بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
قصص غير صحيحة عن النبي مع المرأة
الأجنبية
قيلت عن إعجاب النبي ببعض النساء لما رآهن
وقصة زواجة بالسيدة زينب بنت جحش
#- فهرس:
:: الفصل
الخامس:: عن التعريف بزيد بن حارثة وزينب
بنت جحش – وقصة زواج النبي من زينب بنت جحش بعد طلاقها من زيد ::
1- س8: ما هي قصة زواج وطلاق السيدة
زينب بنت جحش من زيد بن حارثة ؟
2- س9: ما سبب زواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة زينب بنت جحش ؟
:: الفصل الخامس ::
**********************
..:: س8: ما هي قصة زواج وطلاق السيدة
زينب بنت جحش من زيد بن حارثة ؟ ::..
- عناصر القصة التي نتكلم عنها هم ثلاثة .. النبي صلى الله عليه وسلم .. وزيد بن حارثة ..
وزينب بنت جحش .. ومن المهم أن نعرف معلومات خفيفة جدا عن زينب وعن زيد .. دون
تفاصيل ..
#- أولا: من هي السيدة زينب بنت جحش ؟
1- زينب بنت جحش .. أمها كانت أميمة
بنت عبد المطلب وهي عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فزينب هي ابنة عمة النبي
صلى الله عليه وسلم .. وفي نفس المنطقة ونفس الأسرة .. وهي كانت تصغر عن النبي
بثلاث وعشرين سنة .. يعني يوم أن تزوج النبي السيدة خديجة وكان عمره (25) خمس
وعشرون سنة فكانت زينب عمرها (2) سنتين .. وعندما توفيت السيدة خديجة كان عمر
النبي (50) خمسون عاما فيكون عمر زينب وقتها (27) سبعة وعشرون عاما ..
2- وقد طلب النبي يدها للزواج من زيد ين
حارثة .. وقوبل هذا الطلب في باديء الأمر بالرفض وعدم القبول لعدم التكافوء .. فهي
من سادات قريش وهو يعتبر من الموالي حتى و إن كان أعتقه النبي وتبناه وتكفل به ..
وقيل في رواية أن الجدل ظل قائما حتى نزل قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)
الأحزاب:36..، فقالت زينب سمعا وطاعة لله ورسوله ..
3- تزوجت زينب بنت جحش من زيد بن حارثة .. وكان عمرها آنذاك تقريبا (34) أربعة وثلاثون
سنة .. واستمر زواجها مع زيد سنة واحدة .. وبعدها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
.. وكان عمرها آنذاك (35) خمسة وثلاثون سنة وقت أن تزوجها النبي وكان عمره هو
حينئذ (58) ثمانية وخمسون سنة ..
4- وقد قيل أن زواج زيد من زينب كان في سنة ثلاث أو
أربعة بعد الهجرة ..، وقيل في رأي وجدته للمفسر الطاهر بن عاشور رحمه الله في
تفسيره ج22 ص30 .. قال: (تزوجها زيد بن حارثة في
الجاهلية "أي قبل نزول الوحي على النبي" ثم طلقها بالمدينة) أ.هـ ..، وقال الطاهر بن عاشور بعد
كلام له في ج22 ص31: (واعلم أن المأثور الصحيح في هذه الحادثة: أن زيد بن حارثة
بقيت عنده زينب سنين فلم تلد له) أ.هـ.
5- وأحسب الصواب هو الرأي الأول .. لأن سورة الأحزاب مدنية وإذا كان قوله (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَمْرًا ...) قد نزل في زينب فعلا حسب قول كثير من
المفسرين لارتباط الآيات ببعضها من الآيات (36) وحتى الآية (40) من سورة الأحزاب ..
فيكون رأي الطاهر بن عاشور بعيد عن الصواب تماما ..، والحق
حينئذ أن زيد بن حارثة تزوج زينب في المدينة وبقي معها سنة في مشاكل كثيرة بسبب
نظرتها له أنه من الموالي وهي من سادات القوم حتى لم يطيق نفسه واستأذن النبي في
طلاقها فطلقها ..
6- ومن ناحية أخرى .. لا أظن أن زيد بن حارثة يحتمل امرأة تتعالي
عليه سنوات بنسبها وشرفها وهي تنظر إليه نظرة دونية لأنها كانت من أشراف مكة وهو خادما
للنبي صلى الله عليه وسلم .. فهذا ما لا يتحمله رجل مثل زيد بن حارثة ولا يطيقه
لسنوات خاصة وأن الزواج والطلاق كان أسهل شيء عند العرب .. فضلا عن أن زينب لم تحمل
من زيد .. ولذلك لا فائدة من الاستمرار .. حتى يقال أن زيد تزوجها لسنوات ...!! والله
أعلم.
7- ملحوظة هامة: قد تسألني لماذا كتبت لك التواريخ السابقة في الأحوال
العمرية للسيدة زينب بنت جحش والنبي صلى الله عليه وسلم ؟
- والجواب هو: لتفهم ان السيدة زينب كانت أمام عين النبي
صلى الله عليه وسلم طوال عمره .. وبعد وفاة السيدة خديجة كانت أمامه وهي عروسة
جميلة في أواخر العشرينات من عمرها .. وحتى بعد الهجرة كانت أمامه في المدينة وقد
بلغت الثلاثنين من عمرها .. يعني كانت أمام عينه خاصة وأنها ابنة عمته أميمة بنت
عبد المطلب.
- فلا تنسى هذه المعلومة أخي الحبيب ..
#- ثانيا: من
هو زيد بن حارثة ؟
1- هو (زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ
شَرَاحِيلَ الْكَلْبِيُّ) كان أبيه من سادات القوم في قبيلته .. وحدث أن تم اختطافه وهو صغير وتم سبيه وبيعه
في سوقا للعبيد .. وقد اشتراه حكيم بن حِزام لعمته السيدة خديجة بنت خويلد قبل أن
تتزوج النبي .. ثم لما تزوجت النبي وهبته للنبي ليكون خادما له .. فأحبه جدا النبي
صلى الله عليه وسلم وأعتقه حتى أسماه بأنه "زيد بن محمد" وظل هذا اسمه
في الجاهلية حتى قبل بعثة النبي .. ولكن في الإسلام فإن الله أبطل هذا المعتقد لأن
الابن ينسب لأبيه وليس لكفيله .. ورجع اسمه "زيد بن حارثه" .. ليظل زيد
بن حارثه ابن النبي ولكن بالتبني.
2- وقيل كان زيد بن حارثة أصغر من النبي بحوالي عشر سنوات كما قال الذهبي في سير
أعلام النبلاء .. ولكن هذا قول من وجهة نظري ليس صحيح
.. لأن زيد استشهد في معركة مؤتة سنة ثمانية من الهجرة .. ولو كان عمره
خمسة وخمسون كما قال الذهبي .. والنبي توفى سنة أحد عشر هجريا وكان عمره كما قيل
ثلاث وستون عاما وقيل خمسة وستون .. فلو كان عاش زيد حتى وفاة النبي لكان عمر زيد
وقتئذ (58) سنة .. وكان النبي يوم وفاته عمره (63) سنة أو (65) سنة في رأي آخر ..
وسواء هذا أو ذاك .. فالفارق بينهما في العمر حينئذ ما بين خمس سنوات أو سبع سنوات
وليس عشر سنوات ..!! والله أعلم.
3- وقد اختار له النبي أن يتزوج زينب بنت جحش بعد الهجرة للمدينة بعامين
او ثلاثة تقريبا .. وذهب لتزويجه بها .. وكانت زينب رفضت في أول الأمر لكونه كان
من الموالى أي "من الذين كانوا عبيدا فتحرروا ولكن ظلوا في خدمة من كان له
عبدا من قبل" .. ولكن زينب وافقت بعد ذلك ..
4- ثم حدث الطلاق .. وقيل أن الطلاق تم بعد سنة واحدة أو أكثر
قليلا أو أقل .. الله أعلم.
5- وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
بعد انقضاء عدتها مباشرة بأمر مباشر من الله .. لإسقاط معتقد أن الإبن
بالتبني كالإبن من الصلب في الأحكام كما كان ذلك في معتقد العرب .. وتم هذا الزواج
حسب ما قيل سنة أربعة من الهجرة وقيل سنة خمسة .. والله أعلم.
6- سبب الطلاق: ثم طلقها
زيد بعد سنة واحدة مليئة بالمشاكل بسبب أن زينب نفسيا لم تكن متقبلاه لفارق الحسب
والنسب .. وكانت تنفر منه ومن الواضح أن معاملتها له كانت فيها حدة وعصبية بسبب
الفارق الإجتماعي الذي كانت تشعر به زينب .. ولم يشفع له حب النبي الشديد له ..!!
7- زيد بن حارثة .. كان يلقب ب (حِب النبي) بكسر الحاء أي حبيب النبي لشدة حب النبي له وحبه للنبي .. وهو الصحابي الوحيد الذي ذكره الله باسمه في القرآن .. وتوفى سنة ثمانية من الهجرة شهيدا في معركة مؤته.
**********************
..:: س9: ما سبب زواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة زينب بنت جحش ؟ ::..
- بعد أن طلق زيد بن حارثة زينب بنت جحش .. فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم .. وكان
سبب زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب هو إسقاط معتقد جاهلي آنذاك وإبطاله ..
وهو أن كفيل الإبن بالتبني لا يجوز له الزواج من طليقة ابنه بالتبني .. لأنهم
كانوا يعاملون الأبناء بالتبني كأنهم أبناء الصلب فعلا .. فكان عار على الأب
الكفيل أن يتزوج زوجة ابنه بالتبني .. فأراد الله أن يبطل ذلك .. ويوضح انه ليس ابنا
من صلبه وإنما متبني .. ويتم وضع الأمور في مكانها الصحيح .. ولذلك أمر الله نبيه
أن يتزوج زينب بنت جحش .. وكان هذا الزواج عن أمر إلهي وليس عن رغبة شخصية من
النبي.
#- وفي هذه القصة نزل قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ
وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ
مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا
(36) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ
عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ
وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا
وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ
أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا
(37) مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ
فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا
(38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا
إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ
مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) الأحزاب:36-40.
-
والمعنى العام للآية من تفسير أسعد حومد رحمه الله:
1- آية:36- (الخيرة): الاختيار.
- روى ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خطب ابنة عمته (زينب بنت جحش) لمولاه زيد بن حارثة، فأبت، وقالت أنا خير منه حسبا،
فأنزل الله تعالى هذه الآية: فقبلت أن تتزوج منه، وقالت سمعا وطاعة.
- (وفي الحديث: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم
حتى يكون هواه تبعا لما جئت به").
- وكان زواج زينب من زيد بن حارثة لحكمة
.. إذ تبعه رد الأمور إلى نصابها في أمر التبني. فقد كانت
العرب تعطي الولد المتبني (الدعي) حقوق الابن من النسب، حتى الميراث، وحرمة النسب.
فأراد الله تعالى محو ذلك بالإسلام، حتى الميراث، وحرمة النسب.
- فأراد الله تعالى محو ذلك بالإسلام .. حتى لا يعرف إلا النسب الصريح ..
ولذلك قال تعالى: (وما جعل أدعيآءكم أبنآءكم ذلكم قولكم
بأفواهكم).
- ومعنى الآية: ليس لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضى
الله ورسوله قضاء .. أن يتخيروا من أمرهم غير ما قضاه الله ورسوله لهم .. ولا أن
يخالفوا أمر الله وأمر رسوله وقضاءهما .. ومن يعص الله ورسوله فيما أمرا به ..
ونهيا عنه، فقد جار عن السبيل القويم .. وسلك غير طريق الهدى والرشاد.
2- آية:37- (وطرا): حاجته المهمة - كناية عن الطلاق
بعد التماس.
- (حرج): ضيق أو إثم.
- (أدعيائهم): الأولاد المتبنين.
- كانت زينب بنت جحش امرأة .. في طبعها حدة .. ولما نزلت الآية
.. قَبِلَت بأن تتزوج زيد بن حارثة. ولكن زينب لم تحسن عشرته .. فكانت تتعالى عليه
.. وكان هو دائم الشكوى منها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وقد ألهمه الله
أنه سيتزوج زينب بعد طلاقها من زيد لإبطال آثار التبني التي كانت سائدة بين العرب.
- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب
زيدا، وكان زيد يقال له (الحِبُّ - أو حِبُّ رَسُولِ اللهِ).
- ولما تكررت شكوى زيد من سوء معاملة زينب له .. أنزل الله هذه الآية الكريمة ..
وفيها يقول الله تعالى لرسوله الكريم: اذكر يا محمد حين قولك لمولاك زيد الذي أنعم
الله عليه بالإيمان .. وبمتابعة رسول الله .. وبجعله ربيبا لرسول الله، وأنعمت أنت
عليه بالعتق .. وبحسن التربية: أمسك عليك زوجك زينب .. واتق الله في أمرها .. ولا
تطلقها ضرارا وتعللا بتكبرها وشموخها بأنفها عليك .. لأن الطلاق يشينها .. وأنت
تعلم أن الطلاق سيقع .. وأنك ستتزوجها لتكون قدوة وأسوة للمؤمنين .. وإنما غلبك من
ذلك الحياء .. وأن يقال تزوج محمد مطلقة متبناه.
- فأنت تخفي في نفسك ما الله مبديه من الحكم الذي
ألهمك .. وتخاف من تقول الناس واعتراضهم .. والله الذي أمرك بهذا
أحق بأن تخشاه .. فكان عليك أن تمضي في الأمر قدما لتقرر شرع الله.
- فلما خالطها زيد .. وقضى حاجته منها .. ومَلَّها ثم
طلقها .. جعلناها زوجة لك ليرتفع الحرج عن المسلمين من أن يتزوجوا نساء كن من قبل
.. أزواجا لأدعيائهم.
- وكان ما قضى الله من قضاء كائنا لا
محالة .. فقد قدر الله أن تكون زينب زوجة لك، وسينفذ ذلك.
3- آية:38- (خَلَوْا مِنْ قَبلُ): مضوا من قبلك من الأنبياء.
- (قَدَراً مَقْدُوراً): مرادا أزلا - أو قضاء مقضيا لا
راد له.
- ليس على النبي من حرج أو غضاضة فيما
أحل الله له .. وأمره به (فيما فرض الله له) .. من زواج زينب مطلقة متبناه زيد بن حارثة ..
وهذا حكم الله في الأنبياء قبله فقد أباح لهم الزوجات والسراري .. وكان لسليمان
وداود وغيرهما من الأنبياء كثيرات منهن.
- وما يقدره الله تعالى .. فإنه سيقع لا محالة ولا راد
له.
- وفي هذه الآية رد على اليهود الذين عابوا على
الرسول صلى الله عليه وسلم كثرة أزواجه.
4- آية:39- (حسيبا): محاسبا على الأعمال.
- يصف الله تعالى الأنبياء الكرام الذين خلوا من
قبل محمد .. بأنهم كانوا يقومون بإبلاغ رسالات ربهم إلى من أرسلهم
الله إليهم .. ولا يترددون في ذلك مهما كان الحكم الذي يريدون تبليغه ثقيلا على
نفوسهم .. ويخافون الله في تركهم تبليغ الرسالات .. ولا يخافون أحدا سواه .. وكفى
بالله معينا وناصرا وحافظا لأعمال العباد، ومحاسبا عليها.
5- آية:40- ولما قال المشركون واليهود: تزوج محمد من امرأة ابنه .. أنزل
الله تعالى هذه الآية الكريمة .. وفيها يقول تعالى: إن محمدا لم يكن أبا أحد من
الناس ليحرم عليه التزوج بمطلقة ابنه .. ولكنه رسول الله يبلغ رسالته إلى خلق الله
.. وهو خاتم النبيين وآخرهم ولا نبي بعده. (فقد مات أبناء الرسول صلى الله عليه
وسلم الذكور كلهم قبله). (تفسير أيسر التفاسير ص 3450- 3454 – مع التصرف بوضع ترقيم "1-
2-3- ...").
#- قال الإمام محمد سيد طنطاوي رحمه الله (المتوفى: 1431 هـ):
- وقوله تعالى: (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا
اللَّهُ مُبْدِيهِ) معطوف على (تَقُولُ).. أي: تقول له ذلك وتخفى في نفسك الشيء
الذي أظهره الله تعالى لك .. وهو إلهامك بأن زيدا سيطلق زينب .. وأنت ستتزوجها
بأمر الله عز وجل.
- قال الآلوسى: والمراد بالموصول مَا على ما
أخرج الحكيم الترمذي وغيره عن على ابن الحسين ما أوحى الله
تعالى به إليه من أن زينب سيطلقها زيد. ويتزوجها هو صلى الله عليه وسلم.
- وإلى هذا ذهب أهل التحقيق من المفسرين: كالزهرى، وبكر بن العلاء،
والقشيري، والقاضي أبى بكر بن العربي، وغيرهم. (تفسير الآلوسى ج 22 ص 24).
- وقال بعض العلماء ما ملخصه: قوله تعالى: (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا
اللَّهُ مُبْدِيهِ) جملة: (الله مبديه) صلة الموصول الذي هو (مَا) .. وما أبداه سبحانه هو زواجه
صلى الله عليه وسلّم بزينب ..، وذلك في قوله تعالى: (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها
وَطَراً زَوَّجْناكَها) وهذا هو التحقيق في معنى الآية .. الذي دل
عليه القرآن .. وهو اللائق بجنابه صلّى الله عليه وسلم.. (التفسير الوسيط ج11 ص213-214).
@- ومما سبق نعرف الآتي:
1- أن حكمة زواج النبي من السيدة زينب
بنت جحش .. إنما هو إباحة زواج كفيل الإبن بالتبني من مطلقات الإبن بالتبني .. لأنه
ليس في الحقيقة ابنه وإنما عاطفة محبة جمعت بينهما ولكن ليس معنى هذا أن تتغير
الأوصاف الحقيقية نتيجة هذه المحبة .. ولذلك أوضح الله حكمة زواج النبي من زينب في
قوله : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً
زَوَّجْناكَها، لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ
أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً، وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) الأحزاب:37.
2- ولكن قصة زواج سيدنا النبي صلى الله
عليه وسلم من السيدة زينب .. قيلت فيها روايات سببت إشكالية .. أحسن ما
فيها قبيح ... وهذه ليست أحاديث نبوية .. وإنما حكايات مروية عن الغير .. وكنت سأكتفى
بذكر ما قاله العلماء في هذه الروايات .. ولكن أحببت أن أكشفها لك لتكون على علم
بها إن صادفت قرائتها .. بل ولتعلم ما فيها بطلان أسانيدها ومتنها .
3- وسبب القصص المزورة التي قيلت على النبي في تلك القصة هي قوله
تعالى: (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ
مُبْدِيهِ) وعلى هذه الجملة القرآنية قيلت روايات باطلة .. قيل فيها أن
الذي أخفاه النبي في نفسه هو إعجابه بزينب ووقوع حبها في نفسه .. !!
- وهذا من أبطل الباطل .. ومخالف للقرآن لأن الله أظهر ما
أخفاه النبي في نفسه .. في قوله تعالى: (زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا
يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا
مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) أي أن النبي كان يعلم بأنه
سيتزوج زينب .. إلا أن البعض اغتر بهذه الروايات المكذوبة وصدقها ..!!
4- واعلم أن ما ذكره بعض المفسرين القدماء .. إنما كان بناء على ما كان متاح لهم من
تلك الروايات .. وهو خطأ منهم ولهم عذرا في ذلك ... لكونهم كانوا لا يستطيعون
التمييز بين الصحيح والضعيف والمكذوب لعدم معرفتهم بأحوال الرواة ..
- وهذا ما نناقشه في الفصل القادم إن شاء الله تعالى - والله ولي التوفيق.
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين
ردحذفجزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
آمين يارب العالمين
الله امدك الله بمدده يارب
ردحذففعلا هذه الآية استغلها الكثير واستخدمها في غير موضعها
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
محمد بشر ليس كالبشر
صلى الله عليه و سلم
شكرا جزيلاً استاذ خالد
ردحذفمتعك الله دائما
بالحجة والبرهان ليطمئن القلب والروح
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
العوارض التي تقطع على المريد سلوكه؟
ردحذفقال الشاعر:
إني بليت بأربع يرمينني ***
بسهام قوس مالها تقتير
إبليس والدنيا ونفسي والورى***
يا رب أنت على الخلاص قدير
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...