بحث في المدونة من خلال جوجل

الثلاثاء، 25 مارس 2025

Textual description of firstImageUrl

ج1: قصة النبي محمد مع الصحابي بن أم مكتوم وعلاقة ذلك بقوله (عبس وتولى) - ما هي القصة التي قيلت في سبب نزول قوله تعالى (عبس وتولى) ومدى صحتها من ضعفها.

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة قصص من كتب التفاسير

رسالة

الرأي الأولى في تفسير قوله تعالى (عبس وتولى)

وبيان حقيقة قصة النبي مع الصحابي ابن مكتوم

 (الفصل الأول)

قصة النبي محمد مع الصحابي بن أم مكتوم وعلاقة ذلك بقوله (عبس وتولى) - جزء أول.

#- فهرس:

:: الفصل الأول :: عن قصة النبي مع ابن أم مكتوم وعلاقة ذلك بنزول قوله تعالى (عبس وتولى) ::

1- مقدمة عن التعريف بالرسالة ..

2- س1: ما هي القصة التي قيلت في سبب نزول قوله تعالى (عبس وتولى) ومدى صحتها من ضعفها ؟

#- أولا: ما جاء عن الصحابة ..

#- ثانيا: ما جاء عن التابعين ..

 *****************

..:: مقدمة عن التعريف بالرسالة ::..


- بسم الله والحمد لله .. وأسأل الله التوفيق فيما سأكتبه .

- وجدت في قصص النبي صلى الله عليه وسلم .. قصة فيها غرابة وعلامة استفهام عند بعض المؤمنين .. حتى أن البعض أنكرها .. ولكن الغالبية يرونها عادية .. والسبب في ذلك هو أن البعض ربط تفسير آيات من القرآن من سورة "عبس" بهذه القصة .. وكانت ألفاظ الآيات قوية جدا ولذلك أنكرها من أنكرها لعدم ظنه أن مثل هذا يقال للنبي .. فضلا عن أن القصة المرتبطة بهذه الآيات ليست محل قبول في أن يكون النبي فعل ما قالت به القصة بسبب ما جاء في بعض روايتها من ألفاظ تدل على أن النبي عبس في وجه شخص وأعرض عنه ..!!

 

- فما هذه القصة وما الآيات التي ارتبطت بها ؟

 

- ببساطة هذه القصة تقول: أن رجل أعمى اسمه عبد الله ابن أم مكتوم وهو كان ابن خال السيدة خديجة بنت خويلد .. "وهو صحابي جليل ولكن في هذه القصة لا نعرف هل كان آمن بالنبي أم لم يؤمن بعد" .. وهذا الرجل قد جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي جالسا يتحدث مع أكابر قريش يدعوهم للإيمان .. فدخل عليه عبد الله بن مكتوم .. وطلب منه أن يعلمه شيئا .. فتجاهله النبي ولم يلتفت إليه .. لانشغاله بدعوة كبار قريش .. فنزل في ذلك قرآن يعاتب الله فيه النبي صلى الله عليه وسلم .. وهي قوله: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11)) عبس:1-11.

 

- والمتأمل في الآيات .. سيجد فيها عتاب قوي جدا .. وسيجد في أول لفظين (عبس وتولى) فيهما قوة شديدة في معانيهما .. فالعبوس معناه ظهور الإنزعاج والضيق على ملامح الوجه بما يدل على النفور ..، والتولي معناه الإعراض عنه متجاهلا له.

 

- وهنا يخطر على البال سؤال: هل ظهر فعلا في القصة عبوس النبي صلى الله عليه وسلم في وجه الرجل الأعمى ..؟ أم أن هذه القصة مدسوسة في السيرة النبوية كحال كثير من القصص ..؟ أم أن لها فهم آخر خلاف ما يظهر للوهلة الأولى لوجود شيء خفي لم ينتبه له بعض المؤمنين الذين أنكروا القصة ..؟ أم أنه توجد في ألفاظ بعض الروايات ما جعل نفور في نفوس البعض بإنكار هذه القصة ..؟ ولا إيه الحكاية ؟!!

 

- وإذا كانت القصة المرتبطة بالآيات صحيحة .. كيف نفهم قوله تعالى (عبس وتولى) لو كان المقصود بها النبي .. فهل هذا يخل أو ينقص من مقام النبي أو يعيبه في شيء ؟!! وإن كانت القصة غير صحيحة فمن المقصود حينئذ بقوله تعالى (عبس وتولى) وكيف نفهم الآيات ؟!!

 

- وغير ذلك من أسئلة نبحثها هنا في هذه الرسالة .. وأرجو من الله التوفيق لما يحب ويرضى.

- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.

 

*****************************

:: الفصل الأول ::

*****************

 

..:: س1: ما هي القصة التي قيلت في سبب نزول قوله تعالى (عبس وتولى) ومدى صحتها من ضعفها ؟::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- عند قوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)) عبس:1-11.

 

- نجد أن عموم كتب التفسير والسيرة .. يربط هذه الآيات بقصة محددة حدثت في زمن النبي .. وكانت هذه القصة حدثت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين رجل أعمى أي كفيف البصر اسمه عبد الله "أو عمرو" بن أم مكتوم .. فرأيت أنه من المهم مراجعة هذه القصة التي أشارت لهذه الآيات .. قبل البدء في تفسير الآيات أو الكلام عليها .. حتى نحدد ما هو الطريق الذي تشير إليه الآيات .. وبالتالي نفهم بعد ذلك المقصد من آيات الله.

 

#- وإليك أخي الحبيب .. جمعا من الروايات التي قد قيلت في سبب نزول قوله تعالى (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى) عبس:1-2 .. ومن هذه الروايات هو الآتي:

 

#- أولا: ما جاء عن الصحابة ..

 

1- (حديث ضعيف) .. عن مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (فِي قَوْلِهِ {عَبَسَ وَتَوَلَّى} [عبس: 1] جَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُكَلِّمُ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ .. فَأَعْرَضَ عَنْهُ .. فَأَنْزَلَ اللَّهُ {عَبَسَ وَتَوَلَّى} [عبس: 1].

- قَالَ "أي أنس بن مالك": فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْرِمُهُ.

- قَالَ قَتَادَةُ: وَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: رَأَيْتُهُ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ وَمَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ - يَعْنِي ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ) رواه أبو يعلى في مسنده برقم 3123 .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. و(محمد بن مهدي) هو (الأيلي) وهو ثقة.. والبعض قال هو مجهول ..!!، ولكن علة الحديث من وجهة نظري هي عنعنة قتادة عن أنس بن مالك .. فهو دلس في الرواية ولم يصرح بالسماع إلا في الجزء الأخير فقط من الرواية .. ولكن الجزء الأول الخاص بقوله عن (عبس وتولى) فهو قد دلس في الرواية ولم يسمع من أنس بن مالك .. وعنعنة قتادة عن أنس غير مقبولة في غير الصحيحين لأنها في الصحيحين إن ثبتت رواية من طريق عنعنة قتادة عن أنس فيثبت من طريق آخر بالتحديث أي تأتي هكذا "عن قتادة حدثنا أنس بن مالك" أو بلفظ قريب من التحديث.

 

2- (حديث محتمل تحسينه لشواهده وليس لذاته لأنه مضطرب السند) .. عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: (أُنْزِلَتْ (عَبْسَ وَتَوَلَّى) فِي ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى .. فَقَالَتْ: أَتَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَقُولُ: أَرْشِدْنِي ..

- قَالَتْ "أي السيدة عائشة": وَعِنْدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عُظَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ ..

- قَالَتْ "أي السيدة عائشة": فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرِضُ عَنْهُ .. وَيُقْبِلُ عَلَى الْآخَرِ وَيَقُولُ "أي يقول للآخر": أَتَرَى بمَا أَقُولُ بَأْسًا .. فَيَقُولُ "أي الآخر": لَا .. فَفِي هَذَا أُنْزِلَتْ عَبَسَ وَتَوَلَّى) رواه الطبري والحاكم والترمذي وأبو يعلى وغيرهم .. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .. فقد أرسله جماعة عن هشام بن عروة.. (انتهى النقل) ..، وقال الترمذي: وروى بعضهم هذا الحديث عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أنزل عبس وتولى في ابن أم مكتوم ولم يذكر فيه عن عائشة. (انتهى النقل)..، (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا الحديث مضطرب الإسناد فمرة يروى مسندا للسيدة عائشة .. ومرة يروى مرسلا عن عروة بن الزبير كما رواها الإمام مالك في الموطأ ، ورواها وكيع مرسلة أيضا عند أحد روايات الطبري في تفسيره ..، ورواها الذهبي في سير أعلام النبلاء مرسلة عن عروة .. وقد أشار لذلك الترمذي والحاكم .. وهذا الإضطراب في حد ذاته يضعف الرواية ..، فضلا عن أن السيدة عائشة لم تكن حاضرة لهذه الواقعة.

 

- ولكن يشهد لصحة هذه الرواية .. رواية أخرى عن السيدة عائشة جاءت في الرواية التالية .. والتي تشير إلى أن السيدة عائشة علمت أن سورة (عبس) نزلت في ابن أم مكتوم .. فتأمل الرواية التالية:

 

#- (أثر مقبول) .. عن أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ أَبِي الْبِلَادِ " وهو يَحْيَى بْنُ الضحاك الْغَطْفَانِيُّ"، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ "بن الأجدع التابعي" قَالَ: (دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ (أي استأذن بالدخول عليها لأنه كان من أقرب طلابها في نقل العلم عنها) وَعِنْدَهُا رَجُلٌ مَكْفُوفٌ (أي أعمى) .. تَقْطَعُ لَهُ الْأُتْرُجَّ (نوع من الفاكهة كالبرتقال) وَتُطْعُمُهُ إِيَّاهُ بِالْعَسَلِ .. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ: هَذَا ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ .. "أَقْبَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ عُتْبَةُ وَشَيْبَةُ .. فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمَا" .. فَنَزَلَتْ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} [عبس: 2] أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى قَالَتْ: ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ) رواه الطبراني في الأوسط..، والبيهقي في شعب الإيمان .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث مقبول .. لأن فيه (أحمد بن بشير الهمداني) وهو مختلف عليه بين القبول الضعف .. ومن هذا حاله فهو يكون مقبول الحديث "وإن كان ليس بحجة".

 

#- ملحوظة هامة: حديث السيدة عائشة هو المنتشر في كتب التفسير ..، وعند البحث وجدت الرواية الثانية التي فيها السيدة عائشة تطعم ابن أم مكتوم .. ولم أجد لها ذكرا في كتب التفاسير المتوفرة عندي .. فأثبتها هنا لأنها قد تزيد من تحسين رواية السيدة عائشة .. والله أعلم.

 

#- ملحوظة أخرى: وهذا الأثر المروي عن (أبي البلاد) الذي فيه اطعام السيدة عائشة لابن أم مكتوم .. أتى بسند آخر عن (مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي الْبِلَادِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى عَائِشَةَ وَعِنْدَهَا ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَهِيَ تَقْطَعُ الْأُتْرُجَّ بِعَسَلٍ وَتَطْعَمُهُ فَقِيلَ لَهَا .. فَقَالَتْ: «مَا زَالَ هَذَا لَهُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُنْذُ عَاتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ نَبِيَّهُ) رواه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب وسقط من رواية البيهقي لفظ "دخل رجل" .. وهو أثر ضعيف لانقطاعه بين الشعبي والسيدة عائشة "في أصح الأقوال" ولم يذكر اسم الرجل الذي دخل على السيدة عائشة .. ولكن يظهر في الأثر الأسبق في رواية الطبراني في الأوسط أن هذا الرجل الذي دخل على السيدة عائشة هو مسروق بن الأجدع التابعي (وكان الشعبي يروي عنه) ....، ولعل "مسعر بن كدام: نسى اسم "مسروق" واستبدله بلفظ "رجل" ..، والأثر الذي رواه الطبراني أصح وسليم السند لولا أن فيه "أحمد بن بشير" ولكنه مقبول.. والله اعلم.

 

#- ملحوظة أخيرة: أحببت ان أذكر الرواية المرسلة عن عروة بن الزبير عن أبيه الزبير بن العوام - من موطأ الإمام مالك للعلم بها وهي:

(رواية مرسلة): عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: (أُنْزِلَتْ عَبَسَ وَتَوَلَّى فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَقُولُ يَا مُحَمَّدُ اسْتَدْنِينِي وَعِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرِضُ عَنْهُ وَيُقْبِلُ عَلَى الْآخَرِ وَيَقُولُ يَا أَبَا فُلَانٍ هَلْ تَرَى بِمَا أَقُولُ بَأْسًا فَيَقُولُ لَا وَالدِّمَاءِ مَا أَرَى بِمَا تَقُولُ بَأْسًا فَأُنْزِلَتْ عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى) رواه مالك في الموطأ .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الرواية بسند مرسل صحيح ولكنها ضعيفة لكونها مرسلة فيها انقطاع .. إلا أن الرواية الموصولة سبق وذكرناها وهي المروية عن السيدة عائشة .. فرواية الإمام مالك هي تعتبر في الشواهد لصحة رواية السيدة عائشة.. وإن كان بعض العلماء على أن الرواية المرسلة هي الأصوب في السند كما سبق وأوضحنا ذلك.

 

- وقوله (استدنني): وهو من الدنو أي قربني منك لأجالسك .. ، قال الطاهر بن عاشور رحمه الله: " (استدنني) أي: خذ بيدي. أراد أن يصل إلى الجلوس عنده؛ لأنه لما بلغ البيت خشي إن هو استمر على المشي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن يطأ جالسًا أو يعثر في شيء. (كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطا ص129).

- وقوله (لا والدِّماء): أتت مرة بكسر حرف الدال ومرة بضمه: قال الإمام بن عبد البر رحمه الله: "فالتي بلفظ (الدَّماء) بكسر الدال فالمقصد منها بحق دماء الذبائح التي يتم التقرب بها عند الأصنام ..، والتي بلفظ (الدُّماء) بضم الدال فهي مفردها دُمية .. فالمقصد منها الأصنام. (راجع ما قاله ابن عبد البر في الاستذكار ج2 ص495).

 

- وقول المشرك: (لا والدماء ...): كناية عن أنه لا بأس بما تقول به يا محمد ولكني غير محتاج إليه. (مستفاد من تفسير التحرير والتنوير ج30 ص107).

  

3- (حديث ضعيف جدا وفي المتن نكارة) .. عن محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: (قوله: (عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى) قال: " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجي عُتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب، وكان يتصدّى لهم كثيرا، ويَعرض عليهم أن يؤمنوا، فأقبل إليه رجل أعمى يقال له عبد الله بن أمّ مكتوم، يمشي وهو يناجيهم، فجعل عبد الله يستقرئ (أي أخذ يقرأ على) النبيّ صلى الله عليه وسلم آية من القرآن .. وقال: يا رسول الله، علمني مما علَّمك الله .. فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وعبس في وجهه وتوّلى .. وكره كلامه .. وأقبل على الآخرين .. فلما قضى (أي لما انتهى) رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأخذ (أي تحرك) ينقلب إلى أهله (أي يعود إلى بيته) .. أمسك الله بعض بصره .. ثم خَفَق برأسه .. ثم أنزل الله: (عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى) ، فلما نزل فيه أكرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلَّمه .. وقال له: "ما حاجَتُك، هَلْ تُرِيدُ مِنْ شَيءٍ؟ " وإذا ذهب من عنده قال له: "هَلْ لكَ حاجَةٌ فِي شَيْء؟ " وذلك لما أنزل الله: (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى) رواه الطبري في تفسيره..، (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا الحديث ضعيف جدا ومتنه منكر .. ففيه (فيه (محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية - أبو جعفر العوفي) وهو شيخ الإمام الطبري في حديثه لين أي ضعف..، وفيه (سعد بن محمد العوفي) وهو متروك الحديث ..، وفيه (الحسين بن الحسن العوفي "عم سعد بن محمد") وهو ضعيف الحديث ..، وفيه (الحسن بن عطية العوفي) وهو ضعيف الحديث ..، وقال الإمام أحمد شاكر رحمه الله في تخريج تفسير الطبريج1 ص263: هذا الإسناد من أكثر الأسانيد دورانا في تفسير الطبري، وهو إسناد مسلسل بالضعفاء من أسرة واحدة، إن صح هذا التعبير! وهو معروف عند العلماء بـ "تفسير العوفي". (انتهى النقل).

 

#- أما عن متن الحديث: ففيه نكارة لا يمكن تصديقها في حق النبي وهو أن الله (أمسك الله بعض بصره) وكأن الله أعمى النبي مؤقتا .. ليذيقه شيئا من هذا العمى .. وهذا من الباطل الذي انفرد به جماعة العوفي ..

 

#- وفي (أثر ضعيف) عن حجاج بن محمد المصيص عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج قال .. قال: بن عباس: (جاءه بن أُمِّ مَكْتُومٍ وَعِنْدَهُ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ لَهُ عَلِّمْنِي مَا عَلَّمَكَ اللَّهُ .. فَأَعْرَضَ عَنْهُ وَعَبَسَ فِي وَجْهِهِ .. وَأَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَنَزَلَتْ (عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأعمى) عَبَسَ: 1- 2 ..، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ مُقْبِلًا بَسَطَ رِدَاءَهُ حَتَّى يُجْلِسَهُ عَلَيْهِ وَكَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ اسْتَخْلَفَهُ يُصَلِّي بِالنَّاسِ حَتَّى يَرْجِعَ) رواه ابن عبد البر في الاستذكار .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف مقطوع من أوله وفي آخره .. إذ أن ابن عبد البر لم يذكر أول السند .. أما في آخره فإن (بن جريج) دلس في الرواية عن بن عباس لأنه لم يقابل بن عباس ..

 

#- ثانيا: ما جاء عن مراسيل التابعين ..

1- (أثر صحيح مرسلا ولكنه ضعيف) .. عن معمر، عن قتادة التابعي قال: (جاء ابن أمّ مكتوم إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يكلم أبيَّ بن خَلَف، فأعرض عنه، فأنزل الله عليه: (عَبَسَ وَتَوَلَّى) فكان النبيّ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يُكرمه ..، قال أنس: فرأيته يوم القادسية عليه درع، ومعه راية سوداء) رواه الطبري في تفسيره.. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر صحيح حتى قتادة .. ولكنه مرسل لانقطاع السند بين قتادة وبين النبي صلى الله عليه وسلم.


2- (حديث ضعيف جدا) .. يقول الطبري: حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ "وهو الفضل بن خالد الباهلي" يقول: ثنا عبيد " وهو عبيد بن سليمان الباهلي"، قال: سمعت الضحاك "وهو بن مزاحم التابعي" يقول: (في قوله: (عَبَسَ وَتَوَلَّى) تصدّى رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من مشركي قريش كثير المال، ورجا أن يؤمن، وجاء رجل من الأنصار أعمى يقال له: عبد الله بن أمّ مكتوم، فجعل يسأل نبيّ الله صلى الله عليه وسلم .. فكرهه نبيّ الله صلى الله عليه وسلم وتولى عنه .. وأقبل على الغنيّ .. فوعظ الله نبيه .. فأكرمه نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، واستخلفه على المدينة مرّتين في غزوتين غزاهما) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف جدا .. فيه انقطاع من أوله .. وفيه (الحسين بن الفرج) وهو ضعيف ومتروك الحديث .. قال عنه الذهبي: أنه كان ضعيفا.، قال ابن أبي حاتم: كتب أبي عنه ثم تركه (راجع تاريخ الإسلام ج6 ص319 ترجمة 200) ..، و (أبا معاذ وعبيد) كلاهما مقبول ..، والحديث مقطوع على (الضحاك بن مزاحم) ككلام مرسل منه لا نعلم من أين أتى به ..!!

 

#- وفي رواية أخرى (ضعيفة جدا) .. عن جويبر بن سعيد البلخي عن الضحاك ومما جاء في الرواية: (فأقبل عبد الله بن أم مكتوم الأعمى فجعل يسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه وَيعْبِسُ في وجهه ويقبل على الآخر، وكلما سأله عبس في وجهه وأعرض عنه ...) رواه ابن سعد في الطبقات .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند (جويبر بن سعيد) وهو ضعيف جدا .. (راجع تهذيب التهذيب ج2 ص124).

 

3- (حديث ضعيف جدا) .. عن يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا عبد الله ابن وهب، قال: (قال ابن زيد "وهو عبد الرحمن بن زيد من أتباع التابعين": (وسألته عن قول الله عزّ وجلّ: (عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى) قال: جاء ابن أمّ مكتوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقائده يبصر، وهو لا يبصر .. قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى قائده يكفّ .. وابن أمّ مكتوم يدفعه ولا يُبصر .. قال: حتى عبس رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فعاتبه الله في ذلك .. فقال: (عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ... ) إلى قوله: (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى) ) ..

- قال ابن زيد: كان يقال: لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَتَمَ من الوحي شيئا .. كتم هذا عن نفسه ..

- قال: وكان يتصدّى لهذا الشريف في جاهليته رجاء أن يسلم، وكان عن هذا يتلَّهى) رواه الطبري في تفسيره..، (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا حديث ضعيف جدا .. فيه (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم) وهو ضعيف عند العلماء (راجع تهذيب التهذيب ج6 ص178) ..، والرواية مرسلة من بن زيد .. وتنتهي القصة عند لفظ (فأنت عنه تلهى) ...، ولكن ما بعد ذلك فهو شرح من بن زيد فيما تشير إليه الآيات.

 

4- (رواية مجهولة بلا سند وباطلة) .. بلا سند: (أَتَى (ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ) رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُنَاجِي عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَأَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَالْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ، وَأَخَاهُ أُمَيَّةَ، يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، يَرْجُو إِسْلَامَهُمْ ..

- فَقَالَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْرِئْنِي وَعَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ .. فَجَعَلَ يُنَادِيهِ وَيُكَرِّرُ النِّدَاءَ وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ مُقْبِلٌ عَلَى غَيْرِهِ .. حَتَّى ظَهَرَتِ الْكَرَاهِيَةُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَطْعِهِ كَلَامَهُ .. وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: يَقُولُ هَؤُلَاءِ الصَّنَادِيدُ (أي الأكابر) إِنَّمَا أَتْبَاعُهُ الْعِمْيَانُ وَالْعَبِيدُ وَالسَّفَلَةُ (السفلة هنا يقصد بهم أقل الناس شأنا في المجتمع) .. فَعَبَسَ وَجْهُهُ وَأَعْرَضَ عَنْهُ .. وَأَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ يُكَلِّمُهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَاتِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْرِمُهُ ، وَإِذَا رَآهُ قَالَ: مَرْحَبًا بِمَنْ عَاتَبَنِي فِيهِ رَبِّي، وَيَقُولُ لَهُ هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ وَاسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ مَرَّتَيْنِ فِي غزوتين غزاهما رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم) هذه الرواية ذكرها البغوي في تفسيره..، وبعضها ذكره السيوطي في الدر المنثور عن بن حميد عن مجاهد .. ولكن بلا سند.

 

- ولكن ليست المشكلة هنا في السند .. لأن المشكلة الأكبر هو توهم ما قاله الرسول في نفسه .. حيث اخترعت الرواية ما كان في نفس النبي صلى الله عليه وسلم وهذا كذب في حد ذاته على النبي لأنه لا توجد رواية قالت بهذا الكلام عن أي صحابي ولا حتى عن النبي ولا حتى جاء في نصوص القرآن .. بل من الخطورة أن يتجرأ احد على النبي صلى الله عليه وسلم ويخترع ماذا كان في نفس النبي صلى الله عليه وسلم .. بل ويسيء الظن بالنبي بهذا الوصف الوقح الذي جاء في هذه الرواية الباطلة بل والساقطة والتي لا يليق بمؤمن أن يظنها بالنبي من أساسه .. ثم من أين لمن يقول بهذا الكلام بمعرفة ما كان في نفس النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!

 

#- خلاصة القول:

1- أن الروايات التي ذكرت قصة ابن أم مكتوم لا تخلو من علة تضعفها .. وبعضها محتمل تحسينه .. وأن هذه القصة تقول: بأن شخص كنيته ابن أم مكتوم واسمه عبد الله أو اسمه عمرو "حسب اختلاف العلماء في اسمه الأول" .. وأن هذا الشخص أتى النبي وحاول أن يتعلم منه شيئا في وقت كان النبي يتحدث فيه إلى شخص أو جماعة من أكابر قريش طمعا في إيمانهم .. وانشغل النبي بالكلام مع رجال قريش ولم يلتفت لعبد الله بن أم مكتوم.

 

2- رأينا روايات ذكرت القصة وفيها ألفاظ قبيحة من وضع الرواة أنفسهم .. وكأن كل راوي يطلق لمخه تصور ما يمكن أن يكون حدث .. حتى أتى البعض بألفاظ مثل (وكلما سأله عبس في وجهه) ، (فكرهه نبي الله) ..!!

 

- حتى أن البعض دخل في باطن النبي .. وتصور ما يمكن أن يكون النبي قد حدث به نفسه كما قالت احد الروايات: (وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: يَقُولُ هَؤُلَاءِ الصَّنَادِيدُ (أي الأكابر) إِنَّمَا أَتْبَاعُهُ الْعِمْيَانُ وَالْعَبِيدُ وَالسَّفَلَةُ) ..!! وهذا من أغرب ما يمكن أن نتصوره ..!!

- وهذه الألفاظ والتصورات الخاصة ببعض الرواة .. هي التي جعلت بعض المؤمنين يشك في تلك الروايات لما فيها من قبح ألفاظها.

 

@- مع ان الروايات الصحيحة كرواية أنس بن مالك والسيدة عائشة لم يتم ذكر فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عبس في وجه الأعمى ..!!

 

- ولكن هذه القصة لا تمر مرور الكرام .. وإنما لابد أن يكون لها مسائل عقلية تتعلق بها .. وهذه المسائل نذكرها إن شاء الله في الفصل القادم إن شاء الله ..



*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 32 تعليقًا:

  1. ياالله صل على سيدنا ومولانا محمد الطيب الطاهر الزكي التقي وعلى آله وسلم.

    ردحذف
  2. اللهم صل على سيدنا محمد ذو الخلق العظيم وعلى آله وصحبه اجمعين

    قصة لطالما استوقفتنا واستنفرنا واستكرهنا ما جاء في بعض التفاسير .. فجزاك الله كل خير استاذنا الفاضل على التحقيق فيها .. امدك الله بمدده وفتح عليك .. امين يارب العالمين

    ردحذف
  3. سيّدي ومولاي وأستاذي الحبيب خالد،

    يسّر الله أمرا قد أردتم خوض غماره، وسبر أغواره، وإستكناه ما حُجب من آثاره، وما قد دُّّلّس فيه بما يقضّ مضجع المريد، الملتفت الطّالب للحقّ لا يخشى فيه إلا يوم الوعيد، أمرا يدمع معه القلب قبل العين، بعد أن كثُر في الأحاديث الغين.

    يسّر الله لكم تدبّر الأسانيد، وإطراق النّظر لمن قد تأتي في رواياته، وإن صحّت، ما يجعل المسلم منها يكاد يحيد؛ وإني بعد هذا وذاك مستأنس بطيب مقالكم، وجزيل إحسانكم، ولأمر الشارع من عظيم إمتثالكم، فيا أستاذي الحبيب نستخلفكم شرف خلق البريّة وما لا نطيق الحديث فيه لحجم البليّة، ولا أن نتكلّم في موضوعه فنوجع قلوبا نقيّة بريئة لا تعلم عمق الرزيّة، يا أستاذي الحبيب أنتم لهذه القضيّة، " فيما يبدو ممّا يتعارض بين محكم القرآن وأحاديث سيّد البريّة".

    سيّدي خالد الحبيب: أورثكم الله العلم والحكمة والبلاغة، وجعلكم على قلب سيّد البشر صاحب عموم الشفاعة، درّّة الأكوان، صاحب البرهان، اللهم آمين، بسرّ آمين، وبسرّ سيّد المرسلين، وبسر الآل والأنبياء وجميع الصّالحين، بسرّ صاحب النوبة، بسرّهم جميعا أولئك المتجلّين على أحبابهم في ليالي أنسهم لإنتشالهم من بؤسهم.

    ردحذف
  4. اللهم ارزقنا الأسوة الحسنة اتباعا لسيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

    ردحذف
  5. بسم الله صاحب التجلّيات، منير المدلهمّات، كاشف الظلمات، مقدّر الأقدار بلا اضطرار، مقيم الحال، مُلين المقال، ملجأ اللاجئين المضطرّين، سند المحتاجين، مدبّر الأكوان والأزمان، عظيم الشّان، محب العدل واضع الميزان، واهب العقل للبرهان، فلا يختلف بعد ذلك إثنان، سبحانه سيّد في إختياره وإختباره.

    أمّا بعد، فسلام الله عليكم أستاذي الحبيب خالد وكلّ أهل المدوّنة أجمعين، ومداخلتي هنا هي فقط من باب تحفيز ذهني البليد، لذلك أرجو أن لا تؤاخذوني بما قد يقوله بطيئ الفهم مثلي، ممّا قد ترونه مخالفة لحديث ترونه صحيحا ويأبى عليّ ذلك سلطان العقل القاهر، وترجمان القلب النّاظر، فاستسمحكم بأن تغفلوا شطحات المتنطّعين أمثالي، وليكن عشق محمّد شفيعا لي بينكم، فذاكم القلب الذّائب هو المسطّر لكلماتي، هذا وإنّي متّخذ محكم القرآن دستوري، وعقلي وزيرا في التّدقيق رسولي، والقلب سلطانا قائما بأموري، والسنّة الصّحيحة سندا ومتنا عندي برهانها لا بدّ يكون متمّما لذلك النّور.

    ليسعني عفوك ربّي بجمال الصّفات.

    الحقيقة أيّها الأكارم عندما أقرأ قوله تعالى: " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "،
    وأقرأ :" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ "،
    وأقرأ: " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ"؛

    الحقيقة عندما أقرأ هذه الآيات المحكمات من القرآن في وصف الحبيب، لا يمكن أن يقبل لا عقلي ولا قلبي إلّا الصورة الكاملة للنّور المحمّدي، في كلّ تجلّياتها، ولعمري إنّ قبول أيّ نسمة تهُبّ فتستنقص من هذه الصورة الكاملة لهو بمثابة السّم، إن تجرّعته فاضت روحي إلى بارئها، وعندي كلّ الأحاديث السالفة للأسف تعمل نفس عمل هذا الأخير؛ وهاؤم بعض الإستشكالات التّي قد يسألها سائل مثلي، أصوغها في نقاط:

    - إن كنّا نحن كمسلمين، بل وكأناس محترمين متخلّقين من أيّة ملّة أو دين أو طائفة، إن كنّا إذا أتى لأحدنا شخص نراه أعمى ونحن بصدد الحديث مع شخص آخر، بالله عليكم هل نعبس في وجهه أم تُرانا نطلب من محادثنا أن لا يؤاخذنا بقطع الحديث معه، إذ هذا الرّجل الأعمى حاجته أدعى لأن تُلبّى؟ أليس كذلك؟ إن كنّا نحن هكذا يكون تصرّفنا فكيف بصاحب أعلى مقامات الأخلاق؟ ألا يتعارض العبوس في نظرنا مع حسن الخّلق؟ منذ متى نعتبر العبوس من الأخلاق العظيمة؟

    - ثمّ دعوني أفكّر جهرة معكم ولأفترض أنّ الله تعالى عاتب نبيّه، كما يقول بعض المفسّرين، حاشى لله وحاشى رسول الله، عاتبه لماذا؟ لأنّه كان يتلهّى سيقول البعض ربّما وعبس. أناشدكم الله، هل رسول الله عندكم رجل يتلهّى في الحديث مع النّاس، أي ليس في أمر دعوي مع النّاس وإلا لما وُصف بالتلهّي، هل عندكم رسول الله يتلهّى بالحديث ويأتيه أعمى فيعبس في وجهه؟

    -هل عبس رسول الله حقّا في وجه الأعمى؟ ثمّ أليس الأعمى لا يرى، فلماذا يعبس في وجهه والعبوس سوف لن يراه الأعمى وسيقطع على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم كلامه مع النّاس لا محالة؟ أليس يكون عقلا هنالك شخص آخر عبس من قدوم الرّجل الأعمى؟ ألا يمكن ذلك عقلا؟

    - الغريب أيضا أنّ ابن أم مكتوم كان في المدينة، فهو من أوّل المهادرين، بل كان يؤمّ النّاس بها كما هو عند الألباني، فكيف يأتي للنبيّ لمكّة من المدينة؟ السورة مكيّة والحادثة في مكّة، فما الذّي أتى به من المدينة إلى مكّة؟

    - سؤال آخر، يقال أنّه كان أعمى، لكن أليس غريبا أن يكون الأعمى نفسة حامل الرّاية في القادسيّة عند دخول المسلمين إلى بلاد الفرس؟

    لا أحب الخوض في الأسانيد، ولي رأي الذّي أقابل به ربي ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، ولا تعنيني معايير صحّتها عند المحدّثين، فهي ليست كذلك عندي إذا كانت تتعارض مع القرآن صراحة، فكيف إذا كانت تمس من الذّات المحمّديّة.

    ردحذف
    الردود
    1. سبحان الله يا نزار هذا ما شعرت به في قوله تعالى ( علي وتولى) ان عتاب ليس للنبي صلى الله عليه و سلم ربما لاحد ممن يرافقه وكان معه في ذلك الوقت لو من عبس من رجل انا قلبي فلا يستسيغ ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم والله اعلم
      انتظر رأي الاستاذ بفارغ الصبر

      حذف
  6. تابع للتعليق السابق------------->>>>>

    أخيرا أحب أن أقرأ، ولو قليلا، معكم الآية من جديد.

    عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ (1) أَن جَآءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ (2) وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ (3) أَوۡ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰٓ (4) أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيۡكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسۡعَىٰ (8) وَهُوَ يَخۡشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ (10) كَلَّآ إِنَّهَا تَذۡكِرَةٞ (11)

    لمعترض أن يعترض أو لسائل أن يسأل، لكن المخاطب في الآية صراحة هو النبي صلى الله عليه وسلّم، بدليل قوله تعالى :" وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ "، أي يدريك أنت يا محمّد...إلخ، فالآيات المُخاطب فيها وبها هنا هو رسول الله صراحة، دون أدنى شكّ، أمّا الجواب فهو خطاب قرآني ورد في عدّة مواضع من القرآن، حيث لا يتوجّه الله تعالى مباشرة لصاحب القضيّة، فمثلا يقول الله تعالى:

    "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"،

    فالله ظاهرا يعاتب نبيّه، ولكنّ الآية لم تتعرّض لنساء النبّي صلى الله عليه وسلّم اللّائي قمن بما يوجب هذه الآية، وكان الخطاب موجّها لرسول الله، وهنا ليس عتابا لأنّه أخطأ كما يذهب البعض لذلك، بل خطاب حنان من الله لنبيّه وليس عتابا، تماما كما أنّك تحب أحدا وتعطيه فواكه كثيرة وغلال و... وهو فقط أخذ شيئا قليلا جدّا منها، فتقول له يا فلان لم تحرّم على نفسك كذا كذا... حبّا فيه وحنانا منك له وعطفا عليه، وليس عتابا، بل والتحريم هنا ليس تحريما شرعيا كما يذهب البعض إلى ذلك، بل معناه المنع، كما في الآية الكرية "وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ المَرَاضِعَ"، أي منعنا عليه المراضع، هذا لكي لا يذهب في أذهان النّاس أنّ رسول الله أخطأ فعاتبه الله، حاشى لله وحاشى لرسول الله.

    هل من آيات أخرى على نفس هذا النهج، طبعا:

    " وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ"،

    ففي هذه الآية لا يتعرّض الله سبحانه أصلا للقاتل إستنقاصا له منه فلا يخاطبه البتّة ولا يتوجّه له بالخطاب تحقيرا لفعله، فيخاطب المظلومة بدلا عنه وكأنّها المسكينة تعرف، كذلك الشّان في " وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ"، فالمخاطب رسول الله والمعني بها شخصا آخر، الذّي عبس في وجه الأعمى، ولذلك قال في الآخر " كَلَّآ إِنَّهَا تَذۡكِرَةٞ "، تذكرة لمن؟ لنبيّ الله صاحب الخلق العظيم لألّا يكرّر العبوس في وحه النّاس؟ حاشى لله ولرسوله الأفخر.

    وبمناسبة الحديث عن تنزيه النبي، فإني أريد أن أوضّح آية أيضا يظنّها البعض تشهد بارتكاب الخطأ من قبل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، وهي هذه:

    "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا"

    يذهب في إعتقاد البعض أنّ النبيّ أخطأ سابقا، ولذلك الله سيغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وشخصيا إستحالة أن أرى هذه النّظرة على الإطلاق لرسول الكمال الخلقي، والآية كما أوؤمن بها ممّن علّمني، هي تعني ذنوب النبي في نظر قومه، أعني عندما كان يقاتل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله المشركين فانّه كان يقع العديد منهم قتلى ومصابين و... والذّنب المقصود هو ما اعتبره المشركون كذلك، أي ذنبا، أي أنّههم يرونه أذنب، حاشاه، بقتل ذويهم وأصحابهم وبعض ممّن كان منهم، تماما كذنب نبيّ الله موسى عند القوم، حيث قال:

    " وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ" أي ليس ذنبا عند الله، بل عند القوم. وعَوْدا على الذنب المتقدّم والمتّأخر لنبيّ الكمال عند القوم في القرآن، فالواضح أنّه مقرون بالفتح، فما دخل الفتح هنا؟ الفتح هو عندما فتح الله مكّة على يد رسول الكمال صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، فأصبح المشركين أذلّة بين يديه وأصبحوا يخشون القتل أو السّبي أو... إذ لم يعد لهم ذنوب له فيطلبونها منه صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، غُفرت الذنوب بفتح مكّة، أي ذهبت ما كان يطالبه القوم به، لذلك "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا" يا محمّد، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ" عند القوم" وَمَا تَأَخَّرَ "منها".

    هذا والله أعلم
    تحيّاتي، وأأسف على الإطالة، إذ لم أرد التدّخل، لكن يظهر أنّه كان حقّا عليّ واجبا أن أكون بينكم.

    ردحذف
    الردود
    1. جاء الذي يبحر بنا ليرينا من درر اللغة العربية ما جهلنا وما تعجز ألسنتنا على الإتيان بمثله
      واسمحولي أن أرحب بعاشور تونس في هذا الزمن...
      =======

      كنت قد سمعت بسام جرار يتحدث عن الطاهر بن عاشور على أنه من فطاحل اللغة وقال حتى أن العلماء كانوا يعرفون تونس به فيقولون بلد الطاهر بن عاشور رحمه الله... ولا أراك إلا خليفته...
      ============

      أما بخصوص أسئلتك فأنا سوف أنتظر مع المنتظرين وكما سبق وأخبرتك أن معظم أسئلتك لا أجيد فهمها إلا بعد أن يجيبك سيدي خالد فأعانه الله على ذلك... ونفع بكما كل متعطش للمعرفة...

      💦💙💧💙💧💙💦

      اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...

      حذف
    2. أختي الكريمة نسيمة القدس،

      شكرا لحسن ظنّك بي، وأسأل الله أن يجزيك به جزاء عباده الصديقين، اللهم آمين آمين آمين يا رب العالمين.

      ولكن مع ذلك، أحب أن أبيّن للجميع أنّ كلامك ناتج عن حسن الطويّة وإلّا فانّي لم أتخصص يوما لا في الشريعة ولا في اللغة العربيّة، ولا يمكن أن أُقارَن ولو بإمام في جامع من حوامع المسلمين، فكيف بابن عاشور؟

      كلامك الطيّب أختي نسيمة إنّما هو ناتج عن حسن خلقك أوّلا، أمّا الواقع فشيئ آخر مختلف تمام الإختلاف، ولا يرضيني أن أفتخر بشيئ لي، فكيف بما ليس لي؟ لا يا أختي نسيمة، صدّقيني لست لا ابن عاشور زمانه بل ولا حتّى بشيئ يذكر ممّن نحسبهم على خير من إخواننا هنا الذين هم معنا في المدوّنة، لا أقول ذلك رياء أو تصنّعا، أبدا والله، لكنّي مؤمن أنّ ما أحسنت به الظنّ فيّ لا أستحقّه بتاتا، ويسوؤني أن أدّعي أو يُدّعى لي شيئ يخصّني، فكيف بما لا يخصّني؟

      لا لست ذلك الشّخص أختي الكريمة نسيمة، لعلّ الله يفتح لنا ببركة دعائك ودعائكم جميعا هنا فنسلك ولو مسلكا من مسالك من ذكرتِ حين يأذن الله، أمّا الآن فإنّي لست حتّى طُويلب علم عند مدرّس للقرآن، وفي تونس بلدي الكثير جدّا جدّا من أهل العلم والصّلاح أختي نسيمة، أعوذ بالله أن أفكّر مجرّد تفكير أنّي منافس لأحدهم، بل لا يمكن أن أكون نعل أحدهم ههههههه، لكنّ حسن ظنّك بي هو الذّي رفعني من حضيض مقامي، فعسى الله أن ينفعني ببركتك وبركة أهلنا في المدوّنة فنرتفع وننتفع ثمّ بعد ذلك لكلام الحقّ نستمع.

      أخيرا،
      إن كان هنالك من شخص يستحق أن يمدح بحق، ولا أظنّه يحب المدح، فإنّه الأستاذ خالد أبو عوف بكلّ تأكيد، لا يمكن أن نوفّيه جميعا حقّه في الإخلاص في الإرشاد وفي التوجيه والإمداد، وإن لم نشعر، لا يمكن أن لا نفهم أنّ في يوم الذّكر بالمدوّنة تكون هنالك حضرة من الحضرات يرتفع بها أستاذنا الحبيب بكل أحبابه وخلّص طلّابه إلى مقامات لا ندركها، فهو يأخذ بيد الجميع ليصعدوا ويرتفعوا، نعم المرشد والمربّي هو، شهادة حقّ ألقى بها ربّي خالصة دون رياء ولا إلتواء، هو بحق المعلّم المرشد لأبواب السماء.

      أختي الكريمة نسيمة، مقامي، إن كنت من المفلحين، هو غبار نعل الأستاذ خالد أبو عوف، وأنا أعرف قدري جيّدا، فهل تشهدين لي به منذ اليوم بعد أن شهد شاهد على نفسه؟ وهل تعينينني بأن تستردّي منّي رداء الملوك والعارفين والعلماء الذّي ألبستنيه حين كانت رؤيتك لي ضبابية وترجعي لي إزاري الذّي لا أحبّ تغييره ولا تبديله فيراني النّاس كما أرى نفسي؟

      مرّة أخرى أختي نسيمة: جزاك الله خير الجزاء ورفعة لمقام الأصفياء لحسن ظنّك ولطيّب خُلقك، ولي عندك وعند الجميع رجاء، أن لا يلبسوني لباسا ليس لي، فإن كان لي فلا أُحب أن أظهر به على النّاس، فكيف وهو ليس لي؟ أكون سارقا مدّعيا مواربا لو رضيت.

      تحيّاتي للجميع

      حذف
    3. بعد التحية و السلام عليك أخي الحبيب نزار .. لقد طال غيابك عنا .. و اشتقنا لكلامك ..
      1- أخي الحبيب نزار .. عليك ان تقول كيف لي أن لا أرد و أستميت في الدفاع عن حبيبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم .. فمن صاحب الاستاذ خالد ابوعوف العاشق لرسول الله .. لن يكون إلا محبا و عاشقا لمحمد صلى الله عليه و سلم .. فالصاحب ساحب أليس كذلك؟ .. و هذا ينطبق على أهل المدونة الكرام ..
      2- أخي الحبيب نزار .. منذ ان نشر الاستاذ اول جزء من هذه القصة .. دخلت على النت و وقفت مندهش أمام ما سمعته من بعض المشايخ أو الدعاة الذين ما فتئوا يقولون و يصمون آذاننا في كل مجالسهم " إلا رسول الله " مع ان تفسيرهم لهذه الايات يقول غير ذلك ..
      3- هذا من جهة .. من جهة أخرى .. مداخلتك أخي الحبيب نزار و ايضا و وجود حديث صحيح بهذه الواقعة .. فتحت لي بابا آخر وغيّر اتجاهي و بحثي إلى جهة أخرى .. لاني كنت أعتقد ان الرسول ليس هو المخاطب في هذه الاية ..
      و هذا جعلني أتذكر أسلوب الالتفات من الغيبة .. و الذي أشار إليه الاستاذ خالد في رسالة الاسراء و المعراج " الجزء 9 " .. بخصوص الاية الاولى من سورة الإسراء : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " .
      و عليه يمكن أن نقول نفس الشيء .. في قوله تعالى:
      (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11)) عبس:1-11.
      - نلاحظ أن الآية بدأت بأسلوب الغائب " عَبَسَ وَتَوَلَّى " .. و لم يقل " عبست و توليت " .. ثم انتقلت الآية إلى أسلوب المتكلم " وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى " .. وكان من المفترض أن يقال مثلا " و ما أدراه لعله يزكى " ..
      ** يتبع **

      حذف
    4. ودخلت مرة أخرى عل النت .. لعلي اجد من ربط أسلوب الالتفات من الغيبة بالقصة التي نحن بصدد الحديث عنها .. فوجدت في موقع على النت " روائع البيان القرآني " .. للدكتور العراقي فاضل السامرائى و هو غني عن التعريف طبعا .. جاء فيه ما يلي:

      س- ما دلالة تحول الخطاب في الآيات الثلاث الأولى في سورة عبس (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3)) من المبني للمجهول إلى الخطاب المباشر مع الرسول ؟
      ج- (د.فاضل السامرائى):
      هذا من باب الالتفات في البلاغة يلتفت من الغيبة للحاضر ومن الحاضر للغيبة لكن لماذا؟ إكراماً للرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يقل له عبست وتوليت أن جاءك الأعمى فإكراماً له قال: (عبس وتولى) والتفت إليه لما كان في الخطاب خير لأنه (صلى الله عليه وسلم) كان منشغلاً في الدعوة إلى ربه يأمل إذن هو الآن في دعوة، في أمل كان يرجو خيراً ويأمل خيراً إذن لم يكن منشغلاً عنه باللهو أو أمر غير مهم وإنما بأمر من أمور الدعوة
      قال تعالى: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (6)) تصدى له لدعوته للإسلام. إذن هو ذكر الغيبة إكراماً للرسول (صلى الله عليه وسلم) (عَبَسَ وَتَوَلَّى) والتفت في الخطاب إكراماً له، كان منشغلاً بالدعوة فعاتبه عتاباً،
      (فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى) هو (صلى الله عليه وسلم) تصدى له لدعوته للإسلام وليس لأمر من أمور الدنيا إذن هو كان منشغلاً بأمور الدعوة وحاملاً همّ الدعوة .. فلم يقل له عبست وتوليت ثم إشعاراً له وإن كان خلاف الأولى لكن كان منشغلاً يحمل همّ الدعوة.
      فإذن عاتبه ربنا وفي الحالتين كان فيه إكرام للرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يقل له عبست وتوليت حتى لما قال تعالى: (أما من استغنى فأنت له تصدى) ليس ذماً وليس عتاباً شديد اللهجة لأنه (صلى الله عليه وسلم) كان منشغلاً بأمور الدعوة وكان يريده أن يزّكى، هذا مسلم من المسلمين مقدور عليه يمكن أن يستدعيه لاحقاً ويجيب على سؤاله .. أما الآن فقد حانت فرصة لدعوة هؤلاء وهذا الظرف لا يحين دائماً.
      واستعمل كلمة أعمى إعذار للرجل السائل أنه هذا معذور أعمى ولو كان رأى الرسول (صلى الله عليه وسلم) مشغولاً لما سأله. هو لو كان بصيراً لما سأل الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأنه كان رآه منشغلاً ولم يسأله وجاء في وقت آخر.
      فالآيات فيها غاية الإكرام للرسول (صلى الله عليه وسلم) (عبس وتولى) يتكلم عن غائب وهي أكرم من (عبست وتوليت) استخدام ضمير الغائب أكرم من المخاطب إذن الإكرام في الإلتفات في الحالتين إكراماً له في الغيبة (عبس وتولى) وإعذار له في قوله: (وما عليك ألا يزكى) التحول من ضمير الغيبة إلى المتكلم ومن المتكلم إلى الغيبة يسمى الإلتفات ويذكر عموماً هناك أمر عام في الالتفات أنه لإيقاظ النفس لأن تغيير الأسلوب يجدد نشاط السامع وينتبه أن الخطاب كان عن غائب ثم تحول إلى حاضر، هذا أمر عام في الالتفات أنه يثير انتباه السامع ويجعله ينتبه مثلاً (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)) يتكلم تعالى عن نفسه ثم قال (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)) ولم يقل فصلّ لنا إذن هذا إلتفات. كل مسألة في القرآن فيها إلتفات عدا هذا الأمر كونه لتنبيه السامع فيها أمر. لماذا التفت في (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2))؟ الصلاة للرب وليس للمعطي، لو قال فصلّ لنا أي لأننا أعطيناك صلّ حتى لا يُفهم أن الصلاة من أجل العطاء لمن يعطي لكن الصلاة للربّ سواء أعطاك أو لم يعطيك . الصلاة ليست للعطيّة وإنما من باب الشكر فالالتفات في كل مسألة في القرآن له غرض.

      حذف
    5. ربّنا لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا،

      أمّا بعد أيّها الكريم أخي حسن، فموضح البحث الذّي تفظّلتم بذكره في تغيير أسلوب الخطاب كما ذكره النّحرير الأستاذ فاضل السامرّائي هو كما بيّنه فضيلته دون ريب، وقد بيّن البلاغة في هذا الأسلوب، ولكنّي أختلف في التّأويل معه، وليس في البيان البلاغي في الآية، لماذا؟

      لأنّ منطلق سماحته في التفسير كان مبنيا على أساس أنّ الذّي عبس وتولّى هو النبيّ حقّا، وبناء عليه صاغ موضوع رؤيته البلاغيّة، وهذا ما لا أراه، ليس تعصّبا لرأيي، فمن أنا؟ ولكن خضوعا لمنطق القرآن والعقل والقلب، وسأثير فيكم تساؤلا عقليّا واحدا هنا، كنت أتجنّب مجرّد ذكره، وهذا دون الخوض في الأحاديث أصلا، فلي معها شأن آخر، وهو الآتي:

      لقد أجمع أهل السّنة والجماعة بجميع فرقهم أنّ الرّسول معصوم في التّبليغ ( وشخصيّا أراه معصوما منذ ولادته صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، لكن لا يهم الآن)، فلنفترض إذن أنّ العصمة هي فقط في التّبليغ، فإليكم هذا السّؤال المتداخل:

      حسب الأحاديث الصحيحة الواردة في خصوص هذه الآية التي نحن بصددها، فرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم كان بصدد دعوة كبراء مكّة من المشركين ليقنعهم بالإسلام، أليس كذلك؟ بلى، إذن فهو معصوم فيما يقوم به، لأنّ ما يقوم به هو إمّا وحي أو سنّة، والسنّة كما أجمعوا عليها هو ما أثر عن النبي من قول أو فعل أو إقرار (بل وليست كلّ أفعاله عند بعضهم معصومة، بل إلّا تلك المتعلّقة بالدّين منها فقط)، ولو تنزّلنا معهم لهذه العصمة المضيّقة التي يؤمنون بها لوجدناه صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم معصوما فيما يقوم به من هذه الدّعوة مع المشكرين، ألا تشاركونني في ذلك؟

      فاذا كان الجواب بالإيجاب، فكيف يعاتبه الله على أمر عصمه فيه؟ كيف يعاتبه سبحانه على التّبليغ؟ سأزيد السؤال تفصيلا آخر:

      أوليس ابن أم مكتوم داء ليتزكّى، أوليس جاء طالبا لأمر ديني، فجواب الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم على مبنى القوم يكون معصوما لأنّه من التّبليغ الدّيني، أليس كذلك؟ إذن العبوس تبليغ، أليس كذلك؟ فكيف يعاتبه الله على التّبليغ (العبوس في وجه الأعمى هنا) كيف؟

      أخي حسن، كيف يمكن لي أن أؤمن بحديث صحيح، على مبنى علماء الحديث، يقول: " إنَّ آخرَ ما نزَلَت آيةُ الرِّبا وإنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قُبِضَ ولم يفسِّرْها لَنا فدعوا الرِّبا والرِّيبةَ "،كيف أؤمن به وهو يتعارض صراحة مع نور قرآنيّ يقول: " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"؟ كيف؟

      هناك تفاصيل أتجنّبها ولا داعي لها حقيقة، ولكنّي أوؤمن بناء عليها أن الأعمى لم يكن ابن أمّ مكتوم، ولا العابس رسول الله.

      تحيّاتي للجميع

      حذف
    6. و ايضا نجد أن الامام الشعراوي تطرق لهذه القصة:
      ملخص كلامه: هي أن رجلا من المؤمنين " أعمى " جاء يسأل النبي صلى الله عليه ويتعلم منه .. وجاءه رجل آخر من الأغنياء، و نظرا لحرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الخلق، فمال صلى الله عليه وسلم [وأصغى] إلى الغني، وصد عن الأعمى الفقير، رجاء لهداية ذلك الغني، وطمعا في تزكيته، فعاتبه الله بهذا العتاب اللطيف، ثم أخبره أن إقبالك على من جاء بنفسه مفتقرا لذلك منك ، هو من يجدر بك الحرص على الاقبال عليه.
      وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يتزك، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر.
      تبعا للقاعدة المشهورة، أنه: " لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة "
      .............
      و اظن ان الاستاذ خالد سيفاجأنا كالعادة في بقية التحقيق ..
      و لا ننسى أن مايزيد المواضيع جمالية و يفتح الشهية للمتابعة .. هو تفاعل الاعضاء .. فلا تبخلوا علينا بتعليقاتكم
      فجزاكم الله خيرا استاذ و جزى الله خيرا كل من ساهم و يساهم في هذه المدونة ..
      .............
      تحياتي لك أخي الحبيب نزار.. و للاستاذ الحبيب خالد و لاحباءنا أهل المدونة الكرام.
      =========
      #صلوا على النبي
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله وسلم.

      حذف
    7. أخي الحبيب حسن،
      تحيّة حبّ وأخوّة لك ولجميع أهلنا في المدوّنة، ولمن كان سببا في أن نجتمع حوله، سيّدنا الحبيب خالد أبو عوف، له منّي كل الحبّ والودّ والإعتراف بأفضاله عليّ، يجازيه الله عنّي عنها كلّ خير.

      ننتظر إجاباته دون ريب
      تحيّاتي

      حذف
    8. أنت إنسان ذواق وذو حس مرهف يا نزار تعرف  قدرك وقدر كل من كان له فضل عليك وهذا يفيض من كلامك ولا تحتاج أن تقوله...
      وإذ خصصتك بهذا الكلام فلا يعني أني أستثنيك بل كل من وصل إلى هذه المدونة
      " الجنة الغناء" لصاحبها سيدي خالد والمتكرم علينا باستضافتنا على الدوام ... ولولا سعة صدره وصبره ربما ما ظللنا فيها...
      فالجميع هنا أقصد المعلقين لأني لا أعرف غيرهم كلهم يسعون من خلال هذه المدونة وأنا واحدة منهم لتطهير أنفسهم أولا والرقي بها من خلال الأخذ عن بعضنا البعض أولا أو هكذا أتمنى لنفسي ولغيري حتى وإن ساء ظني أحيانا...
      وكذا الإنتفاع بما يمد الله به سيدي خالد من علم ....
      أما وأنك تقول أنك لست متخصص... فهذا ليس عذر على الأقل بالنسبة لي فأنا لا أحتاج لأتخصص حتى أتذوق...
      ففي كثير من الأحيان نحن نحتاج إلى قلب نقي عامر بالحب وإخلاص هذا كافي عند الله لأنه ينظر إلى قلوبنا فإذا وجد فيها الصدق صب فيها ما يشاء من فضله سبحانه...
       
      ولو إنتظرت حتى أتخصص لأتكلم لكان الصمت أحرى بمثلي لأني دون الجميع هنا...
      لكن أنا رميت نفسي في البحر لأتعلم السباحة ولا أزال والمتعلم لا بد له من أخطاء بل الإنسان عموما خطاء...

      ويارب يستجب لدعواتك الجميلة لي ويجازيك على لطف كلامك... ويحقق لك أمنياتك ورغباتك في الدنيا قبل الآخرة...
      ومادمت عرفت يا نزار أنه حقا عليك وواجب أنك تكون بيننا... فألزم...

      💦💙💧💙💧💙💦

      اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...

      حذف
    9. أخي الحبيب نزار .. آسف .. لم أنتبه لردك على تعليقي .. أو يمكن أن ردك و تعليقي الاخير تم إرسالهما في نفس الوقت .. و حتى لا تعتقد أني أردت التوقف عن الخوض في المسألة .. سواء كان هذا أو ذاك فاعتذر منك عن ذلك .. بل العكس من ذلك .. فأنت تعرف أني لست أهلا للخوض في المسائل الدينية أو الشرعية و تعرف أني مهتم بالمسائل الروحانية .. لكن الاستاذ يريد منا غير ذلك و يريد أن يقحمنا بطريقة غير مباشرة في ذلك هههههه .. و لا حول و لا قوة الا بالله ..
      بالرغم من ذلك .. لا ضير أن نحاول هنا أن نأخذ بعض العلوم الشرعية .. خاصة أنه لم أوفق كذا مرة من الالتحاق بالجامعة لتلقي العلم الشرعي .. لحكمة ربك هو من يعلمها ..
      و أنا من المعجبين بتعليقاتك و ردودك .. لشيء واحد .. لاني اشعر انها تصدر من قلب نقي ومحب لله و لرسوله و من رجل طيب ..
      وانتبه .. لا زلت أنتظر أن تتيسر أمورك و تجد وقتا لتفي بوعدك كنت قطعته لنا هههه
      ...
      1- لو انتبهت أخي الحبيب نزار .. أن أول تعليق لي على هذه القصة و أظن أنه كان تزامنا مع ارسالك للتعليق..و أني اتخذت نفس الموقف و قلت لا يمكن أن نقبل أن يكون رسول الله من قام بهذا التصرف.. و تقريبا بنفس الادلة التي تطرقتم لها
      قوله تعالى: " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "،
      وقوله تعالى :" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ "،
      .. و بيني و بينك .. و مازلت في قرارة نفسي لا أقبل هذه القصة .. و أشاطرك نفس الرأي و المشاعر .. و ادافع باستماتة على ذلك ..
      لكن .. أحاول أن أفكر خارج الصندوق ..
      و نقول .. مثلا .. أليس النبي بشر .. له مشاعر و أحاسيس .. و قد ظهر في كذا موقف مشاعر تدل على بشريته ( غضب .. حزن ..... و اتذكر هنا موقف النبي من سيدنا أبو وبكر .. لما بدأ ابو بكر في الرد على شخص كان يخاصمهم و ذهب النبي وتركه و قال له انا لا أجلس في مكان يوجد فيه الشيطان ..
      يعني النبي ممكن يزعل و يغضب و تظهر عليه مشاعر كما في الاية : " وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ " .. انقباض و ضيق صدر ..

      بالنسبة للقول كيف يعاتبه الله .. نقول عتاب أحبة ..
      وأظن أنها كانت رسالة موجهة للإنسان المسلم في كل زمان و مكان .. و دعوة المسلم بالاهتمام بشرائح المجتمع دون ميز و نولي أهمية للضعيف قبل القوي .. و أراد الله تبليغها لنا عن طريق نبيه ..
      =========
      2- اسمح لي على جرأتي .. بما أنك فتحت لي الباب للحديث معك في هذه المسألة و تعقيبا على ما قلته في التعليق رقم 5 :
      " هذا وإنّي متّخذ محكم القرآن دستوري، وعقلي وزيرا في التّدقيق رسولي، والقلب سلطانا قائما بأموري، والسنّة الصّحيحة سندا ومتنا عندي برهانها لا بدّ يكون متمّما لذلك النّور ".
      لم افهم قصدك .. وأريد أن أسألك .. هل – فرضا يعني – لو تفاجأنا بحديث صحيح يؤيد هذه القصة .. و ان من عبس و تولى هو النبي صلى الله عليه و سلم .. لن تقبل بذلك .. لم أفهمك ؟؟
      و ايضا ما العيب أن نأخذ بالسند لو كان كل رواته لا يشوبهم أي خلل أو عيب في الحفظ أو الأخلاق.

      مع كل الاحترام و التقدير لك أخي الحبيب نزار ..

      حذف
    10. " ولا ننسى أن ما يزيد المواضيع جمالية ويفتح الشهية للمتابعة هو تفاعل الأعضاء فلا تبخلوا علينا بتعليقاتكم"

      لولا هذا المقطع في كلامك يا حسن ما تجرأت الخوض في هذا الموضوع... لأني كنت ماسكة نفسي بالعافية... فتحمل عني يا حسن بالدفاع عني في الإدارة العامة ... ههههه

      أنا بدأت كلامي بمزحة لأن الباقي لا أأمن عواقبه لأنه مخالف للجميع...
      وأكثر واحد عارف ما سأقول هو سيدي خالد من خلال تعليقاتي الغير منشورة ...القديمة وليس الجديدة... هذا للتنبيه فقط .. لأني قررت أغلق هذا الملف وأبدأ مرحلة عدم الإلتفات اللي على أصوله لما ينشر من عدمه... ولعلها من نصائح إسراء وأنا أشكرها على هذا إذ لم أشكرها من قبل...

      أما خلافي فليس من باب خالف تعرف... لا أبدا... وإنما لعلها أفكار عششت بحكم التقادم ... ولا أدري إن كانت ستصمد أو سيعصف بها من خلال هذه الرسالة...
      ولا أخفيكم أني لحد الآن مقتنعة بها ...

      أما رأي إن جاز لي قوله فهو إقتناعي بعدم وجود عصمة مطلقا للبشر حتى وإن كان نبي...
      فما العصمة إلا لله عز وجل...
      أما إجتهاد علمائنا بقولهم أن النبي معصوم فيما يبلغ به عن ربه فهذا جيد جدا...
      بهذا أغلق الباب أمام المتشككين في الوحي...

      بمعنى=
      أني أميل مع من مالوا من العلماء إلى أن المعني بعبس وتولى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم...
      وكأن رسول الله كان منشغل بهؤلاء رغبة في إستقطابهم وأراد أن يقول لإبن أم مكتوم دعني أولا مع هؤلاء لأنهم سوف يغادروا أما أنت فمني وفي إيدي في إيدي...
      وعادي أن نعتقد ذلك لأن هذا دليل بشرية وليس إنتقاص للرسول صلى الله عليه وسلم...
      والأدلة المشابهة لهذا وتدل على بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا في القرآن منها على سبيل المثال لا الحصر...
      - حواره مع المجادلة في سورة المجادلة
      - تأخر الوحي في سورة الكهف
      وفي السنة =
      - قصة تأبير النخل...
      أما تساؤلاتك يا حسن فأعجبتي فأرجو أن تظل متمسك بها لأشدد بها أزري...😊

      أردت أن أقول أن رسول الله لا يعلم إلا بما علمه الله...

      والله أعلم ... اللهم علمنا من علمك الواسع ما لم نعلم...آمين آمين يارب العالمين...

      💦💙💧💙💧💙💦

      اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...

      حذف
    11. لا لم أنسى أخي حسن، هههههه، أنا على عهدي ووعدي عندما أستطيع، فقط مسألة وقت.

      أمّا بالنسبة لسؤالك إن كنت سآخذ بالحديث إن كان صحيحا أم لا وهو متعارض مع القرآن، في نظري، فجوابي هو قطعا لا، لن آخذ به، خاصّة إذا كان الأمر متعلّقا بالذّات المحمّديّة صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، ولي في ذلك أسباب، أُعرض عن ذكر جلّها، وسألمّح قليلا جدّا للبعض الآخر منها دون الخوض في تفاصيلها، وسأجيبك عنها بخيط أستلهمه من سؤالك الآخر عن ما العيب بأن آخذ بالرواية الصحيحة السّند ( والتي تشترط في رواتها ما ذكرت وأكثر)؟

      أخي حسن،
      تصحيح الأحاديث وتضعيفها، في نظري وفي إعتقادي الشخصي، كان قد مرّ بضغوطات سياسيّة، ولم يكن يرتكز على الجرح والتعديل المنصِف، فكثير من الأحاديث غاب عنّا، وكثير آخر ضُعّف أو صُحّح، وكثير آخر دُلّس ودُسّ فيه، ونحن نقاشنا على النّوع الأخير، ومع ذلك سآتيك ببعض الشواهد لتراها عيانا أمامك ناطقة، دون الخوض في التفاصيل التي لا تعني السالك إلى الله، بل ستزيد في توهانه، هذا وإنّي مارٌّ مرور الكرام مسرعا لا أتوقّف.

      بالنسبة للنوع الأوّل:

      قال ابن عبد البر في"الاستيعاب":
      وفي سنة أربع وسبعين أرسل الحجاج في سهل بن سعد يريد إذلاله .. قال : ما منعك من نصرة أمير المؤمنين عثمان؟ قال : قد فعلته . قال : كذبت.

      ثم أمر به فختم في عنقه، وختم أيضا في عنق أنس بن مالك، حتى ورد كتاب عبد الملك فيه وختم في يد جابر يريد إذلالهم بذلك وأن يجتنبهم الناس ولا يسمعوا منهم.

      قال الذهبي في "تاريخ الإسلام":
      وفيها – أي سنة 73هـ- سار الحجاج من مكة .. إلى المدينة فأقام بها ثلاثة أشهر يتعنت أهلها، وبنى بها مسجداً في بني سلمة، فهو ينسب إليه، واستخف فيها ببقايا الصحابة وختم في أعناقهم.


      النّوع الثاني:

      كمثال على التضعيف، فإنّ أحد شيوخ البخاري يضعّف رواية شخص لم يقم له في مجلس كتعبير عن التوقير له، إذ جاء في "تهذيب التهذيب" :
      وقد كان محمد بن يحيى روى عن أبي قدامة السرخسي ( ثم ضرب على حديثه.. فإن أبا قدامه أحد ائمةّ الحديث، متفق على امامته وحفظه واتقانه، ثم ذكر الحاكم أن سبب ذلك ان الذهلي دخل على ابي قدامه فلم يقم له.

      أيضا، الإمام أحمد بن حنبل كان قد قال هو بنفسه:" تركنا رواية أهل الرأي، وكان عندهم حديث كثير"، ولن أذكر السبب، وقد كان ابن الجعد الجوهري أحد الضحايا.

      أمّا بالنسبة للتّصحيح فسوف أذكر كمثال، دون تسمية الرّوات المعنيين والذين تم تعديلهم لأسباب سياسية في نظري، حديث زواج رسول الله من السيدة عائشة وهي بنت ستّ سنوات ودخل بها لتسع، وقد انفردوا به هذا الطّريق، وهو موجود في الصحيحين، وهذا الحديث باطل لأن السيدة عائشة كانت مخطوبة قبل النبي لجبير بن معطم بن عدي من بني نوفل، وتزوّجها النبي وعمرها 18 سنة على التّحقيق، وهذا الطرّيق لهذا الحديث أخرج الكثير جدّا من المرويّات المسيئة للنبيّ، نجد آثارها شائعة عند عموم المسلمين، ولكن لما هذه الإساءات؟

      الجواب هو النوع الثالث:

      كانت إمّا غير مقصودة، وكانت تخدم الحاكم حينها، في نظري طبعا، كالحديث السابق الذّي أعتقد أنّ أحد الأمراء كان يستحل صغار السبايا اللّائي تعجبنه بهذا الحديث المكتوب له خصّيصا، هذا إعتقادي، ولي في ما حدث في إفريقيّة، تونس اليوم، ممّن أتى فخمّس أهلها وبعث شاباتها الصغيرات لمُوفده خير شاهد، ولكنّي لا أحب لا التجريح ولا تسمية المسمّيات.

      وبعضها كان مقصودا، ثأرا لأنفسهم من النبيّ، وهذا ملفّ مغلق لا أفتحه أبدا.

      كانت هذه شذرات عابرة للغاية، أعرضت فيها حتّى عن التلميح، فلا تؤاخذوني بقولي إن لم تجدوا له إعتبارا، فلي أجوبة بيانها لا أملكُ له إختيارا؛ هذه نتف في طويّتي، أبرزتها لكم حتّى يُعلم في التضّعيف حسن سجيّتي، ولو غُصت لأريتكم بابا يبتليكم ببليّتي، فاعذروني وقولوا مجنون قال أكتم سرّي حتّى يوم مَنيّتي، ولست بمنكر صحيح الأثر، فقط كان مطلبي من منبع نورٍ أن يكون قد صدر.

      تحيّاتي

      حذف
    12. عليك نور أخي نزار... الله ينور بصيرتك...
      لعل في كلامك هذا حل لبعض الإشكال أو ربما جله...!!

      " تصحيح الأحاديث وتضعيفها، في نظري وفي اعتقادي الشخصي، كان قد مر بضغوطات سياسية، ولم يكن يرتكز على الجرح والتعديل المنصف، فكثير من الأحاديث غاب عنا وكثير آخر ضعف أو صحح، وكثير آخر دلس ودس فيه"

      كنا من قريب قد مررنا على سبيل المثال على أمر أثاره مجد متعلق بخرجات الألباني حيث قال مجد ناقلا لا أذكر عن من؟!! أنه قال : كنا ندرس في قسم الشريعة عن معظم الأحاديث منقولة عن شيوخ كبار أصحاب الكتب الصحاح ثم فجأة أضيفت في السلسة صححه الألباني أو ضعفه أو حسنه...( نقلي من الذاكرة فقط وليس حرفي ...فمعذرة قصدت المعنى)...
      وسيدي خالد قال عن الألباني ما قال حيث رد غيبته لبعض العلماء الأفذاذ...

      كذلك..!!
      نحن كثيرا ما نردد هذا حديث ضعيف...ضعيف... ضعيف...وفجأة يصححه الواقع... أليس كذلك؟!!... بلى..!!

      كذلك..!!
      قال حسن التهامي لا تلتفت تماما على الحديث الضعيف ... ليه؟!! أعطى مثال=
      عرف مثلا أن هذا الحديث مكذوب لأنه جاء عن طريق فلان وهو كذاب ثم جاء هذا الكذاب وهو يلهث وقال اشتعلت النار هناك فالتفتنا جميعا إلى حيث أشار فرأينا الدخان..!!
      هل نظل نكذبه؟!! طبعا لا...
      منطق ده ولى مش منطق؟!... على رأي سعيد صالح..☺️
      والله أعلم في كل ما سبق...

      💦💙💧💙💧💙💦

      اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...

      حذف
    13. - قولي يا عايشة و خوي قلبك .. مكاينش جرام د المشكل هههههه
      - قلتي " لأني قررت أغلق هذا الملف وأبدأ مرحلة عدم الإلتفات اللي على أصوله لما ينشر من عدمه "
      أيوا كده .. الله ينور عليك .. قرارك في محله .. إذا عمَّت هانت .. و أتمنى أنت ايضا تظلي متمسكة بقرارك هههه
      ...........
      - قلتي " دليل بشرية وليس إنتقاص للرسول صلى الله عليه وسلم " .. هذا ما اردت ان اوصله لكم ..
      قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ..{فصلت:6}،
      وفي حديث الصحيحين: إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون.
      ( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ ) الفرقان/7 .
      و لا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغلو .. حين قال : ( لاْ تُطْرُونِيْ كَمَا أُطرِيَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَقُولُوْا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ) رواه البخاري (6830) .
      قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خُلِقَت المَلائِكَةُ مِن نُورٍ ، وَخُلِقَ إِبلِيسُ مِن نَارِ السَّمومِ ، وَخُلِقَ آدَمُ عَلَيهِ السَّلامُ مِمَّا وُصِفَ لَكُم ) رواه مسلم (2996) .

      ========

      على أي تحية متبادلة لك اخي الحبيب نزار ..
      و هذا لطف منك .. أن شاركتنا فيما تفكره به و المعلومات التي عندك .. فلا تبخل علينا بذلك .. من باب انفع و استنفع .. و لعل الاستاذ ايضا يفيدنا فيما تفضلت به .. لانه انا ضعيف جدا في علم الحديث و أحاول ان اتعلم .. على الرغم من الاستاذ عمل رسالة في ذلك تشجيعا لنا .. لكن .. الله المستعان ..
      =====
      وربنا ينور طريقنا جميعا .. و يعلمنا و يفهمنا و يرزقنا الحكمة ..
      اللهم لا تفتنا في ديننا ولا تجعلنا ممن يتبع هواه فيضل ويشقى ..
      اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
      اللهم اهدنا سبيل الرشاد و وفقنا لما تحبه وترضاه وكُن لنا ناصراً ومُعينا .. أمين يا رب العالمين
      ========
      تحية لك أخي الحبيب نزار و للاستاذ و لعايشة و لاهل المدونة الكرام.
      =========
      #صلوا على النبي
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله وسلم.

      حذف
    14. إن شاء الله حسن...
      وما إعلاني عن قراري إلا لأجعلكم شهود علي فتساعدونني على الثبات... ولا أترك للشيطان مقدار خرم إبرة يدخل منها بعد الآن...
      فأعانني الله وإياكم على أنفسنا...
      وصحا عيدكم وكل عام والجميع بخير وعافية...

      💦💙💧💙💧💙💦

      اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...

      حذف
  7. جزاكم الله خيرا أستاذ
    ....
    سبحان الله .. كل ما تسمع " عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى " .. و تفسيرها و تسمعه من شيوخ بيقولوا أن تفسير الاية هو ان رسول الله صلى الله عليه و سلم عبس في وجه رجل أعمى و تولى عنه ..
    ليس على رجل عادي بل على فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة من الفئة الحساسة .. أقل إشارة أو ردة فعل تحسسهم بالنقص .. و هي الفئة الأكثر حاجة للمحبة و الأكثر حاجة للطبطبة و جبر الخاطر و الرعاية بها ..
    - و هذا في حد ذاته سيترك باب للمدافعين عن حقوق الإنسان الغربيين و كذا للمشكككين في أن الإسلام أنه ليس دين رحمة ..
    - دايما ما أتساءل في نفسي .. هل يمكن أن يصدر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل هذا التصرف .. و كيف ذلك و قد أمره عز وجل : " وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ " الحجر 88
    كيف و قد وصفه " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ " آل عمران 159
    " وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ " القلم 4

    - في نقطة أخرى يا استاذ .. فرضا لو قلنا ان الرسول عبس في وجه الاعمى .. الاعمى أصلا لا يرى ملامح الناس .. فما الحاجة أن يعبس او يضحك في وجهه .. هو اصلا لا يبصر وجه من يخاطب و حتى لو تولى عنه لن يدرك ذلك ؟؟؟؟!!!!

    - و نجد ايضا استاذ .. الاية التي وصف بها من كان يشكك في الدين " ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ " المدثر 22-24 ؟؟؟!!!
    .......
    نحن في انتظار استكمال تحقيق القصة منكم استاذ .. الله يمدك بمدده و يفتح عليك فتوح العارفين ..
    =========
    #صلوا على النبي
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله وسلم.

    ردحذف
    الردود
    1. اعجبتني وقفاتك الدفاعية الانسانية يا حسن .. وعن نفسي وبعد ان اعدت قراءة الموضوع .. ورأيت ان قصة ابن ام مكتوم لم تثبت في حديث صحيح ؛ وان الروايات اما ضعيفة او محتملة التحسين او اثر مقبول او منكر .. حينها .. وفجأة سقطت من عقلي ان المقصود ب ( عبس وتولى ) هو النبي صلى الله عليه وسلم .. وتباعا سقطت التفاسير التي تشير لذلك ايضا ولا حاجة كي اشارك بها ..
      واطمأننت الى ان ( عبس وتولى . أن جاءه الأعمى ) .. قصة للتذكرة للارشاد للتعامل في مثل هذه المواقف ( كلا إنها تذكرة ) .. والتحول في الخطاب من الغيبة الى المخاطب من اسلوب القرآن وفيه بلاغة .. والله اعلم
      ربي يفتح علينا وعلى استاذنا بالمزيد .. آمين يارب العالمين ..

      حذف
  8. سبحان الله

    (النبي) خلقه القرآن .. وكان قرءان يمشي على الارض .. وأثنى عليه المولى بقوله .. (وإنك لعلى خلق عظيم) ..

    (النبي) بشوش الوجه .. ابتسامته لا تفارق من يحدثه .. بل جعلها من الصدقات .. فقال صلى الله عليه وسلم .. "تبسمك في وجه اخيك صدقه"

    فهل ؟؟؟ من خلقه القرآن .. ومن كان قرءان يمشي على الارض .. ومن خلقه عظيم .. ومن هو بسام ويأمر بالابتسامة .. يُظَنُ به ما لا يليق له؟؟ والله هذا بُهتانٌ عظيم

    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  9. فعلا جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
    هذه السور دائما كانت تثير حيرتي واشعر بان هناك لبس في فهم المقصود
    النبي صلى الله عليه و سلم رحمة للعالمين و كان حنونا على شجر والحجر كيف مع بني البشر
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم

    ردحذف
  10. ومن مثل رسول الله في أخلاقه وتواضعه وفي حنانه وفي جماله وفي قلبه الطيب فأخلاقة أخلاق ليس لها شبيه ولا مثيل يجبر بخاطر الصغير قبل الكبير حتى مع الطير والحيوان ..
    ويبتسم للجميع في ود وحب وحنان..
    ومنه نتعلم ما هي الأخلاق والقيم والدين الجميل ..
    رسول الرحمة والعطف والمحبة والسلام ..
    ليتك معنا يارسول الله ليتك معنا ياحبيب لنجري عليك ونقبل يديك وتحنو علينا وتبتسم لنا في حب وفى ود وتطيب لنا خاطرنا..
    اللهم صل على نور القلب والفؤاد سيدنا محمد النبي العدنان منبع الود والحنان والبسمة والابتسام من كان يفيض بالعطف والجمال والمحبة والغفران من كان مجيئة رحمة للأنام صلوات الله وسلامة عليك يا حبيبي يا رسول الله.🤍🤍

    ردحذف
  11. "‏العذاب لا يتناقض مع الرحمة بل يكون أحياناً هو عين الرحمة، فهناك نفوس لا تستفيق إلّا بالعذاب، بل تكاد تكون القاعدة..

    أنَّ القلب لا يصحو إلّا بالألم، والنفس لا تشف وترهف إلّا بالمعاناة، والعقل لا يتعلم إلّا بالعِبرة ..

    والقدم لا تأخذ درساً إلّا إذا وقعت في حفرة.

    ..
    من كتاب " الروح والجسد"
    د مصطفى محمود رحمه الله

    ردحذف
  12. بين مقولة محمد شكري : "..على المرء أن يبقى مشغولاً للحد الذي يلهيه عن تعاسته .."
    ومقولة غازي القصيبي : ".. العمل لا يقتل مهما كان شاقا ولكن الفراغ يقتل أنبل ما في الإنسان.. "

    هذا دليل واضح و بيّن على أن الفراغ يجر الإنسان نحو التعاسة والبؤس أغلب الأوقات؛
    الحقيقة هي أن الفراغ يضخم غالبية الشعور ، يضخم العاطفة ، يضخم التعب ، يضخم الألم ، وأكاد أثق أن الغارق بانشغالاته يكون متزنًا بانفعالاته تجاه الحياة ، لأنه ببساطة لا يملك الوقت لينجرف تجاه شعور أحمق ..

    - الفراغ هو العدو الحقيقي للإنسان.
    .............
    يقول أحمد خالد توفيق بعد 35 عاما جمعها بين الطب والكتابة:
    "الحل الوحيد للمشاكل النفسية :
    لا تكن عاطلًا، ولا تكن وحيدًا ...
    " أبْقِ نفسك مشغولا، تسعدا
    إن الأيام المملوءة نعمة...
    مهما كانت ثقيلة .

    والله إني أسعد بزحمة الأعمال حتى ولو لم أستطع إنجاز نصفها، لأنها ترتب اليوم وتشعرك بالإنجاز.
    =========
    #صلوا على النبي
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله وسلم.

    ردحذف
  13. أرى والله أعلم يا استاذ خالد


    أن الآية (1)(عبس وتولى) .. هو من استغنى في الآية (5) فأما من استغنى

    فالسياق قد يكون .. (عبس وتولى)  من استغنى عن ارشادك وتوجيهك ولا يريد التزكية ..  وقتما جاءك الاعمى الذى يريد العلم والتزكية .. وانت تتكلم مع من استغنى عن العلم والتزكية وعبس في وجهك واعطاك ظهره بالتولي عنك  .. فاهتم به ولا تهتم بهم  (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون)

    وعلى سبيل الإشارة لا التفاسير الظاهرة

    1.. عبس وتولى .. إشارة إلى كل رافض لكلام النبى وارشاده .. فلا تهتم بمن يعبس في وجهك ويوليك ظهره رافضا الأوامر والنواهى الإلهية التى أولاك الله تبليغها

    2.. ابن ام مكتوم .. إشارة إلى كل أعمى  .. أى غافل أو متحير ..  ويريد العلم والتزكية .. فعليك أيها المرشد أو المؤمن المتبع للنبي أن تهتم بهذا الاعمى من تعليمه الحكمة والتزكية حتى يرتقى بها لمعرفة ربه ..

    والله أعلم

      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  14. ربنا يرضا عنك يا استاذ خالد ويديم عليك المدد والرشد والتوفيق والجميع آمين

    ومن باب المزاح اقول لاحباب رسول الله في التعليقات هل بين علماء التفسير وعلماء المناسبات وعلماء اللغة وعلماء الفاصلة القرآنية ثأر مع سيدنا رسول الله حتى يجتمعوا على رأي خطأ في حق سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم ؟

    اعتقد الاشكالية هي في فهم اسلوب العتاب انه عتاب انتقاص او تقليل في حق سيدنا رسول الله حاشا لله بل عتاب بصيغة الماضي وليس المخاطب اجلال لقدره وتعظيم لمكانته والمقصد منه عتاب تلطف واشفاق !

    بل المتأمل بدقة في هذه الايات سيجدها دليل واضح على صدق سيدنا رسول الله وامانته في الوحي وصدقت امنا عائشة رضوان الله عليها حين قالت لو كتم رسول الله شئ من القرآن لكتم هذه الاية (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

    هذه الايات ومثلها اعتقد والله اعلم هي ميزان يوزن عليها ايمان العبد هل سيقوم فيها لله بالقسط اما غير ذلك

    لذلك روي عن سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان بعض المنافقين يؤم قومه بسورة عبس فقط فأرسل فضرب عنقه

    ومما قرأته أن
    سبب العبوس هو ان النبي عليه الصلاة والسلام منشغل بمناقشة البعض ودعوتهم ومجادلتهم ومن كان في حالة المجادلة فإن الذي يعتريه هو الشدة والعبوس ، فلما دخل ابن ام مكتوم فإن الصعب على الانسان الانتقال بسرعة من حال إلى حال ، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يرى الاهتمام بادخال نفس للإسلام مقدم على تعليم المسلم وتفقيهه عند التعارض ، فأرشده الله تعالى إلى ان هذه القاعدة تصح عند غلبة الظن ان سيدخلون بالاسلام .. أما في حق المعاندين فإن الانشغال بالمسلمين مقدم عليهم ، لذلك ياحبيبي يا محمد الانشغال بمسلم خير من الانشغال بمجادلة معاند .

    والكلام يطول حول ذلك
    والله اعلى واعلم

    ردحذف
  15. عبس وتولى ده المقصود بيه حد من كبار قريش اللي كان قاعد معاهم رسول الله... وعبس وتولى لما جه سيدنا ابن أم مكتوم لسيدنا النبي .

    والنبي أظهر اهتمامه بيه و سمعه... ويمكن اللي عبس ده كان بيقول في نفسه إزاي يدي اهتمامه لحد أعمى. فربنا رد عليه وقال : "وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى" "أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى" ... الآيات اللي بعدها كان مقصود بيها سيدنا النبوي بتوجيه إلهي ...

    هيجي حد يقولي ازاي يا أحمد وربنا بعدها بيقول :

    "وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى*وَهُوَ يَخْشَى*فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى"

    هقوله من وجهة نظري لو كملت بعدها

    "وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى*وَهُوَ يَخْشَى*
    فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى*كَلَّا ......إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ"

    يعني ربنا بيقوله :
    اللي استغنى بماله هتسمعله وانت كده كده مش عليك شئ لو مأمنش وطهر نفسه واهتدى

    واللي جايلك عايز الخير و يتعلم وخايف من ربنا تنشغل عنه كلا يا محمد ...

    حتى ف تفسير ابن كثير قال في "إنها تذكرة " :

    تفسير ابن كثير الآية 11 من سورة عبس:
    "وقوله ( كلا إنها تذكرة ) أي هذه السورة أو الوصية بالمساواة بين الناس في إبلاغ العلم من شريفهم ووضيعهم.


    حتى الآية اللي بعدها في تفسير الوسيط:

    التفسير الوسيط الآية 12 من سورة عبس:

    "( فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ ) أى : فمن شاء أن يتعظ ويعتبر وينتفع بهذا التذكير فاز وربح ، ومن شاء غير ذلك خسر وضاع ، فالجملة الكريمة لتهديد الذين يعرضون عن الموعظة ، وليست للتخبير كما يتبادر من فعل المشيئة .وهى معترضة للترغيب فى حفظ هذه الآيات ، وفى العمل بما اشتملت عليه من هدايات .وجاء الضمير مذكرا فى قوله : ( فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ ) لأن التذكرة هنا بمعنى التذكير والاتعاظ .أى : فمن شاء التذكير والاعتبار ، تذكر واعتبر وحفظ ذلك دون أن ينساه . ."

    والله أعلى واعلم.
    مجرد اجتهاد

    ردحذف
  16. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وصحبه وسلم 🌿
    والله سبحان الله كانت ديما تشغلني قصه ابن مكتوم دي وتفسير عبس وتولي ان جاءه الاعمي كنت بقول لنفسي اكيد القصه فيها شيء ناقص او هيا خطأ من أساسه لان سبحان الله اللي قراته واللي اعرفه عنها لا ينتطبق علي اخلاق الرسول صل الله عليه وسلم هو السيد الكامل نتعلم منه ومن سيرته ومن أخلاقه ومن حياته حبيبي يا رسول الله صل الله عليه وسلم ♥️
    الله يعينك يااستاذنا جعله الله في ميزان حسناتك ورفع قدرك وامدك الله بمدد لاينتقطع ابدا 🤲🏻

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف