ج1: قصة النبي أيوب عليه السلام - ما هي قصة أيوب عليه السلام في القرآن وتفسير آياتها ببساطة.

   بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة قصص من كتب التفاسير

قصة النبي أيوب عليه السلام

بين الحقيقة القرآنية وخرافات في بعض الكتب التفسيرية

- مع كشف العيوب في روايات قيلت عن النبي أيوب -

- ومقارنة بين أيوب القرآن وأيوب التوراة -

- مع توضيح حقيقة (مسني الشيطان بنصب وعذاب)-

(الفصل الأول)

#- فهرس:

:: الفصل الأول :: عن قصة أيوب عليه السلام .. مقدمة الرسالة والآيات الدالة على قصة أيوب من القرآن ::

@- مقدمة الرسالة ..

1- س1: ما هي قصة أيوب عليه السلام في القرآن وتفسير آياتها ببساطة ؟

===================

:: الفصل الأول ::

====================

..:: مقدمة عن قصة النبي أيوب عليه السلام ::..

 

- قصة النبي أيوب عليه السلام .. من القصص القرآنية التي قد أحاطتها الخرافة بكثرة في الكتب الدينية القديمة .. مثلها مثل قصة سليمان عليه السلام .. فلا يوجد خرافة عن القصص في كتب التفسير التراثية القديمة مثل ما تجده عن قصة أيوب وسليمان عليهما السلام ..

 

- و الحقيقة أن المشكلة ليست في الخرافة لو كانت تقال على أنها مجرد خرافة .. وإنما المشكلة أن هذه الخرافة  جعلوا منها حقيقة دينية .. وهذه هي المصيبة ..!!

 

- حتى أن بعض أهل زماننا .. يعيدون إحياء هذه الخرافات ونشرها بصورة أوسع على الإنترنت من خلال فيديوهات اليوتيوب وغير ذلك ..

 

- بل جعلوا من الشيطان هو البطل الأول للقصة .. والمتصرف الأوحد في النبي أيوب عليه السلام .. !!

 

- ليس هذا فقط .. بل جعلوا الشيطان وسيطا إلى الله .. في طلب الشر لأيوب ويكون هو من يقوم بإذلاله وقهره وتحطيمه .. وقد وافقه الرب على ذلك ..!!

 

- بل والخرافة تخطت حدود العقل والدين .. ووجدت بعض من لا يرضي إلا شيطانه ليزيده قوة روحانية .. يقول أن الشيطان تلبس بأيوب وفعل به الأفاعيل فأمرضه وقهره وأذله وحطم حياته .. للدلالة على أن للشيطان القوة والقدرة في السيطرة على الإنسان بأي طريقة وكيفما شاء ..!!

- وهذا من الكذب والبهتان الذي بلغ الحد فيه مبلغه ..

 

- ومن أجل ما سبق .. أحببت توضيح ما أحاط قصة النبي أيوب عليه السلام من حقيقة قرآنية .. وكذلك ما أحاطها من خرافات وأكاذيب وتصورات وهمية .. تم نسبتها للنبي أيوب عليه السلام ..

 

- مع توضيح حقيقة (مسني الشيطان بنصب وعذاب) .. خاصة وأن بعض تجار الرقية وهواة تضليل المؤمنين وتخويفهم من الشيطان .. يستغلون قصة أيوب عليه السلام في إثبات مسألة المس الروحاني لأيوب عليه السلام .. وهذا من أقبح وأحقر ما يمكن أن يتصوره عقل رشيد أو يقبله قلب مؤمن سليم .. لأنهم بذلك جحدوا وكذبوا بآيات الله لينتصروا للشيطان .. وحسبهم ما فعلوا ويفعلوا .. ويكفي أنهم في أعناقهم طوق الكذب على أيوب وعلى الله في كلامه ..!!

 

- فمن أجل ما سبق .. أحببت توضيح قصة النبي أيوب .. وأظهر ما قاله القرآن كحقيقة قرآنية .. وأظهر ما في القصة من الخرافات والأكاذيب .. حتى تكون بصيرا بالحقيقة .. والله ولي التوفيق.

 

************************

 

..:: س1: ما هي قصة أيوب عليه السلام في القرآن وتفسير آياتها ببساطة ؟ ::..

 

- قصة أيوب عليه السلام .. قد أتت في القرآن الكريم في مكانين فقط .. في سورة الأنبياء وسورة ص .. بمجموع آيات عددهم ستة آيات فقط .. أي أن قصة أيوب عليه السلام جاءت في ستة آيات مقسمة على سورتين .. وإليك بيان ذلك .. ثم أذكر تفسير بسيط أسفل كل مجموعة آيات ..

 

1- قال تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) الأنبياء:83-84.

 

@- قال الشيخ أسعد حومد رحمه الله (المتوفى:2011 م) في تفسيره:

#- الآية (83):

- يذكر الله تعالى ما أصاب عبده أيوب عليه السلام .. من البلاء في ماله وولده وجسده .. ولبث في ذلك البلاء مدة طويلة فنادى ربه: يا رب لقد مسني الضر فارحمني .. وأفض علي من جودك ورحمتك ما يسعفني، ويدفع الضر عني، وأنت أرحم الراحمين.

 

#- الآية (84):

- فاستجاب الله لدعائه فكشف م به من ضر وداء .. وعوضه أهله بمثليهم .. وإنما فعل الله ذلك رحمة بعبده أيوب .. وجعله قدوة ومثالا لكيلا يظن الناس من أهل البلاء أنما فعل الله بهم ذلك لهوانهم عليه .. وليتأسوا به في الصبر عل ما ابتلاهم الله به .. وله الحكمة البالغة. (أيسر التفاسير ص2484).

 

2- قال تعالى: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص41-44.

 

@- قال الشيخ أسعد حومد رحمه الله في تفسيره:

#- الآية (41):

- (بِنُصْبٍ): بتعب ومشقة.

- (وَعَذَابٍ): ألم وضر.

- واذكر يا محمد قصة نبي الله وعبده أيوب عليه السلام .. إذ ابتلاه الله بجسده حتى أرهقه المرض . وابتلاه بأولاده فمات منهم من مات  وتفرق من تفرق .. وابتلاه بهلاك ماله .. حتى لم يعد عنده ما يكفي لعيشه .. فصبر صبرا جميلا.

- ولما طال به البلاء دعا ربه متضرعا: ( أَنِّي مَسَّنِيَ الضر وَأَنتَ أَرْحَمُ الراحمين) كما جاء في آية أخرى.

- وهنا قال: لقد مسني الشيطان بنصب وعذاب .. إذ أن أيوب لما طال بلاؤه تخلى عنه أهله وأصدقاؤه إلا زوجته .. وقلة قليلة من الأصحاب.

- فأخذ الشيطان يوسوس لهؤلاء المقيمين على الإخلاص لأيوب لينفرهم منه .. وكان يقول لهم: لو أن الله كان يحب أيوب ما ابتلاه.

- فاستجاب الله تعالى لدعاء أيوب لما رأى إخلاصه لربه .. ونفوره من وساوس الشيطان.

 

#- الآية (42):

- (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ): اضرب بها الأرض.

- (مُغْتَسَلٌ): ماء تغتسل به وفيه شفاؤك.

- فأوحى الله تعالى إليه أن يضرب برجله الأرض فيتفجر منها الماء .. وفي هذا الماء المتفجر شفاؤه ففعل، فتفجر الماء فشرب واغتسل فبريء، وعاد إلى أحسن ما كان عليه.

 

#- الآية (43):

- فلما عادت إليه صحته .. جمع الله له أهله بعد التفرق والتشتت، وأكثر نسلهم حتى صاروا ضعفي ما كانوا عليه، وكان ذلك رحمة من الله بأيوب، وجزاء له على صبره وثباته وإنابته إلى الله، وتذكرة لذوي العقول والألباب ليعلموا أن وعد الله حق، وأن عاقبة الصبر الفرج، وعاقبة التقوى والإخلاص والثقة بالله أن الله لا يتخلى عن عباده المخلصين، بل يرعاهم ويعزهم ويقويهم.

 

#- الآية (44):

- (ضِغْثاً): طاقة أو حزمة صغيرة أو قبضة.

- وكان أيوب عليه السلام .. قد غضب على زوجته في شيء فعلته وهو مريض، فأقسم إن شفاه الله تعالى ليضربنها مئة جلدة، وكانت زوجته قد أخلصت له، واحتملت بلاؤه بصبر كبير فكان ضربها مع كل ما احتملته جزاء سيئا، فأفتاه الله تعالى أن يأخذ بيده حزمة من العيدان فيها مئة عود، ويضربها بها ضربة واحدة، فيتحلل من يمينه، ولا يحنث، فرحمه الله بهذه الفتوى، ورحم زوجته الصابرة، فقد كان أيوب عبدا مخلصا لله، كثير الإنابة إليه. (أيسر التفاسير ص3890-3893).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- لو لاحظت أخي الحبيب في الآيات السابقة .. أن الله لم يذكر لنا سبب الإبتلاء .. ولم يذكر لنا كيف كان هذا الإبتلاء ..  فهو ذكر فقط لنا أنه حدث ابتلاء لهذا النبي .. وكان وسيلة رفع هذا الإبتلاء هو التوجه إليه بمناجاته بأخص أسماءه التي رآها تتوافق مع ابتلاءه وهو أنه أرحم الراحمين.

 

#- أريدك أخي الحبيب أن تتذكر ما ذكرته لك جيدا منذ قليل .. وتتمعن في قرآءة الآيات .. لأن ما سيأتي معنا في رسالتنا الصغيرة هذه .. من كلام سأذكره لك .. لا أظن أن الشيطان نفسه كان يصدق أنه ممكن لمؤمن أن يصدق ما تم كتابته في قصة أيوب عليه السلام ..!!

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .