بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
قصص غير صحيحة عن النبي مع المرأة
الأجنبية
قيلت عن إعجاب النبي ببعض النساء لما رآهن
#- فهرس:
:: الفصل
الرابع:: في تفسير كلام العلماء لحديث
(النبي رأى امرأة فأعجبته) – سبب نكارة وبطلان حديث (النبي
رأى امرأة فأعجبته) وحديث (مرت
بي فلانه فوقع في قلبي شهوة النساء) ::
1- س5: كيف عند بعض العلماء تم قبول وشرح
حديث (النبي رَأَى امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ) وحديث (مرت بي فلانه فوقع في قلبي شهوة
النساء) ؟
2- س6: لماذا القصة باطلة وغير صحيحة في حديث (النبي رَأَى امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ) وحديث (مرت بي فلانه فوقع في قلبي شهوة
النساء) ؟
#- أولا: فيما يتعلق بالسند.
#- ثانيا: فيما يتعلق بالمتن.
#- ثالثا: مناقشة خاصة مع الذين يبررون صحة هذه القصة. (عاوزك تستمتع).
#- رابعا: ملحوظة هامة جدا: فيما يتعلق حول حقيقة إنكاري لقصة رؤية النبي لأمرة فأعجبته أو من خلال مرورها فوقعت الشهوة في قلبه.
3-
س7: هل جاء حديث قيل
فيه أن من مرت به امرأة فأعجبته ثم رفع رأسه للسماء يزوجه الله بحور العين ؟
**********************
:: الفصل الرابع ::
**********************
..:: س5: كيف عند بعض العلماء تم قبول وشرح
حديث (النبي رَأَى امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ) وحديث (مرت بي فلانه فوقع في قلبي شهوة
النساء) ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- غالب العلماء يقبلون حديث (النبي رَأَى امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ) وحديث (مرت بي فلانه فوقع في قلبي شهوة
النساء) .. وكأنها شيء عادي ولا يوجد فيه ما يسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..
وهذا رأيهم .. وقبل أن أذكر لك بعضا من أقوالهم فأذكرك بالحديث الذي سيتم الكلام
عنه ..
- هو ما جاء عن هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً .. فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ .. وَهِيَ تَمْعَسُ
مَنِيئَةً لَهَا .. فَقَضَى حَاجَتَهُ .. ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ ..
فَقَالَ: إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، وَتُدْبِرُ فِي
صُورَةِ شَيْطَانٍ .. فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ
.. فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا
فِي نَفْسِهِ) رواه مسلم والترمذي وغيرهما كما سبق وذكرنا
ذلك في الفصل السابق.
- أما عن الحديث الذي جاء .. عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ
الْحَرَازِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا
فِي أَصْحَابِهِ .. فَدَخَلَ
ثُمَّ خَرَجَ وَقَدِ
اغْتَسَلَ ..
- فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ كَانَ
شَيْءٌ ؟
- قَالَ: أَجَلْ .. مَرَّتْ بِي فُلَانَةُ ..
فَوَقَعَ فِي قَلْبِي
شَهْوَةُ النِّسَاءِ .. فَأَتَيْتُ بَعْضَ أَزْوَاجِي .. فَأَصَبْتُهَا ..
فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا .. فَإِنَّهُ مِنْ أَمَاثِلِ أَعْمَالِكُمْ
إِتْيَانُ الْحَلَالِ) رواه أحمد ..
- فهذا الحديث يتم إلحاقه بالتبعية في شرح
الحديث الأول .. لأن الحديثين عند عموم العلماء هو قصة واحد .. ونصوص
يشهد بعضها لبعض .
#- أولا: من أقوال العلماء:
1- قال الإمام بن العربي رحمه الله (المتوفى:543 هـ):
- هذا حديث غريب المعنى .. لأن الذي جرى للنبي كان سرا ..
لم يعلمه إلا الله .. ولكنه أذاعه عن نفسه .. تسلية للخلق .. وتعليما لهم .. وقد
كان آدميا ذا شهوة .. ولكنه كان معصوما عن الزلة .. وما جرى في خاطره حين رأى
المرأة أمر لا يؤاخذ به شرعا .. ولا ينقص من منزلته .. وذلك الذي وجد في نفسه من
إعجاب المرأة له هي جبلة الآدمية التي تتحقق بها صفتها .. ثم
غلبها بالعصمة .. فانطفت .. وجاء إلى الزوجة .. ليقضي فيها حق الإعجاب والشهوة
الآدمية بالاعتصام والعفة. (راجع عاضة الأحوذي ج1 ص94).
2- قال الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله
(المتوفى:656 هـ):
- تحذير: لا يُظنُّ برسول الله صلى الله عليه وسلم -
لَمَّا فعل ذلك - ميلُ نَفسٍ .. أو غلبة شهوة - حاشاه عن ذلك .. وإنما فعل ذلك لِيَسُنَّ
.. وليُقتدى به .. وليحسمَ عن نفسه ما يتوقع وقوعه. (المفهم من لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ج4 ص91).
3- قال الإمام
النووي رحمه الله (المتوفى:
676هـ):
- قال العلماء: إنما فعل هذا بيانا لهم وإرشادا
لما ينبغي لهم أن يفعلوه فعلمهم بفعله وقوله وفيه أنه لا بأس بطلب الرجل امرأته
إلى الوقاع في النهار وغيره وإن كانت مشتغلة بما يمكن تركه لأنه ربما غلبت على
الرجل شهوة يتضرر بالتأخير في بدنه أو في قلبه وبصره. والله أعلم. (شرح النووي على صحيح مسلم
ج9 ص179).
4- وقال الإمام محمد بن مفلح رحمه الله (المتوفى: 763هـ):
- وإنما أتى - عليه السلام - ما فعل بيانا وإرشادا إلى ما
ينبغي فعله فعلم الناس بفعله - صلى الله عليه وسلم ..، وقد قال الأطباء " من
فوائد الجماع أنه يزيل داء العشق ولو كان مع غير من يهوى. (الآداب الشرعية ج3 ص120).
5- قال الدكتور
موسى لاشين رحمه الله (المتوفى:1430 هـ):
#- المعنى العام:
- غرس الله الشهوة في الإنسان .. كما غرسها
في الحيوان .. وهي شهوة جامحة .. كثيراً ما تدعوا وتدفع صاحبها إلى
الانحراف .. وجعل لها حدوداً ومصارف .. وللوقاية من الانحراف بها وسائل .. فنهى
النساء عن التبرج وإبداء الزينة ونهى الرجال عن النظر إلى العورات .. وأمرهم بغض
البصر .. لكن النظرة الأولى المرخص بها .. لعدم القدرة على ضبطها قد تكون سهماً
مسموماً من سهام إبليس .. فتصيب مفاتن المرأة الأمامية أو الخلفية .. ثم ترتد إلى
قلب الناظر .. فتشغله بالمرأة .. وتوسوس له السوء والفاحشة .. وبخاصة إذا لم تكن
هذه المرأة على خلق قويم .. فوصف الشارع دواء لمن أصابه هذا الداء .. إن هو تناوله
.. وعالج به نفسه برأ من الداء بإذن الله .. ذلك الدواء هو أن يذهب سريعاً إلى
زوجته فيواقعها .. فيشبع بها شهوته البهيمية .. فيعود كسلان مهدوداً غير راغب في
جنس النساء .. فالجائع إذا شبع من أي طعام انصرفت نفسه عن أشهى طعام.
#- المباحث العربية وفقه الحديث:
- (إن المرأة تقبل في صورة شيطان،
وتدبر في صورة شيطان) للمرأة مفاتنها، وأعضاء الإثارة
فيها من خلف ومن أمام، فشيطان التزين والإغراء يلازمها عند مرورها على الرجل،
فيكون رسولاً بينه وبينها .. وقال العلماء: الكلام على الكناية، ولا شيطان على
الحقيقة، وإنما هو إشارة إلى الهوى والدعوة إلى الفتنة بها، لما جعله الله تعالى
في نفوس الرجال من الميل إلى النساء، والالتذاذ بنظرهن، وما يتعلق بهن، فهي شبيهة
بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له.
- (فإذا أبصر أحدكم امرأة): هذا الإبهام فسرته الرواية
الثالثة بقولها "إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه" والمعنى إذا
أبصر أحدكم امرأة فأعجبته، فوقعت في قلبه، أي فانشغل بها قلبه وهواه وعاطفته
وشهوته، وهذا هو المقصود من الحديث، فقد يبصرها، ولا يعجب بها، ولا تقع في قلبه،
فلا يلزمه إتيان أهله.
- (فليأت أهله): في الرواية الثالثة تفسير لهذا
الإتيان، ولفظها "فليعمد إلى امرأته، فليواقعها" والزوجة يطلق عليها
امرأة الرجل وأهله.
- (فإن ذلك يرد ما في نفسه): الإشارة لإتيان أهله، أي فمواقعة
زوجته تشبع شهوته، وتكسر ثورته، وتطفئ نار غريزته. (فتح المنعم شرح صحيح مسلم ج5 ص487-488).
@- ومما ذكره الدكتور لاشين رحمه الله: وفي رواية الدارمي عن ابن مسعود أنه صلى
الله عليه وسلم "أتى امرأته سودة، وهي تصنع طيباً، وعندها نساء فأخلينه، فقضى
حاجته، ثم قال .... الحديث"، فإن صح فلا مانع من تعدد
القصة. والمقصود من وصف الزوجة وانشغالها بدبغ الجلد، أو بإعداد الطيب ووجود
النساء حتمية موافقة الزوجة مهما كانت الظروف. (فتح المنعم شرح صحيح مسلم ج5 ص488).
@- وبعد أن ذكر قول الإمام النووي فقال الدكتور لاشين رحمه
الله: أقول: وعلى الزوجة أن تستجيب لطلب زوجها، وبدون
تلكؤ، وأن تدع ما بيدها من شغل لصالحها وصالح زوجها. والله أعلم. (فتح المنعم شرح صحيح مسلم ج5 ص488).
#- خلاصة القول:
1- أن الحديث مقبول عند عموم علماء
المسلمين .. ولا يرون فيه مشكلة .. وأن هذه القصة لا حرج فيها من حيث
أنها لا تجرح في عصمة النبي في شيء .. وإلا كانوا اعترضوا عليها.. إذ أن الشهوة لا تعيبه وما فعله من جماع
زوجته كان حلالا له وليس بحرام ..
- والحقيقة أن الرواية تخل بعصمة النبي .. إذ جعلت للشيطان سلطة تأثير في نفس النبي ..
وإلا ما كان النبي قال حسب زعمهم أن المرأة تأتي وتدبر في صورة شيطان .. وهذه
الرؤية يراها الرائي من تزيين الشيطان لمفاتن المرأة في نفسية الرائي .. وقد أثبتت
الرواية تأثر النبي برؤية لتلك المرأة حتى ثارت فيه شهوته ..!!
- ومن ناحية أخرى .. كيف يجد العلماء أن سياق القصة طبيعي ومقبول حين
تقول الرواية لهم: أن النبي دخل بيته ليجامع زوجته وخرج يحكي لأصحابه أنه كان يجامع
زوجته لأنه أعجب بامرأة مرت عليه ..!!
- فهل هذا كلام طبيعي جدا ومقبول لهؤلاء العلماء ؟!!
- عجبا ..!!
2- الملاحظ في كلام العلماء .. مثل أبو بكر ابن العربي وهو يبدأ كلامه
مستغربا من هذه الرواية .. ومن طريقة هجوم أبو العباس القرطبي لمن يظن في الحديث
أن للنبي ميل نفس أو غلبة شهوة .. فهذا كله يثبت وجود شكوك في نفسية هؤلاء العلماء
إلا أن ثبوت الحديث عندهم في الصحيح جعلهم مقيدين بالدفاع عنه ..!!
- وإذا كان الحديث ليس فيه ميل نفس أو غلبة
شهوة .. كما قال الإمام أبو العباس القرطبي .. فلماذا حسب
الرواية ترك النبي صحابته ودخل ليجامع زوجته ؟!! ولماذا قال في ختام الحديث (فإن
هذا يرد ما في نفسه) ؟!!
- ثم أين في كلام العلماء مفهوم الإعجاب من النبي للمرأة التي رآها ؟!! فإذا سألت شخصا ما ما الذي أعجبك في امرأة
فسيصف لك ما الذي أعجبه .. وأكيد هذا الوصف لا يكون من خلال نظرة فجأة كما ظن بعض
العلماء ..!!
- وما سبق كان الغرض منه .. هو أن تستوعب أن نقلي لكلام العلماء ليس هو
موافقة لهم فيما ذكروه من رأي .. وإنما احتراما لهم فيما حاولوا الإجتهاد فيه لفهم
هذه النصوص .. خاصة وأنهم ليسوا من علماء تحقيق الأحاديث وإنما من شراحها.
- هذه كلها ردود فيها تكلف واضح .. والذي ألاحظه هو عدم
الإقتناع بهذه القصة .. والله أعلم.
2- أريد الإشارة لملحوظة هامة .. أن من فسروا هذه الأحاديث ليسوا
علماء في تحقيق الأحاديث وإنما هم شراح لها .. وأظنهم قد تعاملوا معها من باب أن
من رواها هو الإمام مسلم في صحيحه .. وبالتالي تم قبول هذه الأحاديث من باب أنها
في صحيح مسلم .. دون الإلتفات لسند الحديث .. لظنهم بصحته.. والله أعلم.
- ولكن عن نفسي .. فلا أميل لهذا الرأي الموافق
لصحة قصة ما جاء في تلك الروايات .. لأسباب أذكرها في السؤال التالي إن شاء الله ..
بعد أن ذكرت أن القصتين تشير لقصة واحدة .. وكلاهما واحد .. وإن كان بعض أهل
زماننا كما رأيت على الإنترنت ظن أنهما قد يكونا قصتين .. وذلك لأنه يرفض حديث
الإمام أحمد ويرى فيه أنه حديث سيء الألفاظ والمعاني .. !! وكأن حديث صحيح مسلم والترمذي
وابن حبان وغيرهم هو الذي طيب الألفاظ والمعاني ..!!
- عموما أذكر لكم سبب إنكاري واعتراضي .. على قبول تلك القصة التي
قيلت عن النبي أنه رأى امرأة فأعجبته .. أو القصة التي قالت أنه مرت بالنبي فلانه
فوقعت شهوة النساء في قلبه .. وكلا القصتين هما قصة واحدة .. وهي قصة باطلة سندا
ومتنا وغير صحيحة بالنسبة لي .. وهذا ما أوضحه في السؤال التالي .. والله ولي
التوفيق.
*********************
..:: س6: لماذا القصة باطلة وعير صحيحة في
حديث (النبي رَأَى امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ) وحديث (مرت بي فلانه فوقع في قلبي شهوة
النساء) ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لم أقبل تصحيح قصة هذا الحديث المروي عن النبي صلى
الله عليه وسلم سواء الذي جاء في حديث أن (النبي رَأَى امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ) أو حديث (مرت بي
فلانه فوقع في قلبي شهوة النساء) .. وذلك
لأسباب كثيرة تتعلق بالسند والمتن .. وإليك بيان ذلك:
#-
أولا: فيما يتعلق بالسند:
1- أسانيد طرق هذه الرواية كلها من أولها
لآخرها لم يصح منها شيئا .. وإذا كان البعض يرى تحسين الروايات اتباعا لبعض العلماء
في رأيهم .. فهذا شان من يفعل ذلك .. ولكن يبقى الضعيف هو ضعيف مهما جعلوا من
الأحاديث شواهد لبعضها البعض ليحسنوا منه ويصححوه .. لأنه في نهاية الأمر ليس بحجة
في إثبات شيء أو إقراره .. وذلك للضعف الذي فيه .. ولكن على المؤمن أن يعرف أن من
العلماء من يقول بتلفيق الحديث الضعيف مع بعضه البعض ويجعل منه شواهد لبعضه البعض ليجعل
منه حديث حسن .. وهذا المنطق وإن وافق البعض عليه من علماء الحديث .. فالبعض لم
يوافق عليه .. وعن نفسي فأميل للرأي الثاني .. لأن هذا دين وكلام منسوب لنبي .. مش
قصص مروية في الإسرائليات ..!!
2- هذه القصة التي قيلت عن النبي من أنه رأى امراة فاجبته
ووقع في قلبه شهوة النساء .. الأشبه
فيها أنها من كلام بعض الصحابة .. ولا علاقة للنبي صلى الله عليه وسلم
بالمسألة .. وتم دسها على النبي بالخطأ أو عمدا .. ودليل ذلك:
أ- (أثر ضعيف) .. جاء عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُلَّامٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود: (مَنْ رَأَى مِنْكُمُ امْرَأَةً
فَأَعْجَبَتْهُ، فَلْيُوَاطِئْ أَهْلَهُ .. فَإِنَّ مَعَهُنَّ مِثْلَ الَّذِي
مَعَهُنَّ) رواه ابن أبي شيبه في مصنفه .. موقوفا على على كلام الصحابي بن مسعود وليس من كلام
النبي ..!!
ب- (أثر ضعيف) .. جاء عن أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْبَابْلُتِّيُّ، ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ
عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: (أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ
فَرَأَى امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ , وَانْصَرَفَ رَاجِعًا حَتَّى أَتَى بَيْتَهُ
فَأَعْجَلَ امْرَأَتَهُ وَإِنَّهَا لَتُعَالِجُ بَعْضَ عَمَلِهَا فَأَصَابَهَا ..
- قَالَتْ: مَا شَأْنُكَ؟ ؟؟
- قَالَ: رَأَيْتُ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْنِي
.. فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَقْضِيَ شَهْوَتِي .. وَإِنَّمَا هُنَّ النِّسَاءُ
بَعْضُهُنَّ مِنْ بَعْضٍ ..
- وَكَانَ يُقَالُ إِذَا رَأَيْتَ امْرَأَةً
تُعْجِبُكَ فَانْطَلِقْ حَتَّى تَأْتِيَ أَهْلَكَ إِنْ كَانُوا بِحَضْرَتِكَ ..
وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا بِحَضْرَتِكَ فَاهْوِ إِلَى السَّمَاءِ فَارْدُدْ إِلَيْهَا
بَصَرَكَ؛ يَنْقَلِبُ إِلَيْكَ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ) رواه الطبراني في مسند الشاميين ... (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. وفيه انقطاع بين (شريح بن
عبيد) وبين أبي الدرداء .. لأن شريح لم يسمع من أبي الدرداء ..، وفيه (يحيى بن عبد
الله الضحاك) وهو ضعيف الحديث .. (راجع تحرير تقريب التهذيب حديث رقم 7585) ..
#- والشاهد
من الإستدلال فيما سبق بالرغم من ضعف حديثي الصحابيين "بن مسعود وأبي
الدرداء":
- أن
بعض أهل زماننا قد يقول: أن هذا ليس من كلام الصحابة ويعترض بقوة ويقول أن هذه الروايات
عن الصحابة ضعيفة ..
- حسنا: فلماذا لم تستحي وتقول أن الروايات عن النبي
هي أيضا غير صحيحة ؟!!
- أم هو فقط الإنتصار لصحيح مسلم من أجل بقاء هيبته
في النفوس تعظيما له ؟!!
- أم لك غرض آخر غير البحث العلمي والحيادية في تحقيق
النتائج ؟!!
- ولا الكلام على إيه علشان أفهم دماغك ؟!!
3- رواية هشام عن
أبي الزبير عن جابر .. وهي أقوى سند في رواية (رأى النبي امرأة فأعجبته) .. وقد أتت بهذه الألفاظ
المنسوبة للنبي كالآتي:
أ- مرة قيل: (فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ ..
فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي
نَفْسِهِ) رواية هشام - عند مسلم .
ب- ومرة قيل: (فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً أَعْجَبَتْهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ
.. فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي
مَعَهَا) رواية هشام -عند الترمذي وابن حبان.
ج- مرة قيل: (ففَمَنْ أَبْصَرَ مِنْكُمْ مِنْ ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ فَلْيَأْتِ
أَهْلَهُ .. فَإِنَّ ذَلِكَ لَهُ
وِجَاءً) رواية هشام - عند النسائي.
د- ومرة قيل: (فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ .. فَإِنَّهُ يُضْمِرُ مَا فِي نَفْسِهِ)
رواية هشام - عند الطبراني.
@- فأي لفظ منهم هو لفظ النبي
والراوي واحد (هشام عن أبي الزبير عن جابر) ؟!!
- وإذا أضفنا الرواية التي يرى بعض العلماء
تحسينها .. وهي رواية أزهر بن سعيد عن أبي كبشة الأنصاري .. والتي
جاء في آخرها: (فَإِنَّهُ مِنْ أَمَاثِلِ أَعْمَالِكُمْ إِتْيَانُ الْحَلَالِ)
- فيكون أصبح لدينا خمسة أقوال مختلفة
الألفاظ .. ولا يوجد سوى قولين فقط متشابهين من بعضها وهما رواية (يرد ما في نفسه) و
(يضمر ما في نفسه) .. وما عدا ذلك فأقاويل مختلفة .. "هذا ولم أذكر ما جاء في
الروايات الضعيفة من أقوال" فانتبه ..!!
- فأي قول من
هذه الأقاويل قاله النبي ؟!!
- والذي يرى تكرار القصة .. فماذا ستقول في الروايات التي قيلت عن (هشام)
وهو راوي واحد وبنفس السند ؟!!
- وإذا كان هذه الروايات ألفاظها بتصرف من
الرواة .. فما يدرينا أن أصل القصة تم اضافتها تلفيقا من بعض الرواة خاصة وأن السند
لم يصح .. ولا يوجد سند واحد موصول وسليم في ذكر هذه القصة ..!!
#-
ثانيا: فيما يتعلق بالمتن:
- فلنناقشه
بهدوء .. وطول بالك لو سمحت:
1- من الذي أخبر هؤلاء الرواة .. بأن النبي حينما دخل بيته وكان يوجد فيه نساء
وحينما رأين النبي خرجن من المنزل لينفرد بزوجته ؟!! بل وبعض الروايات حكت أن
هؤلاء النسوة كن يصنعن طيبا وهو نوعا من العطر أو البخور يستخدم في المنازل.
- إذ أن الرواية ليس فيها أن النبي قال بذلك ؟!!
2- الروايات قالت في تلك القصة .. أنه وقع في قلب النبي شهوة النساء .. وهنا
نسأل سؤال بسيط :
- هل نحن نتكلم عن قلب نبي ولا بنتكلم عن قلب صبي ؟!!
- أكيد نتكلم عن قلب نبي ..
- إذن: هل تعتقد أن المشغول قلبه بمولاه .. قد ينشغل
قلبه بسواه ..؟
- أكيد ..لا ..
- وطالما هو ..لا .. فكيف يقال أنه وقع في قلبه شهوة النساء .. ؟!!
3- وكيف يمكن ولو مجرد الظن أنه وقع في
قلب النبي شهوة النساء .. وقلبه في حجاب عن الغيرية (عن غير الله) .. لكونه محلا محفوظا فقط لتنزلات القرآن .. إذ قال تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ) الشعراء193-194.
- فهل من كان هذا
حاله .. يقع في قلبه شهوة النساء ؟!!
- ما لكم كيف تحكمون ..؟!!
- وكيف لا تجدون تعارض بين هذه القصة المروية في
الأحاديث والقرآن ؟!!
4- الرواية الصحيحة حسب من زعم وقال
بصحتها قد أتت بلفظ: (وقع في قلبي
شهوة النساء) ويؤكد هذا ما جاء في رواية صحيح مسلم (إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ .. فَوَقَعَتْ
فِي قَلْبِهِ) .. إذن وقوع الشهوة يكن في القلب حسب هذه الروايات التي قالوا
بتصحيحها .. والتي
أنكر تصحيحها أصلا .. ولا يمكن أن تصح .. ليه ؟
- لأن الشهوات أصلا محلها النفس وليس
القلب .. قال تعالى: (وَلَكُمْ فِيهَا
مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) فصلت:31
..، لأن الشهوة من احتياجات الجسد .. ولذلك
قال جل شأنه: (أنفسكم) لتفهم أن المتعة الأخروية
هي متعة جسدية مادية وروحية أيضا .. وليست روحية فقط كما يزعم النصارى وغيرهم..!!
- وعشان تتأكد أن الشهوة احتياج جسدي بحت .. لو خلعت امرأة ملابسها أمام أعمى هل
سيأتثر بشيء ؟ لا .. ولكن لو لامست بجسدها جسده فسينفعل فورا .. فالمسألة لا علاقة
لها بالقلوب وإنما بالأجساد .. فافهم وكن بصير.
- أما قوله: (فَلَا
تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) الأحزاب:40 .. والمرض هنا مرض الفجور بحب الحرام فيتحرك
الجسد لقضاء شهوته .. ولا يقال تحرك القلب ليقضي شهوته ..!!
- وما سبق كافي جدا .. لإسقاط متن هذه الأحاديث التي ظن البعض صحتها
.. وإسقاط القصة التي تتعلق بها .. لأنهم جعلوا محل الشهوة هو القلب .. وهذا مخالف
أصلا للقرآن .. ولذوي الأفهام ..!!
#- عموما .. إذا كان ما سبق يصعب الإجابة عليه .. فدعنا نناقش المسألة من حيث بشرية النبي ..
- وسأتغافل
عن كل ما سبق .. طالما البعض يحلو له المجادلة .. ولنكمل المناقشة .. وتعالوا
نشوف أن القصة باطلة حتى لو افترضنا أننا نتكلم عن بشرية النبي أو أن المسألة
تعليم من النبي كما زعم البعض..
5- هل المشكلة في رؤية النبي لامرأة (على افتراض مجرد رؤية
لشخص يمر أمام الناظر) ؟
- أكيد .. لا ..
- إذن: أين المشكلة هنا ؟
- المشكلة في كونك تظن أن النبي رأى امرأة وأعجبته .. حتى تأثر من
رؤيتها أمامه ووقعت شهوة النساء في قلبه .. وهنا المشكلة .. ليه ؟
- لأن مجرد النظر لامرأة .. لا يكسب الرجل هياج شهوة في النفس .. وتحريك شهوة القلب يتطلب وقتا مع أضعف الرجال فما بالنا بسيد الرجال ؟!!
- وهذا يعود بنا للفظ (أعجبته)
.. وهذا معناه أنها لم تكن نظرة عابرة ولا نظرة فجائية كما يبرر البعض ذلك بل نظرة
تمعن .. إذ كيف تكن نظرة فجائية ويترتب عليها هياج شهوة في رجل وهذا لا نتصوره في
أحوال غالب الرجال وليس في حق نبي ؟!!
- وبالرغم من أن لفظ (رأى امرأة
فأعجبته) ليست من قول النبي في ذلك الحديث .. ولكن في ختام الحديث
نسبوا للنبي أنه قال: (فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ
امْرَأَةً أَعْجَبَتْهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ ...) وهذا هو سبب قول
الراوي بداية القصة لفظ (أعجبته) .. وكأن النبي كان يبرر للصحابة سبب فعله الذي
فعله وهو دخوله منزله وجماعه لزوجته .. بأن سبب حدوث ذلك هو أن امرأة مرت عليه فأعجبته
وأثرت في نفسيته .. !!
- وما سبق كلام لا أظن مؤمن يتصوره في حق أي نبي وليس فقط في
حق النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..!
-
ملحوظة هامة: كلامي السابق كله على النبي من حيث كونه بشر وليس من حيث
كونه نبي .. وكذلك كل ما سيأتي في نقدي لهذه القصة فإنما هو من حيث كلامي عن النبي
من حيث كونه بشر .. لأنه لوتكلمت على النبي من حيث كونه نبي .. فلا شك أن هذه
القصة مكذوبة على النبي بنسبة مائة في المائة ..
6- ثم دعني أتوسع أكثر في مسألة رؤية
النبي للمراة التي أعجبته حتى وقع في قلبه شهوة النساء .. فأقول: هل حينما نظر النبي للمراة
التي أعجبته .. كانت عن نظرة مفاجأة له أم غير ذلك ؟
#- وهنا ياخذنا
العقل في اتجاهين كلاهما أحقر من الآخر لو اعتقدناه:
- الأول: لو قلنا أنها نظرة الفجأة .. فعلى هذا سيتطور
الكلام لمنعطف آخر سيء جدا من الكلام .. لأنه إذا كان في نظرة الفجأة حدث ذلك ..
فهل هذا كان حال كل المؤمنات اللاتي تكلم معهن النبي ؟!!
- الثاني: وإذا لم تكن نظرة فجاة .. فهل تأمل النبي في
مفاتنها ولذلك أعجبته فهاجت فيه الشهوة حتى ذهب لجماع زوجته ؟!!
- وهذه
إشكالية أتركها للعلماء الأفاضل ليجيبوا عنها من محبي تصحيح هذه القصص.. التي هي أصلا
غير صحيحة من أساسه ..!!
7- أما لو تكلمنا على رواية (مرت أمامي
فلانه .. فوقعت في قلبي شهوة النساء) .. فهذا معناه أحد أمرين كلاهما
أحقر من الآخر ..
- الأول: أن يقال أن المرأة التي مرت على النبي كانت
في حضور الصحابة .. وهم رأوها مثله .. وبالتالي فهذا معناه أن الصحابة لم يتأثروا
والنبي تأثر .. وهذا معناه انها لم تكن نظرة فجأة وإنما نظرة تمعن .. وهذا من أحقر
ما يمكن أن يظنه مؤمن في النبي ..!!
- الثاني: أن المرأة رآها النبي في موقف آخر ولم يكن
الصحابة حاضرين فيه .. وقد تكون زارته لسؤاله في شيء .. أو مرت به وهو جالس في
مكان ما .. ولما أتاه بعض الصحابة فجالسوه .. فكان أثناء جلوسه معهم كان خياله
منشغلا بهذه المرأة حتى لم يستطع أن يتمالك نفسه حتى ترك أصحابه .. ودخل بيته
ليجامع زوجته وخرج ليحكي لهم ما حدث لما سألوه ما سبب ابتعاده عنهم هذا الوقت
بصورة مفاجأة ..، وهذا التصور أيضا لا يقل حقارة عن التصور السابق .. !!
- فسواء ظن المؤمن في نبيه: أنه جلس يتمعن في امرأة حتى استثار إذ لا
استثارة في نظر الفجأة .. أو ظل خبيال امرأة يراوده فترة من الزمن حتى لم يتمالك
نفسه .. فنحن لا نتحدث عن نبي حينئذ وإنما عن شخص من أضعف ما يكون في تمالك نفسه ..
وهذا ليس من أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم ..، وليس النبي هو من يتلاعب الشيطان
بخياله .. ولا هو الذي لا يغض بصره لو كان المسألة فيها إعجاب .. إذ كيف يقول له
الله: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور:30 ..
- فإذا كان الله أمر نبيه بأن
يأمر أمته بغض البصر .. فكيف له هو أن يفعل ذلك حتى يثار جنسيا ؟!!
8- كيف يمكن الإعتقاد أو حتى مجرد الظن ..
أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وقت في قلبه شهوة النساء لمجرد مرور امرأة
أمامه .. في حين ان الواقع يكذب هذه القصة بنسبة مائة في المائة .. كيف ذلك ؟
- تقول السيدة عائشة: (كانَ النبيُّ
صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُ ويُبَاشِرُ وهو صَائِمٌ، وكانَ أمْلَكَكُمْ
لِإِرْبِهِ) صحيح البخاري .. والإرب هو العضو أو التحكم في النفس عموما
.. والمباشرة هنا هي المعانقة والمداعبة البسيطة .. ومع التقبيل أو المداعبة ولم
يتحرك فيه شهوة جماع أو حدوث إنزال بدون جماع .. وكانت السيدة عائشة من أجمل
النساء وأبيضهن وأصغر زوجاته ..
- فكيف بعد ما سبق .. تقول رواية أن النبي وقع في قلبه شهوة النساء
لمجرد رؤيته لامرأة ..!!
- فعن أي نبي
هذا يتحدثون ؟!!
- بقى بذمتك بعد اللي قولتهولك .. ثم تظل تصدق هذه القصة المزورة
على النبي .. فأنت تكون بذلك شخص بتحترم عقلك ؟!!
- صراحة .. لا أظن أنك تحترم عقلك ..!!
9- ثم يأتي معنا سؤال خطير وهو التالي:
- قوله (تقلب - وتدبر في صورة شيطان): أي في صورة شيطان يزينها الشيطان في نفس الرآئي .. وليس المراة هي التي
شيطان يقبل ويدبر.. لأن الصورة هي من يراها الرائي .. ووصف الصورة بالشيطان لكونه
هو من يزين مفاتنها في نفسية الرائي ويحرضه على رؤيتها .. حتى تعجبه وتجد مسلكا في
نفسية من يراها .. ويترتب على ذلك رد فعل وهو هياج الشهوة في النفس.
- فهل تظن أن النبي صلى الله عليه
وسلم حدث معه ذلك ؟!!
- أكيد .. لا .. لأننا لا نتحدث
عن صبي ..!!
- وإذا كان
هذا كلام منكر
قوله في حق ولي .. فكيف تستبيح أن تنسبه إلى النبي ؟!!
10- ثم يأتي معنا سؤال أخطر مما سبق:
- عند قراءة جزئية أن (المرأة تقبل في
صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان) .. فهل معنى ذلك أن تزيين الشيطان لمفاتن
المرأه في نفس من يراها من الرجال .. قد ظهر أثره على النبي صلى الله عليه وسلم ..
بدليل أن الشهوة وقعت في قلبه لما رآها فحركت فيه الشهوة .. !!
- فهذا معناه حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أثر فيه
الشيطان ففتنه برؤية هذه المرأة .. ؟!
- وكيف يمكن حدوث ذلك .. وهو الذي قرينه من الشيطان لا يأمره إلا
بخير ؟!!
- ثم بعد ما سبق من المفترض مني كمؤمن .. أنك تنتظر مني أن أصدق هذا الكلام بأن
الشيطان أثر في النبي فجعله يعجب بهذه المرأه ؟
-
آسف .. لا أصدق.
- فإذا كنت تظن أن النبي تلاعب الشيطان
بخياله .. فظل مشغول بالمرأة التي رآها حتى استولت عليه وظلت
صورتها منطبعة في نفسيته ..؟
- فأنت بتصورك هذا في ضلال بعيد عن فهم القرآن ..
لأن سلوك قوة الخيال بالباطل في نفس النبي تعني سلوك تزيين الشيطان في نفس النبي وتأثيره
عليه .. وهذا محال بنص القرآن أصلا .. بل وباعتراف إبليس إذ قال الله عنه: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي
الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلَصِينَ) الحجر:39-40.
- فهل النبي ليس من المخلصين حتى يزين له الشيطان في
نفسه ؟!!
- بكل تأكيد .. النبي هو سيد المخلَصين والمخلِصين ..
- فكيف يمكن الظن أن رؤية المرأة أثرت في نفسية
النبي من حيث كونها صورة شيطان تم تزيين مفاتنها في النفس ؟!!
11- ثم يظهر معنا بعد ما سبق .. سؤال عابر ومهم ..
- لماذا يخبر النبي الصحابة بهذا الموقف أصلا .. أليس
هذا من جملة البلوى ومن الأفضل الستر عليها ؟!! أم نشرها بين الناس ؟!!
- ألم يكن يكفي أن يخبرهم فيقول مثلا: "أن من يفتن بامرأة وكان متزوجا فليجامع
زوجته" .. ويذلك يكون قد انتهى التوجيه والإرشاد ... ؟!!
- فما علاقة ذكر هذه القصة للصحابة بالتوجيه ؟!!
#-
لأن الجواب ببساطة: هذه القصة منسوبة للنبي بالباطل .. وتم أخذها
من كلام الصحابة أنفسهم وصبغوها بالصبغة النبوية ..!! وفساد أسانيد الروايات يؤكد
ذلك ..
12- ومن الغريب في هذه الروايات .. أنها لم تذكر ماذا يفعل الغير متزوج لو
أعجبته امرأة ؟ وماذا يفعل المتزوج لو كانت زوجته مريضة مثلا أو لها عذر شرعي ؟ بل
ولم يسأل النبي أي أحد ممن حضره وجالسه ماذا يفعل غير المتزوج ؟!!
- فهذا الأسئلة من بديهيات العقل .. حينما يسمع أحد جملة (فليأت أهله) .. فماذا
يفعل من ليس لديه أهل أي زوجه ؟!!
- فالذين قالوا أن فعل النبي للإرشاد
والتوجيه .. هم لم يجيبوا على هذه المسائل .. هروبا منها لأنه لا
إجابة لها .. إذ لو كان هذا إرشاد من النبي لكان أرشد أمته على العموم سواء المتزوج
أوغير المتزوج .. !!
13- إذا كان يوسف عليه السلام .. الذي غلقت عليه الأبواب مع أجمل نساء الأرض
وقد تكون أظهرت له من مفاتنها ما أظهرته لتثيره .. ومع ذلك حاول الهروب منها ولم
يكن متزوجا آنذاك .. فهل يمكن الظن أن سيد الانبياء والمرسلين أعجب بامرأة لمجرد أنها
مرت عليه وحركت في قلبه شهوة النساء .. ؟!!
- بقى ده كلام يا جماعة العقلاء ؟!!
14- يتبقى النقد الاخير لهذه الرواية وهي أن الحقيقة في هذه هذه القصة المنسوبة
للنبي هي قصة لم تحدث .. لفساد السند والمتن .. ولا يمكن قبولها.. لا علماء ولا
عقلا .. ولو كان العلماء الذين شرحوا الاحاديث انتبهوا لما في تلك الروايات من علل
لتركوها ..
#- ثالثا: مناقشة خاصة مع الذين يبررون صحة هذه القصة ..
- على الإنترنت وفي بعض الكتب .. تجد البعض يحاول تصحيح هذه القصة بأي طريقة
.. دون أدنى اعتبار لما في هذه القصة وإنما فقط هو يريد أن لا يظهر أن في صحيح
مسلم أي أحاديث ضعيفة ..!!
- عموما .. دعني أناقشهم بهدوء وبأسئلة بسيطة جدا .. حتى
يتبين للقاريء ما خفي عنه من حال بعض أهل زماننا "إن كانوا يعلمون بضعف تلك
الروايات وبطلان تلك القصة ثم لازالوا يصرون على نشرها بين الناس".. فأقول:
1- هل من وجهة نظر حضراتكم .. أن من الخلق العظيم أن يجامع النبي زوجاته
ويخرج على الناس فيخبرهم بذلك ؟!!
2- وطالما النبي قدوة للناس .. فهل يستطيع أحد من العلماء أن يفعل مثل ذلك
بين الناس فيجامع زوجته ويخرج على طلابه ويقول لهم جامعت زوجتى لأني أعجبت بامرأة
؟!!
- لا يمكن أن يجروء منهم أحد فعل ذلك .. وهم الذين يقولون أن فعل النبي للاقتداء
والإرشاد .. وافترضوا صحة القصة وهي أصلا لم تصح ..!!
3- ولكن الملف للنظر أنك تجد عند
البعض لا مانع من أن يتكلم على النبي بهذه القصة المنكرة متنا والتالفة سندا .. ولكن عن نفسه فهو صاحب الفضيلة والخلق القويم
..!!
- فهو لا يرضها لنفسه .. ولكنه قد ارتضاها لنبيه .. !!
- عجبا لهذه النفوس في زماننا ..
4- ثم نجد البعض .. ليتهرب من كلمة الرؤية والنظرة التي جاءت في
الحديث .. فيقول بقول بعض العلماء أنها نظرة فجأة ..
- وهنا نقول: وهل نظرة المفاجأة يترتب عليها إعجاب يثير
شهوة في النفس ؟! لامرأة تسير مستورة بالكامل في شارع من شوارع المدينة المنورة وكيف
ذلك إذا كانت مفاجاة ومن المفترض تغيير اتجاه الوجه على رؤية الفتنة حينئذ ؟!!
- وبعدين يا تزعم صحة الحديث .. لماذا تخترع نظرية "نظرة الفجأة" ..
؟!!
- فهل قال أحد أن الإعتراض على النظرة في حد ذاتها لتبرر
انها "نظرة الفجأة" ؟!!
- إذ ليس المشكلة بنظرة النبي للمرأة أو
رؤيته لها .. حتى لو ظل ناظرا لها وهو يحدثها لوقت طويل .. فهذه ليست
مشكلة عندي ولا عند أي عاقل أصلا .. إذ من الطبيعي أن يحدث النبي الناس سواء رجال
أو نساء .. وإنما المشكل هو
هياج الشهوة عند النبي صلى الله عليه وسلم لمجرد الرؤية أو النظرة .. في
حين أنه أملك الناس لنفسه في وقت الإنفعالات .. وهذا مفهوم معنى كلام السيدة عائشة
نفسها عن قوة النبي في سيطرته على نفسه لأنه أملك لها .. فيما قد يجرد باقي الرجال
ملابسهم لو تعرضوا لموقف فيه إثارة .. !!
5- اما أن يأتي شخص على الإنترنت .. ويذكر أن الرجل يتأثر برائحة العطر ويثار
بالنظرة وغير ذلك من
كلام خايب يريد إسقاطه على شخصية النبي ..
فهذا نقول له آسفين لحضرتك .. الكلام ده تروح تقوله لواحد صاحبك أو عن نفسك .. !!
- فإذا كنت تظن أن النبي تلاعب الشيطان بخياله وظل مشغول
بالمرأة التي رآها حتى استولت عليه وظلت صورتها فيه .. فأنت بتصورك هذا في ضلال
بعيد عن فهم القرآن .. لأن سلوك قوة الخيال بالباطل في نفس النبي تعني سلوك تزيين
الشيطان في نفس النبي وتأثيره عليه .. وهذا محال بنص القرآن أصلا .. وسبق بيان
ذلك.
#- ويبقى السؤال المحير: لماذا البعض يريد أن ينسب هذه القصة للنبي إن
كان يعلم بعدم صحة إسنادها فضلا عن نكارة متنها ؟!!
#- رابعا: ملحوظة هامة جدا: فيما يتعلق حول حقيقة إنكاري لقصة رؤية النبي لأمرة فأعجبته
أو من خلال مرورها وقعت الشهوة في قلبه .. وإليك بيان ما أريدك أن تعرفه:
1- سبب إنكاري لقصة المرأة التي رآها
النبي فأعجبته وذهب ليقضي حاجته مع زوجته .. ليس للمسألة علاقة بالشهوة ولا حتى بالنظرة
.. وإنما له علاقة يسند الحديث وخلل في متن القصة ..
2- إذ قد يصور لك عقلك .. أن اعتراضي على الحديث من أجل ما أتى في
الحديث من الكلام عن النظرة أو الشهوة ..!!
- لا يا أفندم .. أنت فاهم غلط تماما .. فالذي يقول بذلك هم
جماعة الذكور المخصيين أو جماعة النسوان المعفنين .. إذ أن القول بأن النبي له
شهوة أو يشتهي النساء فهذا لا يعيبه وإنما كان يعيبه لو لم يكن له شهوة في النساء
.. وهذا يعلمه ويفهمه من له أدنى عقل.
- وسيدنا النبي كامل الرجولة والذكورة .. وبه نفتخر .. يعني
ولا مؤاخذه اللي يعيب على النبي لكونه يراه أن فيه شهوة .. فإنما هذا لكون من يقول
بذلك على أنه عاجز جنسيا مش عارف ياعيني يجامع في الواقع ولا في عالم الخيال ..
وإلا كان فهم يعني إيه معنى كلمة شهوة أصلا ..
- ثم ولا مؤاخذة .. هوه ليه جماعة المخصيين والمعفنيين بيتكلموا أصلا
في الموضوع ده ..؟!!
3- أما عمن يعلن حبه للقرآن وإيمانه به ..
ويظن في النبي أنه شهواني دون تحديد لمفهوم كلمة شهواني أصلا .. والتي غالبا
تدل على غبائهم العميق وجهلهم الفاضح .. إلا أن المؤمن بالقرآن عليه أن يفهم أن من
يصف أحد بالشهوانية كعيب في النبي .. فهو فيه
شبهة جحود وإنكار لكلام الله .. ليه ؟
#- يقول تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ
وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ
الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ) آل عمران:14.
- فالذي زين الشهوات في النفوس هو الله.
- وهنا نقول: أليس النبي من الناس ؟
- بلى .. هو من أكرم الناس وأفضلهم على الإطلاق ..
- إذن: فما المانع أن يستمتع بالشهوات التي وهبها الله له والتي هي موهوبة
لعموم الناس ؟!!
- وإذا كان الله خلق الناس شهوانيين .. فلماذا لم
تعترض على رب السموات والأرض وتنكر عليه فعليه وتتهمه أنه شهواني ؟!!
- ولكن لما كان الإعتراض منك على سيد الأنبياء والمرسلين لمجرد الإتهام فقط .. فقد علمنا منك ما تحمله في نفسك الحقيرة ناحية النبي صلى الله عليه
وسلم .. وإذا كنت كذلك .. فلماذا نتكلم مع نفوس حقيرة من أساسه تتصنع احترامها
للقرآن وظاهر حالهم الإنكار والجحود للقرآن زإلا فلماذا اعترضوا على ما منحه الله
لنبيه من كمال الذكورة كما منحة من كمال الأخلاق ؟!!
$- إذن خلاصة الكلام: إنكاري للحديث لا بسبب شهوة ولا نظرة .. وسبق
وقلت ليس المشكلة في أن ينظر النبي لامرأة لأن هذا طبيعي إذا تطلب الامر ذلك في
حوار واستفسار في مسألة معينة .. ولذلك يتبين أن إنكاري على الحديث لأنه فاسد
السند .. ومتن القصة فيه خلل.
- فلا النبي قال أنه مرت عليه فلانه فوقع في قلبه شهوة النساء
..
- ولا النبي رأى امرأة فأعجبته ..
- ولا النبي قال أن المرأة تأتي في صورة
شيطان وتدبر في صورة شيطان ..
- فهذا
كله من الباطل .. ورسول الله بريء منه
براءة الذئب من دم ابن يعقوب .. إذ لا يوجد سند واحد صحيح .. والمتن معيوب ..
والحديث لا يصح إلا بصحة السند والمتن .. فما بالنا لو كان كلا من السند والمتن
معيوب ..!!
- إذن: القصة باطلة ..
- والله أعلم.
#- وخلاصة القول:
- أن حديث (النبي رأى امرأة فأعجبته) وحديث (مرت علي فلانه فوقع في قلبي شهوة النساء) .. كلاهما باطل سندا ومتنا .. ولا حجة فيهما لإثبات شيء .. لمن كان منصفا وبصيرا بعد ما بلغه من العلم .. أما من يريد تصحيح وتحسين أحاديث قد ثبت ضعفها بعد ما بلغه من العلم .. لهوى في نفسه .. فهو حر في اختياره .. ولكنه ليس حر في أن يكذب علينا ويقول أن هذه أحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. من أجل هوى في نفسه.
- والله أعلم.
************************
..:: س7: هل جاء حديث قيل فيه أن من مرت
به امرأة فأعجبته ثم رفع رأسه للسماء يزوجه الله بحور العين ؟ ::..
- من غرائب الروايات التي مرت بي خلال البحث
.. وبمناسبة الإعجاب بالمرأة .. فقد وجدت رواية جاء فيها أن من تمر به امرأة
فتعجبه ويرفع رأسه للسماء فيزوجه الله بحور عين ..!!
- وهذه ليست نكته .. وإنما هو حديث مكذوب على النبي .. وإليك نص
هذه الرواية للعلم بها.
#- جاء في (حديث مكذوب) .. حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَالِمٍ، قال: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ
الْوَهَّابِ، قال: ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، قال: ثنا حَجَّاجُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ مَرَّتْ بِهِ
امْرَأَةٌ فَأَعْجَبَتْهُ فَرَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ لَمْ يَرْجِعْ
إِلَيْهِ طَرْفُهُ حَتَّى يُزَوِّجَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ) رواه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. فيه (محمد بن إبراهيم بن
سالم) وهو مجهول الحال .. (ذكره
الذهبي في تاريخ الإسلام ج11 ص668 حديث رقم 324، وذكره أبو نعيم الأصبهاني في
تاريخ أصبهان حديث رقم 1541 – وكلاهما لم يذكرا فيه جرحا ولا تعديل)
..، وفيه (الربيع بن صبيح السعدى) وهو ضعيف الحديث وإن كان هو صالح في نفسه ..
(راجع تهذيب التهذيب
ج3 ص248) ..، وفيه (هارون بن محمد
– وهو أبو الطيب) اتهمه يحيى بن معين بالكذب (راجع ميزان الإعتدال حديث رقم 9170).
- والله أعلم.
- وننتقل بعد ذلك إن شاء الله لمناقشة
القصة الثالثة والأخيرة من رسالتنا .. وهي قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من
السيدة زينب بنت جحش .. والله ولي التوفيق.
ماشاء الله ...
ردحذفايضاح واستفاضة ممتعة ..
بارك الله فيما امدك فيه ..
وجعل لك فيه قرب ووصال ..
بحبيبه الهادي حميد الخصال ..
صلى الله عليه وسلم
شكراً جزيلاً استاذ خالد
ردحذفالجميل أنك أسقط السند والمتن بالحجة والبرهان بعلم الحديث النبوي .. وذلك للعلماء
والجميل ايضا أنك لم تترك سؤال للعقل إلا وقد جاوبت عليه .. وهذا للعامة
والأجمل أنك دافعت عنه بما يليق به منه إليك لتبرئه وهو المُبرء كون هذا لا يصح في حقه .. والعجيب أنه لم ينتبه أحد للدفاع عنه ولهذا حكمة ..!!
لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظاهِرِينَ علَى الحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللهِ وفي رواية: وهُمْ كَذلكَ.
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1920
فدفاعك عنه كونه بشر ليس شهواني وهذه الأحاديث لا تصح في حقه .. قد أبليت فى إسقاطها بلاء حسنا بالحجة والبرهان .. وشكرا لك فعلك الطيب المبارك.
ملحوظة هامة .. إنتبه
جزى الله الإمام البخاري والإمام مسلم على مجهودهما .. وليسا معصومين من الخطأ..!! .. لأنهما بشر ..
إعلم أن النبي أخطأ في أمور الدنيا .. مثل حادثة تأبير النخل بظن واجتهاد منه في أمور الدنيا .. واعترف بخطأه في هذه الحادثة
واعلم أيضا أن النبي المُبلغ عن ربه أمر الدين لا يُخطئ طرفة عين (لأنه وحى يوحى)
واعلم أن الشيخين الجليلين البخاري ومسلم .. نستدل بالأحاديث الصحيحة عنهما سندا ومتنا .. وما كان فيه غموض فيتم البحث فيه بالحجة والبرهان وليس بالأهواء .. بل بالعلم
ثم اعلم أننا لسنا كمن ضرب بالبخاري ومسلم عرض الحائط واكتفي بالقرآن .. لا يا أخى .. إنما التحقيق من الأحاديث النبوية الشريفة .. لا يسيء إلى البخاري ومسلم بل إن كانا موجودين في زماننا هذا لفعلوا مثل ما فعل صاحب الرسالة (الاستاذ خالد ابو عوف) حفظه الله
والله يعينك على القادم يارب يارب يارب امين
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده
ردحذفرسالة عميقة و دقيقة جعل الله لك كل حرف نورا يقذف في قلبك
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم
يحكي أن تاجرا كان لديه ابن يشكو من التعاسة ولكي يعلمه معني السعادة , أرسله ﻷكبر حكيم موجود بذلك الزمان,
ردحذفولكي يصل اﻻبن للحكيم , مشي بالصحراء مسافة 40 يوم ,وحين وصل لقصر الحكيم وجده فخما وعظيما وكبيرا من الخارج وحين دخله سأل الحكيم :
هل لك أن تخبرني بسر السعادة ؟
فرد الحكيم : أنا ليس لدي وقت ﻷعلمك هذا السر ولكن اخرج وتمشى بين جنبات هذا القصر ثم ارجع لي بعد ساعتين..
ووضع بين يديه ملعقة بها قليل من الزيت وقال له :ارجع لي بهذه الملعقة واحرص على أﻻ يسقط منها الزيت ,فخرج الشاب وطاف بكل نواحي القصر ثم رجع إلي الحكيم فسأله :هل رأيت حديقة القصر الجميلة المليئة بالورود؟
قال الشاب : ﻻ !! فسأله مرة أخري : هل شاهدت مكتبة القصر وما فيها من كتب قيمة ؟
فرد الشاب : ﻻ !! فكرر الحكيم سؤاله : هل رأيت التحف الرائعة بنواحي القصر ؟؟
فأجاب الشاب :ﻻ !!
فسأله الحكيم : لماذا ؟
فرد الشاب : ﻷنني لم أرفع عيوني عن ملعقة الزيت خشية أن يسقط مني فلم أري شيء مما حولي بالقصر !
فقال له الحكيم : ارجع وشاهد كل ما أخبرتك عنه وعد إلي , ففعل الشاب مثل ما قال الحكيم وشاهد كل هذا الجمال
ورجع إليه , فسأله الحكيم : قل لي ماذا رأيت ؟ , فانطلق الشاب يروي ما رأه من جمال وهو منبهر وسعيد , فنظر الحكيم لملعقة الزيت بيد الشاب فوجد أن الزيت سقط منها فقال له :
انظر يا بني , هذا هو سر السعادة !! فنحن نعيش في هذه الدنيا وحولنا الكثير من نعم الخالق عز وجل ولكننا نغفل عنها وﻻ نراها وﻻ نقدرها ﻻنشغالنا عنها بهمومنا
وصغائر ما في نفوسنا ..
السعادة يا بني أن تقدر النعم وتسعد بها
وتنسي ما ألم بك من هموم و كروب مثل ملعقة الزيت نسيتها حين التفت للنعم من حولك فسقط الزيت !!
العبرة ..
قدروا النعم واشكروا الخالق عز وجل على نعمائه الكثيرة في حياتكم وأعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطأك فارض بالمكتوب حتى تنعم بالراحة والهدوء ..
ولا تفكر كثيرا فيما حل بك بل فوض أمرك لله واتركه يدبر لك امورك كيفما يشاء ولا تحزن على ما أصابك وانسى آلامك وقل قدر الله وما شاء فعل..
واستمتع بما لديك من نعم وبما تحب واحمد الله على كل حال..
فلا تعلم إلى أي مدى الله رحيم بك ولا تعلم أين يوجد الخير ..
فكل الخير فيما يكتبه ويقدره الله مهما كان .. فكن على يقين بأنه رب جميل ..
ستعيش مره واحده على هذه اﻻرض ؛ إذا اخطأت إعتذر، وإذا فرحت عبّر ؛ ﻻ تكن معقدًا فالحياة بسيطة ، واﻷهم ﻻ تكره وﻻ تحقد وﻻ تحسد ، فالله يعطي كل إنسان على قدر نواياه ولا يعلم بحال العباد إلا رب الأرباب ..
( وكن مع الله يكن معك ).
منقول.
كان هناك شيخ يعيش فوق تل من التلال ، ويملك جوادًا وحيدًا محببًا إليه ،
ردحذفوفي يوم من الأيام فرّ جواده ، فجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر ، فأجابهم بلا حزن : وما أدراكم أنه حظ عاثر؟!
وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد ، مصطحبا معه عددًا من الخيول البرية ، فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد ، فأجابهم بلا تهلل : وما أدراكم أنه حظّ سعيد؟!
ولم تمض أيام حتى كان ابنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية ، فسقط من فوقه وكسرت ساقه ،
وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيئ ، فأجابهم بلا هلع : وما أدراكم أنه حظ سيئ ؟!
وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب ، وجنّد شباب القرية ، وأعفي ابن الشيخ من القتال لكسر ساقه ، فمات في الحرب شبابٌ كثر ،
وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد ، والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر إلى ما لا نهاية في القصة ،
وليس في هذه القصة فقط ، بل في الحياة إلى حد بعيد.
*الحكمــــــه*
أهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم ؛ لأنهم لا يعرفون على وجه اليقين إن كان فواته شرًّا خالصًا أم خيرًا خفيًّا ، أراد الله به أن يجنبهم ضررًا أكبر ،
ولا يغالون أيضًا في الابتهاج للسبب نفسه ، إنما يشكرون الله دائمًا على كل ما أعطاهم ، ويفرحون باعتدال ، ويحزنون على ما فاتهم بصبر وتحمل ،
هؤلاء هم السعداء ، فإن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم الرضا بالقضاء والقدر ، ويتقبل الأقدار بمرونة وإيمان.
لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد ، فقد تكون السعادة طريقًا للشقاء والعكس بالعكس.
{لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}
منقول
خالد أبو عوف
ردحذف# إن من وجدنا فيه العزيمة على العمل مع الله بضوابط الإيمان التي طلبها الله ساعدناه ... ومن وجدنا فيه البلادة والرعونة وحب النفس... فليفارقنا وليذهب لخدام الجن و الشيطان..!!
# من رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط..!! ومن نظر للأمر على أنه إبتلاء... فليصبر على إبتلائه... أو يجتهد في الأخذ بالأسباب لدفع الضرر وهو راضيا بما تأتي به الأسباب لو كان صادقا في توكله على الله...
# الصبر= حبس النفس على ما تكره...
# من يريد أن يعيش الإبتلاء الإيماني بصدق= فعليه أن يتبع سيدنا محمد في أوقات الإبتلاء... قبل أن يوهم نفسه أنه مبتلى... فليصبر ويرضى بما يجري به القدر ولا ينزعج لنفسه وإنما يغضب لربه... ويجاهد نفسه إبتغاء مرضاة الله...
# لكن بعد الإستفراغ... وفرحنا بإخراج السحر وقتلنا العفريت وذبحنا الشيطان ... هل تتغير حياة الإنسان؟!
وبعد تفسيخ السحر... هل تتغير حياة الإنسان؟!
لو اتغيرت الحياة إلى الأفضل... فأهلا وسهلا... وإذا لم تتغير... ماذا يفعل؟ هل سيبحث على وجود سحر ٱخر؟!! (1)
(الرقية الشرعية ج 18)
=============
(1) ههههههه...
عبرة في بعض أسطر= المدونة باختصار و ببساطة شديدة...
ما يقوله سيدي خالد (في نظري)... غير ما يقوله كل الناس...
مافيش معاه يما إرحميني... عايز ترتقي ؟! شمر على ذراعيك... مافيش دنا غلبااان..!!
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
خالد أبو عوف
ردحذف# لا يوجد ما يمنع وجود السحر...
ولا غرابة أن يستفرغ السحر سواء مأكول أو مشروب... ويخرج على هيئة دود أو دم أو مسامير أو دبابيس أو غير ذلك... فكل هذا ممكن...
=============
كنت أثناء رقيتي مع الراقي (3) = الروحاني قد استفرغت مادة بيضاء تشبه الصابون ... وهو قال عنها صابون عملولها فيه سحر...
أما من كان يدعى زوجي ... هههه أستعمل زوجي للإختصار فقط...فقد إستفرغ سائل أحمر يشبه مشروب غازي عندنا بهذا اللون «martinazi » سألته إن كان شربه قبل الرقية قال :لا أما الراقي قال عنه دم...
أما أنا فأميل إلى عدم التصديق حتى لما تراه عيني... خاصة أننا تعلمنا الكثير من رسالة ( أخطاء المعالجين) فرأي يميل إلى أن اللون الأحمر هذا كان بفعل سحر التخييل... أما وقد قال سيدي خالد الذي فوق 👆...فأنا أحتاج إلى توضيح وشرح حتى أكون على بينة... لا ضرر ولا ضرار...
فأين الصواب فيما سبق...
هل ممكن يكون اللون الأحمر هو بفعل سحر جعل له في ذلك المشروب فيما سبق... أم سحر تخييل...
ملحوظة= مهما كان الجواب فهو لا يعني لي شيء الٱن... كما لم يكن يعني لي شيء في وقته...
فقط أريد الفهم وهل ظني أنه سحر تخييل صواب فأمسكه أم غير ذلك فأطرده...؟
( الرقية الشرعية ج18)
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
روائع إنتقاءات عادل هنيدي=
ردحذفأنت تقرأ وفي نفس الوقت أنت تتعلم، ترتقي، تتربى دون أن تشعر...
✓ إفهم هذه القاعدة المهمة= أحيانا يضع الله في طريقك أشخاصا تبتلى بهم... فهل تعلم أن سبب وجودهم في حياتك هو ( لصالحك؟= كي تصلح ما بداخلك) (1)
✓ كن على يقين بأن الله سبحانه يعالجك أنت من خلال هؤلاء الأشخاص و المواقف المزعجة التي تصدر منهم...
✓ عليك أن تكون متفهما= وانظر لكل شخص يدخل في حياتك... كأنه الخضر بالنسبة لموسى - عليهم السلام-
✓ نحن غالبنا قلوبنا ضيقة ..!! فلا ندخل في قلوبنا إلا أشخاصا بصفات محدد مسبقا..!! والله تعالى بواسع علمه... يريد أن يوسع قلوبنا للناس ( لبعضها البعض، فتكون مصدر حب لكل الناس وتقبل لهم...)
✓ تأكد أن كل شخص مختلف عنك..!! هو بالنسبة لك دواء تحتاجه في رحلة علاجك لصفاتك وتحسين طبائعك...
✓ مع كل شخص مختلف عنك..!! عليك أن تفهم غضبك...
✓ كم موقف حصل لك..!! وأول من وقف بجانبك أشخاص لم تتوقعهم؟!.. وكم موقف حصل لك..؟! وكان اول من خذلك فيه أقربهم إلى قلبك..؟!..(2)
============
(1) أي والله ... كلما اجتهدت في إيضاح أمري توضع لي عقبة... لعله امتحان من الله يختبر فيه صبري... والجميل في الأمر = يأتي ذلك الصوت الداخلي ليثبتني فيقول «في الوقت الذي يريد»
(2) أأكد على جودة إنتقاءاتك أخي عادل= لو أسقطتها على مسيرة حياتي لوجدتك تتحدث عني...
( الرقية الشرعية ج18)
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...