بحث في المدونة من خلال جوجل

الجمعة، 18 أبريل 2025

Textual description of firstImageUrl

ج1: قصص غير صحيحة عن النبي مع المرأة الأجنبية - هل صحة سند الحديث فقط تجعل من الحديث صحيح.

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصص غير صحيحة عن النبي مع المرأة الأجنبية

قيلت عن أعجاب النبي ببعض النساء لما رآهن  


(الفصل  الأول )
هل صحة سند الحديث فقط تجعل من الحديث صحيح

#- فهرس:

:: الفصل الأول :: في معرفة أن قبول الحديث لا تتم إلا بصحة السند والمتن ::

1- مقدمة الرسالة.

1- س1: هل صحة سند الحديث فقط تجعل من الحديث صحيح ؟

 ******************

:: مقدمة الرسالة ::

******************

..:: مقدمة عن قصص غير صحيحة عن النبي مع المرأة الأجنبية

قيلت عن أعجاب النبي ببعض النساء لما رآهن ::..

 

- بسم الله والحمد لله .. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.

- وجدت أحاديث منتشرة في كتب أهل العلم وعلى الإنترنت .. وينسبونها للنبي صلى الله عليه وسلم .. وهو عبارة عن قصص يقال فيها أن النبي نظر لامرأة أجنبية عنه فأعجبته .. وتحرك في داخله ما يتحرك في الرجال من رغبة للنساء ..!!

- ومعنى أجنبية: أي غريبة عنه بمعنى ليست من محارمه.

 

- وقصة المرأة التي زعموا أن النبي نظر إليها فأعجبته .. أتت في ثلاثة قصص .. منهما قصتان يغلب على الظن أنهما قصة واحدة لأن لهما نفس الموقف والمرأة التي نظر إليها النبي مجهولة لم نعرفها .. وقصة أخرى مختلفة والمرأة فيها معلومة وأصبحت زوجته فيما بعد وهي السيدة زينب بنت جحش.

 

- أي أن هذه القصة تكررت بصورة مختلفة ومواقف مختلفة .. ولكن الغرض من وراء هذه القصص هو قولهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نظر لامرأة فأعجبته وتحركت في نفسه شهوة النساء .. وترتب على ذلك رد فعل مختلف في كل قصة ..

 

#- ويمكن وصف القصص الثلاثة بالآتي:

1- القصة الأولى: امرأة مرت على النبي فأعجبته .. فتحركت في نفسه الشهوة  .. وترتب على ذلك رد فعل .. وهو أن ذهب مباشرة لجماع إحدى زوجاته .. وخرج يخبر الصحابة بذلك ..!!

- وهذه القصة موجودة بأسانيد صحيحة وأخرى ضعيفة .. وأصل القصة موجود في صحيح مسلم ..!!

 

2- القصة الثانية: هي نفس القصة السابقة مع اختلاف بسيط في سياق القصة ..

- وكلتا القصتين في سياق واحد .. مع اختلاف بسيط في أحداث القصة.. ولذلك يغلب على الظن أنهما قصة واحد .. والله أعلم.

 

3- القصة الثالثة: وهي قصة يتم ذكرها عند تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) الأحزاب:37.

 

- والقصة المتعلقة بهذه الآية .. فيها من التخريف والكذب ما فيها .. وملخص هذه القصة المزورة والمكذوبة على النبي .. أن النبي وقع في قلبه الإعجاب بزينب بنت جحش وكانت حينئذ زوجة زيد بن حارثه .. !!

 

#- ورحم الله الإمام أبو العباس القرطبي (المتوفى:656 هـ) إذ قال:

- وقد اجترأ بعض المفسرين في تفسير هذه الآية .. ونسب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لا يليق به ويستحيل عليه، إذ قد عصمه الله منه ونزهه عن مثله، وهذا القول إنما يصدر عن جاهلٍ بعصمته عليه الصلاة والسلام، عن مثل هذا، أو مُسْتَخِفٍّ بحرمته، والذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين: أنَّ ذلك القول الشنيع ليس بصحيح، ولا يليق بذوي المروءات، فأحرى بخير البريات. (المفهم من تلخيص صحيح مسلم ج1 ص406).

 

#- ولما وجدت هذه القصص .. ووجدت أن عليها مطاعن كثيرة من الحاقدين للنبي صلى الله عليه وسلم .. فضلا عن كونها غير مقبولة عقلا ولا شرعا ولا سندا ولا متنا .. فوجدت أنه من المهم بيان ما في هذه الروايات من حق وباطل لبيان حقيقة هذه القصص .. حتى يكون المؤمن على بينة من أمور دينه .. وليعرف أيضا مدى خطورة عدم تحقيق الأحاديث بصورة صحيحة ومتقنة خاصة في زماننا .. إذ أن معنى وصف حديث بأنه صحيح أو حسن فهذا معناه أنه أصبح مصبوغ بالصبعة الدينية أي أصبح من الدين لأنه حديث نبوي واجب الإعتقاد فيه بما فيه من أحكام ومعتقدات وسنن ..!!

 

- وإليك أخي الحبيب هذه الرسالة في تحقيق هذه القصص .. التي أراها لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لمعارضتها القرآن وكلام النبي نفسه الذي ثبت في الحديث الصحيح .. بل وفي هذه القصص روايات من أحقر ما قيل في حق النبي صلى الله عليه وسلم خاصة في القصة الثالثة فيما يتعلق بسبب زواجه من السيدة زينب بنت جحش .. !!

 

- وأرجو من الله التوفيق في تحقيق هذه الروايات القصصية .. وبيان فيها من باطل وما هو محتمل أن يكون حقا .. والله ولي التوفيق.

- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم. 

 

********************

:: الفصل الأول ::

******************

..:: س1: هل صحة سند الحديث فقط تجعل من الحديث صحيح ؟  ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- البعض يظن خطأ .. أنه لو صح سند الحديث وهو الذي يعبر عنه بلفظ: (حدثنا فلان عن فلان عن فلان) .. ثم تبين أن رجال هذا السند ليس فيهم ضعف ولا يوجد إشكالية في اتصال هذا السند .. فحينئذ قد يظن البعض أن الحديث صحيح ..

 

- وهذا كلام خطأ لو أنت ظننت ذلك .. لأن الحديث الصحيح يكون صحيح لو صح السند .. وصح المتن الذي هو نص الحديث ..  وإليك بيان ذلك ..

 

#- انتبه إلى هذه الملاحظات الهامة جدا والمفترض أن تفهمها جيدا:

- أولا: هناك فارق كبير بين صحة السند وصحة الحديث .. فكل حديث أو رواية لها تحقيق لجزئين وهما (السند والمتن) ..

- وحتى نقول أن الحديث صحيح .. فيجب أن يكون السند والمتن صحيحان .. وليس السند فقط .. ولا المتن فقط .. بل كلاهما ..

 

- ولكن يغلب على تحقيق الأحاديث .. أن يقال أو يكتب أن هذا حديث صحيح الإسناد ولا يقال أو يكتب تعليق عن المتن .. لأن المحقق للأحاديث لا يرى في المتن مخالفة للقرآن أو لحديث نبوي صحيح .. أو ليس فيه مخالفة للعقل الذي له تمييز وبصيرة في الفهم .. أو ليس فيه مخالفة للواقع أو للعلم مجرب.

 

#- ثانيا: أحيانا يكون العالم من المهتمين بالكشف عن حال السند فقط.

- وذلك لاعتقاده .. أنه طالما صح السند فغالبا يصح المتن .. وهذا خطأ منهم لأن المتن ممكن يكون فيه مخالفة للقرآن أو لحديث صحيح أو للعقل والواقع والعلم.

 

- ومثل هذا النوع من العلماء يتعاملون مع نصوص الأحاديث وكأنها قرآن طالما صح السند عندهم .. !!

 

- وهذا شيء قبيح جدا ممن يفعل ذلك .. لأنه لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ في كتابة رواية أو حديث وقد يغلط أو يخطأ لأنه ليس كلام إلهي معصوم فيه .. !!

 

- وبل وقد وصل الحال ببعض المعاصرين .. ممن كانوا يحققون الأحاديث .. أن قاموا بالرد القبيح والمهين والذي فيه سخرية واستهزاء على بعض العلماء الذين اعترضوا على بعض متون الأحاديث .. وكأن هؤلاء المستهزئين لم يسمعوا عن الأدب في تحقيق العلم .. بل وكأنهم ظنوا أن الحق معهم فقط دون غيرهم ..!!

 

#- ثالثا: حتى لا يخدعك بعض المتعصبين الجهلاء بجزئية أن الحديث الصحيح السند هو حديث صحيح ..

- فاعلم أخي الحبيب .. أن أحد ضوابط وقواعد علم الحديث هي أنه "من الممكن أن يصح الأسناد ولا يصح المتن" ..

 

- وإليك ما قاله العلماء لتكون بصيرا ولا يخدعك أحد خاص من ضلالية الإنترنت:

1- قال الإمام بن الصلاح رحمه الله (المتوفى:643 هـ):

- قَوْلُهُمْ: هذا "حديث صحيح الإسناد أو حسن الإسناد" .. دُونَ قَوْلِهِمْ: هذا "حديث صحيح أو حديث حسن" .. لأنه قد يقال: (هذا حديث صحيح الإسناد) .. ولا يصح لكونه شاذا أو مُعَلَّلًا. (مقدمة بن الصلاح ص 37).

 

- وقال "بن الصلاح" في مكان آخر من كتابة: قد تقع الْعِلَّةُ في إسناد الحديث وهو الأكثر .. وقد تقع في متنه. (مقدمة بن الصلاح ص 91).

 

2 - قال الإمام شرف الدين النووي رحمه الله (المتوفى: 676 هـ):

- وقولهم: "حديث حسن الإسناد أو صحيحه" .. دون قولهم "حديث صحيح أو حسن" .. لأنه قد يصح أو يحسن الإسناد .. دون المتن لشذوذ أو عله .. فإن اقتصر على ذلك حافظ معتمد .. فالظاهر صحة المتن وحسنه. (التقريب والتيسير ص 29).

 

3- قال الإمام بن كثير رحمه الله (المتوفى: 774 هـ):

- والحكم بالصحة أو الحسن على الإسناد .. لا يلزم منه الحكم بذلك على المتن .. إذ قد يكون شاذاً أو معللاً. (اختصار علوم الحديث ص 42).

 

 

4- قال الإمام السيوطي رحمه الله (المتوفى: 911 هـ):

- لا يلزم من صحة الإسناد .. صحة المتن .. كما تقرر في علوم الحديث .. لاحتمال أن يصح الإسناد .. ويكون في المتن شذوذ أو علة تمنع صحته. (الحاوي للفتاوي ج 1 ص 462).

 

#- وخلاصة القول:

- أن صحة سند الحديث .. ليست دليلا على صحة المتن أو نص الحديث المذكور .. إذ قد يكون فيه ما يمنع قبوله .. مهما كان من نقل عنه هذا الحديث ..، وكذلك صحة المتن ليست دليلا على صحة الحديث لو كان السند تالف ..

 

#- فإذا عرفت ما سبق أخي الحبيب ..

- فهذا أوان بيان .. ما نحن بصدده من ذكر بعض الروايات التي قيلت عن النبي صلى الله عليه وسلم .. وقد استغلها البعض للطعن في النبي من أهل زماننا .. بل أن بعض أهل زماننا اكتفى بتحقيق السند دون المتن وحكم بصحة الحديث .. مما كان ذلك وسيلة وذريعة لبعض الطاعنين في حق النبي لأنهم يستدلون بصحة هذه الروايات من خلال ما صححه البعض ..!!

 

- والله ولي التوفيق.


*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف