا الأرض المقدسة ..!!

 

7- ومن أكاذيب القصة .. أن الطاعون أخذ الصالحين .. وترك الزناة في خيمتهم يتنعمون بالزنا ..!!

 

8- ومن أكاذيب القصة .. أن الطاعون في ساعة واحدة قتل أكثر من سبعين ألف شخص .. والبعض يقول عشرون ألف شخص .. وكأنها قنبلة نووية ألقيت عليهم .. ولكن ماذا كان عدد بنو اسرائيل أنذاك حتى يقال مات منهم سبعون ألف أو حتى عشرة آلاف ..!!

ولو كانوا بمئات الألوف .. فكيف خرجوا من مصر بهذا العدد ..!!

 

9- ومن أكاذيب القصة .. أن رجل بمقام بلعام هذا سواء قيل عنه نبي أو ولي .. يقبل الرشوة .. وهو بإمكانه أن يدعو الله فيستجيب له بما يريد من مطالب الدنيا ..!!

 

10- ومن أكاذيب القصة .. تسليط امرأة بلعام عليه لتغويه وتؤثر عليه بعد أن تم رشوتها لتفتنه .. وافتتن بها بلعام ..!!

- ولا تنسى أن رواية أخرى قالت: أنه كان لا يأت النساء بل يأتي بهيمته (حمارته) ..!!

 

#- ولو دققنا أكثر سنجد أكاذيب أخرى .. ولكن أكتفي بما سبق .. وهو يغني لمن كان له عقل يفكر به .. ليحكم بيقين أنها قصة مكذوبة من اختلاق بعض اليهود .. في الزمن القديم .. وتم توارثها دون أي تحقيق ..!!

 

#- خلاصة القول:

1- لا يوجد بلعام بن باعوراء .. إلا في خيال من نقلوا هذه القصة عمن لا نعرفهم .. !!

- والحقيقة أنه لا توجد قصة صحيحة خاصة بهذه الشخصية في كتب التراث .. ولذلك أنكرها كثير من العلماء وكأنها لا وجود لها ..

 

2- واختلفت الروايات في التعريف باسم بلعام .. فروايات جاءت عن الصحابي ابن عباس أن المقصود في الآيات هو شخص من بني إسرائيل واسمه (بَلْعَمُ بْنُ بَاعُرَا) ومرة بلفظ (بَلْعَامُ بْنُ بَاعُرَ) .. وجاء عن الصحابي عبد الله بن مسعود أنه شخص من بني إسرائيل يقال له (بَلْعَمُ بْنُ أَبُرَ) .. (بلعام بن باعوراء).

- وهذه الآثار المروية عن بن عباس وبن مسعود .. اكتفيت بذكر روايتين منهما وهما الرواية السابعة والثامنة .. لأنهما اقتصرت فقط على الإسم .. ولا قصة فيها .. فيقال أن الآية نزلت ف فلان .. فقط .. ولا دليل في هذه الآثار المنقولة عن بعض الصحابة بل وكثير منها تالف كما سبق وأوضحت نماذج منها .. فانتبه.

 

3- قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) الأعراف:175... لا نعرف من هو هذا الشخص تحديدا .. لأن الغرض من الآية هو التعريف بحاله وليس التعريف باسمه .. وإلا كان الله أخبرنا بذلك ..

- والله أعلم.

 

**********************

 

..:: س2: ما هي قصة المرأة البسوس التي تم تداولها في بعض كتب أهل العلم للدلالة على أنها تشير لقوله تعالى (الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا) ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من الخرافات التي قيلت في بعض كتب التفسير عند قوله تعالى: (الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) الأعراف:175.

 

- قصة عن امرأة تسمى البسوس ..!!

أ- هتسألني وتقولي: إيه علاقة قصة امرأة .. بالذي انسلخ عن آيات ربه إذ لم تقل الآية (التي انسلخت) ؟!!

 

ب- هقولك: لو الناس عندها عقل زيك كانت فهمت .. بس أهو مجرد خرافة مش أكتر .. وكمان خرافة مكذوبة على الصحابي عبد الله بن عباس ..

 

@- وإليك بيانها لتكون على علم بها.

#- (قصة من الإسرائليات – باطلة – ومكذوبة على بن عباس) .. عن أحمد بن عبيد الله بن كادش ........ إلى أن قال السند: عن أبي سعد الأعور عن عكرمة عن ابن عباس: (في قوله تعالى " الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها " قال هو رجل أعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيهن ..

- وكانت له امرأة يقال لها البسوس وكان له منها ولد وكان لها محبا ..

- فقالت اجعل لي منها دعوة واحدة.

- قال فلك واحدة فما تريدين ؟

- قالت ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة من بني إسرائيل.

- فدعا لها فجعلت أجمل امرأة من بني إسرائيل.

- فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه.. وأرادت شيئا آخر ..

- فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نبَّاحة .. فصارت كلبة نباحة .. فذهبت فيها دعوتان.

- فجاء بنوها فقالوا ليس بنا على هذا صبر .. وقد صارت أمنا كلبة نباحة يعيرنا الناس بها .. فادع الله أن يردها إلى الحالة التي كانت عليها ..

- فدعا الله فعادت كما كانت فذهبت الدعوات الثلاث .. وهي البسوس) رواه بن عساكر في تاريخ دمشق. (قلت خالد صاحب الرسالة): القصة باطلة ومكذوبة على الصحابي عبد الله بن عباس .. وشيخ بن عساكر وهو  (أحمد بن عبيد الله بن كادش) اتهمه بن النجار بالكذب .. وقد اعترف على نفسه بوضع حديث وتاب وأناب. (راجع لسان الميزان ترجمة 623) ..، وفيه (أبي سعد الأعور – وهو سعيد بن المرزبان) ضعيف منكر الحديث وتركوه (راجع تهذيب التهذيب ج4 ص80) .

 

#- وقوله في آخر الرواية: (وهي البسوس) أي التي يضرب بها المثل في الشؤم ويقال (أشأم من البسوس) .. فكما كانت هذه المرأة البسوس شؤم على زوجها .. فضرب بها المثل لكل ما هي شؤم من النساء .. والله أعلم.

 

#- خلاصة القول:

- هذه القصة البسوس لا علاقة لها بآيات القرآن .. وإنما لها علاقة بالخرافات فقط .

 

************************

 

..:: س3: هل قصة بلعام بن باعوراء وقصة المرأة البسوس جاءت في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- قصة بلعام بن باعوراء والمرأة البسوس .. لم تأتيا عن النبي صلى الله عليه وسلم .. لا في حديث صحيح ولا ضعيف .. ولا حتى في حديث مكذوب على النبي ..!!

- فلا قصة ولا تفسير للنبي عند قوله تعالى: (الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) الأعراف:175.. !!

 

2- وإنما الفضول المذموم في العلم والرغبة في معرفة ما أبهمه القرآن ولم يخبرنا بتفاصيله .. هو ما كان السبب في إدخال هذه الروايات الباطلة في بعض كتب أهل العلم .. وانتشار الخرافات ..!!

- والله أعلم.

 

#- ملحوظة: هناك قصص أخرى .. قيلت في سبب نزول آية الأعراف .. ولا ترتقي للخرافة كالقصص التي سبق وذكرناها .. ولكن القصص الأخرى نذكرها إن شاء الله بصورة مجملة في الفصل القادم بإذن الله .. ومعها تفسير لطيف لتعرف الحقيقة بعد أن عرفت الباطل .. مع بعض الإشارة لجماليات آية الأعراف التي تكلمنا عنها بإذن الله .. وهي قوله: (الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ).. ولماذا تم وصف هذا الشخص بالكلب الذي لسانه يلهث ..؟!!

- والله ولي التوفيق. 

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .