بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
قصص غير صحيحة عن النبي مع المرأة الأجنبية
إحداهن امرأة مجهولة وأخرى أصبحت زوجته
وحاشاه صلى الله عليه وسلم
#- فهرس:
:: الفصل
الثاني :: في معرفة القصة الأولى عن الرواية
تقول أن النبي رأى أمراة فأعجبته – وهل قال النبي أن المرأة تأتي في صورة شيطان
وتدبر في صورة شيطان ::
1- س2: ما
هي القصة التي تقول أن النبي رأى امرأة فأعجبته حتى دخل بيته ليجامع زوجته زينب ثم خرج ليخبر أصحابه
بما حدث ؟
#- أولا: روايات قيلت عن الصحابي جابر بن عبد الله.
#- ثانيا: رواية قيلت عن الصحابي أنس بن مالك.
#- ثالثا: رواية قيلت عن الصحابي عبد الله بن مسعود.
#- رابعا: رواية قيلت عن الصحابي عمر بن الخطاب.
#- خامسا: رواية عن التابعي أبو عبد الرحمن
السلمي.
#- سادسا: رواية عن التابعي بن أبي الجعد التابعي.
2- س3: لماذا حديث أبي الزبير عن الصحابي جابر في قصة المرأة التي رآها النبي فاعجبته هو حديث باطل ؟
- السخرية والتنمر على المؤمنين بتصحيح أحد المشايخ كالألباني هو شيء غير أخلاقي ويدل على جهل عميق لمن يفعله.
******************
:: الفصل
الثاني ::
******************
..::
س2: ما هي القصة التي تقول أن النبي رأى امرأة فأعجبته حتى دخل بيته
ليجامع زوجته زينب ثم خرج ليخبر أصحابه بما حدث ؟
::..
-
جاء في رواية حديث .. عن هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً .. فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ .. وَهِيَ
تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا .. فَقَضَى حَاجَتَهُ .. ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ
.. فَقَالَ: إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، وَتُدْبِرُ فِي
صُورَةِ شَيْطَانٍ .. فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ،
فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ) رواه مسلم .. وبنفس اللفظ عند أبي داود
والترمذي ومسند عبد بن حميد بنفس الطريق عن هشام بن أبي عبد الله.
- وفي
رواية الطبراني بلفظ: (رَأَى امْرَأَةً فأعجبته ...).
#- من معاني
الحديث:
- قوله (تمعس منيئة): أي تدلك جلد مدبوغ .. أي كان تنظف مثل جلد ماعز كان يستخدم للجلوس عليه
مثلا ..
- قوله (فأتى امرأته زينب): أي ذهب أو دخل إلى بيت زوجته زينب بنت جحش.
- قوله (فقضى حاجته): أي جامع زوجته.. ووصف ذلك بقضاء الحاجة .. لأن زوجته ساعدته على قضاء ما
يحتاجه منها في ذلك الوقت.
- قوله (تقلب وتدبر في صورة شيطان): أي في صورة شيطان يزينها الشيطان في نفس الرآئي .. وليس المراة هي التي
شيطان يقبل ويدبر.. لأن الصورة هي من يراها الرائي .. ووصف الصورة بالشيطان لكونه
هو من يزين مفاتنها في نفسية الرائي ويحرضه على رؤيتها .. حتى تعجبه وتجد مسلكا في
نفسية من يراها.. ويترتب على ذلك رد فعل وهو هياج الشهوة في النفس.
قوله (يرد ما في نفسه): أي يصرف عنه الشهوة في النفس فيخمدها ويطفئها بعد هياجها نتيجة ما ترتب
على هذا الإعجاب.
#- قلت (خالد
صاحب الرسالة):
- هذه القصة السابقة وإن كانت عند بعض
العلماء مقبولة فهي عند بعض العلماء الآخرين مشكوك فيها .. وعندي من وجهة نظري هي
قصة مقبوحة وكل ما فيها لم يحدث مع النبي ولم يقل به النبي .. مهما كانت المبررات
التي قالها بعض العلماء لقبول هذه القصة .. ولكن في نفسي النفور منها .. ولكن هذا
النفور ليس هو سبب إنكاري لهذه القصة .. بل لابد من وجود دليل يؤيد إنكار هذه
القصة .. وهذا ما سأذكره وأوضحه إن شاء الله تعالى.
#- علما بأن عموم أهل الحديث يظنون
بصحة هذه الأحاديث .. إما
لذاتها أو لغيرها .. وإن كان غالب العلماء ياخذون من القصة الجزء الأخير منها
كإرشاد وتوجيه نبوي مقبول وهو جزئية (أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً
فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ) .. ولا
تجدهم يذكرون أصل القصة وكأن في قلوبهم شيئا منها ..!!
- وفي العموم ما سأكتبه من حكم على
هذه الأحاديث الخاصة بهذه القصة .. إنما
من اجتهادي في حكم هذه الأحاديث .. وهذا الإجتهاد مبني على علم وليس بهوى عن النفس
.. والله خير الشاهدين.
#-
هذه القصة تم روايتها في عدة مصادر .. أشهرها
صحيح مسلم .. ورواها غيره .. وإليك بيان ذلك بالتفصيل .. فكن صبورا ..
=====================
:: أولا: روايات عن الصحابي جابر بن عبد الله ::
- والرواية عن الصحابي جابر بن عبد
الله .. أتت من ستة طرق
كلها من طريق أبي الزبير وهو محمد بن مسلم بن تدرس.
1- رواية هشام عن أبي الزبير عن جابر:
#- (حديث ضعيف وفيه نكارة)
.. وهو
حديث قد ذكره مسلم والترمذي وأحمد وأبي داود وغيرهم .. وجاءت
هذه الرواية بعدة ألفاظ .. كالآتي:
أ- عن هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَأَى امْرَأَةً .. فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ .. وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً
لَهَا .. فَقَضَى حَاجَتَهُ .. ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ .. فَقَالَ: إِنَّ
الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ..
فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ .. فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ) رواه مسلم وبنفس اللفظ عند أبي داود ومسند عبد بن حميد بنفس الطريق عن هشام بن أبي عبد الله..
- قوله (يرد ما في نفسه): أي يطفيء ثورة هيجان الشهوة ويخمدها ولا
يجعلها مدخلا للشيطان إليه.
ب- وفي رواية بلفظ : عن هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ
جَابِرٍ: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى
امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ
.. فَدَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ .. فَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا .. ثُمَّ
خَرَجَ فَقَالَ: إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبَلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ .. وَتُدْبِرُ
فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ .. فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ .. فَإِنَّهُ يُضْمِرُ مَا فِي نَفْسِهِ) رواه الطبراني في الكبير.
- قوله (فَلْيَأْتِ
أَهْلَهُ .. فَإِنَّهُ يُضْمِرُ مَا فِي نَفْسِهِ):
أي فليذهب إلى زوجته وليجامعها .. فإن ذلك يطفيء ويخمد هياج الشهوة الذي
ثار فيه.
ج- وفي رواية بلفظ : عن هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ
الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: (خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَصُرَ بِامْرَأَةٍ .. فَرَجَعَ .. فَدَخَلَ إِلَى
زَيْنَبَ .. فَقَضَى حَاجَتَهُ .. ثُمَّ خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: إِنَّ
الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ .. وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ
.. فَمَنْ أَبْصَرَ مِنْكُمْ مِنْ ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ .. فَإِنَّ ذَلِكَ لَهُ وِجَاءً) رواه النسائي في الكبرى.
- قوله (وجاء): أي وقاية.
د- وفي رواية بلفظ : عن هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ
جَابِرٍ: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَأَى امْرَأَةً .. فَدَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ فَقَضَى حَاجَتَهُ وَخَرَجَ ..
وَقَالَ: إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ، أَقْبَلَتْ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ
.. فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً أَعْجَبَتْهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ .. فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي
مَعَهَا) رواه ابن حبان والترمذي .. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب..، وقال
الشيخ شعيب الأرنؤوط رحمه الله: إسناده صحيح، رجاله
ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فقد روى له البخاري
مقروناً واحتج به مسلم، وقد صرح بالسماع عند أحمد 3/348 من رواية ابن لهيعة عنه. (راجع تحقيقه على صحيح بن
حبان حديث رقم 5572)..
- (قلت
خالد صاحب الرسالة): ما ذكره الإمام الترمذي فيه نظر لأن الحديث ليس صحيح وليس حسن .. وذلك لتدليس
أبي الزبير فيه عن جابر..، وكذلك
كلام الشيخ شعيب الأرنؤوط فيه نظر لأن حديث بن
لهيعه حديث ضعيف فضلا عن أن لم يذكر فيه هذه القصة .. فكيف يتم تصحيح القصة بحدبث
آخر لم يتم ذكر القصة فيه والراوي فيه ضعيف وليس بحجة ..!!!! "وسيأتي بيان
ذلك في رواية ابن لهيعة بعد قليل..
- قوله (معها مثل الذي معها): أي زوجته تمتلك من الأنوثة التي تعجبه كالتي
أعجبته في المراة التي رآها فأعجبته ..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذه الرواية ضعيفة .. لأن أبو الزبير قد دلس في الرواية ولم
يصرح بالسماع من جابر .. وسيأتي بيان ومزيد توضيح لذلك.
- أما عن النكارة فهي رؤية النبي لإمرأة فأعجبته .. وما كان
النبي صلى الله عليه وسلم ليتبصر في امرأة وهي مقبلة ومدبرة حتى ينفعل أحاسيسة
بطلب الشهوة ..، بل وما كان النبي ليخرج حاكيا لأصحابه بأنه جامع زوجته .. فضلا عن
أن الحديث لم يذكر ما هو حال هذه الزوجة التي ربما يكون لديها عذر أو مرض أو ماذا
لو كان الشخص غير متزوج ؟!! .. وعموما سيأتي مزيد من التحقيق والتوضيح.
- فقط أحببت توضيح سبب قولي بتضعيف الرواية... والروايات
التي سأذكرها بعد ذلك فيها نفس علة التضعيف وهي تدليس أبو الزبير عن جابر ..
===============
2- رواية حرب عن أبي الزبير عن جابر:
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- (حديث ضعيف وفيه نكارة)
.. وهو
حديث قد ذكره مسلم وأحمد
والنسائي وغيرهم.
- ولكن انتبه .. في أحد روايات
(حرب عن أبي الزبير) قد تم رواية هذا الحديث مرسلا ليس موصولا .. يعني الصحابي
جابر سقط من السند .. وهو ما ذكره الإمام النسائي .. وإليك بيان ذلك:
أ- وفي رواية بطريق آخر: عَنْ حَرْبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ عن أَبِي الزُّبَيْرِ عن جَابِرِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً ... فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ ... غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ:
فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً ... وَلَمْ يَذْكُرْ: «تُدْبِرُ
فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ) رواه مسلم.
ب- عن حَرْبٌ ابْنَ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- رَأَى امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ
.. فَأَتَى زَيْنَبَ وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً .. فَقَضَى مِنْهَا حَاجَتَهُ ..
وَقَالَ إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ
شَيْطَانٍ .. فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ فَلْيَأْتِ
أَهْلَهُ فَإِنَّ ذَاكَ يَرُدُّ مِمَّا فِي نَفْسِهِ) رواه أحمد في مسنده وأبي عوانه
في مستخرجه..
#-
خد بالك .. هنا في رواية (حرب) عن (أبي الزبير) .. تمت
إضافة كلمة (رأى امرأة فأعجبته)
.. ونفس السند في رواية مسلم مكتوبة بلفظ (رأى
امرأة) دون كلمة (فأعجبته)..،
وفي رواية (حرب) عن (أبي الزبير)
عند أحمد .. أتى بذكر جزئية (المرأة تقبل في صورة شيطان)
وعند مسلم لا وجود لها .. أقصد في رواية "حرب عن أبي الزبير".
ب- (الرواية المرسلة): وفي رواية بلفظ: عن حَرْبٌ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - جَالِسًا فَمَرَّتْ بِهِ امْرَأَةٌ فَأَعْجَبَتْهُ .. نَحْوَهُ إِلَى "صُورَةِ شَيْطَانٍ") رواه النسائي في السنن الكبرى
وعشرة النساء .. مرسلا عن أبي الزبير .. وقال النسائي: كأنه أولى بالصواب من الذي
قبله ..!! (أي يقصد الإمام النسائي أن الحديث المرسل عن أبي الزبير أولى بالصواب وذلك
تأكيدا على أن أبو الزبير لم يسمع هذا احديث من جابر).
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- هذه الرواية فيها
علتين:
- الأولى: تدليس أبو الزبير عن جابر ..
- الثانية: (حرب ابن أبي العالية) يغلب عليه الضعف وله أوهام
.. قال الإمام الذهبي: وثقه ابن معين مرة، وضعفه
أخرى..، وقد وهم في حديث أو حديثين.. (راجع ميزان الإعتدال ترجمة 1771) ..، ولينه
أو ضعفه أحمد بن حنبل (راجع
الضعفاء الكبير للعقيلي ج1 ص526 ترجمة رقم 366)..
- ملحوظة: لفظ "الوهم" يطلق على
الخطأ سواء في السند أو المتن.
#- انتبه: قصة رؤية النبي للمرأة التي أعجبته .. التي
رويت عن أبي الزبير عن جابر .. قد رويت عن طريق (هشام وحرب) فقط .. لأن الروايات
التالية عن أبي الزبير لا وجود للقصة فيها أصلا ..!!
===============
3- رواية
معقل عن أبي الزبير عن جابر:
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- (حديث ضعيف)
.. وهو
حديث قد ذكره مسلم في صحيحه
.. من طريق معقل عن أبي الزبير عن جابر.
- جاء عن مَعْقِلٌ بن عبيد الله الْجَزرِي ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: (إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ
.. فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ، فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا،
فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ) رواه مسلم.
#- ورواية
معقل لم يذكر
فيها قصة رؤية النبي لأمرأة فاعجبته ..!!
#- إذن: ستلاحظ مما سبق أن الإمام مسلم روى هذا الحديث
من طريق (أبي الزبير عن جابر) من ثلاثة أشخاص وهم (هشام وحرب ومعقل).. وشارك غير
مسلم رواية بعض طرق الحديث.
===============
4- رواية ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر:
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- (حديث ضعيف)
.. وهو
حديث قد ذكره الإمام أحمد في
مسنده .. من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير عن
جابر.
- جاء عن مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ،
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
جَابِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ
الْمَرْأَةُ، فَوَقَعَتْ فِي نَفْسِهِ، فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ،
فَلْيُوَاقِعْهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مِنْ نَفْسِهِ)
رواه أحمد .. وقال محققو المسند: صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.
#- ملحوظة: المقصد من لفظ الصحيح لغيره والحسن لغيره .. أن هذا الحديث يكون ضعيف
ولكن له طرق أخرى صحيحة .. ومحققو المسند يشيرون في ذلك لما رواه مسلم في صحيحه ..
والله أعلم.
#-
خد بالك .. هنا الرواية الوحيدة في كل الروايات التي قالت (عن أبي
الزبير) أنه قال (أخبرني
جابر) .. ولم يقل (عن جابر) ..
يعني معنى كده أن أبا الزبير قد سمع هذا الحديث من الصحابي جابر بن عبد الله ..
@- وبسبب هذا الرواية .. البعض
صحح روايات صحيح مسلم لأن شبهة تدليس أبو الزبير قد اختفت بدليل أن صرح بالتحديث
في هذه الرواية عن جابر يعني سمعها منه.
#- ولكن هذا كلام غير صحيح لأمرين:
- الأول: هذه
الرواية لا تصح لأن "عبد الله ابن لهيعة" نفسه هو ضعيف الحديث عند علماء
الحديث وليس بحجة (راجع
تهذيب الكمال ترجمة 3513).. والبعض مشى حديثه أي قال بإمكانية قبوله لو كان
الذي يروي عن ابن لهيعه أحد العبادلة الثلاثة وهم (عبد الله بن المبارك وعبد الله
بن وهب وعبد الله بن يزيد المقريء) لأنهم سمعوا منه قبل احتراق كتب ابن لهيعه ..
إذ قد احترقت كتب ابن لهيعه التي كان يدون فيها سماعه من مشايخه .. وبعد حريقها
ظهر فساد حديثه لأنه كان سيء الحفظ جدا.
#- ولما
كانت هذه الرواية التي معنا لم يرويها عن ابن لهيعة أحد العبادلة الثلاثة .. فلا
يمكن تصحيح هذه الرواية على أي مذهب من مذاهب علماء الحديث .
- الثاني: ولو
فترضنا صحة هذه الرواية عن ابن لهيعة .. فنلاحظ ان ابن لهيعة لم يذكر قصة رؤية
النبي للمرأة التي أعجبته .. فكيف يتم تصحيح القصة برواية ابن لهيعة التي ليس فيها
أصلا رواية للقصة فضلا عن تلف السند .. !!
#- وبالتالي: يظل تدليس أبو الزبير في روايته للقصة عن جابر محل اعتبار
وإشكالية لازالت قائمة في سند الرواية .. وتدل على أن أبو الزبير لم يسمع
هذه القصة من جابر بكل يقين.
- والله أعلم.
===============
5- رواية موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر:
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- (حديث ضعيف)
.. وهو
حديث قد ذكره الإمام أحمد في
مسنده .. من طريق موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن
جابر.
- وسبب ضعف الرواية: هو
تدليس أبي الزبير فيها ..
- جاء عن عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم: (يَنْهَى أَنْ يُبَاشِرَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي ثَوْبٍ
وَاحِدٍ وَالْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ .. وَقَالَ إِذَا
أَعْجَبَتْ أَحَدَكُمُ الْمَرْأَةُ فَلْيَقَعْ عَلَى أَهْلِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ
يَرُدُّ مِنْ نَفْسِهِ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله
ثقات غير عبد الرحمن بن أبي الزناد، فحسن .. لكن أبا الزبير لم يصرح بالسماع.
#- وفي
رواية بلفظ: مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا أَعْجَبَتْ أَحَدَكُمُ
الْمَرْأَةُ فَلْيَقَعْ عَلَى أَهْلِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مِنْ نَفْسِهِ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: صحيح لغيره، وإسناده إسناد
سابقه.
#- خد بالك:
- هنا
يوجد روايتان عن (موسى
بن عقبة) عن (أبي الزبير) .. وستلاحظ أن الرواية الأولى فيها إضافة جزء
المباشرة في الثوب الواحد (كأنهما جسدان في ثوب واحد) والمقصد هو النوم بجوار بعض
عرايا أو النوم أسفل غطاء واحد عرايا لأن ذلك يؤدي لتحريض الشيطان لهما على فعل
شرور كاللواط بين الرجل والرجل أو السُّحاق بين المرأة والمرأة.
- والشاهد من هذه الرواية .. هي أنها
تتكلم عن أوامر مباشرة من النبي وتعليمات يجب أن تتبع .. دون ذكر لأي قصة قبل ذلك
.. بل والرواية لا يظهر منها ما يدل على وجود قصة كانت تسبق ذلك .. فانتبه ..!!
===============
6- رواية عبد الملك ابن جريج عن أبي الزبير عن
جابر:
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- (حديث ضعيف)
.. وهو
حديث قد ذكره الإمام أبو
حاتم ابن حبان في صحيحه .. من طريق ابن جريج عن
أبي الزبير عن جابر.
- وسبب ضعف الرواية: هو تدليس ابن جريج وهو "عبد الملك بن عبد
العزيز بن جريج " ..،
وتدليس أبي الزبير فيها .. فكلاهما لم يصرح بالتحديث عمن نقل عنه.
- عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ
الَّتِي تُعْجِبُهُ فَلْيَرْجِعْ إِلَى أَهْلِهِ حَتَّى يَقَعَ بِهِمْ، فَإِنَّ
ذَلِكَ مَعَهُمْ) رواه بن
حبان..، وقال الشيخ الأرنؤوط في تحقيق بن حبان حديث 5573: رجاله ثقات .. ، (قلت خالد صاحب الرسالة): فعلا رجال السند ثقات .. ولكن في الحديث علة تضعفه وهي
تدليس أبو الزبير وتدليس ابن جريج ..، وقد اعتمد الشيخ الأرنؤوط مثل غيره
على حديث ابن لهيعة الذي صرح فيه بالتحديث عن جابر .. وقد سبق الكلام على فساد
الإستدلال بذلك .. "راجع ما ذكرته أسفل رواية "هشام عن أبي الزبير"
التي رواها بن حبان وهي أول رواية ذكرتها ..، وكذلك راجع ما ذكرته تحت تحقيق رواية
ابن لهيعة.
#- ملاحظة: ليس في هذه الرواية أي ذكر للقصة الخاصة برؤية النبي
للمرأة التي أعجبته ..!!
===============
#- ثانيا: رواية قيلت عن الصحابي أنس بن مالك::
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- (حديث
ضعيف)
.. وهو حديث قد
ذكره الإمام الطبراني في مسند الشاميين ..
#- حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ
الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ فَأَعْجَبَتْهُ .. فَأَتَى زَوْجَتَهُ زَيْنَبَ
بِنْتَ جَحْشٍ .. فَقَضَى حَاجَتَهُ .. ثُمَّ خَرَجَ .. فَقَالَ: إِذَا نَظَرَ
الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَةٍ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ .. فَلْيَقْضِ حَاجَتَهُ ..
فَقَالَ رَجُلٌ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ امْرَأَةٌ ؟ قَالَ: فَلْيَنْظُرْ إِلَى
السَّمَاءِ) رواه الطبراني في مسند الشاميين .. وقال ابن ابي حاتم هذا حديث منكر بهذا
الإسناد (راجع علل
الحديث عند الحديث رقم1238).
- وأظن معنى قوله (فَلْيَنْظُرْ
إِلَى السَّمَاءِ): أي فليدعو ربه
أن يثبته ويطفيء بداخله نار الشهوة التي اشتعلت.
@- وسبب ضعف هذا
الحديث هو ثلاث علل:
أ- العلة الأولى: (سعيد بن بشير
الأزدي) وهو ضعيف الحديث .. (راجع تهذيب الكمال ترجمة 2243).
ب- العلة الثانية: تدليس
قتادة عن أنس بن مالك .. وعنعنة قتادة عن أنس تقبل في الصحيحين دون غيرهما ..
لثبوت رواية العنعنة في الصحيحين بالتحديث من طرق أخرى.
ج- العلة الثالثة: نكارة
المتن وشذوذه عن غيره .. في جزئية (فَقَالَ رَجُلٌ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ
امْرَأَةٌ ؟ قَالَ: فَلْيَنْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ) وقد انفردت هذه الرواية بتلك الجزئية دون
سائر الروايات .. ورواتها ممن لا يحمل تفردهم بقبول الزيادة منهم.
#- وهذا الجزء الشاذ بالرغم من كونه ضعيف
.. إلا أنه في ميزان العقل مقبول .. لأنه من الطبيعي أن يسأل سائل ما هو حال
الغير متزوج ماذا سيفعل في مقل هذا الموقف ؟!!
- والله أعلم.
===============
#-
ثالثا: رواية قيلت عن الصحابي عبد الله بن مسعود::
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- (حديث
ضعيف)
.. وهو حديث قد
ذكره الإمام الدارمي في سننه ..
أ- جاء في
حديث عن قَبِيصَةُ "بن عقبة" قَالَ:
أَخبَرَنا سُفْيَانُ "الثوري" عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ حَلاَّمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: (رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله
عَليهِ وسَلم امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ .. فَأَتَى سَوْدَةَ وَهِيَ تَصْنَعُ طِيبًا ..
وَعِنْدَهَا نِسَاءٌ فَأَخْلَيْنَهُ .. فَقَضَى حَاجَتَهُ .. ثُمَّ قَالَ:
أَيُّمَا رَجُلٍ رَأَى امْرَأَةً تُعْجِبُهُ .. فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ ..
فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا) رواه الدارمي في سننه..، والبيهقي في شعب الإيمان..،
والخطيب البغدادي في الفصل للوصل.
- معنى (فأتى سودة): أي ذهب
لزوجته سودة بنت زمعة ..
- معنى (فأخلينه): أي تركن
البيت لينفرد النبي بزوجته.
ب- وفي
رواية بلفظ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُلَّامٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود: (مَنْ رَأَى مِنْكُمُ امْرَأَةً
فَأَعْجَبَتْهُ، فَلْيُوَاطِئْ أَهْلَهُ .. فَإِنَّ مَعَهُنَّ مِثْلَ الَّذِي
مَعَهُنَّ) رواه ابن أبي شيبه في مصنفه .. موقوفا على على كلام الصحابي بن مسعود وليس من كلام
النبي ..!!
@- وسبب ضعف هذا الحديث لوجود
علل فيه:
#- العلة الأولى: أن
(عبد الله بن حُلام) .. وهو مجهول ..، فضلا عن أنه لا يوجد في رجال أبي اسحاق
السبيعي مشايخ باسم "عبد الله بن حُلام" ولم أجد في تلامذة الصحابي بن
مسعود شخص باسم " عبد الله بن حلام" .. علما بانه قد جاء في رواية البيهقي
في الشعب (عبد الله بن سلام) وهذا خطأ من الناسخ.
#- العلة الثانية: أن
(أبي اسحق السبيعي وهو عمرو بن عبيد الله) قد دلس في الرواية ولم يصرح بالتحديث.
#- العلة الثالثة: أن
اضطراب سند الحديث بين الموقوف والموصول .. أي مرة عن قول بن مسعود ومرة عن قول
النبي .. والراوي واحد ..!!
- وقال الإمام
الدارقطني في العلل حديث
رقم817: والموقوف عن الثوري أصح. (انتهى النقل)..،
وكذلك قال بن أبي حاتم (راجع
العلل لأبي حاتم حديث 1180).
=====================
#- رابعا: رواية قيلت عن الصحابي عمر بن الخطاب::
#- قلت (خالد صاحب
الرسالة):
- (حديث
ضعيف)
.. وهو حديث قد
ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد..
- جاء عن الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب أبو عبد الله البزاز سمعته في جامع المدينة، يقول:
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، إملاء، قال: حدثنا محمد بن يونس بن موسى، قال: حدثنا أيوب بن عمر
أبو سلمة الغفاري "أبو عمر أيوب بن سلمة الغفاري" ، قال: حدثنا يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن
زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً حَسْنَاءَ
فَأَعْجَبَتْهُ، فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ الْبُضْعَ وَاحِدٌ، وَمَعَهَا مِثْلُ
الَّذِي مَعَهَا) رواه الخطيب في تاريخ بغداد.
- قوله (البضع واحد): أي محل الجماع واحد.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذا حديث ضعيف وله علل:
- الأولى: (الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب
أبو عبد الله البزاز) يعرف بابن القادسي .. وقد ضعفه الخطيب البغدادي في
تاريخ بغداد راجع ترجمة رقم 4059 .. وأنه جالس الروافض فقال عنه
الخطيب ما لفظه: " فأملى عليهم العجائب من الأحاديث الموضوعة فِي الطعن عَلَى
السلف" ..، وقال بن حجر نقلا
عن الأمير: كانت له سماعات صحيحة، لكنه أفسد نفسه. (تبصير
المنتبه بتحرير المشتبه ج3 ص1094).
- ملحوظة: الأمير الذي يقصد بن حجر هو: علي بن هبة الله
بن جعفر بن ماكولا (المتوفى: 475هـ) ..، صاحب كتاب "الإكمال في رفع الارتياب
عن المؤتلف والمختلف".
- الثاني: (محمد بن يونس
بن موسى الكديمي) .. وهو متهم بالكذب ووضع
الحديث .. (راجع
تهذيب التهذيب ج9 ص542).
- الثالث: (يزيد بن عبد الملك النوفلي) .. ضعفه أحمد وغيره .. (راجع تاريخ الإسلام ج4 ص548 ترجمة 446).
- والله
أعلم.
=================
#- خامسا:
رواية عن
التابعي أبو عبد الرحمن السلمي ::
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- (الحديث ضعيف) .. لوجود
انقطاع في السند.
أ- جاء عن وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ "وهو
الثوري"، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ "وهو عثمان بن عاصم" ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ "وهو أبو عبد الرحمن السلمى" قَالَ: (خَرَجَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَقِيَ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ .. فَرَجَعَ
إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ
وَعِنْدَهَا نِسْوَةٌ يَدفنَّ طِيبًا (أي
يخلطن عطرا) قَالَ: فَعَرَفْنَ مَا فِي وَجْهِهِ (أي رغبته في جماع زوجته) ..
فَأَخْلَيْنَهُ (أي خرجن) فَقَضَى حَاجَتَهُ .. فَخَرَجَ فَقَالَ: مَنْ رَأَى مِنْكُمُ
امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ، فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَلْيُوَاقِعْهَا، فَإِنَّ مَا
مَعَهَا مِثْلُ الَّذِي مَعَهَا) رواه ابن أبي شيبه في مصنفه.. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف لانقطاع السند
بين التابعي (أبو عبد الرحمن السلمي) وبين النبي صلى الله عليه وسلم.
ب- جاء عن أَبُو الصَّهْبَاءِ وَلادُ بْنُ
عَلِيِّ الْكُوفِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ
الشَّيْبَانِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ، أنا إِسْرَائِيلُ
"ابن يونس" عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ "السبيعي"، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ:
(خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ذَاتَ يَوْمٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ عَلَى الطَّرِيقِ وَقَدْ تَشَوَّفَتْ لَهُ تَرْجُو
أَنْ يَتَزَوَّجَهَا .. فَرَجَعَ إِلَى سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ .. فَوَجَدَ عِنْدَهَا نِسْوَةٌ يدقن لَهَا
طيباً (أي يخلطن العطور بالماء لتعطير البيت) .. فلما أتى رسول الله خَرَجْنَ ..
فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ مِنْ أهله،
ثم خرج برأسه يَقْطُرُ مَاءً (أي نتيجة أنه اغتسل بالماء بعد الجماع) .. ثُمَّ قَالَ لأَصْحَابِهِ:
إِنَّمَا حَبَسَنِي عَنْكُمْ أَنِّي خَرَجْتُ .. "فَذَكَرَ مَا كَانَ مِنَ
الْمَرْأَةِ" .. فَمَنْ رَأَى مِنْكُمُ امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَرْجِعْ إِلَى
أَهْلِهِ .. فَإِنَّ مَعَ أهله مثل الذي معها) رواه ابن الخطيب في الفصل
للوصل..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. فيه عنعنة أبي
اسحق السبيعي إذ لم يصرح بالتحديث .. ولأن فيه انقطاع بين التابعي (أبي عبد الرحمن
السلمي) .. وبين النبي صلى الله عليه وسلم.
- قوله (تشوَّفت له): أي أظهرت نفسها له ليراها ..
وكأنها اعترضت طريقه متعمدة أن يراها عسى أن تعجبه فيتزوجها.
=================
#- سادسا:
رواية عن التابعي سالم
بن أبي الجعد التابعي ::
- (حديث ضعف) .. لوجود انقطاع في السند .. حديث مرسل فيه إنقطاع بين التابعي سالم بن أبي
الجعد وبين النبي صلى الله عليه وسلم.
- جاء عن حدثنا عَبِيدَةُ "بن
حميد"، عَنْ مَنْصُورٍ "بن المعتمر"، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي
الْجَعْدِ: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَليهِ وسَلمَ رَأَى
امْرَأَةً .. فَأَتَى أُمَّ
سَلَمَةَ فَوَاقَعَهَا .. وَقَالَ: إِذَا رَأَى أحدكم امْرَأَةً تُعْجِبُهُ
فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ مَعَهُنَّ مِثْلَ الَّذِي مَعَهُنَّ) رواه ابن أبي شيبه في مصنفه..،
(قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. لانقطاع السند بين التابعي (سالم بن أبي الجعد)
وبين النبي صلى الله عليه وسلم.
#- خلاصة
ما سبق:
1- أن ما سبق هو مجرد توضيح .. لطرق رواية هذه
القصة التي خاصة بجزئية مرور امرأة على النبي فأعجبته .. لتكون على معرفة بذلك ..
2- جميع الروايات التي أتت روايتها عن التابعي أبي الزبير - عن الصحابي جابر بن عبد الله .. قد رواها عن التابعي (أبو
الزبير) ستة أشخاص وهم: (هشام الدستوائي ، وحرب ابن أبي العالية ، وابن لهيعه ،
وموسى بن عقبه ، ومعقل بن عبيد الله ، وابن جريج).
-
إلا أن من حكى قصة رؤية
النبي للمرأة وذهابه لجماع زوجته زينب .. وأن المراة تقبل وتدبر في صورة شيطان .. فقط هم اثنين (هشام الدستوائي ،
وحرب ابن أبي العالية).
- ولم
يصح أي حديث رواه أبي الزبير عن جابر بن عبد الله .. من أي طريق من طرق أبي الزبير ..
3- من كتابات بعض العلماء .. البعض صحح القصة في صحيح مسلم وزعم
أن ابي الزبير صرح بالتحديث من رواية ابن لهيعة في مسند أحمد .. وهذا خطأ جسيم .. لأن حتى
الرواية اليتيمة التي صرح فيها أبو الزبير بالتحديث عن جابر فهي رواية أصلا ضعيفة
.. فضلا عن أنه لم يذكر فيها القصة وإنما ذكر فيها التوجيه الأخير وهو (إِذَا رَأَى أحدكم امْرَأَةً
تُعْجِبُهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ) أو ما شابه ذلك ..
- ولكن المصيبة .. حينما تشعر من كلام بعض العلماء وكأنه يستكبر
عن القول بتضعيف القصة التي رواها مسلم لهيبة صحيح مسلم .. ولكن هل صحيح مسلم له في أنفسهم هيبة والنبي صلى الله عليه وسلم
ليس له في نفسه هيبة ؟!!
4- قيلت روايات أخرى .. عن بعض الصحابة في قصة رؤية
النبي للمرأة التي أعجبته .. وهم أنس بن مالك وعبد الله بن مسعود .. وهي روايات لم
تصح ..
5- قيلت روايات مرسلة منقطعة السند .. مروية عن التابعين أبي عبد الرحمن
السلمي وعن سالم ابن أبي الجعد .. وهي روايات مرسلة لا تصح.
6- غالب الروايات تذكر فقط الجزء الأخير من القصة
وهو جزئية (إِذَا رَأَى أحدكم امْرَأَةً
تُعْجِبُهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ) .. وهذا مؤشر على أن القصة لم تكن محفوظة أصلا ..!!
7- اضطربت الروايات في اسم زوجة النبي .. فمرة يقال (زينب بنت جحش) ومرة (سودة بنت
زمعة) ومرة (أم سلمة) ..!!
6- إمكانية الظن بأن النبي يمكن أن يقول
مثل هذا الكلام :(فَإِنَّ الْبُضْعَ وَاحِدٌ،
وَمَعَهَا مِثْلُ الَّذِي مَعَهَا) .. فهذا ما لا يمكن أن يقبله قلب مؤمن .. حتى لو
كانت الرواية صحيحة ..!!
8- من الأمور المحيرة في هذه القصة .. طالما النبي حسب زعم البعض كان
يوجه امته .. فما هو حال غير المتزوج الذي يرى امرأة فتعجبه ؟!! إذ من الطبيعي أن
يكون النبي لو كان قال بهذا الحديث لكان أخبر أيضا بحال من هو ليس بمتزوج أو لكان
سأله أحد في ذلك .. إذ أن هذا من بديهيات العقل .. وهذا ظهر من رواية أنس ابن مالك
ولكن فيها ضعف .!!
#- وإذا كان البعض .. يحلو له الإنتصار لهذا الحديث
لأنه تم روايته في صحيح مسلم .. فوجدت من المهم التوسع قليلا في معرفة سبب تضعيف
روايات أبي الزبير عن جابر التي رواها الإمام مسلم .. والله الموفق.
**************************
..:: س3: لماذا حديث أبي الزبير عن
الصحابي جابر في قصة المرأة التي رآها النبي فاعجبته هو حديث باطل ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- البعض قد يتسائل ويقول: لماذا قلت أن رواية أبو الزبير عن جابر ..
والتي هي مروية في صحيح مسلم وغيره .. هي قصة ضعيفة ومنكرة كما أشرت لذلك في
السؤال السابق ؟
#-
إليك الجواب على ذلك تفصيلا:
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعليقا على روايات (هشام وحرب ومعقل) عن أبي الزبير عن
جابر:
- أولا: أبو الزبير وهو محمد
بن مسلم .. قد دلس في هذه الرواية .. يعني لم يسمعها من الصحابي جابر بن عبد الله
.. وبيان ذلك:
- أن التابعي (أبو الزبير محمد بن مسلم) وهو
أحد رواة صحيح مسلم .. يظهر تدليسه في روايته عن الصحابي جابر بن
عبد الله .. إذ لو قال (عن جابر بن عبد الله) فهو لم يسمع الحديث عن جابر .. وإنما
بلغه عنه من طريق آخر لم يظهره .. والحديث بذلك فيه علة التدليس وهي علة تضعف من
الحديث .. وإن قال (حدثني أو أو اخبرني أو قال لي أو سمعت أو سألت جابر) فهذا
معناه أنه تلقاه فعلا من جابر بن عبد الله والحديث صحيح ..
-
ونقل الإمام العلائي في جامع التحصيل: "قال سعيد بن أبي مريم (تابعي):
ثنا (أي حدثنا) الليث بن سعد (تابعي) قال: جئت أبا الزبير (تابعي) .. فدفع لي كتابين (أي فيهما
مرويات أحاديثه عن الصحابي جابر بن عبد الله) .. فانقلبت بهما (أي فذهبت بهما) ..
- ثم قلت في نفسي: لو أني عاودته (أي رجعت إليه) .. فسألته أسمع هذا كله من جابر؟!!
..
- قال (أي رجعت إليه) سألته ؟
- فقال (أي أبو الزبير): منه ما سمعت .. ومنه ما حدثت عنه
..
- فقلت (أي الليث) له: أَعلِم (أي ضع علامة) لي على ما سمعت منه ..،
فأَعلَم لي على هذا الذي عندي (أي وضع لي علامة على ما سمعه من جابر في
هذين الكتابين الذين أخذتهما منه)". (راجع جامع التحصيل ص 110 ترجمة رقم 50 - (وراجع تهذيب
الكمال ترجمة رقم 174) .. وما بين الأقواس (....) من شرحي للتوضيح للقاريء).
- وبناء على القصة السابقة .. إذا أتى حديث عن (أبي الزبير)
فيه عنْعنَه عن جابر أي هكذا (عن أبي الزبير عن جابر) .. ولم يكن الذي روى عن أبي
الزبير هو الليث بن سعد .. فالحديث ضعيف ..
- ولكن لو كان يوجد عنْعنَه لأبي الزبير
عن جابر .. وكان الراوي عن أبي الزبير هو الليث بن سعد
هكذا (عن الليث عن أبي الزبير عن جابر) .. فالحديث صحيح .. لأن
الليث بن سعد هو الوحيد الذي عرف الأحاديث التي سمعها أبو الزبير بالتلقي المباشر
عن جابر .. فصح الحديث حينئذ وخلى من شبهة التدليس.
#- يعني باختصار: رواية أبي
الزبير عن الصحابي جابر بن عبد الله .. لا يتم قبولها إلا بالعنعنة عن الصحابي
جابر .. إلا لو كان الذي يرويها الليث بن سعد .. وما عدا ذلك لو قال أبو الزبير
(عن جابر) فهذا معناه أنه لم يسمعه من الصحابي جابر .. وإنما سمعه من غيره وقد دلس
في الرواية فحذف من سمعه منه ولعل من يفعل ذلك هو اعتماده على حسن ظنه بمن نقل عنه
(ومهما كان المبرر فالحديث غير مقبول) لوجود انقطاع حينئذ في السند بين التابعي
أبو الزبير وبين الصحابي لأن أبو الزبير أسقط الواسطة بينه وبين الصحابي جابر ..
وهذا الواسطة قد يكون متهم ومجروح عند أهل العلم ..!!
#- ثانيا:
الروايات التي قيلت في قصة المرأة الأجنبية التي رآها النبي فأعجبته والتي
رواها أبو الزبير عن جابر ..
- طالما
هذه الروايات أتت بالعنعنة .. وهي رواية ليست من
روايات (الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر) .. فيكون
عنعنة أبي الزبير عن الصحابي جابر هي روايات منقطعة السند .. لأن أبو الزبير قد
دلس فيها حيث لم يسمعها من جابر وإنما بواسطة بينهما .. وقد أسقطها أبو الزبير هذه
الواسطة ولم يظهرها .. فظهر بذلك حدوث انقطاع في السند وهو المقصد من كلمة
التدليس.
- ولكن إذا
كان لم يظهر تحديث من أبي الزبير في روايات صحيح مسلم .. فهل يمكن
ظهور التحديث من أبي الزبير عن جابر لهذه القصة في كتب أخرى للأحاديث .. وهذا
محتمل جدا .. ويكون الإمام مسلم قد بلغته رواية التحديث إلا أنه لم يذكرها .. ؟!!
- فعلا هذا محتمل .. ولذلك لما
بحثنا لنجد أي رواية في هذه القصة .. تقول أن أبو الزبير قد صرح بالتحديث عن
الصحابي جابر في هذه القصة .. فلم نجد ذلك عند أي راوي من الرواة إلا عند بن لهيعة
صرح بالتحديث ولم يذكر القصة أيضا فضلا عن أن روايته ضعيفة أصلا ..
- فعلمنا بذلك يقينا أن أبو الزبير لم
يسمع هذه القصة مباشرة بالتلقين من الصحابة جابر بن عبد الله .. وإنما
سمعها من غيره .. وغيره هو الذي أخبره أنه سمعها من جابر .. وهذا الغير الذي نقل
عنه أبو الزبير غير مستبعد حينئذ أن يكون شخص فيه شبهة كذب أو خيال مريض أو تصور
فاسد وضعه في صورة قصة على النبي بل ونسب ذلك للصحابي جابر .. أو هو يكون فعلا
جالس الصحابي جابر ولكنه فهم خطأ أو اختلط عليه سماع روايات مختلفة فظنها متعلقة
بحديث النبي أو هو شخص يروي المنكرات والأباطيل .. أو غير ذلك من علل يعرفها أهل
الحديث .. ولو لم يكن هذا الراوي الذي أخذ عنه أبو الزبير هذه القصة ليس فيه شبهة ما كان أخفاه أبو الزبير
.. والله أعلم.
#- ثالثا:
الإمام الذهبي يشك في هذه القصة ولا يطمئن قلبه لها ..
- من
العلماء الذي توقفوا عن الأخذ بهذه القصة شكا فيها هو الإمام الذهبي رحمه الله.
#- إذ قال الإمام شمس الدين
الذهبي رحمه الله (المتوفى:
748هـ) حين كلامه على ترجمة أبي الزبير:
- وفي صحيح مسلم عدة أحاديث .. مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع عن جابر، وهى من غير طريق الليث عنه .. ففى القلب منها شئ ..
- من ذلك حديث: (لا يحل لأحد حمل السلاح بمكة)..، وحديث: (رأى عليه الصلاة والسلام امرأة
فأعجبته، فأتى أهله زينب) .... (راجع ميزان الإعتدال ترجمة رقم 8169).
#- رابعا: أبو الزبير وإن كان من الثقات إلا أن فيه لين
وكبار علماء الحديث لا يحتجون به وإنما يذكرون حديثه مقرونا بأصل صحيح.
- فمثلا: قال عنه يحيى بن معين والنسائي وجماعة: أنه ثقة .. ولكن علماء آخرون
كأبي زرعه وأبو حاتم والبخاري قالوا: لا يحتج به (راجع سير أعلام النبلاء ترجمة رقم 174) ..!!
(علما بأن البخاري ذكره في صحيحه ولكن مقرونا يغيره . أي هو يذكره كمتابعة أو شاهد وليس من أصل
الصحيح ..).
#- وكذلك الإمام الشافعي وابن حزم وغيرهما ... لا يحتجون بأحاديث أبو الزبير إلا لو صرَّح بالتحديث .. أو كانت
روايته مقرونة أو مؤيده بمن رواها غيره وكان أصح منه .. فمن ذلك:
- وقال أبو محمد بن حزم: فلا أقبل من حديثه إلا ما فيه:
(سمعت جابرا) ، وأما رواية الليث عنه، فأحتج بها مطلقا، لأنه ما حمل عنه إلا ما
سمعه من جابر، وعمدة ابن حزم حكاية الليث. (راجع
سير أعلام النبلاء ترجمة رقم 174).
- يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي، وقد احتج عليه رجل
بحديث عن أبي الزبير، فضعفه، وقال: أبو الزبير يحتاج إلى دعامة. (أي يحتاج إلى متابعة له من ثقة
ليتم قبول روايته).
- وقال نعيم بن حماد: سمعت هشيما يقول: سمعت من أبي
الزبير، فأخذه شعبة، فمزقه. (راجع
سير أعلام النبلاء ترجمة رقم 174).
- وقول الشافعي (يحتاج إلى دعامة): أي يحتاج إلى متابعة له من ثقة ليتم قبول
روايته.. والله أعلم.
- والشاهد مما سبق هو .. أن تستوعب أن أبي الزبير الذي يروي له الإمام
مسلم .. قد يصح حديثه وقد لا يصح .. ولذلك لا داعي لبعض الخلق أن يتنمروا على
المؤمنين بوجوب الإيمان بما يتم نقله عن أبي الزبير لمجرد أن الإمام مسلم رواه فقط
..!!
- فهذا ليس علم حينئذ .. بل هوى في النفوس لوضع قدسية خاصة لصحيح مسلم
.. وإلا فما المانع من وضع الأمور في نصابها العلمي الصحيح ؟!!
#- خامسا: السخرية والتنمر على المؤمنين بتصحيح أحد
المشايخ كالألباني هو شيء غير أخلاقي ويدل على جهل عميق لمن يفعله ..
- إذ قد تجد على الإنترنت .. البعض يتنمر على
من يعترض على قصة صحيح مسلم التي نناقشها وهو المرأة التي رآها النبي فأعجبته ..
فتجد البعض يتنمر عليه بأسلوب غير أخلاقي ويقول له: صححه الألباني فهل أنت تفهم
أكثر من الشيخ الألباني ؟!!
- وكأن الشيخ الألباني إله تحقيق
علم الحديث .. وطبعا هو ليس كذلك رحمه الله بل إمام مجتهد يخطيء
ويصيب ..!!
#- ولكن دعنا نوضح لهذا الشخص المستهزيء ما
قاله الألباني:
#- قال الشيح الألباني رحمه الله بعد
تحقيقه لرواية ذكرها في السلسلة الضعيفة:
-
وجملة القول: أن كل حديث يرويه أبو الزبير عن جابر أو
غيره بصيغة عن ونحوها .. وليس من رواية الليث بن سعد عنه .. فينبغي التوقف عن الاحتجاج
به .. حتى يتبين سماعه .. أو ما يشهد له .. ويعتضد به.
- هذه حقيقة يجب أن يعرفها كل محب للحق .. فطالما غفل عنها عامة الناس ..
وقد كنت واحدا منهم .. حتى تفضل الله علي فعرفني بها، فله الحمد والشكر، وكان من
الواجب علي أن أنبه على ذلك .. فقد فعلت .. والله الموفق لا رب سواه. (السلسلة الضعيفة ج1 ص163).
- ولذلك الشيخ الألباني قال بضعف روايات
"أبي الزبير عن جابر": في الحديث رقم 118 ..، والحديث رقم 972 ..،
والحديث رقم 976 ..، والحديث رقم 990 ..، والحديث رقم 1199 ..، والحديث رقم 1483
..، والحديث رقم 1504 .. من السلسلة الضعيفة .. وغير ذلك من أحاديث قد اكتفيت بما
سبق لمن له عقل ليفهم.
@- والآن
نقول لهذا الشخص المستهزأ والتحقيري للمؤمنين الذي قال في ردوده لبعض المؤمنين
الذي كان يتكلم بأدب: "هو أنت بتفهم أكثر من الشيخ الألباني":
- الشيخ الألباني لم يصحح رواية صحيح مسلم
التي فيها قصة رؤية النبي لامرأة أجنبية فأعجبته .. بل هو يعرف انها ضعيفة .. وقد ذكرها في
الشواهد كشاهد لحديث آخر لهذه القصة .. وقال رحمه الله: (وأبو
الزبير مدلس وقد عنعنه، لكن حديثه في الشواهد لا بأس به .. لاسيما وقد صرح
بالتحديث في رواية ابن لهيعة عنه .. وأما مسلم فقد احتج به .!! (السلسلة الصحيحة حديث
رقم235).
-
إذن: من ينشرون هذه الرواية وهي رواية (أبي الزبير عن جابر) في حديث
(المرأة التي رآها النبي فأعجبته) .. ثم يقولون أن الألباني صححها ..
كما فعل هذا المتنمر المستهزأ بالمسلمين .. فهذا كلام باطل ولم يقل به الشيخ
الألباني وإنما هو ضعفها بدلالة قوله (أبو الزبير مدلس وقد عنعنه) .. وذكر هذه
الرواية فقط كشاهد لحديث آخر هو الذي صححه.
#- أما عن قول الألباني: (لاسيما وقد صرح بالتحديث في
رواية بن لهيعة) فهذا كلام يوهم قارئه بأن أبي الزبير صرح بالتحديث في تلك
الرواية .. وهذا باطل من
وجهين:
- الأول: أن ابن لهيعة لم يذكر القصة أصلا
وإنما ذكر فقط التوجيه الأخير في القصة وهو أنه عند هياج الشهوة في الرجل وكان
متزوجا فليجامع زوجته .. أما عن القصة التي في الرواية فلا وجود لها في رواية ابن
لهيعة.
- الثاني: رواية ابن لهيعة لا يمكن أن تصح
أصلا لأنه هو نفسه ضعيف الحديث ما لم يكن حديثه قد رواه عنه أحد العبادلة الثلاثة
وهم (عبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب وعبد الله بن يزيد المقريء) الذين رووا
عنه قبل حرق كتبه .. وليس هذا الحديث من روايتهم عنه .. بل وكثير من العلماء
يرفضون رواية ابن لهيعة سواء رواها عنه العبادالة أم لا .. لأنه متهم عندهم
بالضعف.
-
فانتبه يا مؤمن.. ولا تغتر بكل من يكتب ولا بكل ما
يكتب .. فما أكثر الزلات في العلم من البشر .. وسبحان من هو العليم جل شأنه.
#- وخلاصة القول في كل ما سبق:
- أن القصة التي رواها (أبو الزبير عن جابر في حق النبي)
هي قصة باطلة بكل ما فيها من ألفاظ .. وهي القصة التي قالت بأن النبي رأى امرأة
فأعجبته .. ولما أعجبته ذهب لأحدى زوجاته ليجامعها .. ثم قال أن المرأة تقدم وتدبر
في صورة شيطان .. فهذا كله باطل ..
- فلا أبو الزبير سمع أصلا هذه القصة من
الصحابي جابر بن عبد الله ..
- ولا النبي رأى امرأة فأعجبته ..
- ولا النبي قال أن المرأة تأتي في صورة
شيطان وتدبر في صورة شيطان ..
- ولا النبي قال أن من تعجبه امرأة يذهب
لجامع زوجته ..!!
#- ملحوظة هامة جدا:
- البعض أشار لصحة هذه القصة المروية (عن
أبي الزبير عن جابر) .. لوجود شاهد قوي حسب ما يظن .. وذلك من خلال قصة أخرى
رواها صحابي اسمه "أبو كبشة الانماري" وهذه هي القصة التي أشار لصحتها
الشيخ الألباني.
- وجعلوا من القصة المروية عن جابر وعن أبي كبشة هما
قصة واحدة وليس قصتين .. وجعلوا بعضهما يؤيد بعض .. وكيف لا يكونا قصة واحدة
والأحداث تشير في القصتين لكونهما قصة واحدة مع تحريف الألفاظ وبعض الأحداث.
- والغريب أن من يقول بصحة هذه الروايات فكأنه لا ينظر
لمتن هذه القصة التي في تلك الروايات .. وكأن المهم عنده فقط هو صحة السند .. دون
اعتبار لما يقال في حق النبي صلى الله عليه وسلم ..!!!
- عجبا ..!!
- ونظرا لكون البعض جعلهما قصتين .. فلم أرد مناقشتها في هذا الفصل وتركتها لفصل
آخر .. وهو الفصل القادم إن شاء الله .
- وبعد مناقشة القصة الثانية والثالثة إن شاء
الله .. نذكر لماذا متن هذه القصص سواء الأولى أو الثانية أو
الثالثة .. لا يمكن قبوله لمعارضته القرآن ومعارضته أخلاق النبي صلى الله عليه
وسلم .. والله ولي التوفيق ..
لقد أثلجت قلبي بهذا التحقيق استاذنا الفاضل .. ربي يزيدك نورا فرقانيا .. مع التأييد والتمكين الى يوم الدين .. ويفرّح بك حبيبه الأمي الطاهر الزكي .. آمين يارب العالمين
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد واغفر لنا
بارك الله فيك استاذ خالد .. وجعله في ميزان حسناتك
ردحذفتحقيق دقيق .. الحمد لله
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
بارك الله بعمرك وبارك فيك لمجهودك لتضهر الحقائق
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وسلم
الحديث صحيح ومفيش فيه أي حاجة غلط.
ردحذفوهذا تعليم لنا نحن المسلمين بأن الواحد فينا لو شاف شيء أثاره جنسيا وهو متزوج فليذهب لزوجته ويجامعها.
بالنسبة للسؤال الثاني:
حذفقد تكون هذه المرأة شيطانة متجسدة بهيئة أنسية.
قد تكون هذه المرأة ساحرة شريرة.
قد تكون هذه المرأة مسحورة من قبل الأشرار إللي ما يتسموا عشان يوقعوا الغلط بالنبي عليه الصلاة والسلام.
مثل
قصة جريج الراهب
هذه قصة حدثت قبل زمن النبي وأكيد إللي مايتسموا عارفين هذه القصة وغيرها من القصص الأخرى. فهم متخصصين بأذية الصالحين من الأنبياء والأولياء.
حضرتك تفترض أسئلة ومن حقك هذا الافتراض.
حذفطيب
أسمحلي أيضا أن أفترض
بالنسبة لبقية المؤمنات فهن مؤدبات يردن تعلم دينهن.
لكن
هذه المرأة لا فهي كانت عارفة شغلها وكانت عاوزة توقع بالنبي.
فكان هناك حد شرير زئها بطريق النبي.
يعني
كانوا دارسين تحركات وخط سير النبي اليومي.
وزئوا هذه المرأة بملابس وروائح وحركات عشان توقع بالنبي.
لكن
( فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين).صدق الله العظيم.
ملائكة الله على النبي حراس
وكانت هذه القصة تعليم ودرس لنا بأن نكون صاحيين ومنتبهين
وتعليم للمتزوجين بأن اذا أثيرت الشهوة فيكم فعليكم بزوجاتكم.
طالما أنت متأكد قوي كده يا مجد :
حذففلو ممكن تعلمني إذا سمحت من خلال الإجابة على الآتي :
1- أي رجل متى يثار جنسيا وتتحرك فيه الشهوة ؟
هل بنظرة المفاجاة والتي يخفي عينه بعد ذلك عن المرأة ..؟ أم متى ؟!!
2- والنبي لما شافها فاعجبته .. كانت نظرة فجأة أيضا أم غير ذلك ؟!!
- وهنا يأخذنا العقل لاتجاهين كلاهما منحط وحقير:
- فلو قلنا نظرة فجأة .. فعلى هذا سيتطور الكلام لمنعطف آخر سيء جدا من الكلام .. لأنه إذا كان في نظرة الفجاة حدث ذلك .. فهل هذا كان حال كل المؤمنات اللاتي تكلم معهن النبي ؟!!
- وإذا لم تكن نظرة فجاة .. فهل معنى ذلك أن النبي قد تأمَّل في مفاتنها ولذلك اعجبته فهاجت فيه الشهوة ؟!!
منتظر تصحح لي خطئي في الفهم يا مجد .. وجزاك الله خيرا ..
=================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم .
طيب
ردحذفسؤال جديد
لو الزوجة هي إللي شافت شخص وأعجبها!!! فهل تقول لزوجها هيا بدي نلعب لعبة عريس وعروسة؟
ما ليس فيه تخصيص حكم بحكم الطبيعة (كالحمل والولادة للنساء وكالجهاد والسعي للرجال) .. فالجميع مشارك فيه ..
حذف- فلو صح الحديث الذي نتكلم عنه .. فيكون سبب تخصيص الكلام للأزواج لغلبة حدوث الامر معهم لكثرة خروجهم من المنازل .. ولكن الجميع مشارك في ذلك زوج وزوجة ..
والله اعلم.
=================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله وسلم
طيب
ردحذفسؤال مهم
لو
كان الشخص
عازب / عازبة وشاف شيء أثاره جنسيا فكيف يعمل؟
الجواب
فليمارس العادة السرية عشان يهدأ ولايقوم بأغتصاب أو تحرش جنسي.
ولكن لماذا الإثارة أصلا يا مجد .. طالما أنت لا تنتبه لمن هو أمامك وكأنه هواء ؟!!
حذفأو بمعنى ادق: ليه تبحلق بعينك فيما تراه ؟
أو بمعنى أبسط: وبعدين ؟
==================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
قال الله عن نبه في رحلة الاسراء والمعراج (ما زاغ البصر وما طغى)
حذفوقد رأى هناك ما رأى مما يذهل العقل ويخطف القلب وشهد له الحق بأنه لم يلتف شعرة واحدة
هل سيلتفت لمرأة ؟؟...
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وافرغ عليك الصبر
ردحذفمجرد القراءة رواية اتعبتي فمابلك أنك تحقق فيها
لا حول ولا قوة الا بالله اي نفوس هي هذه
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم
الجواب
ردحذفليه الإثارة اصلا لأن كل شيء محيط بنا أصبح مثير بطريقة إبليسية شريرة.
الصور المش مؤدبة بكل مكان. تلقاه تلفاز وانترنت وصور اعلانات بالشوارع.
طيب
انا انسان ضعيف أي موقف قد يشعلل نار الشهوة جوايا.
....
بالنسبة لغض البصر هو تعليم قرأني.إيماني.
هذه شبهة بتاعت الصليبين وبعض الجماعات الطائفية التي تكره البخاري ومسلم وكتب الحديث النبوي.
ردحذففنحن واجب علينا أن نرد على شبهاتهم.
وليس لانقبل الأحاديث تحت دعوى تنزيه سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام.
فلا يزايدنا أحد عليا بمحبة سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام
- بما أنني الوحيد الذي رددت عليك .. بل والوحيد الذي يكتب في الأحاديث معترضا على حديث صحيح مسلم.
حذف- فيكون الكلام بالتأكيد موجه لشخصي .. فأكون بالتالي موصوف من جماعة (بالصليبين والجماعات الطائفية التي تكره البخاري ومسلم..) !!
- أوكيه .. وهذا رد غريب منك يا مجد ..!!
#- فإذا كان هذا ظنك بي .. فأحترمه لأنه اختيارك..
@- وبما انه لم أجد في كلامك رد علمي أو عقلي محترم يمكن الاعتماد عليه أو مناقشته .. فهنا يتوقف الرد من ناحيتي .. وعلى فكرة قد نشرت تعليقاتك عن الساحرة الشريرة وغيرها .. اطمن.
=========
#- ملحوظة: قد تكون نسيت أو تناسيت عن أنني انتصرت سابقا لهذا الحديث في رسالة الشهوة الحميمية في الجزء الرابع تحت عنوان (الرد على من اتهم الرسول بالشهوانية) ..
- تحياتي لك.
=================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
تعرف يا مجد ماهو اول شيء خطر في بالي لما قرأت القصة .. وصف سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم .. بأنه أشد حياء من العذراء في خدرها .. فهل نصدق ما جاء في الاحاديث من امور او اقوال نحن كأناس عاديين نستتر من اولادنا ونستحي من الحديث عنها او التلفظ بها .. !!!
حذفثم .. وبعد ان قرأنا الحكم على روايات القصة .. فماذا نفعل بالحديث الصحيح لأمنا عائشة رضي الله إذ قالت عنه صلى الله عليه وسلم : كان أملككم لإربه .... يعني يملك زمام نفسه .. !!
ثم هناك حديث صحيح ايضا .. يروي لنا كيف حوّل النبي وجه احد الصحابة وهو الفضل بن عباس عن النظر الى امرأة من خثعم كانت تستفتي النبي في حجة الوداع .. فهل ينهى النبي عن شيء ويأتي مثله ؟!! .. حاشاه صلى الله عليه وسلم
وعليه يا مجد حوّل وجهة تفكيرك .. ولا تسترسل الغوص في الماء العكر .. فتلك أمانيّ اعداء الاسلام .. ان ينالوا من أحباب رسول الله بتشويه سيرته الطاهرة .. بغض الله وجوههم وقبحهم .. آمين يارب العالمين
الان انتبهت يا مجد لتعليقاتك الاخيرة .. واكاد اجزم انك لم تقرأ الموضوع .. فانتبه لنفسك .. وكما تقرأ وتتابع شبهات الصليبيين !! ياريت تعطي نفسك وقت كافي وتكون حيادي وتقرأ هذا الموضوع مع الفهم .. ولو ماعجبك الكلام .. اكتب رأيك بكل احترام ومن غير توجيه ألفاظ لا تليق بك كمحب للنبي كما تقول .. وعليه فأنت متبع له في ادب الحوار مع الذوق في انتقاء الالفاظ وقول الحق عند الرضى والغضب .. !! .. فهل ردودك تعكس حاله ؟!
حذف🌴🌴
ردحذف#همسة_تفاؤل
هون عليك،
فالأيام المظلمة يعقبها الشروق،
والعسر بعده يسرين،
والهم سينجلي، والضيق سيتسع،
وهذا الوقت سيمضي، ودروب السلام
ستمر يوما عليك ..
#تفاءل
🌴🌴
اصبر .. أجرك على الله ..
ردحذفأجر الصبر عظيم لا تفرط به ..
يقول الله سبحانه وتعالى ..
( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
الصابر يوم القيامة يصب عليه الأجر صبا ..
ويعطي الأجر بلا مكيال ولا ميزان ..
فالصبر مفتاح الفرج ومهما اشتد الليل لابد من شروق النهار في يوم من الأيام ..
فكن مطمئنا لقدر الله فيك فرب الخير لا يأتي إلا بالخير.
🌹🍃🌹
🌴🌴
ردحذفتُصاب بمرض لأنَّ الله اختار لك المغفرة، وتُصاب بابتلاء لأنَّ الله أراد لك الرحمة، وتُصاب بالحزن لأنَّ الله سيجعلك تشعر بلذّة الفرح،
رحمة الله لا تجفّ، لا تجفّ أبدًا ..
#ثق_بربك
🌴🌴
من صفحة احد المتخصصين بعلم الحديث
ردحذفقبل الإجابة العلمية الرصينة على هذا السؤال أقول :
من أهم المزالق الفكرية التي يقع كثير من الناس ، على اختلاف أديانهم ومذاهبهم ، اتخاذ الروايات التاريخية وأفراد الأحداث والمواقف منطلقا لقرار اعتقادي ومبدئي ، فكثير من المرويات – رغم صحتها وثبوتها – حوادث أعيان ، تتطرق إليها الكثير من الاحتمالات ، وتتعرض للعديد من صور تصرف الرواة ، وتعتريها أنواع الخلل في المتن والإسناد ، فضلا عن أن عدم استحضار الظرف الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي للرواية تترك الناظر فيها في حيرة ، ويصبح معها في اضطراب ، فلا يهتدي إلى وجهها السليم ، بل لو استحضر ذلك الظرف ولكنه لم يعايشه ولم يخالطه ، فستكون قدرته على استيعاب وجه الرواية ضعيفة أيضا .
فإياك أخانا السائل أن تقع في هذا المزلق الخطير ، فالعقائد والمبادئ لا تبنى إلا على أركان صحيحة ، وأسس متينة ، تتمثل في المحكمات والثوابت التي تعبر عن الرسالة السامية ، وعن الأفكار الجليلة التي تؤمن بها ، أما بعض الحوادث وأفراد الروايات : فإنما تنظر بقدرها في الميزان الشرعي ؛ وقد جعل الله لكل شيء قدرا .
ولو تأملت حولك قليلا لعرفت خطورة هذا المزلق في التفكير ، أرأيت لو أن عاقلا سئل لماذا ترفض فكرة الرأسمالية مثلا ، فأجابك بأن السبب هو تعثر أحد البنوك في السبعينيات من القرن العشرين ، هل سيكون جوابه مقنعا ! ولو أن عاقلا سئل عن رأيه بشخصية مفكرة عالمية ، فأجاب بعدم اقتناعه به لأنه تخاصم ذات مرة مع أحد أصدقائه مثلا ، فهل تراه أجاب بتفكير سليم ! ومنهجية مقنعة .
وهكذا لو رحت تسلم عقلك إلى بعض القصص – الثابتة أو غير الثابتة – لعرَّضت نفسك إلى الاضطراب وعدم الاتزان بالأحكام ، ولكن الواجب دائما العناية بالمبادئ والثوابت الكبرى ، التي تحدد معالم الدين ، ثم تترك بقية التفاصيل لاجتهاد العلماء ، وأصول النقد والتمحيص .
ثم نزيدك أيضا أن في ثبوت هذه القصة بحثاً ونظراً ، وإن صححها بعض العلماء ، فقد ذهب كثير من المحدثين إلى أنها لم تقع له عليه الصلاة والسلام ، وإنما وقعت للصحابي الذي رواها ، فأخطأ الرواة في نسبتها إليه عليه الصلاة والسلام ، وهذا ما يسمى في علم الحديث بتعليل المرفوع بالموقوف ، وهو باب مهم من أبواب وقوع الخلل في الروايات والأحاديث . كما جاء في روايات أخرى صحيحة اقتصار الحديث على قوله : ( إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ ، فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ ، فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ ) من غير ذكر الحادثة ، مما يدل على الشك في حصولها .
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى امْرَأَةً ، فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهْىَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا ، فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : ( إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ ) .
ردحذفوقد اختلف الرواة عن أبي الزبير في رواية هذا الحديث على وجهين :
الوجه الأول : منهم من ذكر قصة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم المرأة ، وإتيانه أم المؤمنين زينب رضي الله عنها على إثرها ، وهم كل من ( حرب بن أبي العالية ، وهشام الدستوائي ).
أما حديث حرب بن أبي العالية ففي " مسند أحمد " (22/407) ، و" صحيح مسلم " (رقم 1403) .
وأما حديث هشام الدستوائي فأخرجه عبد بن حميد كما في " المنتخب " (رقم/1061) ، ومسلم في " صحيحه " (1403)، وأبو داود في " السنن " (رقم/2151) ، والترمذي في " السنن " (رقم/1158) وقال : " حديث جابر حديث حسن صحيح غريب ". والنسائي في " السنن الكبرى " (8/235) ، وابن حبان في " صحيحه " (12/384) ، ورواه الطبراني في " المعجم الكبير " (24/50) ، وفي " المعجم الأوسط " (3/34) وقال : " لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا هشام ، تفرد به مسلم "، والبيهقي في " السنن الكبرى " (7/90) .
الوجه الثاني : لا يشتمل على ذكر القصة ، وإنما فيه الحديث القولي فحسب ، يرويه على هذا الوجه كل من ( معقل بن عبيد الله الجزري ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وعبد الله بن لهيعة ، وموسى بن عقبة ) .
حديث عبد الله بن معقل أخرجه مسلم في " صحيحه " (رقم/1403) قال : وحدثني سلمة بن شبيب ، حدثنا الحسن بن أعين ، حدثنا معقل ، عن أبي الزبير ، قَالَ : قَالَ جَابِرٌ رضي الله عنه : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ ، فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ ، فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ ) .
وحديث ابن جريج يرويه ابن حبان في " صحيحه " (12/385) ، والدولابي في " الكنى والأسماء " (3/1192) .
وأما حديث عبد الله بن لهيعة وموسى بن عقبة ففي " مسند أحمد " (23/77) (23/402)، والخرائطي في " اعتلال القلوب " (1/124) .
ومنهم من يذكر لفظ : ( إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ) ، وهم ( هشام الدستوائي , وحرب بن أبي العالية ) ، والبقية يقتصرون على قوله : ( إِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ )
وبهذا يتبين الحكم على الحديث ، وأن الألفاظ التي هي محل إشكال فيها قدر كبير من الاختلاف بين الرواة ، وهي قصة إتيان النبي صلى الله عليه وسلم زوجته بعد رؤيته إحدى النساء ، والإخبار عن المرأة أنها : ( تقبل في صورة شيطان ) ، فقد روى هذا الحديث ستة من تلاميذ أبي الزبير ، أربعة منهم جاؤوا بالرواية من غير العبارات محل الإشكال ، واثنان فقط أحدهما ضعيف – وهو حرب بن أبي العالية – ذكروا تلك الألفاظ . وهذا أدعى للشك في تلك القصة ، ووقوع الخلل فيها .
ردحذفويمكن أن يزيد الشك أيضا علتان أخريان :
العلة الأولى : الشبهة في انقطاع رواية أبي الزبير عن جابر ؛ فقد قال الإمام الذهبي رحمه الله:
" في صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضِّح فيها أبو الزبير السماعَ عن جابر ، وهي من غير طريق الليث عنه ، ففي القلب منها شيء ، من ذلك حديث : ( رأى عليه الصلاة والسلام امرأةً فأعجبته ، فأتى أهله زينب ) " انتهى من " ميزان الاعتدال " (6 /335) .
العلة الثانية : الإرسال ، فقد رواه بعض تلاميذ أبي الزبير عنه مرفوعا ، من غير واسطة الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، والحديث المرسل ضعيف ؛ لأن الجهل بالواسطة يوقع الشك في الثقة بالرواية .
يقول الإمام النسائي رحمه الله : " أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا حرب ، عن أبي الزبير ، قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ، فمرت به امرأة فأعجبته ... نحوه إلى : صورة شيطان ) ولم يذكر ما بعده ، هذا كأنه أولى بالصواب من الذي قبله " انظر " السنن الكبرى " (8/235)
لذلك قال الإمام الذهبي رحمه الله – بعد أن سرد هذا الحديث وغيره -:
" هذه غرائب ، وهي في صحيح مسلم " انتهى من " سير أعلام النبلاء " (5/385) .
الحديث الثاني :
عَنْ مُعَاوية بن صَالِح عَن أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَرَازِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي أَصْحَابِهِ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ وَقَدْ اغْتَسَلَ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كَانَ شَيْءٌ ، قَالَ : ( أَجَلْ ، مَرَّتْ بِي فُلَانَةُ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي شَهْوَةُ النِّسَاءِ فَأَتَيْتُ بَعْضَ أَزْوَاجِي فَأَصَبْتُهَا ، فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا ، فَإِنَّهُ مِن أَمَاثِلِ أَعْمَالِكُمْ إِتْيَانُ الْحَلَالِ ) .
رواه الإمام أحمد في " المسند " (29/557)، والطبراني في " الأوسط " (4/159) وقال : " لا يروى هذا الحديث عن أبي كبشة إلاّ بهذا الإسناد ، تفرد به معاوية بن صالح ".
وهو إسناد ضعيف بسبب أزهر بن سعيد الحرازي ، ترجمته في " تهذيب التهذيب " (1/203)، وفي " الطبقات الكبرى " (7/460) ، وفي " تاريخ الإسلام " (3/370) وليس فيها أي نقل عن توثيق أو تجريح ، فهو مجهول الحال . ووصفه ابن سعد بقوله : " كان قليل الحديث ".
وأما معاوية بن صالح ، فهو وإن حسَّن حديثَه بعض أهل العلم ، إلا أنه قد ضعفه الكبار من أهل الجرح والتعديل أمثال : يحيى بن سعيد القطان ، وأبو حاتم الرازي ، ويحيى بن معين . انظر " ميزان الاعتدال " للذهبي (6/456) .
الحديث الثالث :
رواه كل من ( إسرائيل بن يونس ، وسفيان الثوري )، عَنْ عبد اللَّه بن حلاَّم ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : ( من رأى منكم امرأة فأعجبته فليواطئ أهله ، فإن معهن مثل الذي معهن ) .
هكذا رواه سفيان الثوري موقوفا كما في " المصنف " لابن أبي شيبة (4/321) .
ورفعه إسرائيل بن يونس ، فجعله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر معه الحادثة السابقة .
ولكن المحدثين قالوا : إن رواية سفيان الثوري أقوى وأثبت ، فهو أوثق من إسرائيل بن يونس ، وقد جزم بترجيح الموقوف الإمامان : أبو حاتم الرازي كما في " العلل " (3/673) ، والدارقطني ، كما في " العلل " له (5/197) ، وانظر " تحقيق جزء من علل ابن أبي حاتم " (2/183-192) .
هذا فضلا عن أن عبد الله بن حلام ، قال عنه الإمام الذهبي في " ميزان الاعتدال في نقد الرجال " ( 4 / 87 ) : " لا يكاد يُعرف ".
والخلاصة أن الأظهر عدم ثبوت نسبة الحادثة المذكورة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإخراج الإمام مسلم لها إنما يفيد ثبوت أصل الحديث ، وهو الجزء القولي في الحديث ، ولهذا ذكر الوجه الآخر معها ، كما سبق ، أما تصحيح كامل السياق والسبب الوارد في رواية ( حرب وهشام ) عن أبي الزبير عن جابر ، فليس ذلك بلازم في منهج الإمام والتزامه في صحيحه .
والله أعلم .